مكتب أبوظبي للاستثمار يتعاون مع شركة “وي رايد” الصينية لتأسيس مقرها الإقليمي في مجمّع (SAVI)
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
أعلن مكتب أبوظبي للاستثمار عن تعاونه مع “وي رايد”، الصينية الشركة الرائدة في مجال تقنيات وخدمات القيادة الذاتية، والتي تتطلع إلى تأسيس مقرها الإقليمي ضمن مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI) الذي تم إطلاقه مؤخراً ضمن مدينة مصدر في إمارة أبوظبي.
وبالاستفادة من المرافق والخدمات المتطورة والبيئة التنظيمية الداعمة، سيكون المكتب الجديد في إمارة أبوظبي المقر الرئيسي لشركة “وي رايد” في منطقة الشرق الأوسط لإدخال تقنيات المركبات ذاتية القيادة إلى حيز التطبيق الصناعي العملي، وتعزيز حركة النقل والشحن في الإمارة وحول العالم.
ويرسي مجمّع (SAVI) في إمارة أبوظبي معايير جديدة للنقل المستدام، مما يتيح للمعنيين في القطاع حول العالم إمكانية تطوير أنشطتهم في قطاع تكنولوجيا المركبات الذكية وذاتية القيادة في الجو وعلى الأرض وفي البحر. ويساهم الجمع بين مقومات سلسلة القيمة المضافة ضمن مجمّع واحد في الاستفادة من التقنيات المشتركة لتعزيز مستقبل قطاع النقل في دولة الإمارات العربية المتحدة وعالمياً، ويأتي ذلك بالتزامن مع ترسيخ مكانة إمارة أبوظبي كوجهة مفضلة لرواد الأعمال والمستثمرين والمواهب حول العالم، ومواصلة تطوير القطاع من خلال تصدير الحلول التي تم تطويرها محلياً إلى الأسواق العالمية.
وفي هذا السياق، قال بدر سليم سلطان العلماء، مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار بالإنابة: “تم إطلاق مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة ليكون مؤهلاً لمباشرة عملياته بشكل فوري ولاستقطاب الشركات والمواهب العالمية والتشجيع على تطوير الحلول المبتكرة لدفع مستقبل القطاع. ويسرنا التعاون مع ’وي رايد‘ التي تعتبر من أبرز اللاعبين في مجال حلول المركبات الذكية وذاتية القيادة، والتي تركز على تسهيل الوصول إلى هذه التقنيات بتكاليف مناسبة. ونحن حريصون على تعزيز التعاون مع أبرز الشركات العالمية المبتكرة من أجل تطوير حلول من شأنها ترك آثار إيجابية ملموسة حول العالم، لنواصل العمل يداً بيد نحو بناء عالمٍ خالٍ من الانبعاثات الكربونية”.
وتعتبر “وي رايد” من الشركات التجارية الرائدة التي تعمل على تطوير تقنيات القيادة الذاتية بالمستوى الرابع، وتعمل على تنفيذ أبحاث واختبارات وعمليات متخصصة في 26 مدينة حول العالم، وتوفير خدمات ذكية في قطاع طلب المركبات، والنقل حسب الطلب، والخدمات اللوجستية الحضرية، والخدمات البيئية.
وقالت جينيفر لي، المدير المالي لـ”وي رايد”: تعتبر إمارة أبوظبي من أهم المدن العالمية التي تدعم صناعة السيارات الذكية وذاتية القيادة ،و يسرنا الانضمام إلى مجمّع صناعات المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI)، في خطوة تتزامن مع احتفالنا بعامين بإطلاق “روبوتاكسي”، أول سيارة أجرة آلية، في الإمارة. و تتماشى رؤيتنا حول تطوير الحلول المناسبة لحياة المدينة مع أبوظبي وتطلعاتها في دعم قطاع المركبات الذكية وذاتية القيادة. وسنقوم بالبناء على شراكتنا المتينة مع مكتب أبوظبي للاستثمار وتواجدنا الحالي في الإمارة لدعم تسويق الابتكارات الجديدة ونمو أعمالنا في أسواق جديدة ولعب دورنا في عملية تطوير التشريعات والنظم الداعمة للابتكار.”
وتولت كل من دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي ومكتب أبوظبي للاستثمار جهود إنشاء مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI) الذي يغطي مجالات التصميم والاختبار والتصنيع لمركبات النقل الذكية وذاتية القيادة بأنواعها. ويقدم المجمّع الجديد مرافق حديثة وخدمات ولوائح تنظيمية متكاملة لجذب ودعم الابتكار والاستخدام التجاري للمركبات ذاتية القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والاستفادة من مزاياها على المستوى العالمي.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: المرکبات الذکیة وذاتیة القیادة إمارة أبوظبی حول العالم
إقرأ أيضاً:
“معركة بدر” نقطة تحوّل في التاريخ الإسلامي ودروس خالدة في القيادة والتخطيط
المناطق_واس
تعدّ “معركة بدر الكبرى” التي وقعت في اليوم الـ 17 من شهر رمضان من السنة الثانية بعد الهجرة (الموافق 13 مارس 624 م) أول انتصار عسكري كبير للمسلمين، أظهرت قوة الإيمان والوحدة بين المسلمين في مواجهة الصعاب، وشكّلت نقطة تحوّل في التاريخ الإسلامي، ومسار الدعوة إلى دين الله تعالى.
ورصدت عدسة وكالة الأنباء السعودية مشاهد من موقع المعركة التي خلّدها التاريخ الإسلامي، وجرت أحدثها بين المسلمين بقيادة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – وجيش المشركين في منطقة بدر 150 كلم – جنوب غرب المدينة المنورة – وما تحويه من معالم طبيعية من كثبان رملية، وساحة وميدان المعركة، ومقبرة شهداء بدر، ومسجد العريش الذي بُني في مقر قيادة النبي – صلى الله عليه وسلم – لجيش المسلمين، خلال المعركة التي عزّزت موقف المسلمين، ودعمت وحدتهم وقوتهم في مواجهة الأعداء المتربصين، وساهمت في توطيد أمنهم، وثبات إيمانهم رغم قلة عددهم وعتادهم، وإيمانهم الراسخ بأن الله ينصر عباده الموحدين.
وتعود خلفية نشوب المعركة التاريخية حين علم المسلمون في المدينة المنورة أن قافلة تجارية كبيرة لقريش بقيادة أبو سفيان، كانت عائدة من الشام محملة بالبضائع، فقرر المسلمون اعتراض القافلة، لاستعادة بعض ما فقدوه من أموال بعد هجرتهم من مكة، لكن أبو سفيان تمكّن من تغيير مسار القافلة، وطلب النجدة من قريش، فخرج جيش من مكة يزيد عن 950 مقاتلاً، مزودين بعتاد، ويضم 100 خيل، فيما كان عدد جيش المسلمين 313 رجلاً بينهم فرسان قليلون، ويتضمن 70 جملاً و2 من الخيل.
وبدأت المعركة بمبارزات فردية، انتصر فيها المسلمون، ثم تطورت إلى قتال عام، حقق خلاله المسلمون نصرا حاسما على الرغم من التفوق العددي لقريش، وذلك بفضل الله تعالى ثم التخطيط الجيد، والروح المعنوية العالية، كما شهدت المعركة نزول الملائكة بأمر الله سبحانه لنصرة المسلمين، كما جاء في القرآن الكريم “وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ، إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ.
وتجسّد معركة بدر التاريخية أهمية التفاصيل الاستراتيجية، وحنكة المسلمين في ثبات وتعزيز موقفهم قبل وأثناء المعركة، حيث سارع المسلمون إلى السيطرة على آبار الماء في منطقة بدر قبل وصول جيش قريش، وهي نقطة حيوية في منطقة تحيط بها الكثبان الرملية، فبادروا إلى تأمين الآبار الرئيسية، وردم بعض الآبار الأخرى، لمنع عدوهم من الوصول إلى الماء بسهولة، ما أضعف معنويات العدو وجعلهم في وضع غير مريح.
وتضمنت التفاصيل المهمة لمعركة بدر اختيار الموقع الاستراتيجي، إذ اختار النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – موقعا مرتفعا نسبيا قرب الآبار مع وجود الكثبان الرملية خلف المسلمين لتوفر لهم حماية طبيعية، بينما كان أمامهم أرض منبسطة تناسب القتال، وتعيق تقدم العدو المتفوق عدداً، إضافة إلى الاستفادة من اتجاه الشمس التي كانت في ظهر المسلمين وأمام أعين قريش، ما أعطى المسلمين ميزة بصرية، إلى جانب الاستفادة من الظروف الطبيعية مثل هطول المطر في الليلة التي سبقت المعركة ما جعل الأرض أمامهم صلبة وسهلة الحركة، بينما كان المطر في جانب قريش أثقل، ما جعل الأرض طينية، أعاقت تحركاتهم، كما قال تعالى ” إذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ”.
وساهم اختيار الموقع المناسب، واستغلال الظروف الطبيعية، والتنظيم الجيد، والتركيز على الروح المعنوية في انتصار المسلمين يوم بدر، رغم تفوق قريش في العدد والعتاد، فلم تكن استراتيجية القيادة التي فرضها النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – مجرد خطة عسكرية، بل كان يدعمها إيمان قوي، وحسابات دقيقة، ما جعلها نموذجا يدرّس في العلوم العسكرية حتى اليوم.
وكانت المعركة الخالدة، شاهدا على حسن التخطيط والقيادة، حيث ركّز النبي – صلى الله عليه وسلم – على الانضباط وتوزيع الأدوار، وتقسيم الجيش الصغير إلى وحدات منظمة، وتعيين قادة لكل مجموعة، كما وضع الرماة في الخلف لتوفير الدعم، بينما كان المشاة في المقدمة لمواجهة الهجوم المباشر، كما شجّع النبي – صلى الله عليه وسلم – الجيش على الوحدة والتضامن، فكان هذا العامل حاسما في تعزيز عزيمة المسلمين وتكاتفهم، وداعماً رئيسيا لنشر الدين والدعوة الإسلامية في مهدها.
وبلغت خسائر المسلمين في معركة بدر الكبرى 14 شهيدا، (ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار) فيما قُتل من قريش 70 رجلا، بينهم قادة بارزون، مثل أبو جهل، كما أُسر المسلمون 70 آخرين، فيما عزّزت المعركة مكانة المسلمين في المدينة المنورة، وساهمت في نشر الإسلام، وتوطيد دولتهم الناشئة آنذاك.