لبنان ٢٤:
2024-11-24@19:31:21 GMT

هل ستُؤثّر الحرب في غزة على الرئاسة في لبنان؟

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

هل ستُؤثّر الحرب في غزة على الرئاسة في لبنان؟

سارعت بعض الدول المعنيّة بالملف الرئاسيّ كالولايات المتّحدة الأميركيّة وفرنسا، إلى حثّ اللبنانيين على ضرورة إبعاد بلادهم عن الصراع الدائر حاليّاً في غزة. ولا تزال منطقة الحدود الجنوبيّة تشهد بشكل متقطّعٍ إشتباكات وإطلاق صواريخ وقذائف باتّجاه الأراضي المحتلّة. ولم تخرج الأمور عن السيطرة بعد، لكنّ، إذا استمرّ إستخدام لبنان كمنصة لتوجيه الرسائل للعدوّ، وخصوصاً من قبل الفصائل الفلسطينيّة، ربما قد يتطوّر الوضع الأمنيّ إلى حربٍ، إنّ استمرّت إسرائيل باستفزاز "حزب الله"، عبر استهداف مواقعه العسكريّة، ما سيُؤثّر حكماً على إستحقاق رئاسة الجمهوريّة.


وفي هذا السيّاق، فإنّ هناك دولتين عربيتين مشاركتين في اللجنة الخماسيّة المعنيّة بلبنان، وهما قطر ومصر، أصبح همّهما الأساسيّ كيفيّة إبرام هدنة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل. وتجدر الإشارة إلى أنّ الدوحة كانت تعمل على مبادرة لحلّ الأزمة الرئاسيّة، وهي الآن مدعومة من الولايات المتّحدة الأميركيّة، تصبّ جهدها كما القاهرة، لإيجاد حلولٍ لإعادة الإستقرار إلى قطاع غزة.
ويرى مراقبون في هذا الإطار، أنّ أولويّة قطر باتت غزة، ومنع تمدّد الصراع إلى دول أخرى، فالدوحة لديها علاقات جيّدة مع إيران، وهي قادرة على التواصل مع الجميع. أمّا الولايات المتّحدة الأميركيّة، فهي بطبيعة الحال منحازة لإسرائيل، ولم تكن تُولي أهميّة قصوى للملف الرئاسيّ اللبنانيّ، وأوكلت هذا الأمر لفرنسا، لانشغالها بالنوويّ الإيرانيّ، والحرب الأوكرانيّة – الروسيّة، وبالإنتخابات الرئاسيّة لديها. كذلك، فإنّ هدف واشنطن الحالي هو دعم تل أبيب لتوجيه ضربة قاسيّة لـ"حماس"، والحدّ من قدراتها على شنّ عمليّات عسكريّة، وإطلاق الصواريخ على المستوطنات.   أمّا بالنسبة لمصر، العضو في نادي الدول الخمس، فلها دورٌ فاعلٌ في التأثير مباشرة على الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهي لطالما لعبت دوراً بارزاً كوسيطٍ بين المتحاربين. ويقول المراقبون إنّ دور القاهرة رئاسيّاً في لبنان تراجع، وهي تدعم جهود فرنسا في الوقت الراهن، علماً أنّها سعت مراراً لإيجاد نقاط مشتركة بين الأفرقاء اللبنانيين لاختيار رئيسٍ، من دون أنّ تنجح في ذلك.
وفي ما يتعلّق بالسعوديّة، فإنّ المملكة اختارت عدم التدخّل مباشرة في الملف الرئاسيّ، وقرّرت ترك الحريّة للبنانيين لانتخاب رئيسهم. وعما اذا امتدّ الصراع من غزّة ليشمل لبنان وسوريا، يُشير المراقبون إلى أنّ علاقة الرياض بطهران ستسوء مُجدّداً، إذ إنّها ستعتبر أنّ إيران تعمل على زعزعة الإستقرار في البلدان العربيّة، علماً أنّ من أهمّ البنود الواردة في الإتّفاق السعوديّ – الإيرانيّ هو احترام سيادة الدول في المنطقة، وعدم التدخّل في شؤونها، وإبعادها عن سياسة المحاور، وسط تشديد المملكة الدائم على وحدة وسيادة الأراضي اللبنانيّة والسوريّة، ودعم القضيّة الفلسطينيّة.   ويُعوّل العديد من المراقبين على التقارب بين السعوديّة وإيران، وإنهاء الحرب في اليمن، كيّ يستفيد لبنان من هذا الإستقرار الدبلوماسيّ، وينعكس إيجاباً على الموضوع الرئاسيّ. بينما إذا ساءت العلاقات من جديد بين الرياض وطهران، فإنّ دور السعوديّة سيتراجع في لبنان، وسينخفض التمثيل الدبلوماسيّ مرّة أخرى بين دول الخليج وبيروت.
وتبقى فرنسا آخر بلد في اللجنة الخماسيّة المعنيّة بلبنان، وهي التي تقود المبادرة الرئاسيّة من أجل حلّ الأزمة اللبنانيّة. وتعمل باريس في الوقت الراهن على تجنيب اللبنانيين الدخول في حربٍ مع إسرائيل، وسفيرها في بيروت يتحرّك في هذا الصدد، ويلتقي الرؤساء، للحؤول دون مشاركة أطراف لبنانيّة في الصراع.
ويلفت المراقبون إلى أنّ عمليّة "طوفان الأقصى" والحرب في غزة أصبحت أوّل بند على أجندة الدول العربيّة والغربيّة، وتلك المعنيّة بلبنان، ولكن هذا لا يعني أنّ الأخيرة لم تعدّ تُولي أهميّة لمبادراتها لحلّ المعضلة الرئاسيّة. ويوضحون أنّه فقط بخوض "حزب الله" حربٍ مع إسرائيل، تكون الإنتخابات الرئاسيّة قد رُحّلت، لأنّ هدف فرنسا وقطر سيُصبح إعادة الإستقرار إلى لبنان، عوضاً عن مساعدته في انتخاب رئيسٍ. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الرئاسی ة المعنی ة

إقرأ أيضاً:

المعارضة تفشل في مواجهة حزب الله: لا تسوية معه

يبدو أن قوى المعارضة تنتظر نهاية الحرب لتبدأ معركتها السياسية الداخلية بهدف تحصين وتحسين واقعها السياسي، علماً أن كانت لديها فرصة جدية في الأيام الأولى للمعركة للحصول على مُكتسبات أكبر في ظلّ الضربات التي تعرّض "حزب الله" والتي أضعفته لعدّة أيام. 

لكن من الواضح أن المعارضة فشلت في الدخول في معركة سياسية مؤثّرة خلال الحرب، والأمر لا يعود حتماً الى أسباب مرتبطة بحسن النوايا، غير أن السرّ يكمن في المشاكل العضوية الجذرية التي تسيطر عليها وتقف عقبة في طريق أي حراك سياسي نافع سواء لجهة الاصطفافات النيابية أو لجهة التكتيك لإضعاف "حزب الله" وحلفائه. 

ولعلّ أبرز العوامل التي أعاقت خُطط المعارضة، وبمعزل عن ما يظهر في وسائل الإعلام من خلال الحملات الضاغطة التي تؤشر الى نهاية "حزب الله" تماما، حيث اتجه البعض الى اعتبار أنّ لبنان بات يترقّب مرحلة جديدة خالية من "الحزب"، فإن المعارضة غير متوافقة في ما بينها ولا متطابقة في مجمل المواقف ولو ظهر الامر عكس ذلك، فلا مرشّح رئاسيا واحدا يجمعها ولا خطاب سياسيا يوحّدها أو حتى نظرة تكتيكية واستراتيجية للواقع اللبناني. لذلك فإنها لم تتمكن من أن تفرض نفسها في مواجهة "الحزب" أو الوصول الى تسوية معه مرتبطة بالقضايا الخلافية. 

ثمة عامل آخر ساهم في تعقيد تنفيذ تصوّر المعارضة، ويتركّز في نقطة التفاف القوى الاسلامية حول "حزب الله"؛ إذ إنّ "الثنائي الشيعي" المتمثل "بحزب الله" و"حركة امل" لا يزالان توأمان برأس واحد لا ينفصلان، وكذلك القوى السنّية بغالبيتها العظمى التي تؤيد "الحزب" وتدعمه بعيداً عن بعض الخلافات غير المرتبطة بالمعركة الراهنة. وهذا أيضاً ينطبق على الأحزاب الدرزية الأساسية وتحديداً الحزبين الاشتراكي والديمقراطي، اضافة الى الوزير السابق وئام وهاب الذي يتمايز قليلاً عن "حزب الله" من دون أن يخرج عن تأييده له في القضايا الاستراتيجية. 

وفي سياق متّصل فإنّ المعارضة فشلت أيضاً في استقطاب رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بشكل كامل، حيث بقي الرجل خارج المعارضة بالرغم من خلافه العميق مع "الحزب" في مرحلة تعتبر الاكثر حساسية في لبنان، لكن هذه الخلافات ما لبثت أن تقلّصت بشكل أو بآخر ما يجعل من "حزب الله" قادراً على الخروج من الحرب، رغم الاضرار الكبيرة التي تعرّض لها، بقوّة جدية لا يمكن الاستهانة أو الاستفراد بها في الداخل اللبناني.
المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن وغربة إسطنبول
  • الكرملين: الولايات المتحدة تتخذ خطوات متهورة ويثير التوترات بشأن الصراع في أوكرانيا
  • نظريتان داخل قوى المعارضة.. لنؤجل الاستحقاق الرئاسي
  • المعارضة تفشل في مواجهة حزب الله: لا تسوية معه
  • كيف سيخرج لبنان من الحرب مع إسرائيل؟
  • رسالة الراعي: الكيان اولا وتعويض الفراغ الرئاسي
  • كيفية انتهاء الحرب الأهلية في ميانمار فعليًا؟.. طريق إلى الحل وسط الاضطرابات المتصاعدة
  • بشأن الحرب مع لبنان... ماذا يُريد الإسرائيليّون؟
  • مفاوضات لبنان وإسرائيل: قراءة في تطورات المشهد
  • تصريح صحافي من حزب الأمـــة القومي