100 عام على ديزني... قرن من العالم السحري أمام الشاشات
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
سواء كنت تفاعلت بالدموع عندما ماتت والدة بامبي، أو الضحكات الكبيرة على ميكي ماوس وغوفي ودونالد داك، أو رددت الأغنية المفضلة مع ملكة الثلج: كل فرد قضى مرحلة طفولته وشبابه تقريباً مع عالم السينما والتلفيزيون له ذكريات مميزة مع "ديزني".
وتحتفل شركة "والت ديزني كامبني" الأمريكية للإعلام والترفيه بالذكرى المئوية لتأسيسها غداً الاثنين الموافق السادس عشر من أكتوبر (تشرين الأول) ومعها العديد من المحطات الكبيرة والصغيرة في تاريخها، والأمر لا يخلو بالطبع من انتقادات للشركة.
كانت البدايات في عهد مبتدع ميكي ماوس، والت ديزني، الذي أسس في أوائل العشرينات من عمره أستوديو "ديزني برذر" للرسوم المتحركة مع شقيقه روي في عام 1923، ولم يكن يعلم حينها أنه وضع حجر الأساس لواحدة من أكبر الشركات في العالم.
وسرعان ما حققت الشركة أولى نجاحاتها؛ ففي مطلع عام 1928 احتفلت ديزني بالعرض العالمي الأول لأول فيلم رسوم متحركة متزامن بالكامل (المركب البخاري ويلي) "Steamboat Willie"، والذي ظهر فيه لأول مرة ميكي ماوس.
تقول مايك راينيرث، وهي عالمة في مجال الإعلام تركز على دراسات الرسوم المتحركة والوسائط والسياسة والمجتمع: "لقد فعلت ديزني على نحو غير معقول الكثير من الأشياء بشكل صحيح في وقت مبكر للغاية"، ممثلة على ذلك بأول فيلم رسوم متحركة كامل الطول "سنو وايت" (1937)، والذي تأسر فيه الأميرة قلوب الأقزام السبعة بغنائها، استناداً إلى حكاية الأخوين جريم الخيالية. تقول راينيرث: "لقد كان ذلك نجاحاً كبيراً، خاصة في بداية عصر الأفلام الصوتية".
حاولت ديزني أيضاً في بداياتها تجربة الكثير من التكنولوجيا، على سبيل المثال عبر استخدام تقنية "التيكنوكولور" ثلاثية الألوان، والتي منحت ثلاثة خنازير صغيرة خدودها الوردية في فيلم قصير يحمل نفس الاسم عام .1933
كما استخدمت الشركة الكاميرا متعددة المستويات المتعمقة مكانياً، والتي جعلت أنف "بينوكيو" يبدو أطول بكثير في عام .1940 قالت راينيرث في تصريحات: "من ناحية أخرى، حاولت ديزني في وقت مبكر للغاية جذب جمهور متنوع الأعمار - وهو ما نجحت في تحقيقه فعلاً منذ ذلك الحين".
في خمسينيات القرن الماضي على وجه الخصوص لم يقتصر اهتمام ديزني على المشاهدين الصغار فحسب، بل امتد أيضاً ليشمل الجمهور النسائي. لم تتفاجأ راينيرث بأن الحبكة الرومانسية في "سندريلا" (1950) على سبيل المثال لم تكن موجهة إلى الأطفال فحسب، بل إلى الأمهات أيضاً.
في ذلك الوقت حقق الفيلم نجاحاً عالمياً في شباك التذاكر. من وجهة نظر اليوم، يجسد الفيلم توصيفاً نمطياً لأميرات ديزني الأوائل، والذي يمثل "ارتباطاً وثيقاً بين تصورات الجمال المفرطة في المثالية بالإضافة إلى الشخصيات الأنثوية المائلة للسلبية"، حسبما ذكرت راينيرث، التي أشارت أيضاً إلى أن صورة المرأة في تلك الأفلام، التي كانت تثير الحماس في الماضي، أصبحت الآن أكثر عرضة للانتقاد، وقالت: "الانبهار والنقد قريبان جداً من بعضهما البعض هنا".
لكن ديزني لا تستخدم الصور النمطية المفتقرة لحس الوعي عند تجسيد شخصيات نسائية فحسب، بل يشمل الأمر أيضاً صوراً نمطية عنصرية للقطط السيامية في فيلم (النبيلة والشارد) "Lady and the Tramp" (1955) أو التصوير السلبي إلى حد ما للأقليات الجنسية كأشرار، مثل ساحرة البحر أورسولا في فيلم (حورية البحر) "The Little Mermaid" عام 1989، التي استند مظهرها إلى الترفيهي الأمريكي المتخصص في تقديم الأدوار النسائية "ديفاين".
تقول راينيرث: "عندما يتعلق الأمر بمسألة التنوع أو التقدم الاجتماعي، اتبعت ديزني دائماً الاتجاه السائد بدلاً من اختبار الحدود والجرأة على تجربة شيء جديد، وهو أمر ممكن للغاية في مجال الرسوم المتحركة"، مضيفة أن ديزني اتبعت المعيار السائد سواء على المستوى الاجتماعي والثقافي، مشيرة في المقابل إلى أن الشركة شهدت أيضاً على مدار المئة عام تطوراً نحو المزيد من الحساسية تجاه هذه الموضوعات، حتى ولو كان السرد لا يزال يحمل في الغالب منظوراً غربياً وأحياناً غريباً.
رائدة الرسوم المتحركة على الرغم من وفاة والت ديزني في عمر مبكر نسبياً عام 1966، تمكنت الشركة من الاحتفاظ بعلامتها التجارية: الرسوم المتحركة. تقول راينيرث: "الأفلام المنتجة كرسوم متحركة جيد للغاية في الواقع... العديد من التقنيات والعمليات التي تم تطويرها في ديزني في وقت مبكر للغاية لا تزال معيارية أو على الأقل مؤثرة حتى اليوم".
وأشارت راينيرث إلى أن المبادئ الأساسية للرسوم المتحركة، والتي تعتبر تقنيات قياسية اليوم، تعود إلى اثنين من الرسامين الأوائل، وأضافت: "ما ميز أفلام ديزني منذ البداية أن هناك رسوماً متحركة واقعية للغاية تجعل الحركات قابلة للتصديق والشخصيات تبدو منطقية، حتى لو كانت مخلوقات خيالية".
مثلت راينيرث على ذلك بأسلوب الرسم في فيلم "دامبو" (1941)، الذي أعطي الجمهور شعوراً بمدى ثقل الأفيال عندما سقطت جميعها فوق بعضها البعض في السيرك. وبسبب الانفتاح الكبير على التكنولوجيا لا تزال أفلام يعود تاريخها إلى عقود مثل "أليس في بلاد العجائب" (1951) بعالمها الخيالي الساحر وقط الشيشاير تبدو حديثة حتى اليوم.
وتدين شركة ديزني بجوائز الأوسكار البالغ عددها 140 جائزة ليس فقط لأفلام الرسوم المتحركة التي أنتجتها، ولكن أيضاً لأفلام الحركة الحية مثل "ماري بوبينز" (1964). وكان أبطال مارفل الخارقون "كابتن جاك سبارو" من أفلام "قراصنة الكاريبي" و"يودا الصغير" من سلسلة "حرب النجوم" منذ فترة طويلة جزءا من عائلة ديزني، التي تهدف باستمرار إلى الوصول إلى جمهور أوسع.
يزني في متناول يدك قامت الشركة أيضاً بربط العالم الحقيقي بعالم الخيال في وقت مبكر للغاية؛ ففي مطلع عام 1955 أصبح ما كان موجوداً فقط على الشاشة قابلاً للمس في أول حديقة ترفيهية تابعة للشركة "ديزني لاند" في مدينة أنهايم (ولاية كاليفورنيا الأمريكية). يوجد اليوم ستة حدائق ترفيهية تابعة لديزني في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا. كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ذات مرة أن الشمس لا تغرب أبداً في عالم ديزني.
لا يخلو السحر دائماً من قدر لا بأس به من الحنين إلى الماضي. تقول راينيرث: "أنت تريد أن تمنح أطفالك الفرصة لتجربة ذلك كجزء من طفولتهم". ربما يتذكر شباب اليوم "إلسا" وشقيقتها "آنا" مع رجل الثلج أولاف من فيلم "ملكة الثلج" (2013) أكثر من تيمون وبومبا اللذين يدعمان سيمبا في "الأسد الملك" (1994). ومهما كان الأمر: فالانبهار بديزني يظل متواجداً عند الصغار والكبار.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ديزني الرسوم المتحرکة دیزنی فی فی فیلم
إقرأ أيضاً:
مظاهرات حول العالم رفضا لاقتراحات ترامب بشأن غزة
تظاهر عشرات الآلاف حول العالم دعما لقطاع غزة ولحقوق الشعب الفلسطيني. وعبّر المتظاهرون بوضوح عن رفضهم لخطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن غزة واعتبروها تطهيرا عرقيا للقطاع لصالح إسرائيل.
وشهدت مدينة إسطنبول، التركية مظاهرة لرفض أي دعوات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. وندد المتظاهرون بما يطرحه ترامب بشأن تهجير سكان القطاع غزة إلى مصر والأردن.
ونظمت منصة "التغيير الجذري الأهلية" في تركيا وقفة احتجاجية أمام القنصلية الأميركية في إسطنبول، أمس السبت، للتنديد بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وتجمع أعضاء المنصة أمام مبنى القنصلية الأميركية في منطقة "صاري ير" بإسطنبول، حاملين لافتات عليها كتابات مناهضة لخطة ترامب.
وقال محمود كار، المنسق العام للمنصة، في كلمة خلال الوقفة، إن إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، قصفت قطاع غزة طوال 15 شهرا وحولته إلى أنقاض وقتلت المسلمين.
وأشار كار، إلى أن ترامب، يلعب بالنار من خلال تصريحاته التي تحدث فيها عن نيته الاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين قسرا من المنطقة.
إعلانوتابع: لن يتمكن المجرم (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، ولا سيده ترامب، من إخراج الشعب الفلسطيني من غزة والأراضي المقدسة.
وتظاهر مئات المغاربة، مساء السبت، بعدة مدن، رفضا لمخطط ترامب الاستيلاء على قطاع غزة، وتهجير الفلسطينيين منه.
ومن بين المدن التي شهدت مظاهرات تطوان (شمال) الدار البيضاء (غرب) وأكادير (جنوب غرب).
وبدعوة من الهيئة المغربية للدعم والنصرة (غير حكومية)، ردد المشاركون شعارات تحذر من تداعيات هذا المخطط على المنطقة، وعلى القضية الفلسطينية.
وهتف المشاركون بشعارات داعمة للقضية الفلسطينية، مثل: "غزة في العيون"، "غزة ليست للبيع" و"الوفاء لدماء الشهداء" "غزة لا تخشى الوعيد" رافعين أعلام فلسطين وصور المسجد الأقصى.
كما تظاهر جمع من التونسيين، مساء أمس أمام السفارة الأميركية في تونس العاصمة، احتجاجا على مخطط الرئيس ترامب، الرامي إلى تهجير المواطنين من قطاع غزة والاستيلاء عليه.
وجاءت الوقفة بدعوة من الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع (مستقلة)، رفع المحتجون خلالها شعارات منددة بالمخطط الأميركي، مرددين هتافات مثل "يا غزة لا تهتم.. الأميركي لازم يُهزم"، و"يا مقاوم سِر سِر.. حتى النصر والتحرير وقدسنا أبدية.. لا تنازل عن القضية".
كما طالبوا بإغلاق السفارة الأميركية في تونس، معتبرين أنها سفارة صهيونية بحسب هتافاتهم.
وخلال الوقفة، أقدم عدد من المتظاهرين على إحراق صور ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعبيرا عن رفضهم للسياسات الأميركية والإسرائيلية تجاه غزة.
وإلى جانب تلك المظاهرات شهدت العاصمة الأميركية واشنطن وعدد من العواصم الأوروبية مظاهرات للغرض نفسه تنديدا بخطة ترامب ودعما للحقوق الفلسطينية.