الجزيرة:
2024-11-05@06:45:10 GMT

ميديا بارت: قتال مميت تحت الأرض يلوح في أفق غزة

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

ميديا بارت: قتال مميت تحت الأرض يلوح في أفق غزة

توقع موقع ميديا بارت الفرنسي أن تدخل الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قريبا جدا مرحلة ثالثة، بعد الهجمات التي نفذها الجناح المسلح للحركة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وما تلاها من قصف جوي عنيف وحصار إسرائيلي على قطاع غزة.

وينتظر في تلك المرحلة أن ينتقل الجيش الإسرائيلي إلى هجوم بري أعلن أنه يجهز له، ولكنه سيكون مميتا ومرهقا في بيئة حضرية مثل القطاع بسبب شبكة حماس الواسعة تحت الأرض.

ولعل في الرسائل التي تطلب من سكان غزة الفرار إلى الجنوب وصور الدبابات المحتشدة على الحدود بين إسرائيل والقطاع الفلسطيني إشارة إلى قرب هذا الهجوم، وفقا للموقع، خاصة أن الجيش الإسرائيلي أعلن أنه يستعد لحملة واسعة في غزة تتضمن "هجوما متكاملا ومنسقا جوا وبحرا وبرا".

وقد غزت القوات الإسرائيلية قطاع غزة مرتين، أولاهما عام 2009، والثانية عام 2014، وقد أدت كلتاهما إلى استشهاد آلاف الفلسطينيين ومقتل عشرات الإسرائيليين.

غير أن الهجوم المرتقب قد يكون مختلفا تماما -حسب مقابلة للموقع مع جون سبنسر، رئيس دراسات حرب المدن في معهد الحرب الحديثة بأكاديمية ويست بوينت العسكرية بالولايات المتحدة- لأن إسرائيل حشدت حوالي 400 ألف جندي وأكثر من 300 دبابة لهذه العملية.

وبالتالي -حسب سبنسر- فإن جغرافيا المكان وطبيعة القتال، وإصرار مقاتلي حماس ودرجة استعدادهم، وكذلك المخاطر التي يواجهها الضحايا المدنيون الفلسطينيون والأسرى الإسرائيليون المحتجزون في غزة، تعني أن هذه العملية البرية تمثل بالنسبة للقوات الإسرائيلية "التحدي الأكبر في تاريخها".


ترسانة حماس

وأوضح الخبير العسكري -حسب تلخيص جوستين برابانت للمقابلة- أن هجمات حماس الأخيرة أظهرت أن الحركة جمعت، رغم الحصار المفروض على قطاع غزة، ترسانة كبيرة جدا من الصواريخ والقذائف من أجل مهاجمة أهداف تقع على بُعد عشرات الكيلومترات، على الأراضي الإسرائيلية، وإن لم يكن لديها عام 2021 -حسب تقديرات الضباط الإسرائيليين- سوى 8 آلاف صاروخ تقريبا.

ورغم أن شن ضربات عن بعد ضد المدن الإسرائيلية يختلف تماما عن مواجهة هجوم بري في بيئة حضرية، فإن استخدام هذا المخزون يبقى ممكنا في حالة توغل جيش إسرائيل في غزة، وذلك لضرب مراكز القيادة وغيرها من نقاط تجمع القوات والمعدات الإسرائيلية في الخطوط الخلفية التي "ستمتلئ بالوقود والذخائر المتفجرة، مما يجعلها أهدافا مثيرة للاهتمام" في ظل قصور القبة الحديدية التي تحميها نظريا، حسب هذا الخبير.

ويبدو لبرابانت أن حماس تمتلك الترسانة المناسبة من الذخائر ومضادات الدروع، كما ظهر أثناء عملية "الجرف الصامد" الإسرائيلية عام 2014 (العصف المأكول)، حيث استعملت العديد من الأسلحة المضادة للدبابات، مثل صواريخ ماليوتكا وكورنيت الروسية المضادة للدبابات، وقاذفات صواريخ "آر بي جي 29″، وهي حديثة نسبيا وسهلة الحركة للغاية.


قتال وسط الدمار

وتعد المعارك في البيئات الحضرية تاريخيا، مرهقة للغاية، سواء بالنسبة للمهاجمين أو المتحصنين، فهي معركة بلا راحة، بسبب الضوضاء الدائمة والضجيج، وصعوبات الحصول على الإمدادات، كما يقول المؤرخ العسكري سيدريك ماس، ولعل هذا هو ما دفع إسرائيل إلى استدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط للسماح بالتناوب المنتظم للجنود الذين يتعبون بسرعة.

وبالإضافة إلى صواريخ حماس وأسلحتها المضادة للدبابات، من المرجح أن تكون الوحدات الإسرائيلية التي تدخل قطاع غزة هدفا للكمائن والقناصين والقنابل المتفجرة المرتجلة والهجمات الانتحارية، كما أن حملة القصف الجارية في غزة قد تزيد من تعقيد مهمة الجيش الإسرائيلي، لأن انتشار الأطلال يوفر مأوى إضافيا للمدافعين ومكانا مناسبا لإخفاء الفخاخ، كما يرى سيدريك ماس.


حرب تحت الأرض

ومن السمات الحاسمة في المعركة المقبلة وجود مئات الأنفاق الممتدة على مدى عشرات الكيلومترات، في شبكة تنتشر فيها المخابئ يسمونها أحيانا "مترو غزة"، وهي محصنة ومجهزة بشكل أفضل وربما أكثر ملاءمة لبقاء طويل الأمد، وهي ذات استخدام مزدوج، لأغراض هجومية، مثل الاختباء في مكان آمن من أجل تنفيذ هجمات مفاجئة، ولأغراض دفاعية، كالتنقل بين مواقع القتال من أجل شن هجمات مفاجئة"، وهي "تجنب المدافعين القوة النارية للجيش الإسرائيلي" كما يتوقع جون سبنسر.

وتقول دافني ريتشموند باراك، الأستاذة في جامعة رايخمان الخاصة في هرتسليا بإسرائيل، إن "قادة حماس يختبئون هناك، ولديهم مراكز قيادة، وهم يستخدمونها للنقل والاتصالات، فهي مكهربة ومضاءة ولديها خطوط للسكك الحديدية، إلا أن الجنود الإسرائيليين الذين يحاولون الدخول إلى هناك يجب أن يعلموا أن "حماس كان لديها الوقت لتفخيخ الشبكة بأكملها، ويمكنها ببساطة السماح للجنود بالدخول إلى شبكة الأنفاق ومن ثم تفجيرها بالكامل".

ولشق طريقها عبر هذه المتاهة تحت الأرض، وفي هذه البيئة الحضرية الكثيفة للغاية المليئة بالفخاخ، يمكن للقوات المسلحة الإسرائيلية أيضا استخدام تقنياتها الأكثر تطورا مثل المسيّرات والروبوتات، وربما القنابل "المضادة للمخابئ" كتلك التي استخدمتها في بلدة رفح، جنوب غزة عام 2009.

ويتوقع سيدريك ماس أن "الأمر سيكون مميتا للغاية"، مشيرا إلى أن نتيجة هذه المعركة لن تكون مجرد مسألة نصر عسكري أو هزيمة عسكرية، بل إنها ستؤدي إلى "حرب بالصور على الرأي العام الدولي، وكلما طال أمد الهجوم الإسرائيلي على غزة تلاشت صور فظاعة جرائم حماس -حسب زعم الكاتب- وصارت العملية إلى نتائج عكسية"، خاصة أن بعض النجاحات العسكرية تكون أحيانا بمثابة هزائم سياسية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: تحت الأرض قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الواقعية السياسية التي قيدت يد إسرائيل

ترجمة - أحمد شافعي -

يرى الصديق والعدو سواء بسواء أن الجيش الإسرائيلي من أقوى الآلات العسكرية في العالم. ولكن قادة إسرائيل درجوا على تصوير بلدهم باعتباره خاضعا لحصار من دول معادية عازمة على تدميره. وتستمر هذه السردية برغم أن بعض أهم الدول في الشرق الأوسط ـ من قبيل مصر والمملكة العربية السعودية والأردن ـ لم تعد تتسق وهذا الوصف إلا لماما، بل إنها فضلا عن ذلك متحالفة مع الولايات المتحدة الحامية الأساسية لإسرائيل. ولكن هذا المفهوم لمأزق إسرائيل هو الذي أفضى بقادتها إلى إيثار صيغة معينة لردع الخصوم وهي أنه عند التعرض للضرب، لا بد من رد الضرب بسرعة وبمزيد من القوة.

وهكذا، عندما ضربت مائة طائرة مسيرة تقريبا مواقع في إيران ـ وكذلك في العراق وسوريا ـ في السادس والعشرين من أكتوبر، لم يكن هذا مفاجأة حقيقية لأحد. فقد كان السؤال دائما هو متى ستضرب إسرائيل وليس سؤال عما لو كانت ستضرب. غير أن رد إسرائيل لم يأت متسقا مع منطقها المعهود وهو الرد بسرعة وبمزيد من القوة. ابتداء، أخرت إسرائيل ضربتها لقرابة شهر، إذ كانت إيران قد أطلقت وابلا من الصواريخ على إسرائيل في الأول من أكتوبر في أعقاب اغتيال حسن نصر الله زعيم حزب الله. ولعل مجلس إسرائيل الوزاري الحربي انقسم حيال الأهداف الإيرانية الواجب ضربها. ولعل الولايات المتحدة كانت بحاجة إلى وقت أكبر مما توقعت لإقناع إسرائيل بعدم ضرب بنية إيران الأساسية والنووية. في كل الحالات: كان الإبطاء مفاجئا.وكذلك كان نطاق الانتقام الإسرائيلي عندما تحقق. فهي لم تضرب مواقع البنية الأساسية في إيران وقصرت ضربها على مصانع إنتاج الصواريخ، وأنظمة الدفاع الجوي، وأجهزة الرادار ومواقع عسكرية ـ تبلغ إجمالا عشرين موقعا بحسب ما قال الجيش الإسرائيلي ـ تحيط بطهران وإيلام وخوزستان. فكان هذا بعيدا كل البعد عن سيناريوهات نهاية العالم التي خشيها المتخصصون. فقد كان من شأن أي ضربة لمراكز تخصيب اليورانيوم وأجزاء مجمعات الطاقة في إيران لتزيد من احتمالية التراشق في حلقة مفرغة ومتزايدة التصعيد.

مرة أخرى: يحتمل أن تكون الولايات المتحدة قد استعملت قوتها بوصفها مصدر السلاح والدعم الاقتصادي الذي لا غنى عنه لإسرائيل في إقناع بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت للاكتفاء بضربة محدودة، أو إن إسرائيل أرادت أن تجتنب فترة تراشق طويلة. ولكن إسرائيل باللجوء إلى الحكمة لم تتبع كتاب قواعدها. بل إن إسرائيل، بحسب تقرير باراك رافيد في أكسيوس، أنذرت إيران قبل يوم من الضربة ونبهتها إلى عدم الرد. وقد أثار هذا الشكل من ضبط النفس استياء الساسة في اليمين الإسرائيلي المتطرف، ومنهم وزير الأمن الوطني إيتمار بن جيفير وكذلك زعيم المعارضة الوسطي يائير لابيد.ولقد كانت لإسرائيل أسباب اقتصادية لتعديل الضربة. فلو كانت إسرائيل ضربت البنية الأساسية النفطية لإيران لاهتزت سوق النفط، ولتسبب ذلك في ارتفاع صاروخي لأسعار النفط، وما كان ذلك ليروق للحكومة الأمريكية قبيل أيام من الانتخابات الرئاسية، وما كان أيضا ليروق لداعمي إسرائيل في الغرب. صحيح أن إنتاج إيران من النفط لا يعدو محض 4% من إنتاج النفط العالمي، وصحيح أنها تبعثه كله إلى الصين. ولكن المغزى لا يكمن في هذا، وإنما في أن الأسواق تتفاعل على نحو سيء مع الإضرابات وانعدام اليقين، وليس سوق النفط استثناء من هذا.

وأهم من ذلك أن خمس تجارة النفط البحرية العالمية يمر عبر مضيق هرمز اللصيق بإيران. وسياسات التأمين في الغالب لا تغطي أضرار الحروب وخسائرها، ولو أن إيران حذرت فقط من أن حاويات النفط سوف تبحر في هذا الممر المائي على مسؤوليتها الخاصة، لمنعت شركات الشحن قباطنها من الإبحار في المضيق. وإسرائيل نفسها شديدة الحساسية تجاه ارتفاع أسعار الطاقة. فهي تستورد فعليا قرابة كل النفط الذي تستهلكه، ويتعرض اقتصادها لتوتر بالغ من تصاعد تكاليف حروبها في غزة ولبنان (فقد تضخمت التكاليف الشهرية من متوسط 1.8 مليار دولار قبل حرب غزة إلى 4.7 مليار دولار بنهاية العام الماضي، ولا شك أنها ازدادت أكثر من ذلك الحين).

لو كانت لدى إسرائيل أسباب وجيهة لاجتناب التصعيد، فقد كانت لإيران مثل ذلك أيضا. فالقيادة الإيرانية تعلم أن نتنياهو أراد منذ أمد بعيد أن يسقط الجمهورية الإسلامية التي يعدها أخطر خصومه، وأن إيران لا تستطيع أن تستبعد احتمال استدراج الولايات المتحدة إلى الحرب بين إيران وإسرائيل. وبرغم خطاب الكراهية المعهود من القيادة الإيرانية، لكنها لا تفتقر إلى العقلانية، وهي تقدر في المقام الأكبر الحفاظ على الدولة. وخلال المشاحنات مع إسرائيل وأمريكا، عمدت إلى ما يعرف بـ«الصبر الاستراتيجي»، ومارسته من جديد بعد ضربات نهاية الأسبوع. إذ قال المرشد الأعلى علي خامنئي قولا محسوبا وهو أنه لا ينبغي «التهويل أو التهوين» من الضربة، بينما تجاهل الجيش الإيراني التأثير تماما، مشيرا إلى «الضرر المحدود» ومشيدا بأداء بطاريات الدفاع الجوي الإيرانية.

يبدو أننا اجتنبنا مواجهة هائلة وطويلة بين إسرائيل وإيران، وذلك لسبب بسيط هو أن كلا الطرفين كانت لديه أسبابه الوجيهة لاجتنابها. ومع ذلك فإن ضربات إسرائيل لإيران زادت عزلتها في الشرق الأوسط. فقد انتقدت دول عربية كبيرة الضربة، ومنها مصر والمملكة العربية السعودية والأردن، وجميعها ذات ارتباط قوي بالولايات المتحدة وليس بينها في الوقت الراهن من يعادي إسرائيل. ومن الممكن تفسير إداناتها باعتبارها مواقف محسوبة. لكنها تشهد مع ذلك بعداء «الشارع» العربي لإسرائيل بعد حرب غزة وحساسية الحكام لهذه المشاعر. وفيما تبدو حرب إسرائيل المزدوجة لحماس وحزب الله مستمرة، فسوف يزداد هذا العداء. وفي حال إعراب دول عربية أخرى عن مزيد من الدعم للقضية الفلسطينية، فإن التوتر بين إسرائيل وإيران في الشهور الماضية قد يبدو لشعوب المنطقة محض عرض جانبي لصراع إقليمي لا تبدو له من نهاية في الأفق.

راجان مينون أستاذ فخري للعلاقات الدولية في كلية مدينة نيويورك، وباحث أول في معهد سالتزمان لدراسات الحرب والسلام

عن نيوستيتسمان

مقالات مشابهة

  • إبراهيم عيسى: مصر الدولة الوحيدة التي أنقذت فلسطين ووقفت ضد تصفية القضية
  • خناقة على نقابة الفلاحين وأبوصدام يلوح بالاستقالة: “سعادتي في إقالتي” (فيديو)
  • واشنطن: يتعين على الحكومة الإسرائيلية منع عنف المستوطنين المتطرفين
  • "تسريبات وثائق حماس.. المعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو باستغلال الأسرار الأمنية".. ما القصة؟
  • تسريب وثائق حماس.. المعارضة الإسرائيلية تهاجم نتنياهو
  • بشأن عناصر حزب الله... هذا ما زعمه الجيش الإسرائيلي
  • سقوط عدد من الجرحى في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت شقة سكنية في حارة صيدا جنوبي لبنان
  • ماذا نعرف عن وحدة "شييطت 13" الإسرائيلية التي نفذت عملية الاختطاف في البترون؟.. عاجل
  • مباشر. حرب غزة: قصف وقتل بلا هوداة وحصار مميت في شمال القطاع وحزب الله يقصف بالصواريخ وسط وشمال إسرائيل
  • الواقعية السياسية التي قيدت يد إسرائيل