طوفان الأقصي.. المقاومة الفلسطينية تطلق رشقات صاروخية جديدة نحو مستوطنة سديروت
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
قالت قوات المقاومة الفلسطينية اليوم الأحد، إنها أطلقت رشقات صروخية جديدة تجاه سديروت.
ومنذ وقت قليل، اندلع حريق في مستوطنة سديروت، نتيجة إصابة مباشرة من صاروخ أطلق من قطاع غزة.
وحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، قالت بلدية سديروت، إن صاروخًا أطلق من قطاع غزة تسبب في نشوب حريق في منزل بمستوطنة سديروت جنوبي البلاد.
وأضافت أنه ليس لديها معلومات فورية عن الضحايا في الهجوم الصاروخي المباشر.
وشنت الفصائل الفلسطينية، هجوما هو الأقوى على مر التاريخ على الأراضي المحتلة، حيث تسبب ذلك في مقتل المئات، وأسر أكثر من 120 شخصا من الأراضي المحتلة إلى قطاع غزة.
ومنذ ذلك الحين، شنت قوات الاحتلال قصف عنيف وإجرامي على قطاع غزة، ما أسفر عن تشريد واستشهاد وإصابة الالاف من المواطنين الفلسطينيين، وظهور دعوات من أجل نزوح الفلسطينيين إلى خارج القطاع.
وحذرت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، من مطالبة الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في القطاع، بمغادرة منازلهم خلال ٢٤ ساعة والتوجه جنوباً.
وأكدت مصر، على أن هذا الإجراء يعد مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، وسوف يعرض حياة أكثر من مليون مواطن فلسطيني وأسرهم لمخاطر البقاء في العراء دون مأوى في مواجهة ظروف إنسانية وأمنية خطيرة وقاسية، فضلاً عن تكدس مئات الآلاف في مناطق غير مؤهلة لاستيعابها.
وطالبت مصر، الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن القيام بمثل تلك الخطوات التصعيدية لما سيكون لها من تبعات خطيرة على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
وعلى ضوء ما هو مقرر من إحاطة الأمم المتحدة لمجلس الأمن يوم الجمعة بشأن هذا التطور الخطير، طالبت مصر مجلس الأمن بالاضطلاع بمسئوليته لوقف هذا الإجراء.
قوافل تنطلق لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين
وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بتقديم الدعم الفوري والإغاثة لدولة فلسطين الشقيقة، انطلقت صباح اليوم القوافل الشاملة للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي وحياة كريمة، والتي تضم قرابة ١٠٦ قاطرات محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية تتضمن 1000 طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية وأكثر من 300 ألف علبة أدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى الملابس والاحتياجات اللازمة، يرافقها طاقم طبي من كافة التخصصات كمحاولة لتخفيف الأوضاع على الشعب الفلسطيني جراء الاعتداء الإسرائيلي وسقوط العديد من الضحايا والمصابين.
يأتي ذلك بالتزامن مع تدشين كيانات التحالف الوطني بالتعاون مع وزارة الصحة وبنك الدم أكبر حملة للتبرع بالدم في تاريخ الإنسانية تحت شعار "قطرة دماء تساوي حياة" بكافة محافظات الجمهورية.
تجدر الإشارة إلى أن التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي قد أعرب عن أسفه الشديد حيال تصاعد أعمال العنف بقطاع غزة وهو ما يهدد السلام الدولي ويتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة بالحفاظ على حقوق الإنسان مؤكداً على تضامنه ودعمه الكامل للشعب الفلسطيني من خلال إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية بمختلف أشكالها حتى تحسن الأوضاع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل الفصائل الفلسطينية المقاومة الفلسطينية تايمز أوف إسرائيل سكان قطاع غزة قوات الاحتلال قوات المقاومة قطاع غزة مستوطنة سديروت قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
طوفان الأقصى: هل كان كارثيا؟ اتفاق غزة يجيب «2-2»
في الجزء الأول من هذا المقال تمت مناقشة أن قرار طوفان الأقصى كان قرارا صائبا بل قرارا محتوما وقدرا مقدورا لمنع تصفية القضية الفلسطينية وشطبها من التاريخ. وتمت مناقشة كيف كان الطوفان هزيمة تاريخية لإسرائيل لن تمحى مهما حققت من إنجازات عسكرية بعدها.
السؤال هو هل كانت هذه الإنجازات العسكرية وهي ليست قليلة «اغتيال هنية ونصر الله والسنوار، إضعاف قدرات حماس والجهاد وحزب الله البشرية والتسليحية، القضاء على ممر أسلحة المقاومة اللبنانية والفلسطينية القادم من إيران عبر سوريا، احتلال كامل الجولان السوري والتقدم نحو ريف دمشق» انتصارا ساحقا لإسرائيل والولايات المتحدة وهزيمة ساحقة للعرب؟
الجواب على ذلك بأفصح لسان ممكن قدمه اتفاق غزة الذي أعلن عنه في ١٥ يناير ٢٠٢٥ والذي اعتبره الإسرائيليون قبل غيرهم هزيمة استراتيجية إذ لم يحققوا فيه هدفا واحدا من أهدافهم المعلنة في الحرب.
معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي وهو أحد روافد العقل الجيوسياسي والأمني للكيان يعترف بأن الجيش الإسرائيلي فشل في القضاء على حماس عسكريا إسرائيل لم تقض على«حماس ولن تقضي عليها لأنها لم تكن قادرة على فعل ذلك أبدًا». وزير الخارجية يسرائيل كاتس يعترف بأن جيشه فشل في تحقيق الهدف الثاني وهو استعادة أسير واحد في يد المقاومة في غزة عن طريق القتال والضغط العسكري ولم يكن هناك غير طريق واحد هو النزول على شروط حماس بأن يستعيد هؤلاء الأسرى عن طريق التفاوض ومبادلتهم بمئات من الأسرى الفلسطينيين. حتى الهدف الثالث الذي تبناه نتنياهو في الشهور الأخيرة بتحويل شمال غزة لمنطقة محروقة وتهجير سكانها للجنوب تمهيدا لاستيطان إسرائيلي فيها وتنفيذ خطة الترانسفير لمصر والأردن فشلت فشلا ذريعا. فنحو ٥٥ جنديا وضابطا إسرائيليا قتلوا منذ بدء هذه الحملة على الشمال و١٠٠ منهم قتلوا منذ ٣١ مايو الماضي بسبب رفض نتنياهو وقتها إبرام الصفقة نفسها الذي عاد وجثا على ركبتيه وقبلها أخيرا كما هي دون تعديلات بعد أن أظهر له ترامب العين الحمراء. المعنى هنا أن الإنجازات العسكرية الإسرائيلية كانت إنجازات تكتيكية لم تستطع تغيير المشهد الاستراتيجي للتفاوض ولم تفرض على حماس استسلاما أو تخليا عن شروطها الأساسية. في مفاهيم كلاوزفيتز وكل أساتذة الحرب والاستراتيجية التقدم العسكري في المعركة الذي لا يترجم نفسه لمكاسب سياسية ليس نصرا.
إن حقيقة أن إسرائيل عندما كسبت جولة بين ٣١ يوليو ٢٠٢٤ «اغتيال هنية» والأسبوع الثاني من ديسمبر الماضي التقدم الاحتلالي لها لمئات الكيلومترات في سوريا لم تكسب الحرب وأنها أجبرت على التخلي عن هدف نزع سلاح حزب الله في الشمال وهدف نزع سلاح حماس وفصائل المقاومة الأخرى في الجنوب. هذه هي الهزيمة الحقيقية لإسرائيل فهذه الحرب لم تكن بين الجيش النظامي الإسرائيلي وجيوش عربية نظامية بل بينه وبين منظمات مقاومة غير حكومية. معيار النصر هنا ليس فوز حماس وشقيقاتها في المقاومة بجولة وفوز إسرائيل بجولة أخرى وإنما هي في الاحتفاظ بالسلاح وبخيار المقاومة قائمين أو كما قال حسن نصر الله «عندما لا ننهزم ننتصر».
إذا أخذت حماس كمثال فحتى لو وافقنا على التقديرات الإسرائيلية التي تباهى بها واحد من أهم الصهاينة الأمريكيين السفير دينيس روس والتي تزعم أن حماس خسرت نحو ٦٠٪ من مقاتليها. فإن من رد عليه بشكل مباشر هو بلينكن الذي قال إن حماس استعوضت ما فقدته من المقاتلين وجندت أعدادا مثلهم. هؤلاء سيكون غضبهم ورغبتهم في أخذ الثأر لا تقارن بجيل فلسطيني سابق منذ النكبة. بعض هؤلاء المقاتلين بحثوا عن الحماس والجهاد وغيرها وانتقلوا من حياة المدني لحياة المجاهد فقط لكي ينتقموا من العدو الذي أباد في الـ١٥ شهرا الماضية أكثر من مائة طفل وامرأة وشيخ في العائلة الواحدة في كثير من الحالات.
وسيقال هنا لكن القادة المجرَّبين الملهمين في الصف الأول خاصة في الجناح العسكري تم اغتيالهم ولم يبق منهم إلا قليل. ينسى هؤلاء أن الجهاد وحماس والشعبية ومن قبلهم فتح -عندما كانت ترفع البندقية وقبل أن تتحول سلطة للتنسيق الأمني مع العدو - تم اغتيال جميع مؤسسيها من الجيل الأول. وينسون وهذا هو الأهم المفاعيل الإيجابية التي ستأتي بها صفقة تبادل الأسرى إذ من الذين ستستردهم حماس مثلا قيادات وسيطة مثل عبد الله البرغوثي وفتحي السيد وهؤلاء مرشحون ليكونوا الجيل الثالث القيادي لحماس تماما كما خرج يحيى السنوار وصالح العاروري كجيل قيادة ثان في صفقة تبادل مماثلة «صفقة شاليط الشهيرة» وصار لاحقا الجيل الأول. سيقولون لكن حماس دمر معظم سلاحها وقطع طريق الإمداد عنها بعد إغلاق الطريق الإيراني عبر سوريا بعد تسلم السلطة في دمشق مجموعة سياسية بادرت بطمأنة إسرائيل أنها لن تسمح بأي شيء من إيران أو غيرها يهدد الأمن الإسرائيلي. مرة أخرى يتجاهل هؤلاء أن مقاتلي غزة يحاربون إسرائيل وأمريكا والناتو منذ عام ونصف دون أن تدخل إليهم قطعة سلاح واحدة تقريبا مع تواطؤ الجميع على حصارهم. السر هنا هو في النقلة النوعية التي كان حققها يحيى السنوار وصالح العاروري في غزة وبشكل نسبي في الضفة هو تحويل المصدر الرئيس للسلاح نحو التصنيع الذاتي بعد الحصول على تقنيات التصنيع من طهران، أما المصدر الثاني tهو إعادة تدوير واستخدام قذائف وقنابل إسرائيل التي لم تنفجر والمصدر الثالث وهو تسرب الفساد إلى أقسام في الجيش الإسرائيلي تبيع السلاح للمقاومة عبر التجار. كل هذا مستمر وسوف يزداد خاصة وأن الأنفاق كمواقع لتصنيع وتخزين السلاح لم تدمر بشكل كامل كما سعت أو ادعت إسرائيل. وما تحسر بايدن قبل يومين من خروجه مهزوما عليه من أن شبكة الأنفاق في غزة عمل مذهل ووصلت بعضها لنحو ٦ أقدام، وما فشل الجيش الأمريكي قبل الإسرائيلي في الوصول للرهائن ٤٧٢ يوما وهم محروسون في أنفاق إلا دليل على أن جزءا مهما منها مازال قائما وإعادة بناء ما تهدم منها ليس مستحيلا.
وحتى ممرات الأسلحة قد تعود في أول تغير جيوسياسي، ما زالت تبعات طوفان الأقصى حبلى بالكثير منها. قد يكون اتفاق غزة نصرا منقوصا للمقاومة تنغص عليه مرارة نحو ١٧٠ ألفا من الشهداء والمصابين والمفقودين من ضحايا جريمة الحرب الأمريكية -الإسرائيلية التي أنفق فيها خمسون مليار دولار على منطقة لا تزيد عن مساحة حي كبير في العواصم الكبيرة.. وقد تكون هزيمة غير مكتملة لإسرائيل لما حققته من بعض الإنجازات في الشهور الأربعة الأخيرة من العام الماضي.. لكن المؤكد أن ٧ أكتوبر دخل التاريخ فعلا كنصر عربي وهزيمة إسرائيلية وأن جولات قادمة للصراع ستندلع عندما تنتهي استراحة المحارب الفلسطيني واللبناني وتضمد منظماته جراحها وتستعيد قوتها.
حسين عبد الغني كاتب وإعلامي مصري