نادي الأسير الفلسطيني: 470 حالة اعتقال بالضفة الغربية خلال 8 أيام فقط
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
أفاد نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الأحد، بأن الاحتلال الإسرائيلي يواصل تنفيذ حملات اعتقال في الضفة الغربية، هي الأعلى منذ سنوات مقارنة مع مستوى الاعتقالات، والمدة التي نفذت خلالها حملات الاعتقال.
وأوضح النادي - في بيان صحفي - أن عدد حالات الاعتقال منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي الشامل في 7 أكتوبر الجاري بلغ نحو 470 حالة اعتقال من الضفة الغربية، شملت كافة الفئات، إلى جانب المعتقلين من العمال داخل أراضي الـ48، وغزة التي لم يعرف أعدادهم بشكل دقيق حتّى اليوم، مشيرا إلى أن عمليات الاعتقال تركزت في محافظة الخليل التي سُجل فيها أعلى نسبة.
ولفت إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي شنّت الليلة الماضية وفجر اليوم حملة اعتقالات واسعة طالت 65 مواطنا على الأقل، وتوزعت عمليات الاعتقال في أغلب محافظات الضفة، بما فيها القدس المحتلة، مبينا أن الشهادات التي يتلقاها من عائلات المعتقلين تعكس مستوى الوحشية التي تستخدمها قوات الاحتلال خلال عمليات الاعتقال بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب التهديدات التي وصلت إلى حد التهديد بالقتل، عدا عن الاعتداء بالضرب المبرح الذي طال غالبية المعتقلين، وعمليات التخريب والتدمير الواسعة للمنازل.
وأكد النادي أن تصاعد عمليات الاعتقال الراهنة، ترافقها تعقيدات وصعوبات كبيرة في متابعة المعتقلين في مراكز التحقيق والتوقيف، نتيجة لجملة الإجراءات التي فرضها الاحتلال على عمل الطواقم القانونية والمماطلة تحديدًا في إعطاء إجابات عن مصير المعتقلين وأماكن احتجازهم، تحديدًا بعد تفعيل الاحتلال للأمر العسكري الذي يتضمن زيادة مدة التمديد الأولى، وكذلك حرمان المعتقلين من لقاء المحامي لمدة أدناها يومان.
وتوجه نادي الأسير إلى كافة عائلات المعتقلين في الضفة بضرورة التواصل مع المؤسسات المختصة في شؤون الأسرى في محاولة لرصد ومتابعة الجرائم والانتهاكات التي تنفذ بحق المعتقلين وعائلاتهم، ومتابعتها لاحقًا في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها المؤسسات.
جدير بالذكر أنه منذ مطلع العام الجاري بلغت حالات الاعتقال نحو 6000 حالة اعتقال.
اقرأ أيضاًوزير خارجية باكستان: إسرائيل ترتكب جريمة «إبادة جماعية» بحق شعب فلسطين
كهربا في رسالة مؤثرة إلى فلسطين: سلامٌ على أرضٍ خُلِقَتْ للسلام وما رأت يومًا سلامًا
بدء الجلسة العامة لمجلس النواب بإدانة العدوان الإسرائيلي على فلسطين
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين اخبار فلسطين قضية فلسطين حرب فلسطين فلسطينية فلسطين اليوم أحداث فلسطين إسرائيل وفلسطين فلسطين الان تحرير فلسطين فلسطين مباشر فلسطين اخبار مشاهد فلسطين حكاية فلسطين عملیات الاعتقال
إقرأ أيضاً:
الإبادة المستمرة خلف القضبان.. قراءة في يوم الأسير الفلسطيني 2025م
في السابع عشر من أبريل من كل عام، يقف الشعب الفلسطيني وأحرار العالم لإحياء “يوم الأسير الفلسطيني”، باعتباره محطة كفاحية تمثل نضال الأسرى وصمودهم داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ويعد هذا اليوم أيضًا مناسبة لتسليط الضوء على واحدة من أبشع الجرائم المستمرة في العصر الحديث والمتمثلة في جريمة الاعتقال السياسي الممنهج والإبادة الصامتة خلف القضبان. ولكن في عام 2025، يأتي هذا اليوم وسط واقع مأسوي يتجاوز الوصف، حيث تحوّلت الزنازين إلى مسالخ بشرية، وغرف التحقيق إلى ساحات للإعدام غير المعلن، بينما تواصل العدالة الدولية غيابها تحت ركام الصمت والتواطؤ.
منذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر 2023م، استُشهد 63 أسيرًا داخل المعتقلات، بينهم 40 من قطاع غزة، في ظل تعتيم إعلامي كامل ورفض سلطات الاحتلال الكشف عن هوياتهم أو تسليم جثامينهم. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي دليل قاطع على اعتماد الاحتلال سياسة القتل البطيء، خارج ساحة المعركة، داخل جدران يُفترض أن تحكمها القوانين الدولية التي تحوّلت إلى مسارح للموت الممنهج.
الجرائم التي تُرتكب بحق الأسرى ليست مجرد تجاوزات فردية، بل هي جزء من منظومة تعذيب متكاملة: ضرب وحشي، صعق بالكهرباء، تجويع متعمد، حرمان من المياه والعلاج، اعتداءات على النساء، الأطفال، المرضى، وكبار السن، وإذلال مستمر، لم تقتصر منظومة الاحتلال الإسرائيلي على سجونها المعروفة فحسب، بل أعادت تفعيل معسكرات سرية مثل “سديه تيمان” و”عناتوت” و”عوفر” كمراكز تعذيب بعيدة عن أي رقابة، حيث تُمارس فيها أبشع انتهاكات حقوق الإنسان.
اليوم، ووفقًا لمؤسسات الأسرى، يتجاوز عدد الأسرى 9900، ولا يشمل ذلك المئات من معتقلي غزة الذين تعرضوا للاختفاء القسري. من بينهم 29 أسيرة، من ضمنهن طفلة، وحوالي 400 طفل دون 18 عامًا، كما ارتفع عدد المعتقلين الإداريين إلى أكثر من 3498، اذين يُحتجزون دون تهمة أو محاكمة، استنادًا إلى ما يُسمّى “الملفات السرية”، في تحدٍ سافر لقواعد العدالة. بالإضافة إلى ذلك، تم تصنيف 1747 أسيرًا كـ”مقاتلين غير شرعيين”، وهو ما يسقط عنهم الحماية القانونية.
وفي ذات الوقت، تصاعدت أعداد الأسرى المرضى والجرحى، حيث تُستخدم الأمراض كأداة للتعذيب الجماعي، بعد أن تحوّلت السجون إلى بؤر للأوبئة نتيجة الإهمال في النظافة، ومنع الاستحمام، والتكدس، وغياب الرعاية الطبية. الجرب والجلديات ما هي إلا أمثلة صارخة على هذه الجرائم.
رغم هذه الظروف المأساوية، تبقى مقاومة الأسرى الفلسطينيين رمزًا حيًا للإرادة والكرامة، فبالرغم من قسوة المعاناة والتعذيب، لا يزال الأسرى يشعلون جذوة الأمل والمقاومة، متحولين إلى مشاعل للحرية، إنهم يعيشون يوميًا في مواجهة الموت، ويثبتون أن العدالة ستحقق في النهاية.
إن العالم اليوم يتفرج على هذه المعاناة، متخيلين أن صمتهم قد يحميهم من تبعات الحقائق المؤلمة التي تحدث خلف القضبان، ولكن، في الواقع، يصبح هذا الصمت مشاركة في الجريمة، وجزءًا من التحمل غير المبرر للعذابات المستمرة.
إن استمرار معاناة الأسرى الفلسطينيين ليس مسألة محلية أو إقليمية فحسب، بل يمثل قضية إنسانية تتطلب من المجتمع الدولي أن يتجاوز حدود الصمت والتواطؤ. على المؤسسات الدولية أن تتحرك ليس فقط عبر البيانات والشجب، بل بفرض عقوبات حقيقية على الاحتلال، ومحاكمة مسؤولي الاحتلال على جرائمهم ضد الإنسانية.
إن الصمت عن هذا الوضع يعني التواطؤ في إبادة شعب بأسره، واستمرار مأساته في ظل الاحتلال. لكن الأسرى الفلسطينيين ليسوا مجرد أرقام أو أسماء في قوائم، بل هم رموز للكرامة والنضال، هم المعركة الحية من أجل الحرية في وجه الظلم. وعليه، يبقى يوم الأسير الفلسطيني، في عام 2025م وما بعده، دعوة لإعادة إحياء الأمل بأن العدالة ستُنتصر، وأن صوت الأسرى سيظل مدويًا حتى تتحقق الحرية.