عقد الجامع الأزهر الشريف، أمس السبت، حلقة جديدة من ملتقى الطفل، والذي يأتي تحت عنوان: «الطفل الخلوق - النظيف - الفصيح»، وذلك في إطار مواصلة الجامع الأزهر والرواق الأزهري، جهودهما في توعية النشء بالآداب الإسلامية والأخلاقيات السليمة النابعة من صحيح الدين، وحاضر في الملتقى الشيخ محمد عبدالخالق، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر، والدكتور حازم مبروك، الباحث بوحدة كتب التراث بالجامع الأزهر الشريف.

سمات الشخصية المعتدلة

وأوضح الدكتور محمد عبدالخالق، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر، أن سمات الشخصية المعتدلة كثيرة ومتعددة وأهمها الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والسير على نهجه، قال تعالى ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ رسول الله الذي قال الله في حقه ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، مبيَّنا أن من أهم هذه السمات أيضا الاحترام؛ حيث كان ﷺ يحترم الصغير ويوقر الكبير وكان يحترم مشاعر الآخرين.

الصفات الواجب توافرها في الشخصية المعتدلة

وأوضح الباحث بالجامع الأزهر، أنه كان إذا أخطأ أحد من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه، كان يوجهه إلى الخطأ بشكل غير مباشر حتى لا يجرح مشاعره أمام الآخرين فيقول «ما بَالُ أقْوَام»، ومن بين الصفات أيضا الواجب توافرها في الشخصية المعتدلة صفة الأمانة، والتي ينبغي أن تكون في كل شيء قال ﷺ «لا دين لمن لا أمانة له»، ومنها أيضا صفات أخرى مثل الصدق والوفاء بالوعد.. كلها صفات من الواجب توافرها في الشخصية المسلمة المعتدلة واستدل على ذلك بقوله ﷺ «آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان».

من جانبه، تناول الدكتور حازم مبروك، الباحث بوحدة كتب التراث والمونتاج العلمي بالجامع الأزهر الشريف، شرح «المفعول لأجله»، ويُسَمَّى أيضًا المفعول من أجله أو المفعول له في النحو العربي، فهو واحد من المفاعيل، وهو اسم فضلة ومصدر منصوب قبلي يأتي بعد الفعل في جملة فعلية ليبيِّن عِلَّتَهُ وسبب حدوثه، ولا بد أن يشارك الفعل في الزمان وفي الفاعل نفسه فيُقال على سبيل المثال: «قُمتُ إِجلَالًا لِأُستَاذِي»، فالمصدر المنصوب «إِجلَالًا» الغاية والغرض منه هو بيان سبب «القِيَام»، أي سبب حدوث الفعل، ويشترك هو والفعل في الزمن ذاته، فالقِيام والإجلال كلاهما وقعا في نفس الوقت، فالإجلال يتحقق متى ما وقع القيام، والقيام إنَّما وقع من أجل الإجلال، وكلاهما يتعلَّقان بالفاعل نفسه.

ويستحضر المفعول لأجله في الجملة لتبيان السبب والغاية والمغزى من وقوع الفعل، ويُذكر بمثابة جواب على سؤال «لِمَ فَعَلتَ؟»، فإذا قيل: «دَرَسْتُ تَحصِيلًا لِلعِلْمِ»، فإنَّ المُتَكلِّم إنَّما ذكر تحصيل العلم ليُفسِّر الغموض الذي يلتف الجملة، ويجيب على سؤال يطرح نفسه، فكأنَّما ذكره لمن يسأل: «لِمَ دَرَسْتَ؟».

وفي نهاية الملتقى، اختتم الباحثان حديثهما بالإجابة عن بعض الأسئلة حول الموضوع، وأثناء الشرح استخدم الباحثان بعض الشرائح التوضيحية، معتمدَيْن على أسلوب المناقشة والتحاور مع الأطفال، تشجيعاً لهم على المشاركة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأزهر الجامع الأزهر ملتقى الطفل بالجامع الأزهر

إقرأ أيضاً:

الإفتاء في حملتها ضد التعدي على المياه.. محرم شرعًا واعتداء على الحقوق

أكدت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، أن التعدي على المياه أو وصلاتها بأي صورة من صور الاعتداء، سواء كان ذلك بالسرقة أو الاختلاس أو أخذها دون وجه حق، يعد فعلًا محرمًا شرعًا، لما فيه من اعتداء على حقوق الآخرين وانتهاك للقوانين.

وأوضحت دار الإفتاء أن هذه الجريمة تزداد خطورتها إذا كان التعدي يمس حقوق المواطنين جميعًا وليس فردًا بعينه، مما يجعلها انتهاكًا للحقوق العامة، التي حث الإسلام على الحفاظ عليها وصيانتها. واستندت الدار في بيانها إلى قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾ [النساء: 29]، مؤكدة أن هذه الآية تعبر عن تحريم كل صورة من صور الاستيلاء على أموال الناس بغير حق.

المياه مورد مشترك

أشارت دار الإفتاء إلى أن الماء يعد من الموارد التي أتاحها الله لجميع البشر دون تمييز، ويجب التعامل معه بأمانة ومسؤولية. وأكدت أن التجاوز في استخدام المياه أو سرقتها يعبر عن سلوك يخالف مبادئ العدالة التي أرساها الإسلام.

أهمية الوعي والتنوير

وأطلقت دار الإفتاء حملتها التوعوية تحت شعار (ولو كنت على نهرٍ جارٍ)، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على الموارد المائية، وعدم التعدي عليها أو استغلالها بشكل يخالف الشرع والقانون.

ودعت الدار المواطنين إلى الالتزام بالضوابط الشرعية والقانونية في استخدام المياه، مؤكدة أن الحفاظ عليها واجب ديني وأخلاقي، لا سيما في ظل التحديات البيئية الراهنة التي تهدد الموارد الطبيعية.

 

واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن الإسلام يحث دائمًا على احترام حقوق الآخرين وصيانة الممتلكات العامة، واعتبرت أن التعدي على المياه لا يمثل مجرد سرقة، بل هو تعدٍ على حق الله وحق المجتمع بأسره.

مقالات مشابهة

  • الإفتاء في حملتها ضد التعدي على المياه.. محرم شرعًا واعتداء على الحقوق
  • خلال لقاءه الأسبوعي.. ملتقى الطفل بالأزهر يسلط الضوء على صفات الشخصية المعتدلة
  • الشيخ ياسر مدين يكتب: في الصوم
  • لمحات من حروب الإسلام
  • علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
  • أحمد كريمة يكشف عن خطة السلفيين لتسطيح الإسلام
  • الغيب في الإسلام: بين علم الله وحذر الإنسان
  • عضو بالشئون الإسلامية: الحب والحنان مع الأطفال أساس بناء الشخصية السوية
  • مختار جمعة: الصحبة الصالحة أساس بناء الشخصية السوية
  • الأزهر: التكافل في الشتاء ضرورة لإيواء الضعفاء ومساعدة المحتاجين