أجرى فريق من الباحثين من البرازيل مراجعة منهجية وتحليلا للمبادئ التوجيهية العالمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، لدراسة الوضع العالمي لأخلاقيات هذه التقنية الحديثة.

وأشار الباحثون في الورقة التي نشرتها دورية "باترنز" الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى أنهم وجدوا أنه في حين أن معظم المبادئ التوجيهية لتقنيات الذكاء الاصطناعي تقدر الخصوصية والشفافية والمساءلة، فإن القليل جدا منها يقدر الصدق أو الملكية الفكرية أو حقوق الأطفال.

وفي الوقت الذي نجحت فيه معظم المبادئ التوجيهية للاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي بتعريف المبادئ والقيم الأخلاقية، إلا أنها لم تقترح أساليب عملية لتنفيذها ولم تدفع باتجاه تنظيم ملزم قانونا.

يقول عالم الاجتماع في الجامعة البابوية الكاثوليكية في ريو غراندي دو سول بالبرازيل، والمؤلف المشارك جيمس ويليام سانتوس في البيان الصحفي المنشور على موقع "فيز دوت أورغ" إن "وضع مبادئ توجيهية أخلاقية وهياكل حوكمة واضحة لنشر الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم هو الخطوة الأولى لتعزيز الثقة، والتخفيف من مخاطره، وضمان توزيع فوائده بشكل عادل".

وضع مبادئ توجيهية أخلاقية واضحة لنشر الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم هو الخطوة الأولى لتعزيز الثقة (غيتي) تحليل 200 وثيقة

ولتحديد إذا ما كان هناك إجماع عالمي في ما يتعلق بالاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، والمساعدة في توجيه هذا الإجماع، أجرى الباحثون مراجعة منهجية للسياسات والمبادئ التوجيهية الأخلاقية المنشورة بين عامي 2014 و2022.

وقد حددوا 200 وثيقة تتعلق بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وإدارته من 37 دولة و6 قارات مكتوبة أو مترجمة إلى 5 لغات مختلفة (الإنجليزية والبرتغالية والفرنسية والألمانية والإسبانية)، وتضمنت هذه الوثائق توصيات وأدلة عملية وأطر السياسات والمعالم القانونية ومدونات قواعد السلوك.

بعد ذلك، أجرى الفريق تحليلا لهذه الوثائق لتحديد المبادئ الأخلاقية الأكثر شيوعا، وفحص توزيعها العالمي، وتقييم التحيزات من حيث نوع المنظمات أو الأشخاص الذين أنتجوا هذه الوثائق.

ووجد الباحثون أن المبادئ الأكثر شيوعا التي نصت عليها الوثائق هي الشفافية، والأمن، والعدالة، والخصوصية، والمساءلة، والتي ظهرت في 82.5%، 78%، 75.5%، 68.5%، و67% من الوثائق، على التوالي.

وكانت المبادئ الأقل شيوعا هي حقوق العمل، والصدق، والملكية الفكرية، وحقوق الأطفال/ المراهقين، والتي ظهرت في 19.5%، و8.5%، و7%، و6% من الوثائق، ويؤكد المؤلفون أن هذه المبادئ تستحق مزيدا من الاهتمام.

معظم المبادئ التوجيهية (96%) التي نصت عليها الوثائق كانت "معيارية" (شترستوك) مبادئ توجيهية طوعية

وكانت معظم المبادئ التوجيهية (96%) التي نصت عليها الوثائق "معيارية" -تصف القيم الأخلاقية التي تنبغي مراعاتها في أثناء تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه- في حين أوصى 2% فقط بأساليب عملية لتنفيذ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، واقترح 4.5% فقط أشكالا ملزمة قانونا لتنظيم الذكاء الاصطناعي.

كما حدد الباحثون أيضا العديد من التحيزات فيما يتعلق بمكان إنتاج هذه المبادئ التوجيهية ومن قام بإنتاجها.

جغرافيًا، جاءت معظم المبادئ التوجيهية من دول في أوروبا الغربية (31.5%)، وأميركا الشمالية (34.5%)، وآسيا (11.5%)، في حين أن أقل من 4.5% من الوثائق نشأت في أميركا الجنوبية وأفريقيا وأوقيانوسيا مجتمعة. ويشير ذلك إلى أن أجزاء كثيرة من الجنوب العالمي ممثلة تمثيلا ناقصا في الخطاب العالمي حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

وفي بعض الحالات، يشمل ذلك البلدان التي تشارك بشكل كبير في أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي، مثل الصين، التي زاد إنتاجها من الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي بنسبة تزيد عن 120% بين عامي 2016 و2019.

الجهود المستقبلية يجب أن تركز على كيفية التنفيذ العملي لمبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي (غيتي) أصوات الجنوب والتطبيق العملي

تقول المؤلفة المشاركة كاميلا جالفاو من الجامعة البابوية الكاثوليكية في ريو غراندي دو سول، "يُظهر بحثنا ويعزز دعوتنا لجنوب الكرة الأرضية للاستيقاظ، ونداء لشمال الكرة الأرضية ليكون مستعدا للاستماع إلينا والترحيب بنا".

ويقول الباحثون إن الجهود المستقبلية يجب أن تركز على كيفية التنفيذ العملي لمبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. يقول سانتوس "الخطوة التالية هي بناء جسر بين المبادئ الأخلاقية المجردة والتطوير العملي لأنظمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

أبوظبي تستضيف قمة «عالم الذكاء الاصطناعي» 2026

يوسف العربي (أبوظبي)

تستضيف أبوظبي قمة ومعرض عالم الذكاء الاصطناعي اعتباراً من عام 2026. ويمثل الإطلاق الاستراتيجي لعالم الذكاء الاصطناعي في العاصمة الإماراتية خطوة جديدة في مسيرة الدولة نحو ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً رائداً في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأكد مشاركون في قمة «عالم الذكاء الاصطناعي 2025» التي انطلقت في أبوظبي اليوم، أنه في الوقت الذي يشهد فيه عالم التكنولوجيا تحولاً جذرياً بفعل الذكاء الاصطناعي، تواصل دولة الإمارات ريادتها المقرونة بالاستثمار والابتكار لترسيخ مكانتها العالمية الرائدة في القطاع.

وأوضحوا أن الإمارات باتت نقطة ارتكاز لتبادل المعرفة، وتعزيز شبكات التعاون بين القطاعين العام والخاص في هذا المجال، لاسيما مع مشاركة إم جي إكس MGX الإماراتية في تحالف ستارجيت Stargate البالغ قيمته 500 مليار دولار، وتعاون مايكروسوفت بقيمة 1.5 مليار دولار مع شركة «جي 42» (G42) لتطوير مبادرات ذكاء اصطناعي مسؤولة، فضلاً عن إعلان «داماك» استثمار 20 مليار دولار في مراكز البيانات بالولايات المتحدة.

ووضعت أبوظبي نصب أعينها هدف التحول إلى أول حكومة في العالم تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي خلال العامين المقبلين، وهو ما يعد الدافع الأساسي وراء استراتيجية أبوظبي الحكومية الرقمية 2025 - 2027 التي تم الإعلان عنها مؤخراً.

وتحت شعار «موجة التغيير الكبرى: الذكاء الاصطناعي في كل شيء»، كشف اليوم الأول للمعرض عن حلولاً ونماذج أولية ومفاهيم ومشاريع جديدة من شركات التكنولوجيا العالمية والشركات الناشئة البالغ عددها 500 شركة من أكثر من 70 دولة مع وجود 200 متحدثاً، وبرنامج للمستثمرين يربط الشركات الناشئة بأكثر من 150 مستثمراً يديرون أصولاً تزيد قيمتها عن 50 مليار دولار. 

إنجازات عالمية

من جانبه، قال معالي فيصل البناي، مستشار رئيس الدولة والأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة، إن الإمارات حققت العديد من الإنجازات على صعيد تطوير تطبيقات وحلول الذكاء الاصطناعي.

وأضاف: إن السباق في مجال الذكاء الاصطناعي لايزال في بدايته، حيث إن معظم هذه التطورات حدثت خلال 24 شهراً، وهي مدة غير كافية عند مقارنتها بقطاعات أخرى لذلك لايزال لدينا الكثير للقيام به في هذا المجال. ولفت إلى أنه عند طرح «شات جي بي تي» لم يكن أحد يتوقع كل التطورات اللاحقة، حيث ساهمت هذه الخطوة في توسيع الفرص والإمكانات في العديد من المجالات، وأدرك المستخدمين بعد عامين أن التطبيق يمتلك إمكانيات أكبر من المتوقعة.

واستكمل: بعد 24 شهراً لا يمكن المقارنة بما كان عليه الذكاء الاصطناعي، حيث بات قادراً على القيام بمهام متعددة، لاسيما مع بروز ديب سيك الصيني، حيث يمكن لأي شخص حول العالم الاستفادة من هذه التطبيقات. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يتدخل تدريجياً في مختلف القطاعات، بدءاً بالصناعة، والعمارة، والصحة، وغيرها.

رفع الإنتاجية

أخبار ذات صلة النصر يعزز «الصدارة الخليجية» بثنائية أمام ظفار العُماني «الرقابة النووية» تنجز أكثر من 650 عملية تفتيش العام الماضي

من ناحيته، قال خليفة الشامسي، الرئيس التنفيذي لـ «إي آند لايف»: إنه عندما بدأنا وضع برنامج لشباب الخريجين الإماراتيين للذكاء الاصطناعي قبل أربع سنوات قررنا حينها الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في جميع أقسام المجموعة، الأمر الذي كان محل تساؤل من مسؤولي أقسام، مثل المالية والمشتريات والعقود، وغيرها من الأقسام  لكن بعد فترة قصيرة كان الذكاء الاصطناعي حاضراً في كل شيء وفي كل مكان وفي جميع القطاعات.

ومن ناحيته، قال أحمد الكعبي، مؤسس «رايز ديجيتال» للذكاء الاصطناعي، إنه في الوقت الذي يشهد فيه عالم التكنولوجيا تحولاً جذرياً بفعل الذكاء الاصطناعي، تواصل دولة الإمارات ريادتها المقرونة بالاستثمار والابتكار لترسيخ مكانتها العالمية الرائدة في القطاع.

ونوه بأنه بعد مشاركة «إم جي إكس» في تحالف «ستارجيت» البالغة قيمته 500 مليار دولار، وتعاون «مايكروسوفت» بقيمة 1.5 مليار دولار مع شركة «جي 42» لتطوير مبادرات ذكاء اصطناعي مسؤولة باتت الإمارات نقطة ارتكاز لتبادل المعرفة، وتعزيز شبكات التعاون بين القطاعين العام والخاص في هذا المجال.

سباق عالمي

جاء الإعلان عن استضافة أبوظبي لقمة ومعرض عالم الذكاء الاصطناعي اعتباراً من عام 2026 خلال يوم افتتاح القمة الأولى لعالم الذكاء الاصطناعي 2025 بأبوظبي، والتي تعد أكبر تجمع لمختصي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وستنطلق في عام 2026 وسط موجة من الأخبار العالمية حول الاستثمارات المدفوعة بتحالفات الذكاء الاصطناعي، وظهور نماذج جديدة في هذا المجال تعيد تشكيل الخطاب السائد وتغير افتراضات السباق العالمي نحو الذكاء الاصطناعي.

وفي هذا السياق، قال معالي فيصل البناي: في أبوظبي ودولة الإمارات، يرتكز التزامنا بالابتكار في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة والبحث والتطوير على منظومة ديناميكية تمكّن المواهب وتدفع عجلة التقدم الاستراتيجي وفخورون بدعم فعالية عالم الذكاء الاصطناعي في أبوظبي.

ومن جانبه، قال حميد مطر الظاهري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنيك: «تمثل إقامة فعاليات عالم الذكاء الاصطناعي في أبوظبي شهادة على التزام مجموعة أدنيك بترسيخ مكانة العاصمة كمركز عالمي للابتكار التقني والذكاء الاصطناعي، ويتماشى هذا الحدث مع رؤيتنا لتعزيز التطورات المتطورة، واستقطاب الخبرات العالمية ودعم الحوار الهادف حول مستقبل الذكاء الاصطناعي». مشاريع جديدة يأتي انطلاق معرض «عالم الذكاء الاصطناعي 2025» الحدث العالمي الرائد في مجال الذكاء الاصطناعي والذي ينظمه مركز دبي التجاري، ليجمع قادة وخبراء القطاع على مدار ثلاثة أيام موزعة على موقعين مميزين في العاصمة أبوظبي ودبي.

 

 

عمر العلماء: الإمارات تركز على نشر التقنيات لتحسن جودة الحياة

أبوظبي (الاتحاد)

قال معالي عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد: تركز دولة الإمارات على نشر الذكاء الاصطناعي في المجالات التي تسهم في تحسين جودة الحياة، حيث لا يتعلق الأمر بالجانب الاقتصادي وتحسين الإنتاجية فحسب، بل بتبني الذكاء الاصطناعي من الجميع، وثانياً أن يكون التحسين له قيمة كبيرة لغالبية السكان. وقال معاليه إنه مع توافر التطبيقات الحديثة في الإمارات مثل الممر الذكي في المطارات، فإن هناك حاجة مستمرة لزيادة الوعي أو إشراك الجمهور مع جلب المزيد من الأشخاص من جميع أنحاء العالم بأفكارهم إلى الإمارات.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يعزِّز الأفلام المحلية
  • أستراليا تحظر برنامج الذكاء الاصطناعي ديب سيك
  • هواوي تدمج نموذج الذكاء الاصطناعي Deepseek في خدمتها
  • لأول مرة .. فك غموض المخطوطة الرومانية باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • سر جديد عن المريخ يكشفه الذكاء الاصطناعي
  • كيف هز ديب سيك الصيني عروش الذكاء الاصطناعي بـ5.6 ملايين دولار فقط؟
  • ريد هات العالمية: الإمارات تواصل ريادتها في عالم الذكاء الاصطناعي
  • خبير جيولوجيّ لبنانيّ ينشر خريطة للزلازل التي ضربت شرق المتوسط عبر التاريخ... هكذا علّق عليها
  • أبوظبي تستضيف قمة «عالم الذكاء الاصطناعي» 2026
  • ما هي العناصر الغذائية التي يحتوي عليها نصف كوب من الجزر النيء؟