تتجه أنظار السودانيين إلى مدينة بورتسودان في شرق البلاد، التي باتت بمثابة "عاصمة بديلة" من الخرطوم بعدما تحولت الأخيرة إلى ما يشبه ثكنة عسكرية، جراء استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 6 أشهر.

وفي الخرطوم، حاضرة البلاد منذ أكثر من مئتي عام، نزح أغلب السكان البالغ عددهم نحو 5 ملايين نسمة، ودمرت أحياء بالكامل وتعطلت الخدمات الأساسية والمركزية منذ اندلاع المعارك في 15 أبريل (نيسان) الماضي، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

وبحسب منظمة "أكليد" المتخصصة في جمع بيانات النزاعات وأحداثها، فإنه بحلول أكتوبر (تشرين الأول) الجاري تم تسجيل سقوط أكثر من 9 آلاف قتيل في البلاد منذ بدء الحرب، في حصيلة يرجّح أن تكون أقلّ بكثير من عدد الضحايا الفعلي للنزاع، كما اضطر نحو 5 ملايين شخص إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو اللجوء إلى دول الجوار.

حزب الأمة السوداني: نقترب من تشكيل جبهة مدنية قد تُنهي الحرب https://t.co/Fis5eiIJL2

— 24.ae (@20fourMedia) October 15, 2023

ومع الوقت، باتت أنظار السودانيين تتجه إلى مدينة بورتسودان الساحلية في شرق البلاد، خصوصاً بعد أن انتقل إليها قادة الجيش وعلى رأسهم البرهان، وحيث المطار الوحيد العامل في ظل تعطل مرافق الخرطوم، وغادر البرهان الخرطوم في أغسطس (آب) الماضي بعدما ظل في مقر القيادة العامة للجيش خلال الأشهر الأربعة الأولى من الحرب، في ظل انتشار قوات الدعم السريع في أنحاء العاصمة.

وقال مهندس التخطيط السوداني طارق أحمد: "تحدث البعض عن عاصمة بديلة حتى قبل اندلاع الحرب بسبب بعض العيوب في الحالية"، وأضاف "وأتت الحرب لتظهر مدى احتكار الخرطوم كل شيء، لذلك تعطلت البنوك والشركات ودورة العمل الحكومي".

وقالت المحللة الاقتصادية أميمة خالد: "إن أمد الحرب يطول .. ولا بد من البحث عن مكان تدار منه شؤون المواطنين .. الحياة لا تتوقف"، وأشارت إلى مدينة بورتسودان باعتبارها "المركز التجاري الثاني بعد الخرطوم، بحكم موقعها وطبيعتها لذلك يمكن أن تكون عاصمة اقتصادية". وعزت اختيار المدينة المطلة على البحر الأحمر "لسببين: الأول أنها بعيدة جغرافياً عن مناطق الحرب، والثاني أنها تشكل نافذة للتواصل مع العالم عبر مطارها أو الميناء البحري".

نقص في الماء والكهرباء 

وبعد انتقال قادة الجيش إليها، أصبحت بورتسودان، التي تبعد ألف كيلومتر تقريبا شرق الخرطوم، مستقراً لوزراء حكومة البرهان وكذلك البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية، وبنيت المدينة الساحلية في عام 1905 إبان الاستعمار البريطاني، كميناء بديل من ميناء سواكن التاريخي الذي يبعد  60 كيلومتراً غرب بورتسودان.

وقالت هند صالح من سكان المدينة: "إن بورتسودان يمكن أن تكون العاصمة لولا مشكلتان: نقص مياه الشرب وضعف خدمة الكهرباء".

وتعتمد بورتسودان على الأمطار التي يتم تخزينها في منطقة تبعد نحو 10 كيلومترات شمال المدينة، ولكنها لا تكفي حاجة السكان من الماء. ويطالب هؤلاء منذ عقود بإيصال خط مياه إليهم من نهر النيل والذي تبعد أقرب نقطة له عن المدينة حوالى 500 كيلومتر.

وفي ما يتعلق بالكهرباء، تتغذى المدينة من سفينة تركية تربض قبالة سواحلها تستأجرها الحكومة السودانية. ولكن نظراً لعدم انتظام التغذية بالتيار الكهربائي يكثر استخدام المولدات للمنازل والشركات.

“Sudan’s crisis epitomises a catastrophic failure of humanity.” - @DrChristou

Six months ago today, war broke out in #Sudan. It continues to inflict incredible suffering on people.

We call on an immediate scale up of humanitarian response. Learn more ????https://t.co/y8lFSWGso6

— MSF International (@MSF) October 15, 2023 بديل أقرب 

وقد يكون بعد المسافة بين بورتسودان وبقية أنحاء البلاد عائقاً أمام اختيارها لتحل محل الخرطوم، إذ تبعد عن الحدود الغربية 3 آلاف كيلومتر، وعن الحدود الجنوبية حوالي 2500 كيلومتر في بلد يفتقر لشبكة مواصلات سواء برية أو بواسطة السكك الحديد، فضلاً عن الطرق المتهالكة، ولهذا السبب برز اسم ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة والتي تبعد 186 كيلومتراً جنوب الخرطوم، وخصوصاً مع نزوح العدد الأكبر من سكان العاصمة إليها هرباً من الحرب.

وقال والي ولاية الجزيرة إسماعيل عوض الله "استقبلنا نحو 3 ملايين شخص، يقيم 1.5 مليون منهم في مراكز إيواء أعدتها الحكومة"، وباتت ود مدني التي يغلب عليها الطابع الزراعي تشكو اختناقات مرورية منذ بدء نزوح سكان العاصمة إليها.

وقال أحمد إن "ود مدني صغيرة جداً وكل الخدمات تتركز في وسطها .. وتعاني ضعفاً في البنية التحتية للطرق"، ورغم ذلك، لاحظ فتحي خالد الذي يملك متجراً أن "أغلب التجار نقلوا نشاطهم إلى المدينة".

ولكن أحمد يعتقد أن الوضع الراهن لود مدني "لا يمكّنها من الاستمرار في استيعاب النشاط التجاري"، مشيراً إلى تهالك البنية التحتية، وأضاف "لابد من إعادة تخطيط مراكز جديدة حولها وخصوصاً أن جغرافيتها تسمح بذلك، بحيث تتوسع شرقاً".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أحداث السودان

إقرأ أيضاً:

الحرب في ولاية الخرطوم محسومة تماماً، قبل ما تبدا المعركة الفاصلة

الحرب في ولاية الخرطوم محسومة تماماً، قبل ما تبدا المعركة الفاصلة؛
الكثافة العدديّة والتنظيم العالي والمعنويّات المرتفعة والتوزيع الجغرافي لكتائب الجيش والقوّات المساندة بيترك فرصة 0.00% للجنجويد في تحقيق أيّ انتصار، حتّى ولو على سبيل رد الاعتبار؛
لو فيه زول عنده راي تاني يشاركنا بيه في التعليقات؛
ماذا يعني هذا؟!

يعني إنّه قريب جدّا ح يتم استلام وتأمين القصر الرئاسي ورفع العلم عليه؛
ودا ح يكون إعلان رسمي للهزيمة السياسيّة للدعم السريع؛

الناس ح ترجع الخرطوم، والدولة ح تستأنف نشاطها؛
والدعم ح يتحوّلوا لحركة تمرّد تمتلك السلاح لكن تفتقر للسند الجماهيري والقضيّة السياسيّة؛
فضلاً عن افتقارها للقيادات العسكريّة.

في الوقت دا تحديداً بتتاح الفرصة الأخيرة للقيادة السياسيّة في تقدم لتقديم الحد الأدنى من الاتّساق وإبداء حسن النوايا، من خلال مطالبة الدعم السريع بالاستسلام “إعلاءً للمصلحة الوطنيّة”، زي ما عملوا مع الجيش قبل كدا؛
#حميدتي_انتهى؛
It’s over
فياريت الناس يكون عندها الحد الأدنى من المسئوليّة.

عبد الله جعفر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحرب في ولاية الخرطوم محسومة تماماً، قبل ما تبدا المعركة الفاصلة
  • ???? حميدتي (مات ومدفون) في قبر يـَبعُد 2 كيلومتراً شرق العيلفون !!
  • تركيا.. الحكم بالسجن لـ45 ألفا و376 عاما على أشهر محتالي البلاد
  • للسياسيين فى (قراند بورتسودان).. السودان لم يعد كما كان
  • طائرة عسكرية أمريكية تحمل مهاجرين تصل إلى الهند
  • البرهان: القوات المسلحة السودانية اقتربت من النصر الكامل
  • وقف الحرب وسدا منيعا أمام تكرارها
  • البرهان: اقتربنا من النصر الكامل
  • انتشال جثث 39 شهيدًا من غزة بعد أشهر من الحرب
  • بالفيديو.. البرهان في مناطق جديدة محررة يتحدث عن إستمرار المعركة ويبشر المواطنين بالاقتراب من الخرطوم