منسيون وسط الرصاص ..”الصم” يدفعون ثمناً باهظاً لحرب السودان
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
عندما اشتد القتال حول حي الامتداد جنوبي الخرطوم في اليوم الثامن من اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم في منتصف |أبريل؛ وجد سعيد نفسه راكضا مع عدد من أفراد أسرته وجيرانه نحو مكان مجهول يحتمون به من الرصاص.
ورغم ان سعيد المولود بإعاقة سمعية لم يكن يسمع صراخ الراكضين معه، إلا أنه كان مرعوبا من مشهد الهلع والدخان المتصاعد في كل مكان.
الآن وبعد نحو 180 يوما من القتال يعيش سعيد في مدرسة متآكلة البنيان في أحد الأحياء الشمالية من مدينة ود مدني بوسط البلاد والتي فر إليها مئات الآلاف من القتال خلال الأشهر الست الماضية.
تفتقد المدرسة التي يعيش فيها سعيد إلى أبسط مقومات المبيت ويوجد بها 7 حمامات فقط يستخدمها اكثر من 300 شخص من لجأوا إلى المدرسة؛ لكن ذلك ليس الشيء الوحيد الذي يؤرق سعيد البالغ من العمر 11 عاما؛ فهو يفتقد إلى الأجهزة والمعينات التي كانت تخفف عليه وحشته السمعية بعد أن تركها وراؤه في بيته في الخرطوم.
لكن رغم المعاناة الكبيرة؛ يعد سعيد واحدا من القليلين من الذين وجدوا مكان يأويهم في ظل الضبابية الكبيرة التي تحيط بمصير الكثير من أقرانه من الذين فقدوا التواصل مع دور الرعاية التي كانت تساعد نحو 100 ألف مصاب بإعاقة بصرية في السودان؛ في ظل وجود الآلاف من المنسيين وسط الرصاص في الخرطوم أو الذين افتقدوا المساعدة اللازمة في مناطق البلاد الأخرى.
وفي الواقع؛ يعيش المئات من الصم والمصابين بالإعاقة السمعية أوضاعا مأساوية في مناطق النزوح في مختلف أنحاء السودان في ظل نقص كبير في الاحتياجات الخاصة التي تعينهم في حياتهم.
ووفقا للناشط الطوعي والأمين العام السابق لاتحاد الصم السوداني الأمين بابكر، فإن ذوي الاعاقة السمعية يعانون أكثر من غيرهم من النازحين بسبب الضغوط النفسية وافتقاد حقوقهم التي نصت عليها المواثيق الدولية والمحلية.
ويقول بابكر لموقع سكاي نيوز عربية إن آلة الحرب حصدت عدد كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة والكوادر التي تعينهم.
ويشير بابكر إلى ان الكثير من النازحين من ذوي الإعاقة السمعية فقدوا مصدر دخلهم إذ تأثرت انشطتهم بالحرب؛ وأصبح الكثير منهم خصوصا أولئك الذين كانوا يعيلون أسرهم الفقيرة يواجهون خطر الجوع وانعدام الرعاية الصحية والدعم المعنوي والمادي الذي كانوا يسيرون به حياتهم وأنشطتهم قبل الحرب التي أوقفت الجزء الأكبر من أنشطة دور الرعاية.
ولإخراجهم من الحالة النفسية السيئة التي يعيشونها بسبب أهوال الحرب التي مرت عليهم قبل نزوحهم؛ يعمل القليل من المراكز المتخصصة في الأقاليم وبإمكانيات شحيحة على توفير الحد الأدنى من البيئة اللازمة لتحسين أوضاع ذوي الإعاقة السمعية من خلال تنظيم أيام ترفيهية تشمل أنشطة الرسم والتلوين والمسرح.
كما يستخدم متخصصون لغة الإشارة لتوعية النازحين وتجنيبهم التعرض لللدغات العقارب والثعابين و نواقل الأمراض والذباب والباعوض وبقية الآفات المنتشرة بكثرة في مراكز الإيواء.
ومنذ الأيام الأولى من اندلاع القتال تعرضت المؤسسات المخصصة لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بما فيهم المصابين بإعاقات سمعية وبصرية وغيرها إلى دمار هائل بسبب وقوع معظمها في وسط الخرطوم حيث يشتد القتال.
وإضافة إلى الخدمات المباشرة التي تقدمها لذوي الاحتياجات الخاصة؛ كانت تلك المؤسسات تشكل مركزا لتخريج وتدريب الكوادر اللازمة لتسيير العمل في المراكز الفرعية المنتشرة في الأقاليم، وإمدادها بالمعينات التعليمية والحياتية من خلال التنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية؛ لكن الأمر تغير تماما بعد الدمار الذي لحق بها خلال الحرب.
سكاي نيوز عربية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الاحتیاجات الخاصة
إقرأ أيضاً:
مفوض الأمن بالاتحاد الأفريقي :نشر البعثة في السودان مرتبط بوقف القتال
قال مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، بانكول أديوي، إن الاتحاد لا يغير موقفه الرافض للانقلابات العسكرية في القارة، بما في ذلك الانقلاب العسكري الذي وقع في السودان عام 2021.
وفي مؤتمر صحفي عقد بمقر الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الأربعاء، تناول المسؤول الأفريقي الوضع في منطقة الساحل، وخطر الجماعات الإرهابية، والصراعات الجارية في السودان، والكونغو، ومنطقة البحيرات الكبرى.
وشدد أديوي على أن الاتحاد الأفريقي يتبنى موقفًا حازمًا ضد الانقلابات في القارة، بما يشمل السودان ومالي وبوركينا فاسو، قائلاً: “موقف الاتحاد الأفريقي ثابت، وهو عدم التسامح مطلقًا مع الانقلابات غير الدستورية في القارة”.
وأضاف أن الأولوية العاجلة في السودان تتمثل في وقف إطلاق النار، يليه تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأفريقي يعمل بالتنسيق مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد) والأمم المتحدة، للوصول إلى حل عملي للأزمة.
بعثة الاتحاد الأفريقي في السودان
وأكد أن نشر بعثة الاتحاد الأفريقي في السودان يخضع لتفويض مجلس السلم والأمن، مشيرًا إلى أن توقيت نشرها يعتمد على تحقيق وقف إطلاق نار دائم يلتزم به جميع الأطراف المتحاربة.
وقال أديوي: “ندفع أيضًا نحو مبادرة محددة تتمثل في الحوار السياسي، ونرى أن الحل العسكري للأزمة لا يمكن تحقيقه دون مشاركة الأطراف المدنية والسياسية الفاعلة”.
وأشار المفوض إلى أن الاتحاد الأفريقي يتمسك بمبادئ الديمقراطية والحكم الرشيد كأساس لرؤية مستقبل السودان، مشددًا على أهمية بناء سودان جديد يعيش بسلام مع نفسه ومع جيرانه.
التدخلات الخارجية المستمرة في القارةكما دان أديوي التدخلات الخارجية المستمرة في القارة، لا سيما في السودان وليبيا، وأشار إلى الجهود التي يبذلها الاتحاد الأفريقي لمواجهة استخدام المرتزقة في تلك البلدان.
وختم بالقول إن المفوضية تركز على معالجة القضايا المحورية في السودان، مثل تحقيق التوازن بين المركز والهامش، وضمان حقوق المجموعات المهمشة، والحيلولة دون وقوع تطهير عرقي، مع ضمان إيصال المساعدات الإنسانية. وأكد أهمية التنسيق بين الأطراف المختلفة لمعالجة التدخلات الخارجية كعامل رئيسي في الأزمة السودانية.