غدا .. انطلاق فعاليات الدورة الثامنة لمنتدى الاستثمار العالمي في أبوظبي
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
أبوظبي في 15 أكتوبر / وام/ يستضيف مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) غدا الإثنين وحتى 20 أكتوبر الجاري فعاليات الدورة الثامنة من منتدى الاستثمار العالمي الذي ينظم مرة كل عامين بمشاركة أكثر من 7 آلاف من أصحاب المصلحة في مجال الاستثمار من 160 دولة، ويجمع نخبة من القادة ورؤساء الدول وصناع القرار وقادة الأعمال وكبار المديرين التنفيذيين للشركات المتعددة الجنسيات بالإضافة إلى ممثلي المجتمع المدني من جميع أنحاء العالم .
ويعتبر منتدى الاستثمار العالمي، الذي تم تأسيسه وإطلاقه بمبادرة من مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، حدثًا رئيسيًا ومنصة عالمية مهمة تجمع أصحاب المصلحة الرئيسين من مختلف أنحاء العالم لصياغة السياسات والاستراتيجيات بهدف مواجهة تحديات الاستثمار والتنمية حول العالم. ويتم تنظيم المنتدى من قبل قسم الاستثمار والمشاريع في أونكتاد، انطلاقًا من حرصه على ضمان النمو الشامل وتوجيه الاستثمارات من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتشكيل بيئة استثمارية عالمية.
ويقدم المنتدى، الذي يُنظم بدعم وزارة الاقتصاد ودائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي الشريك الرئيسي، منبراً متميزاً يركز بشكل خاص على “الاستثمار في التنمية المستدامة". وفي ظل الظروف والتطورات العالمية الحالية، تصبح هذه الرؤية أكثر أهمية وحضوراً. ويتناول من خلال جلساته ومحاضراته، القضايا الملحة مثل الأمن الغذائي، والطاقة المستدامة، والبنية التحتية الصحية، وتحديات وحلول سلاسل الإمداد العالمية. ويسعى المنتدى لضمان أن تظل مبادئ الاستدامة نقطة تركيز رئيسية وعاملًا أساسيًا في استراتيجيات وقرارات الاستثمار، مع مراعاة المصلحة العامة والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات.
وأكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية أن دولة الإمارات برؤية وتوجيهات قيادتها الرشيدة تضع تحقيق النمو الاقتصادي المستدام والاهتمام بقضايا البيئة والاستدامة في صدارة أولوياتها.
وقال معاليه: "في هذا الإطار، نرى أن استضافة حدث عالمي بهذه الأهمية يعكس بوضوح التزام الإمارات ودورها الريادي على الساحة العالمية في مواجهة التحديات المعاصرة وبالأخص قضايا التغير المناخي. وبما أن العالم يتجه نحو مناقشات حاسمة حول البيئة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب28)، تواصل الدولة المساهمة في قيادة الجهود الدولية لتحقيق نتائج مثمرة وفعالة بخصوص القضايا الملحة المطروحة على أجندة المؤتمر".
وأكد معاليه على الأثر العميق الذي تحققه التجارة العالمية في دعم وتحقيق النمو على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي. وقال: "تمتلك التجارة قدرة كبيرة على مواصلة تعزيز الاستدامة والتقدم نحو مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة. كما تميزت الإمارات بشكل ملحوظ في مجال الاستثمار، حيث بلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر فيها حوالي 23 مليار دولار خلال العام الماضي 2022. ما يعكس المكانة المتميزة لدولة الإمارات كوجهة استثمارية رئيسية، ويؤكد على الأهمية البالغة لاستضافة المنتدى في أبوظبي، فضلًا عن تعزيز مكانة الدولة ودورها على خريطة التجارة والاستثمار العالمي."
وقال معالي أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي: "تأتي استضافة الدورة الثامنة لمنتدى الاستثمار العالمي تأكيداً على رؤية القيادة والتزامها الراسخ بتعزيز التعاون الدولي والعمل المشترك بهدف تحقيق المصلحة العامة للمجتمع العالمي. ويوفر المنتدى منصة ملائمة لصناع السياسات لصياغة استراتيجيات وسياسات للتعامل مع القضايا الاستثمارية والتنموية الملحة، وضمان توجيه استثمارات اليوم نحو مستقبل مستدام".
وأضاف معاليه: "قامت أبوظبي بتأسيس بيئة اقتصادية داعمة، وإنجاز بنية تحتية واتصالات بمستويات عالمية، وتتميز برؤية ومنهج لريادة الأعمال لتوفير فرص النمو للمستثمرين. ونواصل البناء على الأسس المتينة لـ"اقتصاد الصقر" لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والمساهمة في صياغة مستقبل أفضل للبشرية".
ومع اقتراب انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب28)، خصص منتدى الاستثمار العالمي لعام 2023 جلسات مهمة للتمويل والاستثمار في المشاريع المتعلقة بالمناخ، ويطمح المنتدى لخلق بيئة تخول صانعي السياسات وأصحاب المصلحة مواءمة استراتيجياتهم مع المخرجات المتوقع أن تؤثر بشكل كبير على مفاوضات مؤتمر الأطراف.
وتعتبر الفرص المتنوعة المصممة خصيصًا للمشاركين إحدى السمات المميزة لمنتدى الاستثمار العالمي لعام 2023، بحيث يمكن للحاضرين التواصل مع خبراء ومتخصصين في مجال الاستثمار وتبادل الخبرات وإقامة علاقات تعاون محتملة. ويَعِد المنتدى بتوفير رؤية معمقة حول مشهد الاستثمار العالمي والتحديات التي يواجهها العالم، ويسمح للمشاركين بالاستفادة من ورش العمل المتخصصة لصقل مهاراتهم باستخدام أحدث أدوات واستراتيجيات الترويج للاستثمار.
ومن المقرر انعقاد ورشة عمل حول معايير الإفصاح عن الاستدامة الصادرة حديثاً عن مؤسسة المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية (IFRS)، في 15 أكتوبر كحدث سابق للمنتدى. وتمثل هذه المبادرة بداية حقبة جديدة من الإفصاح المالي الذي يركز على الاستدامة في أسواق رأس المال العالمية. ويستعرض المتحدثون البارزون ومنهم جارلاث مولوي، مدير الشؤون الاستراتيجية (الاستدامة الداخلية وبناء القدرات)، ولويس جوثري، المستشار الفني الأول في منظمة المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية، أمام الحاضرين رؤى حول التطبيقات العملية لهذه المعايير.
ويقدم المنتدى تجربة غنية ومتعددة الأوجه، من خلال جدول أعمال متكامل يلقي الضوء على أبرز التوجهات والابتكارات في عالم الاستثمار. وإحدى أبرز محطات الحدث هو معرض الاستثمار، الذي يتيح للزوار والمشاركين فرصة التفاعل مع مشروعات ومبادرات مستدامة، واستكشاف فرص التعاون المتاحة. بينما يوفر منتدى الشباب المساحة للجيل الجديد من القادة ورواد الأعمال لتسليط الضوء على أهمية الصناعات الخضراء ودور الابتكار والتعليم في دعم التنمية المستدامة.
ولا تقتصر فعاليات المنتدى على المحتوى الفني فحسب، بل تتنوع لتشمل اللقاءات الحصرية والمؤتمرات التي تستهدف فئة خاصة من المدعوين، وتهدف إلى تعزيز التواصل والتبادل المعرفي بين القادة وصناع القرار. إضافة إلى جلسات الحوار والندوات التي تجمع بين خبراء من مختلف القطاعات لمناقشة أحدث التحديات والفرص المتعلقة بالاستدامة، وكيفية تعزيز الشراكات بين القطاع العام والخاص لتحقيق تطلعات التنمية المستقبلية.
كما يشمل الحدث أيضًا مجموعة من المؤتمرات المتخصصة، التي تناقش مواضيع تشمل الطاقة المستدامة وتنمية ريادة الأعمال، بالإضافة إلى جلسات تفاعلية قيمة في مجالات عدة مثل سوق الكربون واتجاهات الاستثمار في الصحة. ويختتم المنتدى بتقديم مبادرات استراتيجية تركز على سياسات التجارة والاستثمار، والعمل المناخي، والأدوات المالية المبتكرة التي تستهدف أصول الوقود الأحفوري. ومن المقرر أن يكون هذا المنتدى منارة للرؤى الانتقالية في عالم الاستثمار العالمي.
وتستكمل الفعاليات الأساسية بسلسلة من الفعاليات الجانبية المصممة لتوفير رؤية شاملة للمشهد الاستثماري. وتشمل أبرز الأحداث الحوار العالمي الثاني بشأن الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، الذي ستستضيفه دولة الإمارات واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ومنتدى الأغذية الزراعية بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة. وسيعمل المؤتمر الأكاديمي، بالتعاون مع AIB وSIEL، على تعزيز التبادلات العلمية. ولضمان أن يتناول المنتدى جميع جوانب الاستثمار المستدام، ستكون هناك مسارات متعددة تعمل في وقت واحد، وستشمل مواضيع حيوية مثل تغير المناخ، وانتقال الطاقة، وريادة الأعمال، والصحة. وتتناول القطاعات الأخرى المركزة قضايا النوع الاجتماعي والتكنولوجيا والصناعة والبنية التحتية والفروق الدقيقة في التمويل المستدام، ما يوفر للمشاركين تجربة شاملة.
ومنذ انطلاقه، تطور منتدى الاستثمار العالمي لسد الفجوة الاستثمارية في الحوكمة الاقتصادية العالمية، وقد تمكنت المنتديات السابقة التي عقدت في مدن مثل أكرا، وشيامن، والدوحة، وجنيف، ونيروبي، وعبر الإنترنت في عام 2021، من تعزيز سمعته. ومع انعقاده هذا العام في أبوظبي، يتطلع المنتدى إلى تعزيز مهمته وتقديم حلول قابلة للتنفيذ لمجتمع الاستثمار العالمي.
اسلامه الحسين/ أحمد النعيميالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: منتدى الاستثمار العالمی التنمیة المستدامة الدورة الثامنة الأمم المتحدة مؤتمر الأطراف تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
رانيا المشاط: الشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي تدفع آفاق الاستثمار وتعزز النمو والتنمية
أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، تقدير مصر لعمق العلاقات المُشتركة مع المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) باعتباره منصة عالمية تجمع بين مُمثلي الحكومات والقطاع الخاص ومختلف الأطراف ذات الصلة، من أجل تعزيز المناقشات حول مواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية، وتحفيز صُنْع السياسات الفعالة، سواء من خلال التجمع السنوي لقادة الاقتصاد في العالم بمنتدى دافوس، أو عبر المبادرات والأفكار المبتكرة التي يُطلقها المنتدى،
جاء ذلك خلال لقاء «المشاط»، اليوم، مع رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورجي بريندي، في إطار زيارته الرسمية إلى مصر، لبحث مجالات التعاون المستقبلي بين مصر والمنتدى، والبناء على الشراكة الاستراتيجية مع المنتدى التي انطلقت منذ عام 2020 في العديد من المجالات التنموية والاقتصادية.
وأشارت الوزيرة إلى التعاون الاستراتيجي مع المنتدى في مجالات مختلفة منها تمكين المرأة، والتحول الأخضر، ومستقبل النمو الاقتصادي وغيرها، واستغلال مختلف منصات المنتدى منذ عام 2020 للترويج للإصلاحات الاقتصادية وجهود التحول الأخضر في مصر.
وناقش الطرفان الرؤى المُشتركة في مجال الإصلاح الاقتصادي، حيث تم التطرق إلى آخر التطورات الاقتصادية في مصر، فضلاً عن التركيز على الأهمية التي توليها الحكومة المصرية لإشراك القطاع الخاص في الاقتصاد المصري بشكل أوسع.
واستعرضت الدكتورة رانيا المشاط، ما قامت به الحكومة المصرية لتنفيذ البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية والذي يتضمن سياسات وإجراءات تندرج تحت ثلاث محاور رئيسية وهي استقرار الاقتصاد الكلي والقدرة على الصمود، وتعزيز التنافسية الاقتصادية وتحسين بيئة الأعمال ودعم الانتقال الأخضر.
وأكد الجانبان أهمية الشراكة الاستراتيجية بين جمهورية مصر العربية والمنتدى الاقتصادي العالمي والتي تجسدت في العديد من أوجه التعاون المُشترك على رأسها الحوار الاستراتيجي لمصر الذي انعقد في عام 2021 بمشاركة رئيس مجلس الوزراء نيابةً عن رئيس الجمهورية، وبمشاركة رفيعة المستوى من قادة الأعمال الدوليين المؤثرين بهدف جذب الاستثمارات الأجنبية في القطاعات الواعدة انطلاقًا مما تمتلكه مصر من مقومات.
وأوضحت أن التطور الذي تُحققه مصر على مستوى الرؤى والاستراتيجيات الوطنية، والإسهام في دفع الجهود العالمية على مستوى العمل المناخي، ينعكس على الشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي.
وتطرقت إلى «دليل الحلول» الخاص بالشبكة في شهر أكتوبر على هامش اجتماعات وزراء الطاقة لمجموعة العشرين بالبرازيل، والذي تضمن التجارب الناجحة في مجال تعزيز التحول الأخضر ومن ضمنها الإصلاحات والبرامج التي تم تنفيذها منذ عام 2014، لتهيئة بيئة جاذبة للاستثمارات في قطاع الطاقة النظيفة، فضلًا عن تجربة مصر في تطوير المنصة الوطنية لبرنامج "نُوَفِّي".
كما أشارت إلى أهمية استمرار التعاون الفعال في مجال تمكين المرآة، والبناء على الشراكة مع المنتدى في إطلاق وتدشين محفز سد الفجوة بين الجنسين في عام 2021، حيث كانت مصر الدولة الأولى في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تنضم إلى الشبكة العالمية لمُحفز سد الفجوة بين الجنسين، والذي من ضمن أهدافه الرئيسية تحفيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص للتوسع في جهود تكافؤ الفرص.
من جهته، أعرب رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، عن تقديره للعلاقة الوثيقة مع جمهورية مصر العربية، مشيدًا بما تقوم به الحكومة المصرية من جهود في مجال الإصلاح الاقتصادي من أجل تعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، ومواجهة التحديات التنموية الدولية والإقليمية، وأن مصر الدولة الوحيدة التي قامت بإصدار كتاب يوثق خطواتها الإصلاحية والتنموية عقب الحوار الاستراتيجي 2021 لعرض الفرص الاستثمارية، ويمكن البناء على ذلك من أجل الترويج لما تقوم به الحكومة في هذا التوقيت من خلال منصات المنتدى المختلفة.
اقرأ أيضاًرانيا المشاط: 530.5 مليار جنيه استثمارات لتنمية سيناء ومدن القناة خلال 10 سنوات
«رانيا المشاط» أبرز حضور أولى ليالي مسرحية «الشهرة»
المشاط تستقبل سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة بالقاهرة