مسرح الحسكة في محاضرة للباحث إسماعيل خلف
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
الحسكة-سانا
تطرق الكاتب والمخرج المسرحي إسماعيل خلف في محاضرة (مسرح الحسكة مسيرة مئة عام) التي نظمتها جمعية صفصاف الخابور الثقافية وفرع اتحاد الكتاب العرب إلى مراحل نشوء وتطور المسرح في محافظة الحسكة منذ نهاية عشرينيات القرن الماضي إلى يومنا الحاضر.
وقدم المسرحي خلف وفق منهجية تعتمد التسلسل الزمني مراحل هذا المسرح والذي اتسم بالنضوج المبكر عندما قدمت أعمال مسرحية على يد الفنانين عبد الرزاق الأتاسي وأولاده والفنان حسن حديدي، إضافة إلى أعمال مسرحية من قبل النوادي الرياضية والجمعيات الثقافية والأدبية والمدارس، وكانت أغلبية اللوحات المسرحية المتنوعة تحمل طابعاً وطنياً أو اجتماعياً ناقداً.
وحول فترة الخمسينيات والستينيات، أوضح المسرحي خلف أن مسرح الحسكة قدم أعمالاً تميزت بالمواضيع الاجتماعية والوطنية والفكاهية القصيرة، شاركت فيها فرق مدرسية وأندية رياضية وفرقة المركز الثقافي، وتم تقديم هذه الأعمال على مسرح التجهيز بمدينة الحسكة الذي كان يستقبل فرق وزارة الثقافة والمسرح العسكري، وقدم مسرحيات كبيرة نالت الإعجاب، وبرزت فيها أسماء مسرحية كثيرة أمثال مروان النحاس وعدنان البوش في التأليف والإخراج، وشاركهما تمثيلاً كل من عصام المانع وهيثم ضويحي ووليد حيو وفاروق نحاس وفيصل بريجان.
ورأى الباحث المسرحي أن المسرح في فترتي الثمانينيات والتسعينيات اتسم بالعطاء والنضج من خلال انطلاق المهرجانات، إضافة إلى أعمال المركز الثقافي، حيث برزت فيه أسماء كثيرة من مخرجين وممثلين، مشيراً إلى أن المسرح خلال الحرب الإرهابية على سورية كان انعكاسا يعيشه الوطن، وما يرتكبه الإرهاب من جرائم، وصور الصمود والبطولات التي جسدها الشعب السوري، كما ركز على الأعمال التي تلامس هموم الناس اليومية وتصور تفاصيل حياتهم.
نزار حسن
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
«علكة صالح».. مسرحية تقرأ تعدد الرأي وبساطة الحل
محمد عبدالسميع (الشارقة)
الإنسان بطبيعته مغرمٌ بتفسير الظواهر والأشياء، ويسعى دائماً وراء ما يسعفه إليه تفكيره بين البساطة والعمق في النظر والطرح، وهو موضوع قائم على تعدد الرؤى، وربما أنانيّة البشر في الاعتقاد الذي يرونه الأجدى والأصوب، وقد برزت هذه السيمة في مسرحيّة «علكة صالح»، التي عُرضت ضمن الدورة الرابعة والثلاثين لأيام الشارقة المسرحيّة، وأخرجها حسن رجب، عن نصّ علي جمال، لصالح فرقة المسرح الحديث بالشارقة.
حكاية العمل جاءت بشكل تلقائي وطبيعي، من خلال لفت أنظار الجمهور في مسرح بيت الشعر، إلى ورقة معلّقة على الجدار، كانت مصدراً لتعدد الرؤى والأفكار في تفسير ما إذا كانت رسالة بشرى أم رسالة إنذار، وبين هذا وذاك كانت شخصيات العمل تتباين في الطرح والنظر والتفسير وبيان مسوّغ أو حجّة التفسير، ليكون المشاهد مأخوذاً أيضاً بهذه الرسالة وتفسيرها أو انتظار ما تسفر عنه مجموعة التأويلات في هذه الآراء.
تطوّر الأحداث وتصاعد حبكة المسرحيّة كان مدروساً، بالاستناد إلى عناصر المسرح المعتادة التي توفّرت في المعالجة المسرحيّة لمجموعة الأفكار، التي تمخّضت في نهاية المطاف عن بساطة الورقة، التي علّقها عامل النظافة على الجدار.
جسّدت المسرحيّة معنى صراع الأفكار وتعدد الآراء وتمسّك كلّ فريق برأيه، على الرغم من بساطة الموضوع وسهولة الحلّ، كما اشتملت على معنى المخاوف وكذلك إسقاط شيء من الأحلام على ورقة الجدار، التي حملت غموضاً شدّ الجمهور نحو معرفة الحقيقة أو المضمون.
وفي العمل، استطاع المخرج حسن رجب أن يجعل من الأزياء مرآة لفكر أصحابها، في قوّة ونرجسيّة الرأي أو بساطته وسذاجته، كما كان القبض على عامل النظافة كحلّ للمسرحيّة مفاجأة، من خلال إنسان عادي وجد ورقة وألصقها على الجدار.
وإذا كان النصّ هو أساس أيّ عمل مسرحي، والمعالجة المسرحيّة والفنيّة هي تأكيد جمالي للأفكار وفلسفة الكاتب، فإنّ مفهوم الضديّة في تفسير البشر كان موفّقاً، بالإضافةً إلى دور السينوغرافيا والإضاءة في حمل ما تعجّ به النفوس من توتر وقلق ومشاعر على طريق الظفر بالتأويل، كما أنّ قضيّة الانحياز للرأي والتوقف عنده كانت من أهمّ أفكار العمل الذي يمكن أن نسقطه على حالات متعددة وأكثر من مجال في هذه الحياة.
وما بين انتظار الخلاص والخوف من العاقبة، كانت ورقة الجدار فكرة لافتة، لمسرحيّة «علكة صالح»، بما يحمله العنوان من اجترار للعلكة التي تدخل دائماً في أمثالنا الشعبيّة، حين يصبح الموضوع كالعلكة في أفواه الناس.