ما تزال تداعيات الهجوم المفاجئ الذي شنته المقاومة الفلسطينية المسلحة على إسرائيل مطلع الأسبوع المنصرم، تحظى باهتمام وسائل الإعلام الأميركية.

فقد نشرت صحيفتا وول ستريت جورنال وواشنطن بوست مقالين يتناولان بالتحليل توقعات ما سيحدث في حال أقدمت إسرائيل على غزو قطاع غزة، وهو ما بات حتميا ووشيكا حسبما أجمعت عليه وسائل الإعلام الغربية، والأميركية على وجه الخصوص.

وتفيد وول ستريت جورنال أن هدف إسرائيل الواضح من الغزو هو تدمير قدرة حركة حماس على حكم قطاع غزة كما أكد ذلك وزير دفاعها يوآف غالانت عقب لقائه نظيره الأميركي لويد أوستن في تل أبيب الجمعة الماضي، إلا أن الصحيفة ترى أن إسرائيل لم تقدم أي إشارة توحي بما يمكن أن يحدث بعد ذلك. وتؤكد الصحيفة أنه لا توجد خيارات جيدة أمام تل أبيب.


غير أن القادة الإسرائيليين لم يجيبوا عن سؤال مهم وهو: ماذا سيحصل بعد القضاء على حماس؟

ويؤكد مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون للصحيفة أنه لا توجد بدائل جيدة، فالاحتمالات تتراوح بين إعادة احتلال عسكري مباشر لغزة، أو انسحاب كامل منها بعد الحرب وترك الأمر للفلسطينيين لتخمين ما سيحدث.

وتلفت الصحيفة إلى أن الكثيرين في إسرائيل يعتبرون "معاقبة" المسؤولين عن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول أهم من معرفة ما سيحدث بعد الإطاحة بحركة حماس. ونقلت عن جاكوب ناجل مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عدم اكتراثه بذلك قائلا "إن الحسم وإنهاء المشكلة هو الأهم بكثير، وبعد ذلك يمكننا أن نقرر ما ينبغي علينا فعله".

ووجدت وجهة نظر ناجل صدى لدى القادة العسكريين والسياسيين من مختلف الأطياف السياسية في إسرائيل، وفقا لوول ستريت جورنال.

ونسبت الصحيفة إلى مسؤول أميركي -لم تذكر اسمه- زعمه أنه لم تدر مناقشات تُذكر حتى الآن مع الإسرائيليين بشأن ما يُتوقع حدوثه بعد الغزو، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة واجهت معضلة مماثلة عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي شنها تنظيم القاعدة ضدها، مما مهد الطريق أمامها لغزو العراق واحتلاله طوال 10 سنوات وهو ما كان "مكلفا".

وأضاف المسؤول الأميركي أن على المسؤولين الإسرائيليين التفكير في العواقب وعدم التسرع في حرب دون إستراتيجية خروج.

مسؤول أميركي: على المسؤولين الإسرائيليين التفكير في العواقب وعدم التسرع في حرب دون استراتيجية خروج

وتابع محذرا من أنه لا توجد خطة، وموجها كلامه للإسرائيليين: "إذا دمرتم حماس، فما الذي سيملأ الفراغ؟ فعندما دُمرت القاعدة، جاءت داعش (تنظيم الدولة الإسلامية). وإذا دمرتم حماس، فستأتيكم حماس الثانية".


ثلاثة خيارات

وعددت وول ستريت جورنال 3 خيارات قالت إنها هي المتاحة أمام إسرائيل وأحد هذه الخيارات في حال الإطاحة بحماس فعليا يكمن -برأي وول ستريت جورنال- في احتلال غزة مثلما فعلت في السابق. لكن إسرائيل "لا ترغب في إرسال قواتها لفرض حكم عسكري" في القطاع.

وهناك رأي آخر يحظى بمزيد من الاهتمام وهو أن "تسحق" إسرائيل  حركة حماس ثم تخرج من غزة لتترك الأمر بيد الفلسطينيين وداعميهم ليقرروا بشأنها.

على أن هذا الخيار يستصحب معه تحدياته، مع احتمال أن يتيح المجال لقوى "أشد تطرفا" لملْء فراغ السلطة.

أما الاحتمال الآخر فهو أن تمهد إسرائيل الطريق لعودة السلطة الفلسطينية المدعومة من الولايات المتحدة إلى سدة الحكم في قطاع غزة، مثلما تدير الضفة الغربية، ووفقا لوول ستريت جورنال.


نتنياهو مقابل روزفلت

ومن جانبها، نشرت صحيفة واشنطن مقالا حول نفس الموضوع لكاتب العمود ديفيد إغناتيوس الذي عقد مقارنة بين الرئيس الأميركي إبان الحرب العالمية الثانية، فرانكلين ديلانو روزفلت، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وكلاهما واجه مأزقا مماثلا.

فقد أبلغ روزفلت رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل أن على دول الحلف إذا أرادت القضاء على خصومها أن تسعى إلى إرغامها على الاستسلام غير المشروط. وفي هذا الصدد قال روزفلت: "إن ذلك لا يعني تدمير سكان ألمانيا أو إيطاليا أو اليابان، بل يعني تدمير فلسفتهم القائمة على الغزو والقهر".

ويعتقد إغناتيوس أن نتنياهو يعيش لحظة مماثلة، في وقت تتجه فيه دباباته صوب غزة، حيث طالب حماس بالاستسلام غير المشروط، وإنهاء ما يصفها سيطرتها "الإرهابية" على قطاع غزة، متوعدا بسحق الحركة.

على أن إغناتيوس يشدد على ضرورة أن يتحلى نتنياهو بالحكمة -كما كان يفعل روزفلت- لكي يشن حربا على نحوٍ يسمح بإقرار سلام مستقر بعد أن يلحق الهزيمة بخصمه. وحذر الكاتب أنه إذا ما انتظر رئيس الوزراء الإسرائيلي حتى انتهاء الحرب لكي يفكر في ما سيحصل بعدها، فقد يفوت عليه الأوان.

إغناتوس: أي تفكير جديد بشأن المنطقة لا بد أن يستوعب أن سلاما دائما سيكون مجرد وهم ما لم تُحل القضية الفلسطينية

"وإذا شن حربا تعاقب المدنيين الفلسطينيين، وليس "حماس"، فلربما يفقد الدعم الدولي ويقوض المهمة"، بحسب مقال واشنطن بوست، الذي يرى كاتبه أن لدى إسرائيل ورقة رابحة "إذا لعبت بها جيدا، فقد تعيد ترتيب الشرق الأوسط"، ألا وهي استعداد السعودية -القوة العربية المهيمنة- المتعاظم لإقامة شراكة مفتوحة مع إسرائيل".

ويعود كاتب العمود إلى التاريخ مرة أخرى ليستقي منه الدروس والعبر، فيقول إن فرص السلام في الشرق الأوسط تعقب حدوث الصراعات، ضاربا المثل بما حدث بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، "التي كانت بمثابة صدمة إستراتيجية أشبه إلى حد كبير بهجوم حماس في ذلك السبت". وأردف القول إن تلك الحرب أعقبتها زيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس، وإبرام اتفاقية كامب ديفيد للسلام في نهاية المطاف.

وفي عام 1993، أفضت اتفاقات أوسلو في النهاية إلى قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، التي أيدها رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها إسحق رابين بعد "مذبحة" الانتفاضة الأولى.

واستعان إغناتيوس بأقوال مارتن إنديك المبعوث الأميركي الأسبق للشرق الأوسط، الذي تساءل: "من هو السادات الذي سيأخذ الفلسطينيين تحت رعايته ليقودهم نحو السلام؟".

ويستدرك إنديك قائلا "لكن حماس المدعومة من إيران أحدثت ثغرة في قدرة الردع الإسرائيلي، وأعادت إحياء فكرة هزيمة إسرائيل بالقوة"، معتقدا أن هذا يهدد أيضا كل القادة العرب، الذين صنعوا سلاما مع إسرائيل.

وينقل إغناتيوس عن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مقابلة أجريت معه الخميس، القول إن الخوف السائد في المنطقة يكمن في إحساس العرب بالغضب جراء ما يشاهدونه من سقوط ضحايا مدنيين، مؤكدا على ضرورة تغيير هذا الوضع وأن أي تفكير جديد بشأن المنطقة لا بد أن يستوعب أن سلاما دائما سيكون مجرد وهم ما لم تُحل القضية الفلسطينية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: وول ستریت جورنال قطاع غزة ما سیحدث

إقرأ أيضاً:

انطلاق أعمال المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية طوفان الأقصى في صنعاء

وفي افتتاح المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام بمشاركة محلية ودولية واسعة، أكد عضو السياسي الأعلى النعيمي أهمية هذا المؤتمر في تسليط الضوء على التداعيات والنتائج التي أحدثتها معركة "طوفان الأقصى" ودورها في تصحيح الوعي الجمعي والمفاهيم التي كانت متجمدة ومتحجرة على كل المستويات الرسمية والشعبية.

وأشار إلى أن طوفان الأقصى جاء ليوحد المفاهيم حول قضية الأمة والإنسانية والالتفاف حولها، وإبراز الدور اليمني المشرف في إسناد الشعب الفلسطيني والمحافظة على حالة التعبئة العامة للالتحاق بدورات "طوفان الأقصى" في مختلف مؤسسات الدولة.

ولفت إلى النجاحات التي حققها طوفان الأقصى على المستوى الإنساني والقرار الذاتي والجمعي للشعوب والأمم.. داعيا المشاركين لدراسة كل التداعيات والنتائج والتحديات على كل المستويات والخروج بحلول ومقترحات لتلك التحديات.

وقال عضو السياسي الأعلى " إننا بحاجة إلى طوفان في التعليم في اليمن ووضع معايير لمخرجاته وفقا لمتطلبات السوق".. حاثا الجامعات الحكومية والأهلية على التعاون والشراكة مع وزارة التربية والتعليم لوضع المعايير الكفيلة بإحداث نهضة علمية في شتى المجالات.

من جانبه أكد رئيس مجلس الوزراء أن هذا المؤتمر الذي تنظمه ست جامعات يمنية، هو عمل نوعي كبير يجسد مدى ارتباط اليمني بقضيته المركزية "فلسطين" وبمسار معركة "طوفان الأقصى" وإبرازها.. موضحا أن هذا الطوفان كان زلزالاً عنيفا ومريعا على العدو الصهيوني وانتصاراً بارزا للشعب الفلسطيني وأحرار الأمة، وفشلا وإخفاقا استخباراتيا وأمنيا ذريعا للعدو.

ونوه بأهمية وأبعاد المؤتمر الذي يعد بمثابة تجديد لموقف اليمنيين وفي مقدمتهم السيد القائد من معركة "طوفان الأقصى" والقضية الفلسطينية عموما.. مبينا أن موقف اليمن الديني والأخلاقي والإنساني هو موقف مبدئي عبر عنه قائد الثورة في أكثر من خطاب بما في ذلك خطابه يوم الخميس الماضي الذي أكد فيه استعداد اليمن قيادة وحكومة وشعبا مواصلة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومساندته، وكذا التصعيد مجددا في حال قرر العدو الصهيوني معاودة عدوانه على قطاع غزة.

وقال "أظهرت مشاهد عودة النازحين من أبناء غزة إلى مناطقهم في الشمال سيرا على الأقدام مدى ارتباط الإنسان الفلسطيني المتأصل بأرضه وعدم استعداداه التخلي عنها مهما كانت التضحيات".

وأضاف "الفلسطيني عاد إلى بيته المهدوم ومناطقه المدمرة طواعية لأن كل ذرة فيه مرتبطة بترابه وبكل شيء فيه، في الوقت الذي يرفض المستوطنون الصهاينة العودة إلى المستوطنات في دلالة على عدم ارتباطهم بالأرض لأنهم يدركون أنها ليست أرضهم، وأن تواجدهم فيها مؤقت".

وجدد الرهوي التضامن الكامل مع الشعب اللبناني الشقيق في ظل استمرار العدو الإسرائيلي بشن غاراته الاجرامية ضد القرى والبلدات في الجنوب اللبناني.

وأثنى في سياق كلمته على بيان مؤتمر الاتحاد الأفريقي الصادر يوم أمس وما تضمنه من إدانة شديدة اللهجة للعدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وطالبهم بموصلة الوقوف إلى جانب الحق وضد الظلم والطغيان.

ووصف هذا الموقف بالإيجابي الذي يحسب للشعوب الأفريقية وقياداتها إلى جانب الموقف الذي بادرت به جنوب أفريقيا برفع دعوى في محكمة الجنايات الدولية ضد مجرمي الحرب الصهاينة، وإدانتهم بارتكاب جريمة إبادة وإقامة نظام فصل عنصري في فلسطين.

وعبر رئيس مجلس الوزراء عن الثقة بتحقيق المؤتمر الذي يشارك فيه كوكبة من الأكاديميين والباحثين وشخصيات وازنة على مستوى العالم، الأهداف التي أقيم من أجلها وفي المقدمة رفع الوعي في أوساط شعوبنا بالوقوف إلى جانب القضايا العادلة المحقة في أي مكان في العالم وإلى جانب المستضعفين والمضطهدين من الإمبريالية الأمريكية الصهيونية العالمية وطغيانها الكبير.. متمنيا للمؤتمر النجاح والخروج بنتائج مثمرة تخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ونضاله التحرري من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

فيما أكد النائب الأول لرئيس الوزراء – رئيس اللجنة العليا لنصرة الأقصى العلامة محمد مفتاح، أن صنعاء المجد والبطولة حاضرة الإسلام وقلعة العروبة، مثلت السند الأكبر للشعب الفلسطيني والرديف الأقوى لمعركة "طوفان الأقصى" التي حولت البحار إلى طوفان ملتهب في وجه الغطرسة الأمريكية والصهيونية وفرضت حصارا مطبقا على الملاحة الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وسددت ضربات قاصمة للغطرسة الأمريكية وكبرياء المجرمين الذين أرادوا إذلال شعوب العالم والأمة العربية والإسلامية.

وأكد أن عاصمة القرار العربي صنعاء تشهد اليوم استضافة المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية والعربية والإسلامية حول أهم وأقدس معركة للأمة.. داعيا الجامعات العربية والإسلامية إلى عقد مؤتمرات علمية حول بطولة الشعب الفلسطيني وملحمة "طوفان الأقصى" الأسطورية التي غيرت معادلات كبيرة ثقافية واجتماعية وسياسية سيكون لها أثر كبير في مستقبل وتاريخ البشرية.

وأشار العلامة مفتاح إلى أن مشهد الدمار الذي لحق بغزة ولبنان ويستهدف اليوم الضفة الغربية سينبثق منه نور الحرية والكرامة لاقتلاع رجس تيار الإفساد والانحلال العالمي الذي تقوده أمريكا والصهيونية العالمية.

ولفت إلى أنه في الوقت الذي تستضيف العاصمة صنعاء هذا المؤتمر تستقبل الإمارات السفير الصهيوني الجديد بكل حفاوة، وكأنه إنجاز كبير وليس سفيرا لمجرمين قتلة مدانين من قبل المحاكم الدولية ومطلوبين للعدالة في العالم الحر.

ونوه بدور القيادة الحكيمة ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي التي شرف الله بها اليمن لاتخاذ الموقف الشجاع لنصرة الشعب الفلسطيني والمشاركة جنباً إلى جنب في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" لمواجهة طغاة الأرض.. معتبراً انعقاد هذا المؤتمر مقدمة للمؤتمر العالمي الثالث "فلسطين قضية الأمة المركزية" الذي ستقيمه حكومة التغيير والبناء نهاية شهر رمضان بالتزامن مع يوم القدس العالمي.

وأكد النائب الأول لرئيس الوزراء، أن المؤتمر سيشهد مشاركات من مختلف بلدان العالم لمناصرة الشعب الفلسطيني والبحث عن سبل تقديم الدعم له.. داعيا كافة المقتدرين في العالم العربي والإسلامي إلى المساهمة الفاعلة في إغاثة غزة، ووضع التصورات لإعادة إعمارها، وعدم تركها لمن يريد ابتزاز الشعب الفلسطيني والمتاجرة بأوجاعه وآلامه ومعاناته.

وحث المشاركين على جعل موضوع المساهمة الفاعلة في إغاثة غزة وإعادة الإعمار ضمن أوراقهم البحثية والخروج بتوصيات ومقترحات بهذا الشأن، وكذا اعتماد قصيدة الشاعر عبد السلام المتميز ضمن أوراق المؤتمر كونها حملت عمقا ثقافيا وفكريا في منتهى الدقة والأبعاد والدلالات.

ونوه العلامة مفتاح بجهود كافة العاملين واللجان الإشرافية والعلمية والتحضيرية على الإعداد الجيد والعمل بتفان لإنجاح هذا المؤتمر النوعي.

وفي المؤتمر الذي حضره، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، أشار وزير التربية والتعليم والبحث العلمي حسن الصعدي إلى دلالات وأبعاد هذا المؤتمر وما أحدثه الطوفان من تأثير في الوعي العالمي وإيصال صوت المظلوم إلى العالم، وكذا دوره في تغيير المفاهيم والقناعات وأنماط التفكير التي سادت في الفترة الماضية حول قضية فلسطين وقضايا الأمة.

وأكد أن قضية فلسطين أعادت الأمة إلى الوعي بدينها وقرآنها وإنسانيتها وعزتها وكل ما ينبغي أن تكون عليه كما أراد الله لها.. مؤكداً أن التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني أثمرت عزاً ونصراً وقوة واستطاعت الوصول إلى وعي الناس الذي تراكمت فيه الاشكالات والتداعيات الناتجة عن تحكم الغرب وسطوته وثقافته مقابل تراجع العرب والمسلمين عن قيمهم ودينهم وإسلامهم وقرآنهم وعزتهم.

وأشاد وزير التربية بكل القائمين على المؤتمر والأهداف التي حملها والمحاور التي تضمنها وكذا المشاركة الفاعلة من قيادات الدولة ورؤساء الجامعات اليمنية والنخب الأكاديمية بما يسهم في توظيف البحث العلمي والإنتاج الأكاديمي لما يخدم القضية المركزية للأمة.

وفي المؤتمر الذي حضره وزراء الخدمة المدنية والتطوير الإداري الدكتور خالد الحوالي، والنفط والمعادن الدكتور عبدالله الأمير، والشباب والرياضة الدكتور محمد المولد، والنقل والأشغال العامة محمد قحيم، وأمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري، ونائبا وزيري التربية والتعليم الدكتور حاتم الدعيس، والإعلام الدكتور عمر البخيتي، أكد رئيس اللجنة الإشرافية – رئيس المؤتمر الدكتور عبدالله الشامي أن انعقاد المؤتمر يأتي استجابة للتحديات والمؤامرات الخطيرة التي تواجه الأمة.

وأشار إلى أن المؤتمر يقدم قراءة علمية شاملة لمعركة "طوفان الأقصى" التي تعد من أهم وأقدس معارك الأمة والتي دشنت زمن إذلال إسرائيل وكسر طغيان المستكبرين، وكشف زيف الخونة والمطبعين، ومثلت حدثاً استراتيجياً غير مسبوق وقفزة نوعية في الصراع مع العدو الإسرائيلي، وأسقطت نظريته الأمنية ووجهت البوصلة نحو القضية الفلسطينية، وكرست مشروع المقاومة ومواجهة الاحتلال والاستكبار.

ولفت الدكتور الشامي إلى أن المؤتمر يناقش أكثر من 130 دراسة علمية وورقة بحثية تتوزع على 14محوراً تشمل "القيادي، السياسي، التاريخي، الثقافي، الاجتماعي، الحقوقي والإنساني، الصحي، التعليمي، الاقتصادي، الإعلامي، والمحور العسكري" فضلاً عن تسليط الضوء على دور السيد القائد في معركة "طوفان الأقصى" وإبراز الدور اليمني في إسناد الشعب الفلسطيني والمحافظة على حال التعبئة العامة.

وذكر أن المؤتمر يسعى إلى استنهاض دور الجامعات في القضايا المصيرية للأمة وتعزيز الجهود الهادفة لإسناد وتوثيق معركة "طوفان الأقصى" ومناقشة أبعادها ونتائجها على واقع الأمة العربية والإسلامية.

فيما أشار رئيس الجامعة الإماراتية الدكتور ناصر الموفري في كلمة الجامعات المنظمة إلى أهمية المؤتمر الذي ينعقد في مرحلة مهمة من تاريخ الأمة وبعد صمود أسطوري للمجاهدين في غزة ولبنان وجميع جبهات الإسناد.. مؤكداً أن الشعب اليمني قدم منذ انطلاق الطوفان نموذجاً مشرفاً ومتفرداً في مساندة ونصرة الأشقاء في غزة انطلاقاً من الواجب الديني والأخلاقي والإنساني.

ولفت إلى أن الجامعات شاركت في جميع الأنشطة من مسيرات ومظاهرات ووقفات ودورات وندوات وورش وصولاً إلى تخريج الآلاف من دورات "طوفان الأقصى" والاستمرار في إقامة الأنشطة المساندة لفلسطين.. مؤكدا على أهمية دراسة أبعاد ودلالات وطبيعة الصراع مع اليهود والخروج برؤية ومقترحات عملية.

فيما استعرض نائب رئيس اللجنة الإشرافية الدكتور فؤاد حنش منهجية المؤتمر ومراحل الإعداد والمحاور وأهداف المؤتمر الذي تنظمه جامعات "العلوم والتكنولوجيا، الناصر، آزال للتنمية البشرية، تونتك الدولية، اليمنية، الإماراتية الدولية" لمناقشة مجموعة من الدراسات والأبحاث حول معركة "طوفان الأقصى".

وأكد أن أبحاث ومحاور المؤتمر تسعى إلى تحديد الفجوة بين الواقع القائم والحالة المأمولة والإسهام في ردم الفجوة بين تراث هذه الأمة وأعلامها ورموزا ومجتمعها وواقعها عبر عرض مجموعة من الأبحاث التي ستتناول طبيعة المعركة وأبعادها ومعطياتها والتأكيد على ضرورة الاستفادة منها في الواقع العملي والمعركة المقدسة مع قوى الاستكبار.

تخلل الافتتاح الذي حضره، عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ورؤساء الجامعات، ومسؤول مكتب حماس بصنعاء عمر السباخي، قصيدة للشاعر عبد السلام المتميز عن أبعاد ودلالات "طوفان الأقصى"، وكذا عرض عن المؤتمر.

إلى ذلك بدأت أعمال المؤتمر بعقد أربع جلسات موازية، تناولت 20 بحثاً وورقة عمل علمية، حول أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في طوفان الأقصى، ويحيى السنوار - دراسة تحليلية لسماته الشخصية ودوره القيادي والجهادي وأثره على المقاومة والسياسة الفلسطينية، وجبهة حزب الله ودورها المتميز في الصراع مع العدو الصهيوني، ودور الشهيد القائد والسيد القائد في دعم وصمود المقاومة الفلسطينية، والمقاومة الإلكترونية ودور الهجمات السيبرانية في اختراق جهاز الشبكات للعدو في المعركة، والأدوار التاريخية للشعوب العربية في مواجهة العدو الصهيوني.

مقالات مشابهة

  • حجة.. مسير للدفعة الثالثة من خريجي طوفان الأقصى
  • اختتام أعمال المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية حول “طوفان الأقصى”
  • أبوعبيدة: سنسلم غدًا جثامين أسرى صهاينة في إطار صفقة طوفان الأقصى
  • «أبو عبيدة» يعلن تسليم جثامين أسرى «إسرائيليين» غدا الخميس
  • أبو عبيدة: في إطار صفقة طوفان الأقصى سيتم غدا الخميس تسليم جثامين عائلة بيباس وجثمان الأسير عوديد ليفشتس
  • صنعاء.. مناورة لخريجي دورات طوفان الأقصى بمديرية بني مطر
  • تماطل وتحاول فرض شروطها.. من الذي تريده إسرائيل لإدارة غزة؟
  • صنعاء تحتضن المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية حول معركة “طوفان الأقصى”
  • انطلاق أعمال المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية طوفان الأقصى في صنعاء
  • لماذا تصرّ الحكومات العربية على تضييع الفرصة منذ طوفان الأقصى؟!