فرنسا تدعو حزب الله وإيران لعدم الانخراط في النزاع بين إسرائيل وحماس
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
حضَت فرنسا أمس السبت، ميليشيا حزب الله الإرهابية على عدم الانخراط في النزاع بين إسرائيل وحماس، معربة عن قلقها حيال الوضع المتوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
ودعت باريس أيضاً إلى حماية الصحافيين الذين يغطون هذا النزاع، في أعقاب مقتل صحافي وإصابة 6 آخرين في قرية حدودية لبنانية أول أمس الجمعة.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن "على حزب الله واللبنانيين أن يمارسوا ضبط النفس، لتجنب فتح جبهة ثانية في المنطقة سيكون لبنان ضحيتها الأولى"، وشدّدت الرئاسة الفرنسية على "عدم إعطاء أي ذريعة تعيد لبنان مجدداً إلى الحرب"، لافتة إلى أن "لبنان قد أضعفه بشدة غياب السلطات الفاعلة منذ أشهر عدة".
#حزب_الله اللبناني يقصف موقع إسرائيلي بالصواريخ ويستهدف دبابة ميركافا https://t.co/WAs4tw1NNa
— 24.ae (@20fourMedia) October 15, 2023ويشهد جنوب لبنان تبادلاً لإطلاق النار بين ميليشيا حزب الله والجيش الإسرائيلي، ومحاولات تسلل إلى إسرائيل من لبنان منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، وأعلن حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، أن أحد عناصره قتل أمس السبت في قصف إسرائيلي في جنوب لبنان.
وكان حزب الله قد أعلن في وقت سابق من النهار، استهداف مواقع إسرائيلية بـ"الصواريخ الموجهة وقذائف الهاون" في منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها، كما قُتل مدنيان لبنانيان في قصف إسرائيلي استهدف قرية شبعا الجنوبية السبت، وفق ما أفاد رئيس بلديتها.
احموا الصحافيينويأتي ذلك غداة مقتل الصحافي في وكالة رويترز عصام عبدالله، وإصابة صحافيين آخرين بجروح بينهم المصوران في وكالة فرانس برس كريستينا عاصي، وديلان كولينز، جراء قصف نسبته السلطات اللبنانية إلى إسرائيل. ويعتقد الصحافيون أنهم تعرضوا لنيران من الجانب الإسرائيلي من الحدود. ويظهر فيديو التقطه كولينز قبل إصابته وميضاً يأتي من موقع إسرائيلي.
وأشادت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "بجميع الذين يعملون من أجل الدفاع عن المعلومات الحرة والمستقلة، ونطلب حمايتهم"، مقدمة تعازيها لأسرة عبد الله وزملائه. وحضت وكالة فرانس برس السبت السلطات الإسرائيلية واللبنانية على إجراء تحقيق شامل في إطلاق النار على الحدود الذي أدى إلى مقتل وجرح الصحافيين.
واعتبر رئيس مجلس إدارة فرانس برس، فابريس فريس إنه "يجب بذل كل جهد ممكن للتحقق من كيفية استهداف مجموعة من الصحافيين الذين يمكن تحديدهم بوضوح والمعتمدين وفق الأصول، بهذه الطريقة".
وقال الجيش الإسرائيلي السبت، إنه يبحث في ظروف الحادث، بينما أعرب المتحدث باسمه ريتشارد هيشت في مؤتمر صحافي عن "أسفه الشديد لمقتل الصحافي".
تحذير لإيرانوإلى ذلك، شدّدت الرئاسة الفرنسية على أنه "من المهم جداً أن تمتنع إيران عن تأجيج التوترات وأن تمتنع عن تقديم الدعم العملي لحماس"، مضيفة أن "لا معلومات محددة لديها بشأن ضلوع طهران في هجوم الحركة".
وتابع الإليزيه "لكن نحن ندرك أن أسلحة من إيران وصلت إلى غزة، وأن السيطرة على البحر صعبة، و(ندرك) الروابط القائمة بين حزب الله وإيران"، وأضاف "لدى إيران دور تؤديه يمكن أن يكون سلبياً للغاية في الوضع الحالي، كما يمكن أن يكون لها أيضاً دور إيجابي، هو الامتناع عن تأجيج التوترات من أجل تجنب التصعيد الإقليمي"، مؤكداً أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيجري اتّصالاً بنظيره الإيراني لإبلاغه بهذه الرسالة.
وإذ جدّد التأكيد على أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ومحاربة الجماعات الإرهابية التي ضربتها"، دعا قصر الإليزيه مرة جديدة إلى اتّخاذ "كافة التدابير لتجنب (سقوط ضحايا) مدنيين". وأكدت باريس أخيراً أنه لم يُطلب منها تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل، وأنه "من غير الوارد" أن تشارك فرنسا في عمليات عسكرية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إيران فرنسا حزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه قبل 6 أشهر، كان السلام بين إسرائيل ولبنان يبدو مستحيلاً، ولكن الآن قد تمهد محادثات الحدود الطريق لاتفاق تاريخي، متساءلة: "هل من اختراق قريب؟".
وأضافت "جيروزاليم بوست"، أنه في تلك المرحلة، كان حزب الله وإسرائيل يتبادلان إطلاق النار لفترة استمرت لما يقرب من عام، وكانت المنطقة الحدودية بين البلدين مدمرة، مع تزايد أعداد القتلى وإجلاء أعداد كبيرة من المدنيين، وبحلول نهاية شهر سبتمبر (أيلول)، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود، لتصبح المرة الثالثة التي تغزو فيها إسرائيل لبنان منذ عام 1982.وعلى الرغم من ذلك، إلا أن المفاوضين الإسرائيليين واللبنانيين اجتمعوا هذا الأسبوع في لبنان، لإنجاز مهمة تبدو حميدة وعظيمة في آن واحد، وهي "الاتفاق على ترسيم الحدود بدقة".
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أنه حال نجاح المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، فقد تمهد الطريق لمعاهدة سلام ستكون الأهم بالنسبة لإسرائيل منذ ما يقرب من نصف قرن، من بعض النواحي، وبحسب ما نقلته عن مسؤول إسرائيلي فإن الهدف هو "الوصول إلى التطبيع".
ما هي استراتيجية حزب الله بعد استعراض "ملعب بيروت"؟https://t.co/TpOOnFLsMH pic.twitter.com/au1ALCQRTb
— 24.ae (@20fourMedia) March 2, 2025 قواسم مشتركةورصدت جيروزاليم بوست الوضع الراهن، وقدمت قراءة لما قد يحدث لاحقاً، وقالت إن إسرائيل ولبنان قريبان جغرافياً لكنهما عدوان منذ زمن طويل، مشيرة إلى أن إسرائيل ولبنان الواقعين على حدود بعضهما يتشاركان الكثير من القواسم، فهما دولتان صغيرتان ومتنوعتان عرقياً، نالا استقلاليهما في أربعينيات القرن الماضي، ولا تفصل بين العاصمة اللبنانية بيروت وحيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، سوى حوالي 80 ميلاً، وكلاهما على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ولفترة وجيزة، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، كانت خطوط القطارات تمر بين المدينتين.
ولكن على مدار السنوات الـ75 الماضية، كانت الغالبية العظمى من الإسرائيليين الذين وطأت أقدامهم لبنان يرتدون الزي العسكري، ولا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين، وقد خاضا حروباً متكررة، بينها 3 حروب رئيسية، وكان الصراع الأبرز عام 1982، عندما غزت إسرائيل لبنان، وشنت هجوماً واسع النطاق على منظمة التحرير الفلسطينية المتمركزة في بيروت بهدف معلن، وهو وقف الهجمات على التجمعات السكانية الإسرائيلية الحدودية.
ظهور حزب الله
وخرجت منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس، وانسحبت إسرائيل من معظم لبنان، لكن الجيش الإسرائيلي بقي في جنوب لبنان، حيث قاتل عدواً جديداً تمثل في تنظيم حزب الله اللبناني، الذي استهدف القوات الإسرائيلية والأمريكية، وفي العقود التي تلت ذلك، بنى حزب الله مخزونه الضخم من الأسلحة، وعمل كـ"دولة داخل دولة" في جنوب لبنان، وفاز بمقاعد في البرلمان اللبناني، وفقاً للصحيفة.
وبعد سلسلة من الخسائر الإسرائيلية، بما في ذلك حادث تحطم مروحية عام 1997 أودى بحياة 73 مجنداً، انسحبت إسرائيل من جانب واحد من جنوب لبنان عام 2000، وبعد 6 سنوات، عادت إسرائيل للقتال مع حزب الله بعد أن دهم التنظيم إسرائيل واختطف جنوداً. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه الحرب التي استمرت شهراً، تعتبر كارثة نتج عنها خسائر بشرية فادحة، وبقي حزب الله متمركزاً على الحدود، فيما أُعيد رفات الجنديين بعد عامين في صفقة تبادل أسرى.
السابع من أكتوبر
وظلت الحدود هادئة نسبياً حتى هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما انضم حزب الله إليه بعد ذلك بوقت قصير، وأمطر إسرائيل بالصواريخ مما أجبرها على إجلاء واسع النطاق للمدنيين من شمال إسرائيل، وردت الدولة العبرية بغارات جوية وغزت لبنان خريف العام الماضي، وخاضت صراعاً برياً استمر شهرين أسفر عن مقتل قسم كبير من قيادة حزب الله وإضعافه.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل بدأت الانسحاب من لبنان بموجب وقف إطلاق النار في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، وساد الهدوء على الحدود إلى حد كبير منذ ذلك الحين، وينص وقف إطلاق النار على تولي الجيش اللبناني السيطرة على جنوب لبنان، ليحل محل حزب الله، لكن إسرائيل تقول إنها بحاجة إلى الاحتفاظ بقوات في لبنان لأن حزب الله لا يزال يعمل في المنطقة.
محاولات تطبيع سابقة
ولفتت جيروزاليم بوست إلى محاولات سابقة للسلام بين إسرائيل ولبنان، فخلال حرب عام 1982، حاولت إسرائيل عبثاً إبرام معاهدة. وفي عام 2022، تفاوضت إسرائيل ولبنان على الحدود البحرية، وهو ما اعتبر خطوة نحو إقامة علاقات.
وتقول الصحيفة، إن هذا الأسبوع، التقى مفاوضون إسرائيليون وفرنسيون وأمريكيون ولبنانيون في الناقورة بجنوب لبنان لإجراء محادثات، قالت مورغان أورتاغوس، المبعوثة الخاصة لنائب الرئيس الأمريكي، إنها ستركز على "حل العديد من القضايا العالقة دبلوماسيًا من بينها إطلاق سراح عدد من الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وحل النزاعات الحدودية المتبقية، والاتفاق على الانسحاب العسكري الإسرائيلي".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ستفرج عن الأسرى الخمسة "بالتنسيق مع الولايات المتحدة وكبادرة طيبة للرئيس اللبناني الجديد".
وأشارت الصحيفة إلى أن الطريق إلى السلام محفوف بالمخاطر، لكنه واعد، مستطردة: "الحدود البرية ليست معاهدة سلام، وإقامة علاقات بين دولتين اعتبرتا بعضهما البعض أعداءً لأكثر من 75 عاماً ليس بالأمر الهيّن".
هل هناك محادثات للتطبيع بين إسرائيل ولبنان؟https://t.co/jZcb1TB5xM pic.twitter.com/c9rnUh1YCZ
— 24.ae (@20fourMedia) March 13, 2025 خطورة حزب اللهبحسب الصحيفة، إذا استأنف "حزب الله" هجماته على إسرائيل، أو إذا لم تنسحب إسرائيل من لبنان، فقد تفشل المفاوضات بسهولة، وقد سبق لحزب الله أن استشهد بمناطق حدودية متنازع عليها لتبرير هجماته على إسرائيل.