دمشق-سانا

بهدف تسهيل العملية التعليمية للأفراد المكفوفين وضمان حصولهم المتكافئ على فرص العمل وإشراكهم في المجتمع، صممت ونفذت المهندسة رامه جحه لوحة إلكترونية ذكية (برايل باد)، تمكن فاقدي نعمة البصر من تحميل وقراءة الملف المطلوب.

وأوضحت المهندسة جحه لـ سانا أن (برايل باد) عبارة عن لوحة تتصل مع الهاتف المحمول بتطبيق يمكن المكفوفين من الوصول إلى أي موارد تعليمية من خلال نقاط ديناميكية متحركة على اللوحة على طريقة لغة برايل، ما يسمح لهم ببناء منصة تعليمية خاصة بهم، تمكنهم من قراءة مجموعة متنوعة من المحتوى، إضافة إلى الوصول لبرامج التدريب في المهارات اللازمة للتوظيف.

وأتت الفكرة وفق جحه من ملاحظة معاناة عدة أشخاص مكفوفين من المجتمع المحيط، ومن خلال أحاديث مطولة معهم وسماع اقتراحاتهم، مشيرة إلى أن الهدف من مشروعها (برايل باد) تلبية حاجة شريحة واسعة منهم، حيث يتم العمل حالياً على تصنيع المنتج النهائي لطرحه قريباً في الأسواق.

وأكدت المهندسة جحه أنه لا يوجد جهاز مستورد يماثل (برايل باد)، وإنما يوجد جهاز يدعى بالسطر الإلكتروني ينتشر في دول الخليج، وهو عبارة عن لوح فقط ولا يحتوي على منصة تعليمية مثل التي يوفرها المشروع الحالي.

وشارك المشروع في النسخة الثالثة من مسابقة برنامج (تكوين) لريادة الأعمال التي أطلقها بنك البركة (سورية) بالشراكة مع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية وتأهل للمرحلة النهائية، كما شارك في مسابقة (جسور) لريادة الأعمال وحصل على الجائزة العلمية المبتكرة الإبداعية في ريادة الأعمال من الجمعية السورية للبحث العلمي بالتعاون مع منظمة جسور، كما تم تكريم المهندسة جحه على هذا المنتج ضمن ورشة (الاختراع والتطوير) التي أقامتها جامعة دمشق في الـ 11 من تموز الماضي.

علياء حشمه وعلي عجيب

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

المغيّبون قسرا.. طفلة سورية تنكأ جرحا نازفا بملصق

حمص- في مفارقة تبعث على الدهشة، وفي حين لا يزال الناس يحتفلون بانتظار الثورة أمام ساحة الساعة الجديدة بمدينة حمص، تشق فتاة لم تتجاوز الـ10 سنوات طريقها بينهم لتثبت ملصقا ملونا استدعى انتباه المارّة.

مشهد يرجع بالزمن للوراء 11 عاما، وتحديدا يوم 23 يوليو/تموز 2013، ليلة اختطاف والدها وشقيقها من قبل جهة مجهولة، في وقت لم تحدد أي من مؤسسات النظام المخلوع مصيرهما.

ولدت حلا دون أن تتمكن من رؤية والدها وسام خالد الأحدب (51 عاما) وشقيقها محمود (20 عاما)، وهي اليوم تصرُّ على أن والدها تم تحريره من سجن ما، في يوم ما، وأنه لسبب ما -وفقا لتقديراتها- فقد ذاكرته وضل طريقه لمنزله.

وتقول للجزيرة نت إنه من الوارد أن يفقد الأب والأخ ذاكرتيهما معا، أو أنهما يوشكان على نيل حريتهما في سجن لم تفتح أقفاله بعد. وتضيف "أريد أن أعرف ما إذا كانوا أحياء، لا بد أن يكون أحد ما قد التقى بهما"، قبل أن تمضي إلى شارع آخر لتعليق الملصق.

الطفلة حلا لم تفقد الأمل في رؤية والدها وشقيقها محمود المغيبيْن قسرا (الجزيرة) بأي ذنب خطفا؟

تقول عُلا الأحدب والدة الطفلة للجزيرة نت إنها باتت مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالإجابات عن أسئلة طفلتها الحتمية، وتضيف أنها لم تتردد، منذ مطلع يناير/كانون الثاني الفائت، في السفر إلى العاصمة دمشق لتبحث مع ابنتها في سجلات المعتقلين وقوائم المستشفيات عن أثر يقودها لمعرفة مصير طفلها وزوجها.

إعلان

وعند سؤالها عن دوافع اختطاف زوجها وابنها، شددت الأحدب على أن زوجها لم يرتكب أي جرم، لكنها أشارت إلى أن فترة اختفائهما تزامنت مع موجة اختطافات واسعة النطاق في مناطق ريف حمص الشمالي والغربي، نجت منها قلة قليلة فقط.

وعلى امتداد 11 عاما من البحث دون جدوى، تقول "تعرضت للابتزاز بعد أكثر من عامين مقابل معلومات تفضي إلى مصيرهما، وتلقيت تهديدا بأننا سنفقدهما للأبد".

لكنها تعيش على أمل الكشف عن مصير زوجها وطفلها، "لا سيما وأن الأشخاص الذين هددوا أسرتي يعتقدون أنهم أفلتوا من العدالة".

احتفالات بسقوط نظام الأسد في ساحة الساعة الأبرز بمدينة حمص السورية (الجزيرة) ليسا الوحيدين

ومنذ إعلان تحرر سوريا من حكم الأسد قبل أكثر من 50 يوما، وإطلاق سراح المعتقلين من السجون والأفرع الأمنية، تضاءلت آمال مئات العائلات التي تنتظر الكشف عن مصير أبنائها المغيبين قسرا، لا سيما المخطوفين من قبل مليشيات غير نظامية أو جماعات مسلحة محلية عرفها السوريون تحت اسم اللجان الشعبية.

ووفقا لشهادات متطابقة من ناجين، قابلتهم الجزيرة نت على امتداد الأسابيع الخمس الماضية، فإن المختطِفين كانوا ينفذون جرائمهم باستخدام مركبات مدنية على مرأى من نقاط وحواجز تفتيش القوات الحكومية التي انتشرت بكثافة على المداخل الشمالية لمدينة حمص.

محمد علي (39 عاما) اختطف في طريقه إلى عمله نهاية 2014 على أيدي مليشيات محلية غير نظامية في منطقة مجهولة بحمص، وانتهى بإطلاق سراحه خلال عملية تبادل أسرى مع فصائل الجيش الحر.

وذكر علي في شهادته أنه احتجز في منزل مشدد الحراسة لمدة 10 أيام قبل إطلاق سراحه مع 13 آخرين مقابل مقاتلين اثنين أجانب، لم يتسن للجزيرة نت التحقق من جنسيتهم.

الأمر ذاته تكرر مع مهدي آغا (52 عاما) الذي قضى 8 أشهر في سجن غير رسمي خلال زيارته لشقيقته قبل أن يطلق سراحه لقاء فدية مالية تقدر بـ10 آلاف دولار.

إعلان

وكما هو الحال مع عائلة وسام ومحمود، لم يتسن لعائلات مهدي آغا ومحمد علي وآخرين الإبلاغ عن مفقوديهم أو توثيق حالات الإخفاء القسري لأسباب تتعلق بغياب الأدوات والرعب من التواصل مع جهات مستقلة تضمن حمايتهم كشهود.

ومما يجعل قضية المغيبين قسرا متفاقمة على نحو كارثي، قال 4 من بين 5 أشخاص التقت بهم الجزيرة نت، إنهم لم يلجؤوا لجهات حقوقية لعدم معرفتهم بوجودها أصلا.

جرحٌ نازف

وأكد مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني للجزيرة نت أن "قضية حلا تشكل جرحا نازفا في القضية السورية رفقة 112 ألف مختف قسريا بعد إفراغ السجون منذ 8 ديسمبر/كانون الأول 2024".

وقال عبد الغني إن "الشبكة تبذل أقصى الجهود للكشف الكامل عن مصير المختفين قسرا ومحاسبة الجناة من خلال فتح تحقيقات مستقلة تكشف ملابسات اختفائهم وتحديد المسؤولين عن هذه الجرائم".

تبقى قضية المغيبين قسرا خارج أطر المؤسسات الأمنية والعسكرية واحدة من أكثر القضايا الشائكة التي تواجه سوريا اليوم، وبينما تواصل حلا الصغيرة بحثها عن والدها وشقيقها، تطرح السؤال الأكبر: ما الذي فعله أخي ليواجه هذا المصير؟

مقالات مشابهة

  • المرأة الحديدية.. رئيسة مطاي نموذج للمرأة القائد
  • الحكومة: حزمة الحماية الاجتماعية التي يجرى إعدادها تغطي فئات المجتمع (فيديو)
  • «التضامن» تهدي طابعة «برايل» لذوي الإعاقة البصرية بجامعة الوادى الجديد
  • المالية تعلن إطلاق منصة إلكترونية للرقابة على التأمين الهندسي
  • رئيس جهاز مدينة السويس تبحث دعم مشروعات الاستثمار المتوسطة والصغيرة
  • انطلاق منافسات البرنامج الوطني للقراءة في شمال الباطنة
  • المغيّبون قسرا.. طفلة سورية تنكأ جرحا نازفا بملصق
  • المهندسة هويدة الشافعي تتابع حملات النظافة بمدينة مطاي
  • جنسيات الركاب الـ6 بطائرة رجال الأعمال الخاصة التي سقطت وانفجرت في فيلاديلفيا
  • ممثلة سورية حامل بين الحياة والموت