حرب إسرائيل وحماس.. ماذا يعني انضمام أيزنهاور إلى جيرالد فورد؟
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
تتجه حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس أيزنهاور" إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، على أن تنضم إلى "جيرالد فورد"، كجزء من الجهود "لردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل"، حسب ما أعلن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، يوم الأحد.
وفي بيان نشرته وزراة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أكد أوستن أن إرسال حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" (CSG) إلى المنطقة يعد جزءا من الجهود الأميركية لردع توسيع الحرب، في أعقاب هجوم "حماس" على إسرائيل.
وأوضح البيان أن المجموعة الضاربة تضم طراد الصواريخ الموجهة "يو إس إس فلبين سي"، ومدمرات الصواريخ الموجهة "يو إس إس غرافلي" (DDG 107) و مدمرة "يو إس إس ميسون" (دي دي جي 87)، و الجناح الجوي الناقل 3، مع تسعة أسراب طائرات.
وستنضم حاملة الطائرات "يو إس إس أيزنهاور" ومجموعة السفن الحربية التابعة لها إلى الحاملة "جيرالد فورد"، التي سبق وأن تم نشرها في المنطقة في أعقاب هجوم "حماس" قبل أسبوع.
وتشير الزيادة في القوات الأميركية إلى التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل و"تصميمنا على ردع أي دولة أو جهة فاعلة من غير الدول تسعى إلى تصعيد هذه الحرب"، وفق بيان "البنتاغون".
وتأتي الخطوة الأميركية الجديدة بعد مرور أسبوع على الهجوم الذي أطلقته حركة "حماس" المصنفة إرهابيا ضد إسرائيل، وفي وقت تتجه الأنظار إلى ما ستؤول إليه الأيام المقبلة، وخاصة أن الأخيرة تؤكد على نيتها إطلاق هجوم بري.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن الجنرال مايكل "إريك" كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، قوله إن "وصول هذه القوات ذات القدرات العالية إلى المنطقة يعد إشارة قوية للردع إذا فكرت أي جهة معادية لإسرائيل في محاولة الاستفادة من هذا الوضع".
وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن "انضمام أيزنهاور إلى فورد" بمثابة المرة الأولى التي يتم فيها نشر حاملتين في المنطقة منذ مارس 2020، عندما أدت الهجمات الصاروخية التي استهدفت معسكر التاجي، وهي منشأة عسكرية عراقية شمال بغداد، إلى مقتل جنديين أمريكيين وبريطاني واحد.
ما هي "أيزنهاور"؟يتمثل دور حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور"، إحدى أكبر حاملات الطائرات في العالم، في إبراز القوة العسكرية الأميركية على مسافة نصف قطرها 1000 ميل.
تعمل حاملة الطائرة بالطاقة النووية، وهي من فئة نيميتز، وتم تشغيلها في عام 1977، بينما تعتبر أول سفينة تحمل اسم الرئيس الرابع والثلاثين للولايات المتحدة.
وعلى عكس حاملة الطائرات الأصغر سنا من الدرجة الأولى، شهدت "أيزنهاور" عمليات انتشار خلال حرب الخليج في التسعينيات والحروب اللاحقة في العراق وأفغانستان، وصولا إلى الحملة الأخيرة ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.
ويمكن لـ"أيزنهاور"، حسب شبكة "سي إن إن" أن تحمل أكثر من 60 طائرة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة من طراز F/A-18، بينما يمكن لـ"فورد" نشر أكثر من 75 طائرة.
وتتمثل مهمة المجموعة الضاربة لحاملة الطائرات (أيزنهاور) في "تحقيق والحفاظ على السيطرة الجوية والبحرية وتحت سطح البحر، والاستجابة للأزمات وحماية مصالح الولايات المتحدة في أي مكان وفي أي وقت".
وذلك وفقا لمخطط معلوماتي نشرته شركة "هنتنغتون إنغالز" للصناعات، الشركة الوحيدة التي تصنع حاملات الطائرات التابعة للبحرية الأميركية.
وتشتهر المجموعة الضاربة لحاملة الطائرات (أيزنهاور) بكونها قوية ومتحركة ومرنة ومستقلة ومستدامة، وتحتوي عادةً على ما يقرب من 7500 بحار ومشاة البحرية وخمسة أنواع مختلفة من السفن.
كما تضم عادة عددا من الطائرات، الحربية والهيلوكوبتر.
وتوضح وكالة "أسوشيتد برس" أن وجود حاملتي طائرات في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط "يمكن أن يوفر مجموعة من الخيارات".
وتضيف: "يمكن أن تتفرقا وتكونا بمثابة مراكز عمليات القيادة والسيطرة الأساسية، لتغطية مساحة واسعة من المنطقة، بالإضافة إلى شن حرب معلومات".
ويمكن للحاملتين أيضا "إطلاق واستعادة طائرات المراقبة "E2-Hawkeye" التي توفر إنذارات مبكرة عند إطلاق الصواريخ، وإجراء المراقبة وإدارة المجال الجوي".
وتحمل كلتا السفينتين طائرات مقاتلة من طراز F-18 يمكنها الطيران للاعتراض أو ضرب الأهداف.
ولدى "أيزنهاور وفورد" أيضا قدرات كبيرة للعمل الإنساني، بما في ذلك مستشفى على يضم مسعفين وجراحين وأطباء، ويبحرون بطائرات هليكوبتر يمكن استخدامها لنقل الإمدادات الحيوية جوا أو للضحايا.
ويشير تقرير لموقع "بوليتكو" إلى أن "الخطوة النادرة المتمثلة في وجود حاملتي طائرات، مصحوبة بالطرادات والمدمرات والطائرات المقاتلة كجزء من مجموعاتها الضاربة، في نفس المنطقة ستكون إشارة رئيسية لحماس بأن الجيش الأميركي يدعم إسرائيل".
وقام "البنتاغون" بنشر حاملتين في الشرق الأوسط في مارس 2020 وسط تصاعد التوتر مع إيران. وفي ذلك الوقت، كانت كل من سفينة "أيزنهاور" و"يو إس إس هاري إس ترومان"، مع مرافقتيهما، تعملان في بحر العرب.
وكان البنتاغون أعلن، الثلاثاء، أن "جيرالد فورد" التي تم إرسالها إلى قبالة إسرائيل كإجراء رادع ضد "الأعداء" الإقليميين من مغبة التدخل في الحرب بين حماس وإسرائيل، وصلت إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
بعدها، أكد البيت الأبيض، الأربعاء، أن الولايات المتحدة مستعدة لنشر حاملة طائرات ثانية في شرق المتوسط لردع أطراف إقليمية عن الانخراط في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، في مؤتمر صحفي إنه من المقرر منذ فترة طويلة، قبل هجوم حماس على إسرائيل، أن تبحر حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت آيزنهاور" نحو البحر الأبيض المتوسط، مضيفا أنه يمكن "إذا اقتضى الأمر" توجيهها إلى شرق المتوسط للالتحاق بحاملة الطائرات "جيرالد فورد".
وشنت إسرائيل غارات على قطاع غزة وأعلنت فرض حصار عليها عقب الهجوم الأكثر دموية على المدنيين في التاريخ الإسرائيلي والذي نفذته حركة حماس، في 7 أكتوبر.
وأسفر الهجوم الذي شنته حماس واستهدف مدنيين بالإضافة إلى مقرات عسكرية عن مقتل المئات واختطاف العشرات، أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية العامة إن عدد القتلى الإسرائيليين جراء هجوم حماس المصنفة إرهابية ارتفع إلى أكثر من 1300 شخص، معظمهم مدنيون.
كما أسفر الرد الإسرائيلي الذي استهدف مناطق واسعة من غزة عن مقتل المئات، أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الأحد، ارتفاع حصيلة القتلى جراء القصف الإسرائيلي على القطاع ليصل إلى أكثر من 2300 قتيل، معظمهم مدنيون.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: البحر الأبیض المتوسط حاملة الطائرات جیرالد فورد یو إس إس أکثر من
إقرأ أيضاً:
إيران تفتح باب التفاوض لبيع طائرات شاهد بعد عرض أمريكي.. ما الذي نعرفه؟
قالت وكالة "مهر" الإيرانية، إنّ البعثة الدبلوماسية الإيرانية لدى الأمم المتحدة قد ردّت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" على عرض المسيرة الإيرانية الصنع التي يُطلق عليها: "شاهد"، وذلك خلال اجتماع للحزب الجمهوري الأمريكي.
وأوضحت "مهر" بأن البعثة الدبلوماسية الإيرانية أكدت في منشورها، أن طائرة "شاهد" بدون طيار، هي واحدة من أفضل أنواع الطائرات بدون طيار في العالم. فيما أشارت البعثة الدبلوماسية، في الوقت نفسه، إلى أن: طائرة "شاهد" تتمتع بقدرات ممتازة في الكشف والمراقبة والتشغيل، كما أنها ذات سعر معقول للغاية.
وأضافت البعثة الدبلوماسية الإيرانية، أنه لا يوجد أي موانع قانونية من أجل بيعها، موضّحة أنّ: "أي دولة تتعهد بعدم استخدامها في العدوان على دولة أخرى، بإمكانها أن تتقدم بطلب لشرائها".
تجدر الإشارة إلى أنه خلال اجتماع للحزب الجمهوري الأمريكي، قد تم الكشف عن طائرة "شاهد 236" المسيرة الإيرانية، باعتبارها "طائرة بدون طيار قاتلة".
ما الذي نعرفه عن "شاهد"؟
كان الحرس الثوري الإيراني، قد كشف عن هذا النوع من الطائرات بدون طيار لأول مرة خلال عام 2020، جرّاء مناورة عسكرية. ليظهر اسم هذه الطائرات لأول مرة أثناء هجوم جماعة الحوثي على منشآت النفط التابعة لشركة "أرامكو" السعودية قبل أكثر من عام.
كذلك، تردّد اسم الطائرة بدون طيار "شاهد 136" خلال مرّات كثيرة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك في الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك، في الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي في اليمن على السفن التجارية.
وفي عام 2011، من قبل مركز جهاد الاكتفاء الذاتي وأبحاث الصناعة التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع مراكز مثل شركة القدس لصناعات الفضاء، قد تم تصميم النسخة الأولى من هذه الطائرة التي توصف أيضا بكونها: "الانتحارية المسيرة"، فيما تم بناؤها في منشأة شهيد لصناعات الفضاء، المستقلة عن شركة تصنيع الطائرات الإيرانية.
إلى ذلك، اجتازت هذه الطائرات مرحلة الاختبارات بقلب قاعدة نصر الجوية في كاشان. كما يقال إنّ: مهمة الإنتاج الضخم لهذه الطائرات بدون طيار تقع على عاتق شركة صناعة الطائرات الإيرانية التابعة لوزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة في شاهين شهر، أصفهان.
وتستخدم طائرات الاستطلاع الخفيفة والانتحارية بدون طيار، محركات وانكل، بالإضافة إلى مكابس ذات اسطوانتين وأربعة أسطوانات من صنع شركات مثل ليمباخ الألمانية.
ومنذ عام 2011، ضغطت الحكومة الأمريكية على الدول الأوروبية بغرض منع بيع المحركات المستخدمة في الطائرات الإيرانية بدون طيار. وفي هذا الصدد، تم أيضًا اعتقال رجلي أعمال إيرانيين ومحاكمتهما في ألمانيا خلال عام 2014.
وفي عام 2021، وضعت الولايات المتحدة كلاً من شركة "أوج برواز ما دو نفر" وشركة "كيميا بارت سوان"، على قائمة العقوبات؛ وهما على التوالي أهم موردي المحركات وأنظمة الملاحة للقوى الثلاث للحرس الثوري الإيراني.
وأُضيفت كذلك شركة "قدس لصناعات الطيران" إلى نفس قائمة العقوبات، في كانون الثاني/ يناير 2023؛ وعندما تم الكشف عن استخدام روسيا لطائرة شاهد 136 بدون طيار في حرب أوكرانيا، بات من الواضح أن هذه الشركة قد لعبت دورا كبيرا في توفير هذا النوع من الطائرات بدون طيار لروسيا.
جرّاء ذلك، أعلنت أوكرانيا، أن الحكومة الإيرانية قامت بتسليم 1700 طائرة بدون طيار إلى روسيا، واستخدمت المئات منها لاستهداف البنية التحتية المدنية، بما في ذلك نظام الكهرباء والمناطق السكنية في البلاد.
وما أثار النقاش آنذاك، هو ما كشفت عنه شبكة "سي إن إن" بناء على تقييم المخابرات الأوكرانية أنه من بين 52 قطعة أجنبية استخدمت في الطائرة الانتحارية شاهد 136، 40 قطعة صنعتها 13 شركة أمريكية مختلفة و12 قطعة صنعتها شركات من سويسرا وكندا واليابان وتايوان والصين.
وفي صيف عام 2023، نُشرت صور لطائرة بدون طيار تم إسقاطها في أوكرانيا، وأظهرت أن بعض أجزائها أيرلندية. وفيما يتعلق بهذه القضية، أبرزت صحيفة The Times of Ireland أن الطائرة الإيرانية بدون طيار التي أسقطت في أوكرانيا كانت تحتوي على جزء مكتوب عليه "صنع في أيرلندا" ومن المحتمل أن تكون من إنتاج أحد فروع شركة تيلوتسون للشركة الأمريكية في أيرلندا.