الخبر:
2025-01-31@05:59:48 GMT

هذه تفاصيل معركة "طوفان الأقصى"

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

هذه تفاصيل معركة 'طوفان الأقصى'

تنفرد صحيفة "الخبر" بنشر تفاصيل ليلة "طوفان الأقصى" التي فاجأت الجميع وأذهلت العالم، وحطمت أسطورة الجيش الذي يقهر وأجهزته الأمنية التي يعتبرها العالم الأكثر احترافية، خاصة في الضربات الاستباقية.. مصدر موثوق خص صحيفة "الخبر" بتفاصيل دقيقة تقديرا للشعب الجزائري وقيادته التي لم تترك نصرة ودعم الشعب الفلسطيني قولا وفعلا.

 

ليلة الهجوم

 

استدعت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، ليلة الجمعة إلى السبت، كافة مقاتليها بشكل مفاجئ ضمن ترتيبات روتينية "جرد السلاح"، وهي عملية تفقّد دورية للسلاح وضبطه وفحص يقظة واستعداد المقاتلين الميدانيين.

أشرف قادة كتائب القسام على حشود المقاتلين في أماكن التجمع المقررة، وبدأت عملية الفرز الساعة 11:00 من مساء يوم الجمعة، واختار القادة خيرة المقاتلين الذين يعرفونهم عن قرب، لجمع نحو 1500 مقاتل، وتسريح الآخرين دون إثارة الشكوك.

بعد اختيار أفراد عملية "طوفان الأقصى" تم تجميع المقاتلين في مجموعات صغيرة وسحب وسائل الاتصال منهم لضمان انقطاعهم عن العالم الخارجي وعدم تسريب أي معلومة مما سيخبرهم به قادة الكتائب عن تنفيذ العملية الكبرى، والتي تعني الإقدام على الشهادة بلا شك خلال أو بعد العملية، ووضع مئات المقاومين أمام خيارين: إما المشاركة في الهجوم الكبير أو البقاء في المواقع إلى حين انتهاء العملية لمن لا يرغب في المشاركة لأسباب خاصة لديه.

أمام أكثر من ألف مقاتل من مختلف التشكيلات التي تدربت منذ سنوات على عملها في البر والبحر والجو، عرضت قيادة العملية خرائط الهجوم وصورا جوية رصدتها المسيرات الفلسطينية، تظهر صورا حديثة لكل المواقع العسكرية الإسرائيلية المتاخمة لحدود قطاع غزة، وكذلك تفاصيل خطة الاقتحام الكبير.

 

أسباب الانفجار

 

قيادة حركة حماس في غزة، وعلى رأسها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، والقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وقيادة المجلس العسكري، رأت أنه لا فائدة من الوعود الإسرائيلية المتعلقة برفع الحصار بعد 17 عاما من الوساطات العربية والدولية، كما أن هذه القيادة اعتبرت أنها تعرضت للإهانة في ظل زيادة عمليات الاقتحام للمسجد الأقصى بعد عامين من عملية سيف القدس عام 2021، والتي انطلقت رفضا لتدنيس المسجد الأقصى، في تحدٍّ لكل التهديدات التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية.

قيادة حماس رأت العبث بالمنحة القطرية التي تقدم مساعدات لنحو 100 ألف أسرة وجزء من المنظومة الحكومية الخدماتية وفق المزاج الإسرائيلي، فضلا عن الضغط على القطاع المحاصر، من خلال منع العمال من الوصول إلى مناصب عملهم في الداخل المحتل بحجج واهية.

وكشف مصدر صحيفة "الخبر" عن سبب نفسي هام بعد رسالة الأسير حسن سلامة في سجون الاحتلال التي يشكو فيها من استسلام صديقه الأسير المحرر يحيى السنوار للواقع، وعدم تقديم جديد في ملف الأسرى، وعدم قدرة ملف أسرى الاحتلال لدى المقاومة وعددهم 4 على تحريك المفاوضات جراء تعنت حكومة الاحتلال.

ونوّه المصدر بأن كل معاناة الشعب الفلسطيني على مدار 75 عاما حشدت العزم على طوفان يجعل فارقا بين الوعود والحقيقة، ويعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية في ظل وجود حكومة إسرائيلية فاشية، ومسارات التطبيع التي تجاهلت حقوق ومعانة الشعب الفلسطيني.

 

صلاة الفجر.. ساعة الصفر

 

صدرت التوجيهات بانطلاق العملية بعد صلاة الفجر بتوقيت فلسطين، وفق الخطة التي بدأت بتسلل مجموعات خاصة عبر سلسلة الأنفاق الحدودية، وتحت غطاء صاروخي بلغ 5000 صاروخ متعدد المدى، واقتحام نحو 17 منطقة عبر تفجير السياج الإلكتروني، ودخول أفواج المقاتلين الذين أسقطوا منظومة الجيش المسؤولة عن قطاع غزة باقتحام "مقر فرقة غزة" خلال نصف ساعة فقط.

فتحت طلائع المقاومين الطريق نحو كل التجمعات الاستيطانية والعسكرية الإسرائيلية التي سقطت تحت هول الصدمة، وفضل غالبية أفراد جيش الاحتلال في الخدمة لحظتها الهروب وترك المواقع، فيما فوجئ غالبية الجنود بأنهم تحت بنادق مقاتلي القسام الذين شرعوا خلال نصف ساعة تقييد كل جندي لم يقاوم الهجوم، ونقله إلى مواقع محددة داخل القطاع وفق الخطة، وتعليمات قائد القسام بعدم قتل النساء والأطفال والمسنين وفق تعاليم الحرب في العقيدة الإسلامية.

الخطة كانت تقتضي أسر عشرات الجنود، وكانت التوقعات بين 30 و50 أسيرا من الجيش الإسرائيلي، لكن النتيجة كانت أكبر من أوسع كل التوقعات بنحو 250 أسير بينهم جنود وضباط، ومقتل 1600 إسرائيلي، وما يزيد عن 3 آلاف جريح بينهم 300 في حال الخطر، ولا زال جيش الاحتلال يكتشف جثثا مفقودة في غلاف غزة.

أفواج جديدة لم تكن على علم بالعملية من حركة حماس وباقي فصائل المقاومة استيقظت على رشقات الصواريخ الكثيفة، وكان الاعتقاد الأولي لغالبية مقاومي الفصائل الأخرى أن الاحتلال ارتكب عملية اغتيال كبيرة استدعت ردا سريعا من قبل كتائب القسام.

لم يقتصر الاقتحام على المجموعات العسكرية لفصائل المقاومة، بل التحق مئات المواطنين بالدخول إلى المواقع العسكرية والاستيطانية، لدرجة أن كتائب القسام والأجهزة العسكرية اضطرت إلى جمع أسرى من يد المواطنين الذين عادوا بالغنائم البشرية والمادية.

الهجوم الذي فاجأ المنظومة العسكرية والأمنية الإسرائيلية لم يكن مفاجئا، لأن المقاومة أجرت مناورة الركن الشديد (4) التي أجرتها فصائل المقاومة قبل أقل من شهر في 12 من سبتمبر المنصرم، وخلالها تم محاكاة هجوم واسع من قبل المقاومة الفلسطينية، إلا أن الحكومة الإسرائيلية كانت ترى أن الفصائل الفلسطينية باتت مردوعة، وعلى رأسها حركة حماس التي لم تشارك في صد حربين ضد قطاع غزة، آخرها ضد حركة الجهاد الإسلامي، في إجراء تضليلي كبير للاحتلال وللحفاظ على قدرات كتائب القسام من الاستنزاف بانتظار خطة "طوفان الأقصى".

سيبقى "طوفان الأقصى" حدثا تاريخيا، ليس على المستويين الفلسطيني والإسرائيلي فقط، بل سيكون له تداعيات على المنطقة والعالم الذي يجد نفسه بين خيارين: إما نيل الشعب الفلسطيني حقوقه والتخلص من الاستعمار، أو استمرار دوامة العنف التي لا يعرف أحد نهايتها.

 

المصدر: الخبر

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی طوفان الأقصى کتائب القسام حرکة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

«جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعد المقاومة الفلسطينية جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الشعب الفلسطينى فى نضاله من أجل التحرر واستعادة حقوقه الوطنية. 
انطلقت المقاومة بأشكال متعددة عبر العقود الماضية، متأثرة بالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى مر بها الشعب الفلسطينى ورغم التحديات العديدة التى واجهتها، لا تزال المقاومة تشكل محوراً أساسياً فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلي.
وفى هذا السياق، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية مقالا للكاتب أطار بورات عن استمرار استراتيجية حماس بسبب منطق مشوّه يحتفى بالمعاناة كقوة ويستغل الديناميكيات العالمية لصالحها.
قال بورات إن المنطق فى استراتيجيات الحرب يعتمد بالكامل على نظرية أنه إذا أردت إجبار عدوك على الهزيمة، عليك أن توقع به ثمناً باهظاً بحيث تدفعه للاستسلام ومع ذلك، لا يعمل هذا المنطق مع إسرائيل فى تعاملها مع الفلسطينيين وحماس من وجهة نظر الكاتب.
وأضاف أن هناك عدة أسباب لذلك، لكن السبب الرئيسى هو أن إسرائيل والولايات المتحدة (وجهات دولية أخرى تضغط على إسرائيل) لكى تخلق إطارًا يجعل فكرة المقاومة (المقاومة) بالنسبة للفلسطينيين منطقية بشكل مستمر. 
ولكى تنتصر إسرائيل، يجب أن تعيد صياغة قواعد الصراع بحيث تصبح المقاومة غير مجدية، وغير فعالة على المدى الطويل، وبالتالى لا معنى لها فى نظر الفلسطينيين.
جوهر الروح الفلسطينية هو المقاومة الفكرة يمكن تلخيصها فى جملة واحدة: إسرائيل هى الشر المطلق فى العالم، مصدر كل ما هو خاطئ فى العالم، وإجابة الفلسطينى عن سؤال معنى الحياة هى محاربة إسرائيل، والتضحية بالنفس (وبالعائلة) لإلحاق أكبر قدر ممكن من الدمار بإسرائيل.
وتابع "لا يهم إذا ما حسّنت المقاومة حياة الفلسطينيين، لأن فلسفتها تركز على تدمير إسرائيل وإذا تسبب إلحاق الضرر بإسرائيل أيضًا فى إيذاء المجتمع الفلسطيني، فإنه يُعتبر مسعى مرغوبًا. 
وقد أكد على هذا المعنى أحد قادة حماس فى خطاب ألقاه بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، قائلاً: "سنواصل السير على درب القادة الشهداء حتى نحقق النصر أو الشهادة، بإذن الله".
ترتكز الروح الفلسطينية على وجود إسرائيل، وتبنى هويتها بالكامل فى معارضة لها باختصار، يحتاج الفكر الفلسطينى إلى وجود إسرائيل لإضفاء معنى على وجوده – كهدف للكراهية وإسقاط كل الشر عليه. 
ويدعى الكاتب أن القضية الفلسطينية وفلسفتها،، تشبه ما يمثله الجوكر لباتمان، إذا اختفت إسرائيل غداً، لن يعرف مروجو الفكر الفلسطينى ماذا يفعلون بأنفسهم، تماماً كما يعتمد وجود الجوكر على مواجهة باتمان.
من وجهة النظر الفلسطينية، لا يُعتبر هناك أى خسارة، كل خسارة فى الأرواح خلال المقاومة تُعتبر تضحية من أجل القضية الكبرى، مما يجعل هذه التضحية ليست فقط مقدسة بل أيضًا مدعاة للاحتفال. كلما عانى الفلسطينيون أكثر، كلما أثبتوا مزيدًا من "الصمود" أو الثبات، وكلما زادت المعاناة، زادت الإشادة بهم – حيث تصبح التضحية عملاً بطوليًا. 
وبعد وقف إطلاق النار، قدم المروجون الفلسطينيون سكان غزة على أنهم "أمة من الأسود" بعد "نجاتهم من إبادة جماعية".
ويرى الكاتب أن  ضمن هذا الإطار الفكري، يصبح من شبه المستحيل ردع الفلسطينيين لأنهم لا يربطون بين الفعل والنتيجة لا يرون الدمار فى غزة، الذى جلبته حماس عليهم، كنتيجة مباشرة لعدوان حماس فى ٧ أكتوبر. والمعاناة التى يتحملونها تُعتبر جزءًا من الثمن الذى يدفعونه مقابل "صمودهم" البطولى فكرة أن "الليل يكون أشد ظلمة قبل الفجر" واضحة فى معظم مقاطع الفيديو الدعائية من غزة فى هذه الأيام لهذا السبب، يرون أنفسهم حقًا كمنتصرين، وليس فقط كوسيلة لحفظ ماء الوجه فى مقاطع الفيديو الدعائية.
وأحد المبادئ الفكرية التى يستند إليها الفلسطينيون هى فكرة "الصبر"، والتى تعنى أنه يمكنك الانتصار على أى خصم إذا لعبت على عامل الوقت وأظهرت تصميمًا أكبر منهم. 
قد تعانى أكثر من خصمك، ولكن إذا تمكنت من الصمود لفترة أطول، فستنتصر فى النهاية. 
وقد قال بسام نعيم، مسئول آخر فى حماس: "الضربة التى بدأت فى ٧ أكتوبر، والصمود والمقاومة التى تلتها، تثبت أن الشعوب قادرة على امتلاك الوسائل والظروف المناسبة لتحقيق أهدافها العظيمة فى الحرية والاستقلال." يشير هذا إلى إيمانهم بأن المقاومة تحقق مكاسب فعلية.
وقال خليل الحية نائب رئيس حركة حماس  فى خطابه: "سيظل يوم ٧ أكتوبر مصدر فخر لشعبنا ومقاومتنا." وإذا حاولنا رؤية الحرب من المنظور الفلسطيني، فإن سلوكهم المدمر ذاتيًا له منطق خاص بهم. منطق مريض ومشوّه، يجعل إسرائيل دون قصد تضفى عليه طابعًا مقبولاً.بعد أن يتم الحكم على من المقاومة الفلسطينية ، غالبًا ما يلقون خطابًا يُفترض أن يكون متحديًا وبطوليًا قبل دخولهم السجن يصرحون بأنهم يدركون أحيانًا أنهم سيتم الإفراج عنهم فى المستقبل، وأن روح مقاومتهم لم تُكسر رغم سجنهم من قبل إسرائيل وللأسف، هم ليسوا مخطئين فى ذلك.
عندما يتم سجن أحدا منهم ويؤمن دينيًا بأنه سيتم إطلاق سراحه فى صفقة مستقبلية، فهذا يعتمد على قصر نظر إسرائيل وتفكيرها العاطفى المفرط.
والمقاومة الفلسطينية تعلم  أن الرهائن سيتم اختطافهم فى المستقبل، مما سيكون بمثابة بطاقة خروجهم من السجن مجانًا.
تحتفل حماس بـ"نصرها" مع حشود فلسطينية تهتف "خيبر يا يهود" لأنهم نجوا من الحرب، ولا تزال حماس مسيطرة. ولا يمكننا السماح للمنطق المشوّه للمقاومة أن يكون مقبولًا للفلسطينيين إذا رأوا أن هذه الاستراتيجية تحقق نتائج – إطلاق سراح الإرهابيين، واستعداد إسرائيل للتخلى عن هدفها فى القضاء على حماس فقط من أجل إطلاق سراح بعض الرهائن – فإنهم سيستمرون فى طريق المقاومة. 
وحماس حققت مكاسب سياسية فى غزة والضفة الغربية بما فى ذلك تحقيق إطلاق سراح المعتقلين من جميع الفصائل كجزء من الصفقة.
 

مقالات مشابهة

  • محمد الضيف.. الشبح الذي قاد كتائب القسام إلى طوفان الأقصى
  • القسام تؤكد مقتل قائد أركانها محمد الضيف ونائبه وعدد من أعضاء المجلس العسكري في معركة طوفان الأقصى
  • كتائب القسام تنعى كبار قادتها العسكريين في معركة طوفان الأقصى
  • الإعلان عن مقتل مجموعة قادة فلسطينيين خلال معركة «طوفان الأقصى»
  • القسام تؤكد أن قائدها العام محمد الضيف قضى شهيدا خلال معركة طوفان الأقصى
  • «جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة
  • أردوغان يستقبل وفدًا من حركة حماس في أنقرة
  • حماس: طوفان الأقصى كسر أسطورة الاحتلال
  • حماس: معركة "طوفان الأقصى" كسرت أسطورة الاحتلال الإسرائيلي
  • حماس: معركة “طوفان الأقصى” أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي