تستثمر سلطنة عُمان في اقتصاد الهيدروجين بقيمة تفوق ٣٠ مليار دولار أمريكي، ساعية في أن تكون واحدة من أكبر المنتجين على مستوى العالم بحلول عام ٢٠٣٠.

وتأتي سلطنة عُمان في طليعة الدول في استخدام الطاقة النظيفة لإنتاج الكهرباء، حيث تمتلك محطات للطاقة الشمسية والرياح، كتوجه للاستفادة من المصادر الطبيعية المتوفرة، وللحفاظ على البيئة في آن واحد، في الوقت الذي تعمل فيه على استراتيجية الانتقال المنظّم للحياد الصفري، لخفض الانبعاثات بنسبة ٢١ بالمائة بحلول عام ٢٠٣٠.

وأوضح معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن أن سلطنة عُمان تبذل جهودًا حثيثة للوصول إلى تحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2050 من خلال خطة وطنية معلنة، ولتحقيق التنمية المستدامة، وترتكز هذه الخطة على أهمية النمو المتسارع للطاقة النظيفة والدفع بالمشاريع الخضراء والهيدروجين الأخضر، مع الزيادة المطردة للمساحات الخضراء والعناية بالمحميات الطبيعية.

وقال: إن تحسين كفاءة المباني والمركبات يقلّل من الاحتياج لاستهلاك الطاقة، وبالتالي يقلل من استهلاك الوقود والانبعاثات المرتبطة بها، وأيضا إمكان التحوّل التدريجي إلى التنقل الأخضر؛ من خلال تعزيز استخدام وسائل النقل الأخضر.

مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر

وأكد معالي المهندس أن سلطنة عُمان تمضي بوتيرة متسارعة لتطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر وفق المخطط لها، وقطعت أشواطًا جيدة في هذا المجال، من خلال جولات المزايدة التي تم طرحها، وكذلك توقيع عدد من الاتفاقيات لمشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر خلال الفترة السابقة، وبهذا تؤكد سلطنة عمان جديتها في تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر وجاذبية الفرص التي تطرحها للاستثمار الأجنبي.

كما أشار وزير الطاقة والمعادن إلى أن التوجيهات السامية بإنشاء مركز عُمان للاستدامة خطوة مهمة ومتقدمة للمتابعة المستمرة للأداء، وهو بمثابة المركز الفكري والاستشاري لضمان تنفيذ الخطة الوطنية للحياد الصفري اتساقا مع منهجية المتابعة لتحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040"، ومتابعة تنفيذ كافة مخرجات الخطة من مبادرات ومشاريع، وحلحلة تحدياتها، كما يمكن المتابعة المستمرة مع مختلف الجهات المعنية لتحقيق الأهداف في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن هذه الجهود والخطوات الجادة في دعم مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين توضح أن قطاع الطاقة بسلطنة عُمان يمضي نحو الاستدامة، تماشيا مع التحول العالمي في استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتبنّي تكنولوجيات تقلّل من الانبعاثات وتحافظ على الموارد الطبيعية.

الوفاء بالالتزامات والمتطلبات الدولية

من جانب آخر، أكد سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة، أن سلطنة عُمان تمضي قدما للوفاء بالالتزامات والمتطلبات الدولية لاتفاقية باريس للتغيّر المناخي، حرصًا على حماية البيئة وصون الموارد الطبيعية، للوصول إلى مرحلة الاستدامة للحد من آثار التغير المناخي، مشيرًا إلى أن سلطنة عمان من الدول الرائدة التي أولت اهتماما بالغا ومبكرًا لصون البيئة، فقد عملت على تنفيذ مبادرات ومشاريع في خفض الانبعاثات في مجال تأهيل التنوع الحيوي والغطاء النباتي والاقتصاد الأخضر والدائري، والتكيّف مع المتغيرات المناخية.

وأوضح سعادة الدكتور أنه منذ اعتماد سلطنة عُمان الاستراتيجية الوطنية للانتقال المنظّم للحياد الصفري في ٢٠٢٢، وإعلان عام ٢٠٥٠ للحياد الصفري على المستوى الوطني، يعمل الفريق الوطني للحياد الصفري على بناء خطط بالشراكة مع قطاعات الطاقة بشقيه: النفط والغاز والكهرباء، والمدن والمباني، والنقل، والصناعة، لتحديد المشروعات الرئيسة والمبادرات والإجراءات الضرورية لتمكينها من الوصول إلى الالتزام الوطني لخفض الانبعاثات بحلول ٢٠٣٠ وصولا إلى العام المعتمد "٢٠٥٠".

وأضاف رئيس هيئة البيئة، إن سلطنة عُمان تعمل حاليًا على إعداد تقرير للأداء البيئي، وسيسلَّم إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة في نوفمبر المقبل، وذلك لإبراز كافة الجهود البيئية في خفض الانبعاثات والتكيّف المناخي أو تنمية التنوع الحيوي بشقيه البري والبحري والغطاء النباتي، إضافة إلى إجراءاتها ومبادراتها في محور الاقتصاد الأخضر والدائري، كما ستسلّم سلطنة عمان بنهاية أكتوبر التحديث الثالث لتقرير المساهمة المحددة في خفض الانبعاثات إلى المنظمة الدولية للشؤون المناخية، إذ إن هذا التقرير يعكس الالتزام بما ورد في الاستراتيجية الوطنية للانتقال المنظَّم للحياد الصفري، التي تحدد خفض نسبة ٢١ بالمائة من الانبعاثات بحلول عام ٢٠٣٠.

وصرّح سعادته أن الأيام المقبلة ستشهد الإعلان عن مشروع استثمار بيئي في الكربون الأزرق، الذي يعد من الحلول المعتمدة على الطبيعة في خفض الانبعاثات، وذلك من خلال عدد الأشجار التي ستزرع في سلطنة عُمان وهو مشروع فريد من نوعه في المنطقة.

وكشف سعادة الدكتور عبدالله العمري عن استعداد سلطنة عُمان للمشاركة في قمة المناخ cop28، التي ستقام في نهاية نوفمبر المقبل بدولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرا إلى تشكيل لجنة توجيهية لتنظيم وإبراز جهود السلطنة في مختلف المجالات البيئية.

مؤكدا سعادته أن كل هذه الجهود ستبرُز في جناح سلطنة عُمان في قمة المناخ لضمان التفاعل مع المجتمع الدولي، وعكس الصورة المشرقة عن البيئة العُمانية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الهیدروجین الأخضر فی خفض الانبعاثات للحیاد الصفری سلطنة عمان أن سلطنة ع بحلول عام من خلال

إقرأ أيضاً:

وفد سعودي يطلع على التجربة البرلمانية العمانية

استقبل مجلس الدولة اليوم وفدا من جامعة الدفاع الوطني بالمملكة العربية السعودية برئاسة اللواء الركن حسان بن عبدالله المالكي قائد كلية الحرب بجامعة الدفاع الوطني، وكان في استقبال الوفد المكرم حمد بن ناصر النبهاني والمكرم الدكتور خلف بن سالم الإسحاقي والمكرم المهندس ناصر بن محمد الهاجري أعضاء المجلس وسعادة الأمين العام للمجلس.

رحب المكرم حمد بن ناصر النبهاني بالوفد الزائر معبرا عن تمنياته، أن تسهم الزيارة في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أهمية الاطلاع على المنظومة التشريعية والقانونية في عمان.

خلال اللقاء، استمع الوفد إلى نبذة تعريفية عن دور المجلس ومهامه، ومراحل تطور مسيرته وأنشطته، إلى جانب آلية عمل أجهزته الرئيسية.

من جانبه أعرب الوفد عن شكره وامتنانه لمجلس الدولة على حفاوة الاستقبال، وأشاد بالعلاقات التاريخية والمتينة التي تجمع البلدين الشقيقين. في ختام الزيارة، قام الوفد بجولة في أرجاء المجلس، تعرف خلالها على مرافقه الرئيسية.

كما استقبل سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى الوفد السعودي، وأعرب سعادته عن تقديره للعلاقات الثنائية المتميزة بين سلطنة عمان والسعودية، ثم استعرض مراحل تطور مسيرة الشورى في سلطنة عمان وأدوار وصلاحيات أعضاء المجلس وفقاً للنظام الأساسي للدولة.

كما تحدث سعادته عن دور المجلس في تعزيز التنمية المستدامة ومشاركته في صنع القرار الوطني، إلى جانب الجهود المبذولة في تعزيز البنية التشريعية في سلطنة عمان.

استمع الوفد إلى شرح مفصل عن نظام العمل في الجلسات الاعتيادية وأعمال اللجان الدائمة بالمجلس، ودور الأمانة العامة في تقديم الدعم الفني لأعضاء المجلس. واختتمت الزيارة بجولة في أروقة مبنى المجلس، شملت زيارة لقاعة المداولات والتعرف على التقنيات الحديثة وآليات التصويت الإلكتروني.

حضر اللقاء سعادة عمر بن علي الجنيبي وسعادة طلال بن سعيد المحاربي وسعادة علي بن خلفان الحسني، أعضاء المجلس.

مقالات مشابهة

  • الحكومة تقبل استثمارات غير مباشرة بـ2.1 مليار دولار .. تفاصيل
  • فرق من 4 دول تتألق في مهرجان عمان العالمي للموسيقى الشعبية
  • قمة الهيدروجين الأخضر تستعرض الحلول المبتكرة بالقطاع
  • انطلاق قمة الهيدروجين الأخضر ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة
  • سلطنة عمان تشارك في اجتماع أوسلو للتحالف الدولي لتنفيذ «حل الدولتين»
  • سلطنة عمان ترحب بالتوصل إلى اتفاق الهدنة في غزة
  • قرار جمهوري بالموافقة على اتفاقية إزالة الازدواج الضريبي ومنع التهرب مع سلطنة عمان
  • 275 مليار دولار خسائر و40 ألف فدان.. اقتصاد أمريكا ينزف من حرائق كاليفورنيا
  • وفد سعودي يطلع على التجربة البرلمانية العمانية
  • 63 مليار دولار استثمارات أجنبية وعربية تتدفق على العراق