عندما اشتد القتال حول حي الامتداد  جنوبي الخرطوم في اليوم الثامن من اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم في منتصف |أبريل؛ وجد سعيد نفسه راكضا مع عدد من أفراد أسرته وجيرانه نحو مكان مجهول يحتمون به من الرصاص.

ورغم ان سعيد المولود بإعاقة سمعية لم يكن يسمع صراخ الراكضين معه، إلا أنه كان مرعوبا من مشهد الهلع والدخان المتصاعد في كل مكان.

الآن وبعد نحو 180 يوما من القتال يعيش سعيد في مدرسة متآكلة البنيان في أحد الأحياء الشمالية من مدينة ود مدني بوسط البلاد والتي فر إليها مئات الآلاف  من القتال خلال الأشهر الست الماضية.

تفتقد المدرسة التي يعيش فيها سعيد إلى أبسط مقومات المبيت ويوجد بها 7 حمامات فقط يستخدمها اكثر من 300 شخص من لجأوا إلى المدرسة؛ لكن ذلك ليس الشيء الوحيد الذي يؤرق سعيد البالغ من العمر 11 عاما؛ فهو يفتقد إلى الأجهزة والمعينات التي كانت تخفف عليه وحشته السمعية بعد أن تركها وراؤه في بيته في الخرطوم.

 لكن رغم المعاناة الكبيرة؛ يعد سعيد واحدا من القليلين من الذين وجدوا مكان يأويهم في ظل الضبابية الكبيرة التي تحيط بمصير الكثير من أقرانه من الذين فقدوا التواصل مع دور الرعاية التي كانت تساعد نحو 100 ألف مصاب بإعاقة بصرية في السودان؛ في ظل وجود الآلاف من المنسيين وسط الرصاص في الخرطوم أو الذين افتقدوا المساعدة اللازمة في مناطق البلاد الأخرى.

وفي الواقع؛ يعيش المئات من الصم والمصابين بالإعاقة السمعية أوضاعا مأساوية في مناطق النزوح في مختلف أنحاء السودان في ظل نقص كبير في الاحتياجات الخاصة التي تعينهم في حياتهم.

ووفقا للناشط الطوعي والأمين العام السابق لاتحاد الصم السوداني الأمين بابكر، فإن ذوي الاعاقة السمعية يعانون أكثر من غيرهم من النازحين بسبب الضغوط النفسية وافتقاد حقوقهم التي نصت عليها المواثيق الدولية والمحلية.

ويقول بابكر لموقع سكاي نيوز عربية إن آلة الحرب حصدت عدد كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة والكوادر التي تعينهم.

 ويشير بابكر إلى ان الكثير من النازحين من ذوي الإعاقة السمعية فقدوا مصدر دخلهم إذ تأثرت انشطتهم بالحرب؛ وأصبح الكثير منهم خصوصا أولئك الذين كانوا يعيلون أسرهم الفقيرة يواجهون خطر الجوع وانعدام الرعاية الصحية والدعم المعنوي والمادي الذي كانوا يسيرون به حياتهم وأنشطتهم قبل الحرب التي أوقفت الجزء الأكبر من أنشطة دور الرعاية.

 ولإخراجهم من الحالة النفسية السيئة التي يعيشونها بسبب أهوال الحرب التي مرت عليهم قبل نزوحهم؛ يعمل القليل من المراكز المتخصصة في الأقاليم وبإمكانيات شحيحة على توفير الحد الأدنى من البيئة اللازمة لتحسين أوضاع ذوي الإعاقة السمعية من خلال تنظيم أيام ترفيهية تشمل أنشطة الرسم والتلوين والمسرح.

كما يستخدم متخصصون لغة الإشارة لتوعية النازحين وتجنيبهم التعرض لللدغات العقارب والثعابين و نواقل الأمراض والذباب والباعوض وبقية الآفات المنتشرة بكثرة في مراكز الإيواء.

 ومنذ الأيام الأولى من اندلاع القتال تعرضت المؤسسات المخصصة لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بما فيهم المصابين بإعاقات سمعية وبصرية وغيرها إلى دمار هائل بسبب وقوع معظمها في وسط الخرطوم حيث يشتد القتال.

وإضافة إلى الخدمات المباشرة التي تقدمها لذوي الاحتياجات الخاصة؛ كانت تلك المؤسسات تشكل مركزا لتخريج وتدريب الكوادر اللازمة لتسيير العمل في المراكز الفرعية المنتشرة في الأقاليم، وإمدادها بالمعينات التعليمية والحياتية من خلال التنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية؛ لكن الأمر تغير تماما بعد الدمار الذي لحق بها خلال الحرب.

سكاي نيوز عربية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الاحتیاجات الخاصة

إقرأ أيضاً:

مناشدة الى طرفي القتال في السودان ونصيحة

مناشدة الى طرفي القتال في السودان ونصيحة : (ارفعا ايديكما عن السلاح واجعلا من شهر شعبان تمرين روحي جاد لتدخلا به إلي شهر رمضان المبارك ، شهر جني الثمار التي وضعت بذرتها في رجب وتتم سقيتها في هذه الأيام فلا تضيعوا الفرصة والوقت يمضي سريعا !!..

الشيء المؤسف والذي يدعو إلى الحزن والاسي أن الطرفين المتحاربين مسلمين ويرفع كل منهما السلاح في وجه أخيه والقتال بينهما مستحر مثل اللهب ويهللان ويكبران بأصوات داوية كلما أوقع أحدهما خسائر فادحة في الاخر والضحايا من المواطنين الأبرياء يفوق عددهم أضعاف أضعاف القتلي والمصابين من الجند في هذا الطرف أو ذاك !!..
كلنا نذكر الحرب العراقية الإيرانية وقد كانت مدمرة بمعني الكلمة ... هل كانت هذه الحرب اللعينة تدور بين مسلم وكافر ام بين مسلم ومسلم وفي هذه الحالة هل تمعنت الأمة الإسلامية في كتابها المنزل علي سيد الرسل والأنبياء سيدنا محمد عليه افضل الصلاه واتم التسليم وفيه العلاج الناجع لمثل هذه الأزمة أو الفتنة وكان وبمقتضي الآيات الكريمة التي تشير إلى الحل أن تتدخل الأمة وتمنع تدهور الوضع وإذا بغت طائفة علي الأخري ورفضت الرجوع الي الحق ففي هذه الحالة يمكن للأمة أن تحارب الطائفة الباغية حتي تفيء الي أمر الله سبحانه وتعالي .
وعجزت الأمة الإسلامية عن تدارك هذا الإشكال الضخم في حياة المسلمين واستلم المهمة أهل المكر والدهاء من الكفرة الصليبيين ووجدوا فرصتهم وصارت لهم الدول العربية تبعا ومن يومها بدأ الانفراد ببلادنا العربية والمسلمة الواحدة تلو الأخري وفي حرب غزة تمت نكبة جديدة بالفلسطينيين وفي السودان تحولت بلادنا الحبيبة الي لا دولة يتدفق إليها السلاح من اين ؟! لا ندري والحرب كل فجر يوم جديد تزداد شراسة والضحية المواطن والعالم يتفرج علينا وكأننا سيرك هندي أو مسرح للعبث واللامعقول والدول العربية والإسلامية منها من شارك في اذيتنا بكل برودة اعصاب ويضحكون علينا بكراتين الإغاثة التي لا تصل وبوابل من الادانات والشجب التي ليس من ورائها طائل وهكذا الأمة العربية والإسلامية والعالم ادمنوا الفرجة علينا ونحن في أشد حالات الضعف تنكر لنا الأصدقاء والجيران قبل الأعداء .
قبل أن يطل علينا شهر رمضان المبارك وقد بدأت ملامحه بقدوم شهر شعبان هذا الشهر الذي ينبغي علي كل مسلم أن ينظف فيه قلبه من الشحناء وان يملأه باوكسحين التوبة ويزيل منه السواد والغل والحسد وان ينظفه تماما من أي أسباب للشرك وان يتمرن بقوة لشهر رمضان المبارك شهر جني الثمار والجوائز وان يكثر من عمل الخيرات ويترك المنكرات ويكثر من الصوم فيه ويكثر من تلاوة القرآن الكريم ويتصدق ويترك لهذه البذرة التي ضمتها تربة شهر رجب أن تأخذ حظها من الري في شعبان لتعطي ثمارها في شهر التوبة والغفران .
وعليه نناشد وننصح الطرفين المتقاتلين أن يهللا ويكبرا بحق وحقيق وفي وقار وخشوع وان يكفا فورا عن مقاتلة بعضهما البعض ما داما معا يشهدان بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ونبارك لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها حلول شهر شعبان حيث يبدأ العمل الجاد استعدادا لشهر رمضان شهر التراويح والذكر والتسبيح وشهر المساكين .
ايها المتحاربان اوقفا هذا العبث وثوبا الي رشدكما وانتما الاثنان تدينان بدين الإسلام الخالد والذي يدعو إلي التسامح والحكمة والموعظة الحسنة !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • عبدالمنعم سعيد يكشف أبرز التحديات التي تواجه الحكومة.. وهذه حقيقة مشروع التوريث - (حوار)
  • هل انقلبت موازين القوى في حرب السودان؟
  • طيران الشرطة ينقل الإعلاميين لولاية الخرطوم لتوثيق آثار الخراب والدمار لحرب المليشيا المتمردة
  • جامعة الخرطوم تستأنف مسيرة العطاء
  • مناشدة الى طرفي القتال في السودان ونصيحة
  • الفيلم السوداني «الخرطوم» يشارك في مهرجانين بأمريكا وألمانيا 
  • الفيلم السوداني ( الخرطوم ) يشارك في مهرجانين بامريكا وألمانيا 
  • مناقشة الصُّعوبات التي تُواجه الطلاب «ذوِي الإعاقة» خلال الامتحانات
  • في حواره مع “التغيير ” (2).. أسامة سعيد: سننازع بورتسودان في الشرعية والموارد
  • بين الوحدة والانقسام: موقف بعض قيادات “تقدم” من حكومة سلام ووحدة مقرها الخرطوم