هجوم حماس يدفع الاتحاد الأوروبي إلى مراجعة المساعدات التنموية للفلسطينيين
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
أثار العنف المتصاعد بين إسرائيل وحركة حماس جدلاً في بروكسل يتعلق بتقديم المساعدات للفلسطينيين. وقد أدان الاتحاد الأوروبي بقوة هجوم حماس على إسرائيل، غير أنه بعث في الوقت نفسه برسائل متباينة حول مستقبل المساعدات التنموية التي يقدمها للفلسطينيين.
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى إعادة توحيد صفوفه فيما يتعلق بقضية المساعدات للفلسطينيين.
وفي 7 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، شن مسلحو حماس هجوماً واسعاً عبر الحدود من غزة بصواريخ على أهداف مدنية وعسكرية داخل إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1300، وردت إسرائيل بهجمات مدفعية وضربات جوية، وقد وصل عدد ضحايا الفلسطنيين جراء الرد الإسرائيلي إلى 2215 قتيلاً، وأكثر من 8714 مصاباً، حتى أمس السبت.
ولجأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مساء يوم الإثنين الماضي، بعد يومين من هجوم حماس، إلى تخفيف حدة ما أعلن بشأن تجميد مدفوعات مساعدات التنمية للفلسطينيين. وعلى النقيض مما أعلنه مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار والتوسع أوليفر فاريلي في وقت سابق في نفس اليوم، من أنه سوف يتم تعليق جميع المدفوعات على الفور، صححت المفوضية نفسها وأعلنت أنها سوف تراجع المدفوعات.
???????? EU support
EU triples immediate humanitarian aid for Gaza#EuropeanUnion | #Gaza | #Israel https://t.co/W1EdRj7c8u
وكان الاتحاد الأوروبي قرر دعم الفلسطينيين، بمبلغ 1.18 مليار يورو (1.24 مليار دولار) خلال الفترة من عام 2021 وحتى 2024، بحسب بيان صحفي للمفوضية الأوروبية، ولفت ممثلو المفوضية إلى اتفاق يقضي بعدم صرف أي مدفوعات لحين استكمال المراجعة. وعلى أية حال، ليست هناك أي مدفوعات متوقعة حالياً، وأكد البيان أن المراجعة لن تشمل المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
وقالت فون دير لاين: "دعمنا الإنساني للشعب الفلسطيني ليس موضع شك. ورغم ذلك، من المهم أن نراجع بعناية مساعداتنا المالية للفلسطينيين... لن تذهب أموال الاتحاد الأوروبي، أبداً، لحماس أو أي كيان إرهابي"، وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل حماس "منظمة إرهابية".
وأعلنت رئيسة المفوضية يوم الأربعاء الماضي، أن قتل حماس المدنيين الإسرائيليين عمل من أعمال الحرب تم بدم بارد، ويعكس "شراً متأصلاً". وأضافت "يجب أن نتسم بالوضوح إزاء تعريف هذا النوع من الرعب، وهناك رد واحد عليه. أوروبا تقف إلى جانب إسرائيل، ونؤيد بشكل تام حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
وزارت فون دير لاين إسرائيل يوم الجمعة الماضي، لإظهار التضامن معها. كما استقبلت إسرائيل زواراً رفيعي المستوى، بينهم وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.
أغلبية رافضةوأجرى وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي محادثات طارئة يوم الثلاثاء الماضي، عقب هجوم حماس المفاجئ، ورد إسرائيل بحملة قصف انتقامية عنيفة على قطاع غزة. وقال منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إنه خلال مشاورات غير رسمية، رفضت الأغلبية الساحقة من دول التكتل مقترحاً يقضي بتجميد المدفوعات للسلطة الفلسطينية.
وقال بوريل عقب المحادثات التي جرت عبر تقنية الفيديوكونفرانس، في سلطنة عمان: "الشعب الفلسطيني ليس كله إرهابيين،" مضيفاً "العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين كافة أمر جائر وغير ذي جدوى. سيكون ذلك ضد مصلحتنا، وضد مصلحة السلام".
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن "باريس لا تؤيد تعليق المساعدات التي يستفيد منها الشعب الفلسطيني بشكل مباشر"، وقدمت فرنسا مساعدات بقيمة 95 مليون يورو للفلسطينيين العام الماضي.
برلين والاتحاد الأوروبي: المساعدات للفلسطينيين لم تمول الإرهاب https://t.co/v6TLhzGz4I
— 24.ae (@20fourMedia) October 11, 2023وانتقد القائم بأعمال وزير خارجية إسبانيا، خوسيه مانويل ألباريس، رد مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار والتوسع أوليفر فاريلي الأولي، وأعرب عن أسفه لمراجعة مساعدات الاتحاد الأوروبي للفلسطينيين، حيث إنها تشير، ضمناً، إلى أن التكتل كان يمول منظمة إرهابية "على مدار سنوات". وشدد ألباريس على أنه "ليس هناك دليل على أن هذا التمويل لم يستخدم للأغراض التي خصص من أجلها".
ودعت وزير خارجية ألمانيا بيربوك يوم الثلاثاء الماضي، إلى تقديم مساعدات إنسانية مستدامة للأراضي الفلسطينية، وذلك بعد يوم من إعلان برلين عزمها تعليق مساعدات تنموية، كما دعت السلطة الفلسطينية إلى أن تنأى بنفسها "عن هذا الإرهاب... الذي لا يمكن تبريره"، وقالت: "كسلطة فلسطينية، عليكم واجب أيضاً تجاه شعبكم".
وأوضح المستشار الألماني أولاف شولتس، يوم الخميس الماضي، أن جميع المساعدات التنموية التي تقدم للأراضي الفلسطينية قيد المراجعة، وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إن "المراجعة وناجمة عن الظروف الأخيرة، وإنه لا يجب أن يساء استخدام هذه الأموال".
ورحبت أمريكا يوم الثلاثاء الماضي، بدعم الاتحاد الأوروبي مواصلة تقديم المساعدات التنموية للشعب الفلسطيني. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحفيين: "أوضحنا بشكل لا لبس فيه أنه ليس لدينا شكوى تجاه الشعب الفلسطيني".
معارضة أوروبيةوقال ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إن وزراء خارجية التكتل دعوا إسرائيل إلى عدم قطع "المياه أو الغذاء أو الكهرباء" عن غزة، وإلى إنشاء ممرات إنسانية لمن يحاولون الفرار من القطاع. كما شدد الوزراء على ضرورة "احترام القانون الإنساني الدولي".
وأضاف بوريل للصحفيين في العاصمة العُمانية مسقط، "لإسرائيل حق الدفاع عن (نفسها)، ولكن يتعين أن يكون ذلك وفقاً للقانون الدولي والقانون الإنساني، وثمة قرارات تتعارض مع هذا القانون الدولي"، ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ونظيره الفلسطيني رياض المالكي، إلى المشاركة في المحادثات الطارئة يوم الثلاثاء المقبل، ولم يلب أي منهما الدعوة.
تداعيات إقليميةودعا الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي يوم الثلاثاء الماضي، إلى مواصلة تقديم المساعدات للأراضي الفلسطينية، وسط مخاوف من احتمال توقفها عقب هجوم حماس. وعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي اجتماعاً في مسقط.
وتصاعدت المخاوف خشية نشوب حرب إقليمية في خضم توقعات بتوغل بري إسرائيلي وشيك لقطاع غزة، وجاء في إعلان مشترك تلاه بوريل أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي "شددوا على أهمية الدعم المالي المتواصل للأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى)".
زعماء #الاتحاد_الأوروبي يعقدون اجتماعاً استثنائياً بشأن الوضع في إسرائيل وغزة https://t.co/a5XDqSJATU
— 24.ae (@20fourMedia) October 15, 2023 جهود لخفض التصعيدوحذر رئيس وزراء أيرلندا ليو فارادكار، في الوقت نفسه، من أن الدعم الدولي لإسرائيل ربما يتراجع إذا ما ذهبت تل أبيب بعيداً في ردها ضد حماس. وقال: "من وجهة نظر إيرلندا، نقول لإسرائيل: نعم، لكم حق الدفاع عن أنفسكم ولكن أي رد يجب أن يكون متناسباً"، مشيراً إلى "خطر اندلاع أعمال عنف في الضفة الغربية ولبنان، ومواقع أخرى".
وقال رئيس وزراء بلغاريا نيكولاي دينكوف إن "الصراع ربما يصرف تركيز العالم عن الهجوم الروسي على أوكرانيا"، وأوضح أن "نتائج الأزمة الحالية ستحدد ماذا سيحدث "في العالم لعقود مقبلة".
وأكد تاياني أن روما مستعدة للمساهمة في "تعزيز الحد من التصعيد بين الأطراف، والحيلولة دون اتساع نطاق الصراع." وأجرى تاياني محادثات مع كبار المسؤولين في مصر الأسبوع الماضي، ودعا وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع بالقاهرة يوم الأربعاء الماضي، إلى وقف فوري لهجمات إسرائيل على قطاع غزة.
وأكد الوزراء في بيان عقب الاجتماع الطارئ بالجامعة العربية على "ضرورة إحياء العملية السلمية وإطلاق مفاوضات جادة بين منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وإسرائيل لتحقيق السلام العادل والشامل".
وقام وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن بزيارة إسرائيل يوم الخميس الماضي. وتدعم أمريكا إسرائيل بمليارات الدولارات التي يذهب جزء كبير منها إلى الدفاعات الصاروخية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الاتحاد الأوروبي مجلس التعاون الخليجي أمريكا المساعدات التنمویة الاتحاد الأوروبی وزراء خارجیة هجوم حماس الدفاع عن
إقرأ أيضاً:
7 حروب تجارية بين الاتحاد الأوروبي وأميركا منذ 1963
تحيي عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ورغبته في فرض رسوم جمركية مفرطة على السلع الأوروبية مشاكل في العلاقات التجارية عبر الأطلسي وتفتح فصلا جديدا في تاريخ مضطرب استمر أكثر من 60 عاما.
وفي هذا التقرير الذي نشرته صحيفة "لوبوان" الفرنسية، يعود الكاتب إيمانويل بيريتا إلى المعارك الاقتصادية التي شكلت العلاقات بين بروكسل وواشنطن.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ديفيد هيرست: هل مُنح نتنياهو حرية التصرف لتفجير المنطقة؟list 2 of 2ثري بريطاني: على الأغنياء دفع ضرائب توازي ما يجنونه من أموالend of list 1- حرب الدجاج عام 1963أشعلت قصة الدواجن العالم حيث استغلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية لتحديث صناعة الدواجن لديها. وبعد الحرب، أغرقت السوق الأوروبية بالدجاج الرخيص، وسرعان ما استحوذت على 50% من حجم السوق.
وفي مواجهة ما كان يُنظر إليه على أنه منافسة غير عادلة، قامت الجماعة الاقتصادية الأوروبية الوليدة، بدفع من فرنسا وألمانيا، بفرض رسوم جمركية عام 1962 من خلال السياسة الزراعية المشتركة.
وكان الرد الأميركي سريعا. ففي عام 1963، فرض الرئيس جونسون رسوما بنسبة 25% على العديد من المنتجات الأوروبية، بما في ذلك شاحنات فولكس فاغن، وهو إجراء لا يزال ساريا حتى اليوم.
واتخذت القضية بعدا دبلوماسيا كبيرا، لدرجة أن السيناتور جيه وليام فولبرايت -وهو سلف بعيد لدونالد ترامب- هدد بسحب القوات الأميركية من حلف الناتو.
إعلانوأسرّ المستشار أديناور لاحقا بأن هذا النزاع قد شغل نصف مناقشاته مع كينيدي تقريبا، على قدم المساواة مع أزمة برلين وخليج الخنازير. وهذا يدل بوضوح على أن تهديد حلف الناتو كان أداة ابتزاز منذ فترة طويلة.
حرب الموز سممت العلاقات بين أميركا وأوروبا لما يقارب من عقدين من الزمن (غيتي) 2- حملة الموزإن "حرب الموز" التي سممت العلاقات عبر الأطلسي لما يقارب عقدين من الزمن، هي خير مثال على الاختلافات الأساسية بين النموذجين التجاريين الأوروبي والأميركي.
بدأ كل شيء عام 1993، عندما أنشأت بروكسل منظمتها المشتركة لسوق الموز "سي إم أو بي" (CMOB)، وهو نظام معقد من الحصص والرسوم الجمركية التي كانت تحابي المستعمرات الأوروبية السابقة (دول أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادي) على حساب الشركات الأميركية متعددة الجنسيات مثل شيكيتا. وترى واشنطن، المدافعة عن التجارة الحرة غير المقيدة، في ذلك تمييزا مميزا.
واتخذت القضية منعطفا ملحميا في منظمة التجارة العالمية، حيث فازت الولايات المتحدة بدعم من دول أميركا اللاتينية بالقضية في عام 1997. لكن أوروبا قاومت مما أدى إلى انتقام الولايات المتحدة بمبلغ يقارب 191 مليون دولار عام 1999.
ولم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي في جنيف حتى ديسمبر/كانون الأول 2009 عندما وافق الاتحاد الأوروبي على تخفيض الرسوم الجمركية من 176 يوروا إلى 114 يوروا للطن الواحد. وهو استسلام ناعم يمثّل انتصارا للتجارة الحرة على النموذج الأوروبي ما بعد الاستعمار، بينما كشف عن قوة واشنطن النارية في النزاعات التجارية.
3- ملحمة لحم البقر المعالج بالهرموناتتعد ملحمة لحوم الأبقار المعالجة بالهرمونات مثالا قويا آخر على صراع الثقافات التنظيمية بين بروكسل وواشنطن. بدأ كل شيء في عام 1989، عندما قررت الجماعة الاقتصادية الأوروبية حظر استخدام 6 هرمونات نمو في إنتاج لحوم الأبقار. وقد أدى هذا القرار إلى إغلاق السوق الأوروبية فعليا أمام مزارعي الماشية الأميركيين والكنديين والأستراليين، مما أدى إلى معركة ملحمية أمام منظمة التجارة العالمية.
إعلانواتخذت المواجهة منعطفا مذهلا عام 1999، عندما فرضت واشنطن، مستندةً إلى انتصارها أمام هيئة تسوية المنازعات التابعة لمنظمة التجارة العالمية، عقوبات محددة الأهداف على منتجات أوروبية رمزية، وفي مقدمتها الروكفور الفرنسي (أحد أشهر أنواع الجبنة الفرنسية).
ولم يظهر حل وسط حتى عام 2011 حين وافقت بروكسل على السماح باستيراد اللحوم الأميركية "النظيفة" الخالية من الهرمونات مقابل رفع العقوبات. وكان هذا دليلا على أن أوروبا لديها القدرة على الوقوف في وجه العم سام عندما يتعلق الأمر بمعاييرها الصحية.
نزاع بوينغ-إيرباص اعتبر أطول نزاع تجاري في تاريخ منظمة التجارة العالمية (رويترز) 4- بوينغ-إيرباص.. الهجوم الجويكان هذا أطول نزاع تجاري في تاريخ منظمة التجارة العالمية. فعلى مدار 17 عاما، اتهم الأوروبيون والأميركيون بعضهم البعض بدعم أبطالهم في مجال الطيران بشكل غير قانوني.
ودارت حرب استنزاف في مرحلتها الأخيرة بين عامي 2016 و2021، مما يوضح المنطق العنيد للعقوبات التجارية المتصاعدة.
وحكمت منظمة التجارة العالمية، وهي حَكم هذه المنافسة الهائلة، لأول مرة لصالح الولايات المتحدة في عام 2016، وأقرت عقوبات محتملة بقيمة 10 مليارات دولار ضد الدعم الأوروبي لشركة إيرباص.
واغتنمت واشنطن الفرصة في عام 2019، وضربت القارة العجوز بـ7.5 مليارات دولار كرسوم جمركية مستهدفة، مما أثر على شركة إيرباص وبعض المنتجات الاستهلاكية الأخرى.
وردّت أوروبا بالمثل في نهاية عام 2020، عندما أعطت منظمة التجارة العالمية الضوء الأخضر لفرض عقوبات بقيمة 4 مليارات على شركة بوينغ والمنتجات الزراعية الأميركية.
وأخيرا، انتهى الصراع الجوي في يونيو/حزيران 2021، عندما وقّع جو بايدن وأورسولا فون دير لاين هدنة لمدة 5 سنوات. لم تكن هذه الهدنة انتصارا بقدر ما كانت علامة على الإنهاك المتبادل، في الوقت الذي يعيد فيه ظهور الطيران الصيني خلط الأوراق في المنافسة العالمية.
إعلان 5- الخلاف حول المواد المعدلة وراثياتبرز المواد المعدلة وراثيا اختلافات في المفاهيم بين ضفتي الأطلسي عندما يتعلق الأمر بالزراعة. فمن ناحية، أوروبا متمسكة بنموذجها الزراعي التقليدي. ومن ناحية أخرى، تتصدر الولايات المتحدة الأميركية الزراعة القائمة على التكنولوجيا الحيوية. إنه صراع مستمر يوضّح الرؤى المتناقضة للزراعة الحديثة.
وصول ترامب إلى البيت الأبيض مرة ثانية يطرح تحديات حقيقية أمام الشركاء التجاريين للولايات المتحدة (الفرنسية) 6- الحرب الترامبية الأولىشكّل وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في عام 2016 نقطة تحول. فبعد عامين، أشهر سلاح الرسوم الجمركية على الصلب الأوروبي (25%) والألومنيوم (10%) باسم "الأمن القومي".
وقد ردّت أوروبا بفرض ضرائب على البوربون وهارلي ديفيدزون، وعدد لا يحصى من المنتجات الأخرى، خاصة في الولايات التي فاز فيها المرشح ترامب بأكبر عدد من الأصوات الرئاسية… وهو تصعيد لم ينتهِ إلا بانتخاب جو بايدن الذي اكتفى بتعليق الرسوم الجمركية من دون إلغائها.
علاوة على ذلك، اتفق دونالد ترامب وجان كلود يونكر في يوليو/تموز 2018 على تشكيل مجموعة عمل مشتركة لإلغاء جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الصناعية.
وفي المقابل، وافق الأوروبيون على استيراد المزيد من الغاز المسال وفول الصويا.
7- قانون الحد من التضخم نقطة خلافية أخرىتثير خطة المناخ التي تبلغ تكلفتها 369 مليار دولار في إطار قانون خفض التضخم قلق الأوروبيين. وخلف طموحاته الخضراء يخفي قانون خفض التضخم نزعة حمائية أميركية خالصة.
فالإعانات الضخمة للصناعات الخضراء الأميركية تجذب المستثمرين الذين كانوا حتى الآن يمكّنون الأوروبيين من قيادة السباق في مجال التقنيات الخضراء.
وقد ردت أوروبا بـ"قانون الصناعة الصافية الصفرية" (تتعلق بتعزيز الطاقة الخضراء) وإمكانية استجابة السلطات العامة للإعانات الأميركية من أجل إبقاء المستثمرين في أوروبا.
ويقول الكاتب في آخر المقال إن هذه النزاعات السبعة الرئيسة تكشف عن ثابت واحد هو صعوبة التوفيق بين النماذج الاقتصادية والمجتمعية المختلفة على جانبي المحيط الأطلسي.
إعلانومن المسلم به أن الأوروبيين والأميركيين هم أفضل الحلفاء، لكنهم مختلفون، لكن هذه الخلافات -حسب الكاتب- لم تضعف التجارة عبر الأطلسي على المدى الطويل.
وعلى الرغم من هذه التوترات، يظل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة شريكين تجاريين متميزين، حيث يمثلان معًا أكثر من 30% من التجارة العالمية، لذلك يجب علينا انتظار دونالد ترامب وحربه التجارية الثانية بهدوء القوات القديمة، تساءل الكاتب.