اسرائيل تتحضر لعملية برية وشيكة والفلسطينيون يواصلون الفرار إلى جنوب القطاع
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
القدس المحتلة - تواصل إسرائيل اليوم الأحد استعداداتها لهجوم بري وشيك على قطاع غزة، بعد أن أمهلت سكان شمال القطاع وقتا إضافيا السبت لإخلاء المنطقة، بعد أكثر من أسبوع على هجوم حماس غير المسبوق على أراضيها.
وتردّ إسرائيل على الهجوم الذي نفذته في السابع من تشرين الأول/أكتوبر حركة حماس انطلاقا من قطاع غزة، بقصف مكثف لهذه المنطقة، بينما تواصل حماس إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
واستحالت أحياء كاملة في مدينة غزة إلى أنقاض، وتكتظ المستشفيات بآلاف الجرحى في القطاع المحاصر، مع مخاوف من تدهور إضافي في الوضع.
وقُتل أكثر من 1300 شخص معظمهم من المدنيين وبينهم أطفال في إسرائيل منذ بدء العملية التي شكّلت صدمة للإسرائيليين. واحتجز خلال العملية قرابة 150 شخصا قالت السلطات الإسرائيلية إنه تم تحديد هوية 120 منهم، وإنها عثرت على جثث بعضهم خلال عمليات توغل في قطاع غزة. بينما ذكرت حركة حماس أن 22 من الأسرى قتلوا في قصف إسرائيلي.
وقتل أكثر من 2300 شخص بينهم أكثر من 700 طفل في قطاع غزة وجرح أكثر من 9000، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن مركز عمليات حماس التي تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل منظمة إرهابية، يقع في مدينة غزة شمال القطاع.
وتمهيدا لهجوم بري، دعا الجمعة المدنيين في شمال القطاع - أي 1,1 مليون من 2,4 مليون نسمة هو عدد سكان القطاع -، إلى الانتقال إلى الجنوب، وحثهم السبت على عدم الإبطاء.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت استمرار الحرب على قطاع غزة.
وقال، وفق ما أظهر شريط فيديو تمّ تصويره السبت خلال تفقده جنودا على الحدود مع غزة، "هل أنتم مستعدون لما هو آت؟ سيأتي المزيد".
وضع "كارثي"
وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن نتانياهو بأن الولايات المتحدة تعمل مع الأمم المتحدة ودول في الشرق الأوسط "لضمان حصول المدنيين الأبرياء على الماء والغذاء والرعاية الطبية".
وأكد للرئيس الفلسطيني محمود عباس "دعمه الكامل" لجهوده الرامية إلى تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين "خاصة في غزة".
ونزح عشرات آلاف الفلسطينيين خلال الساعات الماضية من مدينة غزة في اتجاه جنوب القطاع. وأفاد صحافيون في وكالة فرانس برس أن عددا كبيرا منهم وصل إلى منطقة رفح المحاذية للحدود المصرية، ويحاولون إيجاد ملجأ وأماكن إقامة.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية السبت أن "لا هجرة من قطاع غزة"، واصفا الهجوم الذي نفذته حركة حماس قبل أسبوع ضد إسرائيل ب"الضربة الاستراتيجية".
وقال هنية في كلمة متلفزة "أهل غزة متجذرون في أرضهم، لن يخرجوا من غزة لن يهاجروا مهما فعلتم أيها القتلة، أيها المجرمون". وأضاف "لا هجرة من الضفة لا هجرة من غزة إلى مصر".
وخصّصت إسرائيل ممرين آمنين لعبور سكان شمال القطاع باتجاه جنوبه، الأول قرب ساحل غزة والثاني عبر وسط القطاع الفلسطيني الذي يبلغ طوله 40 كيلومترا.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إيصال مساعدات إنسانية "فورية" إلى القطاع الفقير الخاضع لحصار إسرائيلي منذ أكثر من 15 عاما تم تشديده مع بدء الحرب.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية مساء السبت من أن الإخلاء القسري لأكثر من ألفي مريض إلى منشآت مكتظة في جنوب غزة سيكون بمثابة "عقوبة إعدام". وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إن "البنى الصحية بلغت أقصى طاقتها وغير قادرة على استيعاب الزيادة الكبيرة في عدد المرضى".
وتسود الفوضى وشعور بالرعب في قطاع غزة مع إقدام كثيرين على التوجه إلى الجنوب.
ويقول جمعة ناصر (40 عاما) الذي قدم من بيت لاهيا في شمال القطاع برفقة زوجته ووالدته وأولاده السبعة الى منطقة رفح، "الوضع مصيبة. لا أكل ولا نوم. لا نعرف ماذا نفعل. سلّمت أمري لله. الموت والحياة بيد الله".
وفرضت إسرائيل "حصارا كاملا" على القطاع في أعقاب هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، وأوقفت إمدادات الكهرباء والمياه والوقود.
وقالت الدولة العبرية إن الإمدادات لن تستأنف حتى تطلق حماس سراح جميع الأسرى الذين احتجزهم مسلحوها خلال الهجوم.
ويعيش نحو 2,4 مليون فلسطيني في قطاع غزة الذي كان يخضع أصلا لحصار إسرائيلي خانق منذ تولي حماس السلطة في القطاع الساحلي عام 2007.
عقاب جماعي
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الأعمال الإسرائيلية في غزة بعد هجوم حماس "تتجاوز حدود الدفاع عن النفس"، وعلى الحكومة الإسرائيلية التوقف عن "العقاب الجماعي" لسكان غزة.
وقال الصليب الأحمر في بيان إنّ "الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر رُوِّع جراء مشاهدة البؤس الإنساني خلال الأسبوع الماضي في إسرائيل وغزة".
في الرياض، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد خلال لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الى الضغط على حركة حماس.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن بلينكن أكد "تركيز الولايات المتحدة الثابت على وقف الهجمات الإرهابية التي تشنها حماس وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن ومنع اتساع الصراع".
وأضاف ميلر أن ولي العهد السعودي والوزير الأميركي "أكدا التزامهما المشترك حماية المدنيين وتعزيز الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه".
وعلّقت السعودية محادثات التطبيع مع إسرائيل، وفق ما صرّح مصدر مقرّب من الحكومة السبت، على خلفية القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
"أسف" لمقتل صحافي
في ما يتعلق بالجبهة الشمالية، يتواصل التوتير اليومي.
وأعلنت إسرائيل قبل قليل أنها تشن غارات على لبنان ردا على إطلاق صواريخ مضادة للدبابات.
وأعرب متحدث باسم الجيش الإسرائيلي السبت عن "أسفه الشديد" لمقتل صحافي في وكالة رويترز خلال تبادل إطلاق نار الجمعة بين حزب الله وإسرائيل، تلى عملية تسلل من الجانب اللبناني.
وردّ ريتشارد هيخت عندما سئل عن مقتل الصحافي في رويترز الجمعة "نأسف بشدة لموت الصحافي". وأصيب في الحادثة أيضا ستة صحافيين آخرين بينهم المصوران في وكالة فرانس برس كريستينا عاصي وديلان كولنز. لكن الجيش الإسرائيلي لم يقرّ بمسؤوليته عن الحادثة.
وأكد الجيش اللبناني السبت أن قذيفة صاروخية إسرائيلية قتلت الصحافي بعدما أصابت سيارة مدنية تابعة لفريق عمل إعلامي. وذكر الصحافيون الذين نجوا وكانوا في المكان ان مصدر القصف كان من الجهة الإسرائيلية.
وأعلن حزب الله اللبناني السبت استهداف مواقع إسرائيلية بـ"صواريخ موجهة وقذائف هاون" في منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها على وقع توتر مستمر بين الطرفين منذ بدء هجوم حماس.
وكشف الحزب السبت عن مقتل أحد عناصره في جنوب لبنان بنيران إسرائيلية.
كما قُتل مدنيان لبنانيان في قصف إسرائيلي استهدف قرية شبعا الجنوبية السبت، وفق ما أفاد رئيس بلديتها محمد حرب فرانس برس.
وتبنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان الأحد عمليتي تسلل السبت والأحد نفذتا من لبنان نحو إسرائيل، وأعلنت أن ثلاثة من مقاتليها قتلوا بعدما تمكنوا من "النفاذ داخل" إسرائيل.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: شمال القطاع فی قطاع غزة حرکة حماس أکثر من
إقرأ أيضاً:
تعديلات لبنانية للمقترح الأميركي وحديث إسرائيلي عن تسوية وشيكة
قال مسؤول لبناني كبير اليوم الخميس إن لبنان يسعى إلى إدخال تعديلات على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، في حين قال مصدر إسرائيلي إن التقديرات تشير إلى إمكانية التوصل إلى تسوية في غضون أسبوعين.
وذكر المسؤول اللبناني لرويترز أن "الطرف اللبناني يشدد على ضرورة الانسحاب فور إعلان وقف إطلاق النار لكي يتسنى للجيش اللبناني الانتشار في كل المناطق، ولكي يسمح للنازحين بالعودة فورا، وإدخال صياغة في الاقتراح من شأنها أن تحافظ على حق الجانبين "في الدفاع عن النفس".
وأضاف أن موقف إسرائيل هو الانسحاب في غضون 60 يوما من إعلان الهدنة، في حين يعمل الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين على إبرام اتفاق خلال الشهرين الأخيرين لإدارة الرئيس جو بايدن.
وقال المسؤول اللبناني إن مسودة الاتفاق الحالية تشير إلى الانسحاب من "حدود لبنانية" في حين يريد لبنان الإشارة إلى "الحدود اللبنانية" على وجه التحديد لضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من الحدود بالكامل وليس بصورة جزئية.
وأوردت رويترز أن مسؤولين لبنانيين طلبوا التعديلات خلال اجتماعات مع الوسيط هوكشتاين في بيروت هذا الأسبوع.
وتشير التعديلات التي يسعى لبنان لإدخالها إلى أن هوكستين لا يزال يتعين عليه بذل جهود من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار الذي قال إنه "في متناول أيدينا" خلال زيارة إلى بيروت الثلاثاء الماضي.
أسابيع قليلة
وقد نقلت صحيفة معاريف عن مصدر سياسي إسرائيلي أن هناك تقدما كبيرا آخر أحرز بعد زيارة هوكشتاين وأن الفجوات ضاقت لإحراز تسوية على جبهة لبنان، وسط تقديرات بحدوث ذلك في غضون أسابيع وربما أسبوعين.
وأضاف أن "هناك رغبة واضحة" لدى الأطراف في التوصل إلى اتفاق وأن هناك آلية تنفيذ قوية، لكنه أشار إلى أن ذلك يأتي في إطار تسوية "ستحتفظ" معها إسرائيل بحرية العمل في لبنان.
وكانت السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون قدمت الخميس الماضي إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري خطة من 13 نقطة تنص على هدنة لمدة 60 يوما ونشر الجيش في جنوب لبنان.
وفي خطاب مسجل تم بثه الأربعاء قال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم: "لا يمكن أن تهزمنا إسرائيل وتفرض شروطها علينا"، مضيفا أن الحزب يفاوض من أجل "وقف العدوان بشكل كامل وشامل" في لبنان.
ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، وصل هوكستين إلى إسرائيل مساء الأربعاء والتقى وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وكان نتنياهو قد شدد الاثنين الماضي على أن إسرائيل ستنفذ ما سماه عمليات عسكرية ضد حزب الله حتى في حال التوصل إلى هدنة، وذلك في ظل الغارات الإسرائيلية على مناطق لبنانية عدة، في حين يرد حزب الله بقصف مواقع للاحتلال ومستوطنات.