RT Arabic:
2025-03-20@09:43:35 GMT

الخطة الإسرائيلية كما أراها

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

الخطة الإسرائيلية كما أراها

أرى أن إسرائيل قد شرعت بالفعل في تحقيق هدفيها الاستراتيجيين: القضاء على التهديد الديموغرافي الفلسطيني وتحييد إيران.

وهجوم حماس ليس سوى صدفة موفقة ("إسرائيل الضحية")، وهي لحظة تاريخية محظوظة قد لا تتكرر.

المرحلة الأولى

بعد انتهاء المهلة النهائية التي منحتها إسرائيل لإخلاء السكان المدنيين الفلسطينيين إلى جنوب القطاع، سيبدأ القصف الشامل على شمال غزة، والذي سيستمر عدة أسابيع حتى يتم تهجير جميع السكان إلى الجنوب أو قتلهم.

ومن غير المرجح أن يدخل الجيش الإسرائيلي إلى أراضي القطاع، رغم أنه لا يمكن استبعاد محاولات للقيام بذلك. إلا أنه لا يوجد لدى إسرائيل، في رأيي، هدف القيام بذلك بأي ثمن، وإذا واجهت القوات الإسرائيلية مقاومة، فلن يذهبوا إلى أبعد من ذلك، وسيقتصرون على القصف.

في الوقت نفسه، سيستمر الضغط على مصر لفتح ممر للاجئين.

سيتبع ذلك إنذار نهائي جديد، يطالب السكان المدنيين بمغادرة النصف الشمالي من جنوب غزة والاقتراب أكثر من الحدود. فإذا قسمت غزة افتراضيا إلى أربعة أجزاء من الشمال إلى الجنوب، فستكون الحركة من الربع الثالث إلى الربع الرابع.

سيتكرر القصف الشامل على النصف الشمالي من جنوب غزة (الربع الثالث) لعدة أسابيع، مع استمرار القصف على ما تبقى من شمال غزة (الربعين الأول والثاني).

إقرأ المزيد هل هي النكبة الثانية أم الحرب العالمية الثالثة؟ وماذا بعد؟

ومن المحتمل أن يتم تخفيف الحصار إلى حد ما، ويحصل الفلسطينيون حينئذ على الماء والغذاء، لأن هدف إسرائيل هو طرد، وليس قتل، كافة السكان المدنيين في غزة.

المرحلة الثانية

إذا لم تتراجع بعد ذلك مصر عن قضية معبر رفح، فسوف تقصف إسرائيل حدود غزة مع مصر بأكملها، حيث سيتم إزالة جميع الحواجز حتى يتمكن أي شخص من العبور فعليا إلى الأراضي المصرية. بعد ذلك، سيتم إصدار إنذار جديد لجميع السكان المدنيين لمغادرة الربع المتبقي من غزة إلى مصر.

على شاشات التلفزيون، لن نرى لقطات مروعة لتدمير غزة فحسب، بل سنرى أيضا لقطات مروعة لجنود مصريين يحاولون منع نساء فلسطينيات باكيات وأطفال جرحى بين أذرعهن وشيوخ ملطخين بالدماء من دخول مصر. أعتقد أنه من الحتمي حينها أن تقع أحداث مؤسفة ويموت البعض.

 بمعنى أن مصر سوف تواجه ضغوطا هائلة من المجتمع الدولي ومن سكانها، وأعتقد أنه سيتعين على الحكومة حينها الاستسلام وقبول اللاجئين. أو سيتمكن اللاجئون من اقتحام الأراضي المصرية بأنفسهم، وبعدها ستقف حكومة البلاد في مواجهة الواقع.

في الوقت الراهن تبدو إسرائيل في عجلة من أمرها، وبإمكاننا افتراض أنها ليست خائفة من خطر حدوث كارثة إنسانية فورية واحتمال فتح جبهة ثانية من قبل "حزب الله". وفي رأيي المتواضع، ومن وجهة نظر النتيجة، سيكون من الأفضل لإسرائيل أن تبطئ الوتيرة من أجل فتح جبهة ثانية لاحقا وليس الآن، إلا أنه قد يكون لدى نتنياهو تصور مختلف لقدرات إسرائيل وأولوياتها. بشكل أو بآخر، أنا أشير إلى الترتيب الزمني الذي سيكون أكثر فعالية بالنسبة لإسرائيل من وجهة نظري.

لذلك، أعتقد أن طرد الفلسطينيين سيستغرق عدة أشهر، ستتمكن خلالها إسرائيل من تجنب فتح جبهة ثانية، باستثناء المرحلة الأخيرة من التطهير العرقي.

وسيؤدي الإنذار النهائي بشأن غزة إلى اندلاع انتفاضة في الضفة الغربية عاجلا أو آجلا.

ومن المحتمل أيضا أن يقوم "حزب الله" ببعض الأعمال وزيادة القصف على الأراضي الإسرائيلية. وطالما أن "حزب الله" يقتصر على القصف، فإن إسرائيل ستتسامح معه، أي أنها سترد بالقصف، دون دخول الأراضي اللبنانية، وقد تشارك الولايات المتحدة في قصف لبنان، ولكن ليس بالضرورة.

إقرأ المزيد إمبراطورية بريطانية جديدة أم تدمير أوروبا؟

ستستخدم إسرائيل أعمال الشغب في الضفة الغربية وقصف "حزب الله" لتكرار ما حدث في غزة بالضفة الغربية: الترحيل إلى مصر. وسوف تستخدم العواقب الأكثر خطورة والدمار الناجم عن صواريخ "حزب الله" لتوطيد المجتمع الإسرائيلي وتبرير التطهير العرقي في الضفة الغربية أمام المجتمع الدولي.

المرحلة الثالثة

أشك في أن إيران ستدخل الحرب طواعية، ورغم أن تحييد إيران هو الهدف الاستراتيجي الثاني لإسرائيل، إلا أنني لا أعتبر هذه المرحلة حتمية في الأشهر المقبلة.

علاوة على ذلك، فإن المرحلة الثانية، أي التطهير العرقي في الضفة الغربية، يمكن أيضا تأجيلها إلى وقت لاحق. ففي رأيي، أن من مصلحة إسرائيل تمديد العملية، حيث أن التدخل الإيراني ليس مفيدا لإسرائيل إلى بعد استكمال التطهير العرقي من أجل تأمين إسرائيل من الداخل، وبعدها يمكن التركيز على التهديدات الخارجية.

ولكن بعد الانتهاء من التطهير العرقي أو في مرحلته النهائية، سيكون من المفيد لإسرائيل جرّ الولايات المتحدة إلى صراع مع إيران.

أعتقد أن هذا قد لا يحدث في الأشهر المقبلة، ولكن قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لأن أي مرشح لا "يحمي إسرائيل من إيران" سيخسر الانتخابات حتما.

من الممكن أن يتم الانتهاء من هذا المسار في وقت أقصر، ولكن في رأيي أنه من المربح لإسرائيل تمديد العملية وإبقاء حزب الله وإيران خارج اللعبة مؤقتا. إضافة إلى ذلك، ستمارس واشنطن أيضا ضغوطا على إسرائيل، فهي ليست بحاجة إلى جبهة ثانية إلى جانب أوكرانيا.

ولكن، ربما لن تدخل إيران الحرب، وربما تلتزم بضبط النفس، مثل بوتين، وتتسامح مع الاستفزازات الإسرائيلية دون رد، رغم أن الحكومات العربية والإيرانية، بطبيعة الحال، لديها قدرة أقل على تجاهل عواطف الشارع. لكن الفائز في هذه الحرب، هو من سيتمكن من الصمود عندما يسقط الجميع من فرط الإرهاق. سيفوز الأكثر صبرا، لذلك فلا شيء محدد سلفا.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة الكاتب على تطبيق "تليغرام"

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: ألكسندر نازاروف ألكسندر نازاروف الحرب على غزة القدس القضية الفلسطينية قطاع غزة هجمات إسرائيلية فی الضفة الغربیة السکان المدنیین التطهیر العرقی إسرائیل من جبهة ثانیة حزب الله

إقرأ أيضاً:

أنصار الله الحوثيون يستهدفون قاعدة نيفاتيم الإسرائيلية بصاروخ باليستي

صنعاء (الجهورية اليمنية) - أعلنت جماعة أنصار الله اليمنية، الثلاثاء 18مارس2025، استهداف قاعدة "نيفاتيم" الجوية في إسرائيل بصاروخ باليستي فرط صوتي، قائلة إن العملية "حققت هدفها بنجاح".

جاء ذلك في بيان متلفز للمتحدث العسكري للجماعة يحيى سريع، توعد خلاله بتوسيع دائرة الأهداف في إسرائيل خلال الساعات والأيام المقبلة ما لم يتوقف العدوان على قطاع غزة.

وقال سريع، في بيانه، إن قوات الجماعة "نفذت عملية استهداف قاعدة نيفاتيم الجوية في فلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين 2، وحققت هذه العملية هدفها بنجاح".

وتُعد هذه أول مرة يُطلق فيها صاروخ من اليمن على إسرائيل منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وأضاف سريع أن "القوات المسلحة اليمنية ستوسع من دائرة الأهداف في فلسطين المحتلة خلال الساعات والأيام المقبلة مالم يتوقف العدوان على غزة".

وأشار إلى أن "اليمن قيادة وشعبا وجيشا لن يقف مكتوف الأيدي وهو يرى كل هذه المجازر بحق إخواننا في غزة".

وتوعد بأن القوات المسلحة للحوثيين "ستسخر كافة قدراتها وإمكانياتها دفاعا ونصرة للمظلومين في فلسطين حتى تتوقف هذه الجرائم بحق إخواننا في غزة".

وشدد سريع على أن قوات الجماعة "مستمرة في التصدي للعدو الأمريكي المجرم، وكذلك في منع الملاحة الإسرائيلية حتى وقف العدوان ورفع الحصار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة".

وبوقت سابق مساء الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي، انطلاق صفارات الإنذار في عدة مناطق بجنوب البلاد إثر رصد إطلاق صاروخ باليستي من اليمن باتجاه إسرائيل.

وفي بيان، ادعى الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو نجح في اعتراض الصاروخ قبل أن يخترق الأجواء الإسرائيلية.

ومنذ فجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل فجأة جرائم إبادتها بغزة، بغارات جوية استهدفت المدنيين وقت السحور، ما أسفر عن "404 شهداء وأكثر من 562 إصابة"، حتى الساعة العاشرة صباحا ت.غ، وفق وزارة الصحة بالقطاع.

ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب أن يتم بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/ آذار الجاري.

ورغم التزام حركة "حماس" بجميع بنود الاتفاق، رفض نتنياهو المضي قدما في المرحلة الثانية، استجابةً لضغوط المتطرفين في حكومته.

وكان نتنياهو فقط يريد تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لضمان إطلاق أكبر عدد من الأسرى الإسرائيليين بغزة، عوضا عن الدخول في المرحلة الثانية منه، التي كانت تعني إنهاء الحرب تماما والانسحاب الكامل من القطاع.

وبدعم أمريكي تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة في غزة أسفرت عن أكثر من 161 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.​​​​​​​

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • عاجل ...الجامعة العربية تكشف عن أدوات المواجة مع إسرائيل ردا على المجازر الإسرائيلية في غزة
  • بث مباشر.. مؤتمر صحفي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني الملك عبد الله
  • أنصار الله الحوثيون يستهدفون قاعدة نيفاتيم الإسرائيلية بصاروخ باليستي
  • الغارات الإسرائيلية تكشف هشاشة وقف إطلاق النار في لبنان
  • خبير عسكري: إسرائيل استهدفت تحقيق الصدمة والمقاومة استعدت للسيناريو الأسوأ
  • هل قصفت إسرائيل أهدافا عسكرية؟ وما خيارات المقاومة؟ الفلاحي يجيب
  • "أنصار الله": الهجمات البحرية ضد السفن الإسرائيلية لن تتوقف
  • استشهاد 330 فلسطينيا في غارات كثيفة على غزة وحماس تتهم إسرائيل بنسف الهدنة
  • مصادر طبية: ارتفاع حصيلة الضحايا في غزة جراء الضربات الإسرائيلية إلى 131 قتيلا
  • البيت الأبيض: إسرائيل أبلغت إدارة ترامب بشأن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة