حضَت فرنسا أمس السبت، ميليشيا حزب الله الإرهابية على عدم الانخراط في النزاع بين إسرائيل وحماس، معربة عن قلقها حيال الوضع المتوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل.

ودعت باريس أيضاً إلى حماية الصحافيين الذين يغطون هذا النزاع، في أعقاب مقتل صحافي وإصابة 6 آخرين في قرية حدودية لبنانية أول أمس الجمعة.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن "على حزب الله واللبنانيين أن يمارسوا ضبط النفس، لتجنب فتح جبهة ثانية في المنطقة سيكون لبنان ضحيتها الأولى"، وشدّدت الرئاسة الفرنسية على "عدم إعطاء أي ذريعة تعيد لبنان مجدداً إلى الحرب"، لافتة إلى أن "لبنان قد أضعفه بشدة غياب السلطات الفاعلة منذ أشهر عدة".

#حزب_الله اللبناني يقصف موقع إسرائيلي بالصواريخ ويستهدف دبابة ميركافا https://t.co/WAs4tw1NNa

— 24.ae (@20fourMedia) October 15, 2023

ويشهد جنوب لبنان تبادلاً لإطلاق النار بين ميليشيا حزب الله والجيش الإسرائيلي، ومحاولات تسلل إلى إسرائيل من لبنان منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، وأعلن حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، أن أحد عناصره قتل أمس السبت في قصف إسرائيلي في جنوب لبنان.

وكان حزب الله قد أعلن في وقت سابق من النهار، استهداف مواقع إسرائيلية بـ"الصواريخ الموجهة وقذائف الهاون" في منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها، كما قُتل مدنيان لبنانيان في قصف إسرائيلي استهدف قرية شبعا الجنوبية السبت، وفق ما أفاد رئيس بلديتها.

احموا الصحافيين

ويأتي ذلك غداة مقتل الصحافي في وكالة رويترز عصام عبدالله، وإصابة صحافيين آخرين بجروح بينهم المصوران في وكالة فرانس برس كريستينا عاصي، وديلان كولينز، جراء قصف نسبته السلطات اللبنانية إلى إسرائيل. ويعتقد الصحافيون أنهم تعرضوا لنيران من الجانب الإسرائيلي من الحدود. ويظهر فيديو التقطه كولينز قبل إصابته وميضاً يأتي من موقع إسرائيلي.

وأشادت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "بجميع الذين يعملون من أجل الدفاع عن المعلومات الحرة والمستقلة، ونطلب حمايتهم"، مقدمة تعازيها لأسرة عبد الله وزملائه. وحضت وكالة فرانس برس السبت السلطات الإسرائيلية واللبنانية على إجراء تحقيق شامل في إطلاق النار على الحدود الذي أدى إلى مقتل وجرح الصحافيين.

واعتبر رئيس مجلس إدارة فرانس برس، فابريس فريس إنه "يجب بذل كل جهد ممكن للتحقق من كيفية استهداف مجموعة من الصحافيين الذين يمكن تحديدهم بوضوح والمعتمدين وفق الأصول، بهذه الطريقة".

وقال الجيش الإسرائيلي السبت، إنه يبحث في ظروف الحادث، بينما أعرب المتحدث باسمه ريتشارد هيشت في مؤتمر صحافي عن "أسفه الشديد لمقتل الصحافي".

تحذير لإيران

وإلى ذلك، شدّدت الرئاسة الفرنسية على أنه "من المهم جداً أن تمتنع إيران عن تأجيج التوترات وأن تمتنع عن تقديم الدعم العملي لحماس"، مضيفة أن "لا معلومات محددة لديها بشأن ضلوع طهران في هجوم الحركة".

وتابع الإليزيه "لكن نحن ندرك أن أسلحة من إيران وصلت إلى غزة، وأن السيطرة على البحر صعبة، و(ندرك) الروابط القائمة بين حزب الله وإيران"، وأضاف "لدى إيران دور تؤديه يمكن أن يكون سلبياً للغاية في الوضع الحالي، كما يمكن أن يكون لها أيضاً دور إيجابي، هو الامتناع عن تأجيج التوترات من أجل تجنب التصعيد الإقليمي"، مؤكداً أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيجري اتّصالاً بنظيره الإيراني لإبلاغه بهذه الرسالة.

وإذ جدّد التأكيد على أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ومحاربة الجماعات الإرهابية التي ضربتها"، دعا قصر الإليزيه مرة جديدة إلى اتّخاذ "كافة التدابير لتجنب (سقوط ضحايا) مدنيين". وأكدت باريس أخيراً أنه لم يُطلب منها تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل، وأنه "من غير الوارد" أن تشارك فرنسا في عمليات عسكرية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إيران فرنسا حزب الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

حرب الرسائل بين إسرائيل وحماس.. كيف تجاوزت معركة الرموز سجون الاحتلال؟

تشهد الساحة الفلسطينية الإسرائيلية فصلاً جديدًا من "حرب الرسائل" التي تتجاوز حدود المواجهات العسكرية المباشرة، لتصل إلى ساحة الرموز والشعارات المؤثرة.

في مشهد يعكس تصاعد التوترات بين حماس وإسرائيل، تحولت عملية تسليم الدفعة السادسة من الأسرى إلى ساحة مواجهة غير تقليدية، حيث استخدمت إسرائيل ملابس تحمل رسائل سياسية حادة، وردّ عليها الأسرى الفلسطينيون بإحراقها علنًا، في مشهد يحمل دلالات أعمق من مجرد تبادل للأسرى.

وشهدت عملية تبادل الأسرى الأخيرة بين حركة حماس وإسرائيل تصاعدًا في "حرب الرسائل" بين الجانبين، حيث استخدمت كل طرف وسائل رمزية للتأثير وإيصال رسائل معينة.

في الدفعة السادسة من تبادل الأسرى، أفرجت حماس عن ثلاثة رهائن إسرائيليين، بينهم ساشا تروبانوف، الذي يحمل الجنسية الروسية، وذلك استجابة لطلب القيادة الروسية.

رسائل قاسية من حماس

وجهت كتائب القسام ا رسائل لقوات الاحتلال الإسرائيلي وحكومتها والداخل الإسرائيلي توصل من خلالها رسائلها إلى العالم والتي بمجرد نقلها للداخل الإسرائيلي أثارت فزعا كبيرا في إسرائيل على الحالة الصحية لباقي الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة.

ووضعت كتائب القسام أسفل المنصة صورا لـ 11 كيبوتسًا وموقعًا عسكريًا استطاعت خلال السابع من أكتوبر السيطرة عليها شرق خان يونس، وكتب عليها "عبرنا مثل خيط الشمس" في إشارة للسرعة الكبيرة التي نفذتها حماس في عملية طوفان الأقصى في داخل المستوطنات الإسرائيلية.

الرسالة الثانية القوية التي وجهتها حماس كانت من خلال ظهور سيارة اغتنمتها حركة حماس خلال عملية "طوفان الأقصى" من داخل المستوطنات الإسرائيلية خلال هجوم السابع من أكتوبر، وظهر مقاتلون من كتائب القسام يحملون أسلحة اغتنمت من جيش الاحتلال الإسرائيلي في العملية ذاتها.

رسالة أخرى قوية أفزعت الداخل الأسرائيلي خوفا على باقي الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة حيث وضعت المقاومة الفلسطينية ساعة رملية كتب أسفلها "الوقت ينفذ" وعليها صورة لوالدة أسير إسرائيلي هي متان تسنجاوكر.

ونصبت المقاومة الفلسطينية منصة كبيرة في عليها صور عدد من قادتها الذين استشهدوا خلال الحرب على منصة الإفراج عن أسرى الاحتلال، وكتبت رسالة "نحن الجنود يا قدس فاشهدي" وصورة لمهاجرين يحملون أعلام الدول العربية في طريقهم للقدس، في رسالة على أنه لا هجرة في الأراضي الفلسطينية إلا نحو القدس.

رسائل إسرائيلية

وقامت مصلحة السجون الإسرائيلية بتزويد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم بملابس رياضية تحمل رسالة باللغة العربية كتب فيها "لن ننسى ولا نغفر"، مرفقة برمز نجمة داود وشعار مصلحة السجون الإسرائيلية، في إشارة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لن ينسى ما صنعته حماس وسيرد عليه ولن يسنى هؤلاء الأسرى.

رد فلسطيني حارق

ردًا على تلك الحركة من جيش الاحتلال الإسرائيلي قام الأسرى الفلسطينيون المفرج عنهم بإحراق هذه الملابس فور وصولهم إلى الأراضي الفلسطينية، تعبيرًا عن رفضهم للرسالة الموجهة من الجانب الإسرائيلي.

وبحسب متابعون فإن تصاعد حدة تلك الرسائل وحرب الرمزية تعكس صراعًا على الوعي والذاكرة، حيث يسعى كل طرف لترسيخ روايته وإيصال رسائله للعالم بطرق مبتكرة وغير تقليدية.

مقالات مشابهة

  • حرب الرسائل بين إسرائيل وحماس.. كيف تجاوزت معركة الرموز سجون الاحتلال؟
  • ضغوط على إسرائيل وحماس لبدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • أخبار العالم| فرنسا تبحث عقد قمة بشأن أوكرانيا ردًا على تحركات ترامب وجيش الاحتلال يوسع عملياته في الضفة الغربية
  • إسرائيل تخرق وقف إطلاق النار وتعلن اغتيال قيادي بارز في حزب الله جنوب لبنان
  • إيرانيون للإعمار في لبنان.. ماذا كشف تقريرٌ إسرائيلي؟
  • بوادر حل لأزمة الطائرتين بين لبنان وإيران.. والجيش يفض مظاهرة لأنصار حزب الله (شاهد)
  • إيران تمنع طائرتين من إعادة رعايا لبنانيين لبلادهم بعد تهديد إسرائيلي
  • بعد تهديد إسرائيلي.. إيران تمنع طائرتين من إعادة رعايا لبنانيين لبلادهم
  • لواء إسرائيلي: حرب غزة فشل ذريع وحماس فرضت إرادتها على تل أبيب
  • إسرائيل تماطل في خروجها من جنوب لبنان.. ومقترح جديد من فرنسا