"نهاد" في دعوى خلع: حرضني ضد أهلي ومقاطعة أشقائي
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
حضرت نهاد الزوجة العشرينية إلى محكمة الأسرة الكائنة في الخانكة، وكل ما تبتغيه هو الحصول على الحكم بالخلع ووضع حد لعلاقتها الزوجية، التي وصفتها بـ"المسمومة" نظرًا للوقيعة الدائمة التي سعى زوجها في إحداثها بينها وبين أهلها.
وتروي الزوجة أن زواجهما بدأ منذ عامين، شهدت العديد من التقلبات، لعل أبرزها حينما كان يدعي زوجها كراهية أمها وأشقائها نحوه، إلى حد وصل لاتهامهم بمحاولة التفريق بينهما، فكان بين الحين والآخر يسعى إلى تقليل معدل زياراتنا المتبادلة نحو بعضنا البعض، وفي إحدى المناسبات حينما علم بأن أمي قادمة لقضاء بعض الوقت في بيتنا، ثارت حفيظته وامتعض بشدة، قائلًا إنه لا يرغب في زيارتها إلى المنزل وأن أتعلل بانشغالنا في العمل.
لتُعقب في لهجة يائسة: حاولت بمرور الوقت تحسين الأجواء، راجيةً من الله أن يعدل عن أفكاره التي يشوبها الكراهية غير المبررة، ولكن لم تتبدل الأمور بل ازدادت سوءًا لدرجة أنه ألزمني بعدم الخروج من المنزل ومقاطعة كل أشكال التواصل مع أسرتي، لم أتحمل الوضع لأقرر عقب ذلك أن أواجهه دون تردد، لينتهي به الأمر قائلًا: " أنا في كفة وأهلك في كفة تانية" كما هددني بحرماني من أية حقوق وطردي من المنزل نهائيًا، وبسبب معارضتي له صفعني بشدة، وهو ما دفعني إلى التوصل لقراري بالحصول على حكم الخلع والتخلص من حياتي في صحبته إلى الأبد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محكمة الأسرة الخلع المشاكل الأسرية الخلافات الزوجية الخانكة
إقرأ أيضاً:
عبادات بلا رحمة.. حينما يغيب جوهر الدين عن القلوب
يحل رمضان شهر الرحمة والتسامح فتعلو الأصوات بالدعوة إلى الصلاة والقيام والصيام. لكن المفارقة الصادمة ان بعضا ممن يدعون إلى هذه العبادات يغفلون عن أسمى قيمها وهي الرحمة والعطاء. كيف لمن يخشع في صلاته ويتلو آيات الانفاق والعطف ان يغض الطرف عن جوع مسكين أو دمعة يتيم وهو قادر على العطاء.
لم يكن الدين يوما مجرد طقوس بل هو سلوك وأخلاق قبل ان يكون ممارسات ظاهرية. كم من أشخاص يحرصون على أداء الصلاة في أوقاتها ويقيمون الليل لكنهم لا يتورعون عن تجاهل المحتاجين. ربما يتفاخرون بولائمهم العامرة بينما هناك من يبيت بلا طعام. هؤلاء يمارسون تدينا شكليا يركز على الصورة لا الجوهر وهو نقيض لما جاء به الإسلام.
النبي محمد عليه الصلاة والسلام عندما سئل أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. جعل العطاء صفة من صفات الإيمان الحق فلم يفصل بين العبادة والإحسان إلى الخلق. من أراد القرب من الله فلابد ان يكون قلبه ممتلئا بالرحمة ويده ممدودة بالعطاء.
الصيام ليس مجرد إمساك عن الطعام والشراب بل هو تجربة روحية تهدف إلى تهذيب النفس واستشعار معاناة الفقراء. من يصوم نهاره ويشعر بالجوع لساعات كيف له ان يتجاهل من يجوع طوال العام. من يردد قوله تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ثم يبخل بما يفيض عن حاجته كيف له ان يدعي التقوى.
الإسلام لم يجعل العبادات معزولة عن القيم الإنسانية بل جعلها مرتبطة بها ارتباطا وثيقا. النبي محمد عليه الصلاة والسلام قال من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. العبادات بلا أخلاق أو رحمة لا قيمة لها عند الله بل تتحول إلى مجرد طقوس فارغة لا تؤثر في القلوب.
مع حلول رمضان تزداد مظاهر البذخ في بعض المجتمعات حيث تنفق الاموال على الولائم الفاخرة والمناسبات الرمضانية. في المقابل يظل الفقراء يترقبون يدا تمتد اليهم لتخفف عنهم قسوة الحياة. هذا المشهد يعكس خللا في فهم المقاصد الحقيقية للصيام فهو ليس تخزين الطعام بالنهار ثم تناوله بوفرة في الليل.
الغرض من رمضان ليس إشباع الجسد فقط بل تربية النفس على الإحساس بالآخرين ومد يد العون لهم. الإسلام حذر من هذا التناقض فجاء في الحديث الشريف ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه. كيف لمن يشبع ان يغفل عن جوع من يسكن في نفس المدينة بل ربما في نفس الحي.
رمضان ليس مجرد موسم للعبادات الشكلية بل هو فرصة لتجديد العلاقة مع الله عبر الرحمة والعطاء. من كان ميسورا فليبحث عن الفقراء قبل ان يبحث عن موائد الإفطار الفاخرة. من كان حريصا على قيام الليل فليكن احرص على مساعدة المحتاجين فذلك القيام الحقيقي.
المجتمع بحاجة إلى صحوة إنسانية يفهم فيها الناس ان الإيمان ليس مجرد ركعات بل هو قلب يرحم ويد تعطي ونفس تسامح. من اراد القرب من الله فليرحم عباده أولا والا فلا حاجة لعبادته الجافة. الرحمة هي جوهر الدين وبدونها تتحول العبادات إلى حركات لا روح فيها.