الضبط «النظامي» المطلوب وبعض المسكوت عنه
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
الضبط «النظامي» المطلوب وبعض المسكوت عنه
محمد كبسور
فيما تبدو حملات مكافحة المخدرات حميدة في ظاهرها مثلها مثل حملات المرور ودوريات الليل و”كشّات” البلديات، تتدفق العديد من الروايات في مدينتنا الصغيرة الحصاحيصا في الملمّات وفي بيوت الأفراح والأتراح، لتحكي قصصاً عجيبة عن استيلاء عناصر نظامية من تلك الحملات علي هواتف ومقتنيات لشباب عديدين تعرضوا تباعاً لابتزاز ولتهديدات من تلك العناصر بتوجيه التهم لهم بالتعاطي أو الإتجار بالمخدرات إن لم يهبوا مقتنياتهم أو بعضها لتلك العناصر، مستغلين ضعف موقف الذين تم أو يتم ابتزازهم والغرامات الكبيرة المحتملة في حالة ثبوت تلك التُهَم عليهم، ومستغلين الإدانة المجتمعية في حالتي ثبوت التهم أو عدمها.
وعلي ذات النسق رشحت قصص ايضاً عن ممارسات شبيهة لعناصر من الدوريات المشتركة الليلية والتي تطلب من دون حياء بعض إن لم يكن كل مما ليس من حقها من المواطنين المارين عبر الشوارع، راكبين كانوا أم راجلين، مع اختلاف بسيط في تفصيلة التُهم المحتملة الوارد توجيهها، فالتهمة الأبرز التي يمكن ان توجّه للمواطن المغلوب علي أمره في المشهد الليلي هي “الاشتباه”..!
وتتصدّر قصص وفضائح الصراعات علي الوقود في طرمبات البنزين بين بعض النظاميين، أيضاً تِرِند لونسات تلك الملمّات السعيدة والحزينة، ويتصدّر معها سؤال إن كانت لها علاقة بتجارة الوقود في السوق السوداء أو علاقة بالاستثمار في أزمات البلد المكلوم وشعبه المسكين الصابر علي غي الأطراف جميعها..!!
نعلم عفّة وأدب ونزاهة العديد من العناصر النظامية من أبناء مدينتنا علي اختلاف رتبهم، بحكم إلتصاقنا الإجتماعي بهم وبحكم انتمائهم للمدينة الصغيرة وللأُسَر المعروفة الموجودة فيها وبحكم وجودهم في ذات الملمات، فهم بطبيعة الحال يسمعون ما نسمع..
إلا أن تكاثر تلك الروايات المنتشرة يتطلب النظر بعمق لتلك الممارسات المحتملة، من منطلق المصلحة العامة ومن منطلق أن الطمأنية يبثها النظاميون في أزمنة السلم، فما بالك بالحرب وأزمنته، فالظرف حرج بحق..!
الكثافة الواضحة للقصص المنتشرة بشكل غير مسبوق ليست مؤشراً جيداً لما نحن فيه بكل تأكيد، لذلك يظل التعويل قائم علي العناصر النظيفة بين النظاميين وعلي ذات القانون الذي يحكم الجميع وعلي الجهات النظامية المعنية بضبط سلوك النظاميين من شرطة أمنية وعسكرية ورتب عليا ومسئولين، فالنظاميون بشر مثل غيرهم فيهم الصالح وفيهم الطالح.
نعلم جميعاً أن كره السودانيين لـ”الدعّامة” في نمو وتصاعد ملحوظ بسبب تكاثر قصص تعدّيهم علي كرامة وممتلكاتهم وأعراض المواطنين في البيوت والشوارع، ناهيك عن تاريخهم الأسود الذي ارتبط بالمجازر والحروب مع شركائهم عبر ذلك الرِحم وما أنجب..!؟ فهل يتعظ النظاميون..!؟
ويعي أغلب الذين عايشوا فترة إنقلاب اللجنة الأمنية للبشير علي رئيسهم، كيف أن الغضبة التلقائية لشعب مدينتنا أتت بشكل مباشر علي رؤوس أولئك النظاميين الصغار الذين مارسوا الرزالة والتعالي والتنكيل علي وبمواطنيهم بشكل مباشر، فطالتهم الغضبة قبل حتي أن تطال الكبار.
كان الله في عون شعب مدينتنا وعموم السودان.
الوسومالحصاحيصا الدعامة السودان الضبط النظامي اللجنة الأمنية للبشير محمد كبسور مكافحة المخدراتالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الحصاحيصا الدعامة السودان مكافحة المخدرات
إقرأ أيضاً:
خطط لتحويل النفايات النووية إلى ذهب نادر
يعمل الاتحاد الأوروبي، على إدارة النفايات النووية، في مشروع بعنوان MaLaR، وبفضل منحة سخية قدرها 2.3 مليون يورو، تجمع هذه المبادرة التي تستمر لمدة ثلاث سنوات خبراء من ألمانيا وفرنسا والسويد ورومانيا، بهدف تحويل النفايات النووية إلى مواد خام قيمة، إذ يخططون إلى تحويل النفايات النووية إلى ذهب نادر وأصول استراتيجية.
وتتحدى البروفيسور كريستينا كفاشنينا وفريقها في مركز هلمهولتز دريسدن روسندورف (HZDR) الاعتقاد التقليدي بأن النفايات النووية، هي منتج نهائي ذو خيارات محدودة، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".
ويسعى مشروعهم إلى حصاد اللانثانيدات، وهي مكونات حيوية في التكنولوجيا من البطاريات إلى المعدات الطبية، من أعماق النفايات النووية، وتقول كريستينا: "هو هندسة مادة رائدة تعزل في البداية عناصر فردية من الخلطات الاصطناعية، بينما نبدأ بخطوات صغيرة، فإن الرؤية موجهة نحو تطبيقات واسعة النطاق قريباً، يعد هذا المشروع بتغيير جذري في إدارة النفايات النووية من خلال إعادة تدوير المواد المشعة المخزنة بشكل دائم".
وتتكون اللانثانيدات من مجموعة حاسمة من العناصر الكيميائية، وتحتل المواضع من 58 إلى 71 في الجدول الدوري الحديث، وتشمل العديد من العناصر الأرضية النادرة، وتُستخدم هذه العناصر على نطاق واسع في التكنولوجيا الحديثة، وتوجد في كل شيء من شاشات الهواتف الذكية وبطاريات المركبات الكهربائية إلى عوامل التباين في التصوير بالرنين المغناطيسي والمغناطيسات القوية.
وعلى الرغم من استخدامها على نطاق واسع ودورها الذي لا غنى عنه في مختلف التقنيات، فإن اللانثانيدات نادرة ويتم الحصول عليها بشكل أساسي من الصين، مما يمثل نقطة ضعف استراتيجية في سلاسل التوريد العالمية.
وتوضح الأستاذة كريستينا كفاشنينا، منسقة المشروع وعالمة الفيزياء الرائدة في معهد إيكولوجيا الموارد التابع لـ HZDR، الحتمية الاستراتيجية وراء نهجهم المبتكر: "من خلال إعادة تدوير اللانثانيدات من النفايات النووية، لا نهدف فقط إلى تأمين مصدر مستدام لهذه المواد الثمينة ولكن أيضًا إلى تقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين".
وتؤكد كفاشنينا، التي تشغل أيضاً منصب أستاذ في جامعة غرونوبل ألب في فرنسا، على فوائد هذه المبادرة، التي تعمل على تعزيز كفاءة الموارد مع المساهمة في الاستدامة البيئية، حيث يتماشى مشروع MaLaR مع الأهداف الأوروبية الأوسع نطاقاً للاستقلال عن الموارد والاستدامة.
وتقول الأستاذة كفاشنينا: "من المقرر أن تكون السنوات القليلة القادمة رحلة مثيرة من الاكتشاف والابتكار، من خلال دمج الرؤى التجريبية مع النماذج النظرية وتطوير المواد، فإننا ندفع حدود ما هو ممكن في إدارة النفايات".