صيادو منطقة الرويس في جعلان بني بوعلي يجددون المطالبة بإنشاء ميناء بحري
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
العمل في البحر بالنسبة لسكان المناطق الساحلية من أساسيات مصدر الرزق وكسب لقمة العيش لهم، فهم يكابدون الصعاب ويخرجون من الفجر إلى وقت متأخر من النهار، ويواجهون للنزول إلى البحر والعودة منه عدة عوامل تشكل عليهم خطرا عظيما كارتفاع الأمواج والرياح العاتية والضباب الكثيف، فليس هناك ما يهيئ لهم سبل دفع الخطر عنهم، فرفعوا نداءهم للجهات المختصة بضرورة إنشاء ميناء للصيد البحري في مناطقهم لتسهيل مهام عملهم في البحر فكانت هذه المطالبات عبر هذه الأسطر، ومنطقة الرويس إحدى مناطق جعلان بني بو علي الساحلية التي تفتقر لمثل هذه الخدمات.
الرشيد خميس بن جمعة بن مبارك الساعدي يقول: منطقة الرويس منطقة ذات كثافة سكانية كبيرة وبحكم موقعها على الشريط الساحلي فإن غالب أهلها يمارسون حرفة الصيد وهي تتوسط مجموعة قرى تابعة لولاية جعلان بني بو علي ويقصدها كثير من الصيادين للانطلاق منها إلى البحر لما تتمتع به من موقع استراتيجي، حيث كانت قديما مركزا وميناء تجاريا "خور" تخرج منه السفن الشراعية قديما لوجود مرسى مناسب لها، وحاليا زاد عدد السفن والقوارب بالمنطقة، مما أصبح من الضروري المطالبة بإنشاء ميناء للصيد البحري، وفعلا تقدم الأهالي بمثل هذا الطلب للوزارة المعنية تقريبا من الثمانينيات واستمرت المتابعة في الطلب متواصلة إلى عام 2022 ولا يزال هذا الملف لم ير النور، رغم حاجة المنطقة الملحة إلى هذا المشروع الحيوي، ومع كثرة المتابعات والوعود بالتنفيذ لكن لم تظهر أي بوادر لهذا المشروع المنتظر.
ويضيف خميس الساعدي مكان خروج الصيادين حاليا محفوف بالمخاطر حيث الصخور المتناثرة في طريق القوارب والأمواج العاتية التي تشكل خطرا عليهم وصعوبة إيصال احتياجات السفن الكبيرة من الوقود والثلج وتنزيل الأسماك للشاطئ، والمكان الحالي يمتاز بقربه من سكن الصيادين وهو بمثابة ميناء طبيعي يحتاج لرصيف بحري وتهيئة وكبس داخلي لتسهيل عملية الدخول والخروج للبحر وحماية القوارب من الرياح.
وكما تعلمون العمل في البحر وصيد الأسماك هو مصدر رزق لكثير من الأسر وبالتالي فإن إنشاء الميناء سيسهل عليهم العمل ويدر عليهم الرزق وينشط الحركة الاقتصادية لهذه المناطق والمناطق الأخرى والسلطنة عموما.
كسب الرزق
ويقول محمد بن مبارك بن خميس الساعدي أحد سكان منطقة الرويس: تقع الرويس على ساحل بحر العرب وهي ذات كثافة سكانية عالية ويخرج أغلب الأهالي للبحر لكسب الرزق، وهي منطقة تتوسط القرى الساحلية الشمالية لولاية جعلان بني بو علي حيث جنوبها مناطق الحدة والبندر الجديد والسويح، وشمالها مناطق رأس الخبة والدفة والحوراء، ونظرا لاشتغال الأهالي بالبحر وصيد الأسماك وامتلاكهم سفن صيد وقوارب ويقارب عددهم ١٥٠٠ صياد وهم يواجهون صعوبة كبيرة ويتعرضون للمخاطر جراء الأمواج العاتية فإن هناك مطلبا ملحا ومهما بإنشاء ميناء للصيد البحري، وفعلا تقدمنا بطلب منذ أكثر من ٤٠ سنة وقابلنا أكثر من مسؤول وعلى أعلى مستوى ومع الوعود بتلبية هذا الطلب فقد تأخرت الاستجابة والمعاناة مستمرة طوال العام حيث يجد الصياد صعوبة كبيرة في إيصال احتياجات السفن الكبيرة "اللنج" من الثلج والمؤونة وتنزيل الأسماك إلى الساحل والرسو بأمان، وكذلك القوارب الصغيرة تواجه مشكلة كبيرة في رحلتي الذهاب والعودة والرسو في عرض البحر وخاصة في موسم صيد الحبار الذي يكون غالبا في فترة الصيف حيث الأمواج العالية وهيجان البحر وبعضهم يتعرض للغرق أو تسرب المياه للقارب.
ويضيف محمد الساعدي قائلا: وجود الميناء مهم للصياد ويعطيه الأمان والأريحية عند الذهاب والعودة والرسو ويساعد على حماية القوارب عند التعرض للأعاصير والأمواج العاتية، حيث إنه في أشهر الصيف تكون الأمواج عالية جدا بسبب تزايد هبوب الرياح الجنوبية الشرقية والتي تسمى محليا "الكوس" فيجد الصياد صعوبة في النزول للبحر ويلجأ إلى البحث عن مكان يدخل فيه للبحر أقل تأثرا بهذه الرياح وأنسب مكان ميناء الأشخرة الذي هو بعيد عن هذه المناطق، فيضطر للخروج من ساحل منطقة الرويس الذي هو أقل خطورة حيث فيها مكان داخل المنطقة مشكلا ميناء طبيعيا ولكن لكثرة القوارب وتجمعها في منطقة واحدة فيحدث تكدس وأحيانا تحدث تصادمات بين القوارب، وعليه فإن مطلب إنشاء ميناء في منطقة الرويس (والرويس مهيأة لعمل الميناء) أصبح بالضرورة بمكان الإسراع في البدء فيه للتسهيل على الصيادين الدخول والخروج للبحر وحفظ ممتلكاتهم وتقريب الحصول على المحروقات، علما بأن منطقة الرويس الوحيدة التي يوجد بها محل لتصليح القوارب ومحركاتها، والنقص الوحيد هو الميناء والذي نرجو أن يكون قريبا بإذن الله.
الميناء ينشط المنطقة اقتصاديا
ويشاركنا المطالبة بميناء بحري لمنطقة الرويس المواطن حسين بن صالح بن مسلم العريمي فيقول: هذا المطلب قديم جدا ومهم ليخدم الصياد والمتابعة والمشتري وينشط المنطقة اقتصاديا وينميها، وأرجو أن تتم دراسته بشكل كامل وبالتشاور مع الأهالي ليؤدي الهدف منه بشكل صحيح ومستمر وأن تتم مراعاة الأحوال الجوية والبيئة المحيطة وأن يتوافق مع عدم الإضرار بالبيئة وتوفير كافة الخدمات المطلوبة التي تسهل عمل الصياد وأصحاب القوارب والناقلات وبالتالي تحقيق المصلحة للجميع.
ويضيف حسين العريمي: الوضع الحالي صعب جدا حيث الأمواج العالية وعدم توفر المكان الملائم والمساحة الكافية لرسو السفن الكبيرة والقوارب الصغيرة، أما في ظل توفر الميناء فستكون هناك انسيابية في الدخول للبحر والخروج منه وستتوفر كافة المتطلبات في مكان واحد وقريب وتعطي الأمان لأصحاب السفن والقوارب من الظروف الجوية المتقلبة وخاصة في فترة الصيف التي تشهد قوة في الرياح وارتفاع موج البحر.
حاجة ماسة لوجود ميناء بحري
ويقول سعيد بن محمد بن علي الساعدي: منطقة الرويس في ولاية جعلان بني بوعلي بحاجة ماسة لوجود ميناء بحري تنطلق منه السفن والقوارب وتعود إليه بأمان، فالرويس تتوسط المناطق الساحلية التي تضم آلاف الصيادين الذين تديّن أغلبهم لشراء القوارب والمحركات بحثا عن لقمة العيش، وأصبحت قواربهم عرضة للأمواج والرياح وهي مصدر رزقهم الوحيد، والرويس مهيأة جغرافيا لأي مرفأ أو مرسى بحري، وهي تستحق نظرا لتوسطها القرى الساحلية بالولاية ورأس الحد من الشمال أيضا، والوزارة يجب أن تدعم الصيادين بمثل هذه المشاريع التي تنعش السوق والسياحة وتوفر البيئة المناسبة والحضارية لمزاولة مهنة الأجداد ومصدر رزق الأهالي، فالميناء البحري أو مرفأ الصيد مهم جدا لمنطقة مثل الرويس لأسباب كثيرة منها ما ذكرته وأيضا لأهمية هذه المنطقة وقدمها وأيضا حماية لقوارب الصيادين وتشجيعا للشباب وتنظيما لعملية البيع والشراء للأسماك بطريقة سليمة.
ويضيف سعيد الساعدي: في الحقيقة معاناة الإخوة الصيادين فى الرويس كبيرة جدا من الأمواج العالية عند دخولهم وعودتهم مما يعرضهم لخطر انقلاب القوارب وضياع المحركات وفقدان ما تحصلوا عليه من الرزق وكذلك يعرضهم للإصابات البالغة، فإنشاء هذا الميناء سيؤدي إلى حمايتهم وتيسير المعيشة وتسهيل عمليات التزود بالاحتياجات الضرورية وأيضا تسهيل عملية البيع والشراء مباشرة، وكذلك المنطقة يوجد فيها كثافة سكانية ويكثر فيها السياح وأيضا تمر بمحاذاة المنطقة السفن الكبيرة المحملة بالشحنات التجارية التي تصل إلى موانئ الدول المجاورة فقد يحتاجون إلى الميناء في أوقات الذروة، وبالتالي ستنتعش اقتصاديا وسيستفيد أصحاب المحلات التجارية عموما.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: میناء بحری جعلان بنی
إقرأ أيضاً:
سلاح البحرية الأمريكية يحدث نظامه بسبب عمليات البحر الأحمر
دفعت التحديات الكبيرة التي فرضتها العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر على مدى عام ونيف، الإدارة الأمريكية إلى البدء في إجراء تحديثات لأنظمة السفن الحربية والمدمرات التابعة لها من أجل معالجة نقاط الضعف الخطيرة التي كشفتها تلك المعارك البحرية.
وقال موقع قيادة الأنظمة البحرية التابع للبحرية الأمريكية، إن مكتب برنامج وحدات مهام سفن القتال السطحية بالبحرية، قام بتحديث نظام (سي- يو إيه إس) لمكافحة الطائرات بدون طيار على متن السفينة الحربية (يو إس إس إنديانابوليس) من فئة (فريدوم).
وأوضح الموقع أن الأحداث الأخيرة في منطقة مسؤولية الأسطول الخامس للولايات المتحدة تؤكد أهمية تجهيز السفن الحربية بأنظمة (سي- يو إيه إس) الحديثة لإبقاء التهديدات الناشئة تحت السيطرة، مبيناً أن التحديث يتضمن إطلاق صواريخ (هيلفاير) الموجهة بالرادار لمواجهة التهديدات.
ووفقاً لتقرير نشره موقع “تاسك آند بوربس” الأمريكي المختص بشؤون البحرية، فإن السفينة الحربية (يو إس إس إنديانابوليس) كانت في البحر الأحمر خلال الخريف الماضي في مهمة استمرت عدة أشهر، وفي سبتمبر 2024 تعرضت هي ومدمرتان لهجوم يمني في البحر الأحمر.
وأشار الموقع إلى أن هذا التحديث يأتي بدافع البحث عن بدائل أرخص من الذخائر المكلفة التي كانت البحرية الأمريكية تستخدمها في البحر الأحمر لمواجهة قوات صنعاء، لأن صاروخ (هيلفاير) يكلف حوالي 200 ألف دولار، وهي أرخص من صواريخ (آر آي إم) الموجودة على السفينة والتي تكلف أكثر من مليون دولار للصاروخ الواحد، وكذلك أرخص من صواريخ (إس إم -2، و3، و6) ذات التكاليف الأكبر بكثير، والتي تم استخدام المئات منها في البحر الأحمر.
وكان موقع “ذا وور زون” العسكري الأمريكي قد أفاد أن البحرية الأمريكية نفذت العام الماضي برنامجاً تدريبياً مكثفاً لتمكين سفن القتال الساحلية من فئة (فريدوم) المسلحة بصواريخ (هيلفاير) الموجهة بالرادار من إطلاق تلك الأسلحة ضد الأنظمة الجوية غير المأهولة، أو بعبارة أخرى، الطائرات بدون طيار، وقد جاء هذا في استجابة مباشرة للمخاوف بشأن تهديدات الطائرات بدون طيار اليمنية على السفن الحربية الأمريكية العاملة في البحر الأحمر وحوله.
وذكر أن السفينة (إنديانابوليس) هي أول سفينة تحصل على هذا التحديث، مشيراً إلى أن من غير الواضح عدد السفن من فئة (فريدوم) التي تنتظر الحصول على ترقيات جديدة لمكافحة الطائرات بدون طيار، وما إذا كانت هذه القدرة قد تنتقل إلى أنواع فئات أخرى.
ونوه موقع “ذا وور زون” إلى أن شركة (لوكهيد مارتن) عرضت في وقت سابق هذا الأسبوع نموذجاً لمدمرة من فئة (آرلي بيرك) مجهزة بمجموعتين من القاذفات التي يمكن استخدامها لإطلاق صواريخ (هيلفاير)، في إشارة إلى احتمالية حصول المدمرات الحربية على هذا التحديث أيضاً.
وأردف أن الغرض الرئيسي من هذا النظام في البداية كان إعطاء هذه السفن قدرة إضافية لمواجهة أسراب القوارب الصغيرة، المأهولة وغير المأهولة، وهو الأمر الذي لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً، مبيناً أن القوات اليمني كانوا رواداً بشكل خاص في استخدام زوارق انتحارية غير مأهولة محملة بالمتفجرات.
في سياق متصل، ذكر تقرير نشره موقع المعهد البحري الأمريكي أن البحرية الأمريكية بدأت بتحديث أنظمة بعض المدمرات، مشيراً إلى أن المدمرة (يو إس إس ستيريت) ستكون أول مدمرة تتلقى جميع ترقيات الحرب الإلكترونية والرادار ونظام القتال في إطار برنامج تحديث المدمرات 2.0.
وأضاف الموقع أن هناك أربع مدمرات من فئة (آرلي بيرك) من المقرر تحديثها، وهي كل من (يو إس إس بينكني) و(يو إس إس جيمس إي ويليامز) و (يو إس إس تشونغ هون)، و (يو إس إس هالسي) والتي ستخضع للمشروع في مرحلتين، لافتاً إلى أن تكلفة برنامج التحديث لهذه المدمرات تبلغ 17 مليار دولار.
ونقل الموقع عن الكابتن البحري تيم مور، قوله: إن هذه السفن، تم بناؤها خصيصاً برادار (سباي-1) ونظام القتال (ايجيس) والآن أنا مكلف بإزالة هذا الرادار القديم واستبداله بنظام (سباي-6) الجديد ونظام القتال المحدث، إلى جانب ترقيات أخرى كبيرة.