الجفاف يُدخل تسع محافظات الدائرة الحمراء وتسونامي النزوح يلوح بالأفق - عاجل
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
بغداد اليوم- ديالى
تفاقمت أزمة الجفاف في الأراضي العراقية، فيما كانت الحلول الحكومية خجولة أمام المخاطر الحقيقة لتغيّر المناخ الذي ألقى بظلاله على البلاد، وضرب نحو 20 % من اراضيه الزراعية، لتدخل 9 محافظات "الدائرة الحمراء" وواقع الحال يؤشر "نزوحًا قسريا"، بحسب مختصين.
الجفاف والدائرة الحمراء
ويؤكد رئيس لجنة الزراعة النيابية الاسبق فرات التميمي، اليوم الاحد (15 تشرين الأول 2023)، أن تسع محافظات عراقية في "الدائرة الحمراء" بسبب الجفاف.
ويقول التميمي لـ “بغداد اليوم"، إن" ازمة الجفاف لاتزال دون مستوى الاهتمام الحكومي الذي لم يقدر حجم مخاطرها المحيطة بالبلاد".
تسونامي النزوح
وأشار التميمي الى أن "النزوح القسري رصد فعليًا في العديد من المحافظات ولو بنسبة محدودة، لكنها بداية (تسونامي) قد يتفاعل مع تفاقم ازمة الجفاف إذا لم تسعفنا الامطار والسيول خلال موسم الشتاء".
ويوضح أن" 9 محافظات عراقية اغبها من الجنوب والوسط ضمن الدائرة الحمراء الاكثر تضررًا من ازمة الجفاف"، لافتا الى ان 20% من أخصب الاراضي في البلاد فقدت ولم يعد بالإمكان زراعتها بسبب تفاقم الازمة، ولاسيما تلك التي تقع عند ذنائب الانهر والجداول المائية".
الاحتياطي المائي
وتابع التميمي، أن "الاحتياطي المائي الموجود حاليا لا يكفي لتأمين الرية الاولى لموسم الزراعة الشتوي، ما سيقود الى تداعيات خطيرة"، لافتا الى أن" النزوح القسري سيكون واقع حال اذا ما استمرت الازمة لمدى اكبر من دون اي حلول موضوعية من قبل الحكومة ودوائرها المختصة".
وفي (20 أيلول 2023)، أفادت وزارة الموارد المائية العراقية، في تقرير لها، بأنّها حفرت نحو 600 بئر في مناطق مختلفة من العراق منذ مطلع عام 2023 الجاري، مشيرة إلى أنّها تهدف إلى حفر 1000 بئر حتى نهاية هذا العام، وذلك من ضمن خطة "النفع العام"، في إشارة إلى الآبار التي تُحفَر ويتشارك مياهها سكان قرية أو حيّ سكني.
يُذكر أنّ تقريراً سابقاً للأمم المتحدة حول الأمن المائي عربياً بيّن أنّ 17 دولة في العالم العربي من أصل 22 هي على خط "الفقر المائي"، من بينها 12 دولة ترزح بالفعل تحت خط الفقر المائي المدقع من بينها العراق.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
دراسة: قدرة الأرض على تخزين المياه تتراجع بفعل تغير المناخ
كشفت دراسة جديدة أن قدرة الأرض على تخزين المياه العذبة تشهد تراجعا مقلقا، في ظل استمرار ارتفاع درجات حرارة الكوكب، محذرة من أن مصادر المياه لم تعد تتجدد كما كانت في الماضي، مما يهدد الزراعة والأمن المائي العالمي.
وأفادت الدراسة -التي نشرت في مجلة "ساينس" في نهاية شهر مارس/آذار الماضي- بأن السلوك البشري يستنزف المياه الجوفية بسرعة أكبر مما تستطيع الأرض إعادة ملئها، ومن ثم يتسبب في انكماش الأنهار الجليدية بسبب تغير المناخ.
وأكد العلماء القائمون على الدراسة أن الأرض "فقدت مرونتها"، إذ لم تعد العواصف الشديدة قادرة على تجديد المياه الجوفية كما في السابق.
وأوضح العلماء أن ذلك يرجع جزئيا إلى زيادة التبخر الناتج عن الاحتباس الحراري، مما يؤدي إلى مزيد من الجفاف وزيادة استهلاك المحاصيل للمياه.
وحذرت الدراسة من أن هذه التغيرات تؤثر بشكل خاص على المناطق التي تعتمد على المياه الجوفية للشرب والزراعة، ويهدد الأمن الغذائي العالمي.
كذلك تسهم ندرة المياه على اليابسة في ارتفاع مستويات البحار، وزيادة خطر الفيضانات في المناطق الساحلية، إلى جانب تغيرات في تيارات المحيطات، وفق الدراسة.
خلل بدوران الأرضوبحسب الباحثين، فإن هذا الخلل قد ينعكس حتى على توازن دوران الأرض، إذ يتسبب انخفاض منسوب المياه الأرضية في تذبذب محور دوران الكوكب، في إشارة إلى تحولات عميقة في توزيع الكتلة المائية.
إعلانوأفادت الدراسة بأن ظاهرة الجفاف ستستمر ما لم تُبذل جهود جادة لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وتحسين إدارة الموارد المائية.
واقترح الباحثون المشاركون بالدراسة حلولا تشمل تحسين تقنيات الري، واعتماد ممارسات الزراعة الذكية مائيا، إلى جانب تعزيز التعاون بين صناع القرار والمجتمعات المحلية.
لكنهم أكدوا أن "الأمل يظل معقودا على تسريع الخطوات الرامية إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للعمل على إبطاء الجفاف".