"وضعت المقاومة نصب أعينها كل السيناريوهات المحتملة في الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وبإمكانها الاعلان عن ساعة الصفر في حال استمرار العدوان على غزة"، هذا ما أكده وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس السبت في السفارة الإيرانية في بيروت.   ومع ذلك ثمة من يعتبر أن خطر اندلاع حرب شاملة يتراجع، وأن هناك اتصالات دبلوماسية تجري من أجل وقف اطلاق النار تمهيدا لتبادل الأسرى ووصول المساعدات إلى القطاع، وبالتالي يمكن القول وفق مصادر مطلعة على الأجواء الدبلوماسية أن المفاوضات التي ستحصل ستكون إسرائيل بعيدة عنها وسط معلومات ان القرار سيعود إلى الولايات المتحدة التي لا تريد فتح الجبهات وأن حاملة طائراتها ليست الا رسالة ردع.

  كان الغرض من زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان إلى لبنان الاطلاع على آخر التطورات الميدانية والسياسية للحرب والتشاور بشأن السيطرة عليها. ومن ناحية أخرى، تريد إيران، بحسب ما يؤكد مدير قسم الدراسات اللبنانية في مركز دراسات الشرق الاوسط في طهران الباحث الايراني محمد خواجوئي، لـ"لبنان24" بعث رسائل تحذيرية لإسرائيل تردعها من الدخول إلى غزة عن طريق البر. فبعد الضربات التي وجهتها إسرائيل للمقاومة الفلسطينية خلال الأسبوع الماضي،حاول وزير الخارجية الإيراني إظهار تماسك المقاومة والتأكيد على أن المبادرة في يدها.فعقب عملية طوفان الأقصى،شعرت إيران أن المقاومة في المنطقة قد وصلت إلى إنجاز مهم. وهي الان قلقة من فقدان هذا الإنجاز، وتتوجس من توسع الحرب، لكنها قد تنخرط وحلفاؤها أكثر فيها إذا دفعت لذلك. وبحسب خواجوئي، فقد اتخذ حزب الله نهجا حذرا منذ بدء عملية طوفان الأقصى. وتهدف سياساته في الجنوب إلى تأجيج الحدود مع إسرائيل لمنعها من التركيز على الحرب مع غزة. وفي الوقت نفسه، فإن الحزب يبدي حذرا من حرب شاملة. والحقيقة تؤكد أن قوة الطرفين جعلتهما يمتنعان عن الدخول في مواجهة مفتوحة. لكن الظروف قد تتغير. فدخول إسرائيل البري إلى غزة سوف يؤدي إلى تفاقم الاشتباكات والتوترات في المناطق الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة. فحزب الله يعتبر نفسه جزءا من محور المقاومة ولا يمكن أن يكون غير مبال بالمقاومة الفلسطينية. فإذا دخلت إسرائيل إلى غزة بشكل شامل وكانت المقاومة الفلسطينية معرضة لخطر القضاء عليها، فإن حزب الله سيزيد من أعماله ضد إسرائيل. وبطبيعة الحال، سيحدث هذا تدريجيا، فلا يمكن لإيران أن تبقى مع حلفائها صامتين. لكن الواقع يشير إلى أن دخول حزب الله في هذه الحرب يشكل مخاطرة كبيرة.   لقد زار عبد اللهيان الدوحة بعد بيروت، ومرد ذلك بحسب خواجوئي، أن قطر تعتبر وسيطا بين إيران وأميركا، خاصة وأن وزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن كان قد تشاور مؤخرًا مع السلطات القطرية. كما تواصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي هاتفيا مع كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأمير قطر الشیخ تمیم بن حمد آل ثاني بشكل منفصل من أجل إيجاد حل للنزاع ووقف الأعمال العدوانية ضد الفلسطينيين.   وكان رئيس الوزراء القطري، ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اكد بعد لقائه عبد اللهيان ضرورة وقف فوري لإطلاق النار بغزة، وحماية المدنيين وإطلاق سراح الأسرى"، مشيرا الى "خطورة اتساع رقعة العنف ودائرة النزاع في المنطقة.   ووسط حديث عن أن الحرب الإسرائيلية على غزة والتي تحصل بتنسيق ودعم أميركي تهدف لإنهاء سيطرة حماس على القطاع والقضاء على المقاومة، وتهجيرها عبر معبر رفح، يقول خواجوئي، إن إسرائيل تسعى إلى تحقيق هدفين أقصى وأدنى من عملياتها في غزة؛ فالهدف الأقصى يتمثل بقدرتها على احتلال قطاع غزة بالكامل، وطرد سكانه وتنفيذ عملية تطهير كاملة هناك. أما الهدف الأدنى هو جعل غزة منطقة خالية من الأسلحة، بحيث لا يكون لحماس والجماعات الفلسطينية المسلحة الأخرى وجود عسكري في غزة على شكل اتفاق تضمنه أطراف مثل قطر ومصر. وإذا تحقق هذا الهدف، فإن إسرائيل لن تشعر بالتهديد من غزة. بشكل عام، تواجه إسرائيل، وفق خواجوئي، ثلاثة تحديات لنجاح عملياتها البرية في غزة:   1- كيفية التعامل مع نحو مليوني مدني من سكان غزة وصعوبة نقلهم إلى مناطق أو دول أخرى. 2- كيفية التعامل مع ما تسميهم الميليشيات الفلسطينية خلال طيلة فترة الحرب في الشوارع. 3- كيفية التعامل مع زيادة الصراعات إلى مستويات أخرى بما في ذلك الصراع مع حزب الله في لبنان.  
المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وزیر الخارجیة عبد اللهیان حزب الله

إقرأ أيضاً:

تفاصيل إسرائيلية جديدة بشأن صفقة التبادل.. هذه الثغرات المتبقية

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الأحد، عن تفاصيل إسرائيلية جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، مشيرة إلى أنّه في تل أبيب يتحدثون عن تقديم في المفاوضات، وعن محادثات مستمرة في قطر.

وذكرت الصحيفة أن "الطرفين يرغبان في صفقة، ومع ذلك ما زالت الفجوات في طريق التوصل إلى صفقة تبادل أسرى كبيرة، وكذلك في بعض القضايا"، منوهة إلى أن "حماس أرسلت قائمة بالمطلوبين للإفراج عنهم، وهناك مناقشات حول ذلك، بما في ذلك فرض الفيتو على الإفراج عن بعضهم، وطالبوا بنقل آخرين إلى دول أخرى. لكن إلى جانب ذلك، ورغم التقارير حول هذا الموضوع في الأسبوع الماضي، لم تقدم حماس بعد قائمة بأسماء الأسرى الأحياء الذين تحتفظ بهم".

الثغرة الأساسية
وتابعت: "إحدى القضايا الرئيسية هي مسألة وقف الحرب. في مقابلة نُشرت أول أمس في وول ستريت جورنال، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه لن يوافق على صفقة تبادل أسرى تنهي الحرب مع حماس"، مؤكدة أن أهالي الأسرى الإسرائيليين استنكروا هذه التصريحات.

ولفتت الصحيفة إلى أن "هناك خشية بين العاملين في القضية من أن تصريحات نتنياهو قد تعرقل المفاوضات، حتى وإن كانت قد قيلت سابقًا".



ونوهت إلى أن المرحلة الأولى من الصفقة ستشمل إطلاق سراح 250 أسيرا فلسطينيا، مضيفة أن "إسرائيل قدمت قائمة تضم 34 أسيرًا تطالب بالإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة - بما في ذلك 11 أسيرًا لا يلبون معايير هذه المرحلة. وقد وافقت حماس على إطلاق سراح من تطلب إسرائيل عودتهم في المرحلة الأولى بشرط أن يُعطوا تعويضًا خاصًا".

قبول صفقة صغيرة
وأوضحت أن "المرحلة الأولى من خطة صفقة تبادل الأسرى لن تشمل في كل الأحوال انسحابًا كاملاً للجيش الإسرائيلي، لكن حماس مع ذلك تصر على ضمانات لوقف الحرب. إذا استمرت الصفقة إلى المرحلة الثانية - التي تعني وفقًا للخطة الأصلية من مايو الماضي انتهاء الحرب - فسيتم إطلاق سراح أسرى من الذكور والشباب والجنود. في المرحلة الثالثة، وفقًا للخطة الأصلية، يجب أن يتم إطلاق سراح الجثث".

وبحسب "يديعوت"، الإصرار الإسرائيلي على إنهاء حكم حماس في غزة، كما أبرز نتنياهو في المقابلة التي أُجريت معه مساء أمس، قد يضع علامة استفهام حول موافقة حماس على قبول صفقة صغيرة، مع العلم أن إسرائيل قد تعود إلى القتال بعد المرحلة الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل إسرائيلية إضافية بشأن صفقة التبادل.. هذه الثغرات المتبقية
  • تفاصيل إسرائيلية جديدة بشأن صفقة التبادل.. هذه الثغرات المتبقية
  • نتنياهو يتحدث عن قرارات "النصر" ووضع إيران وما حدث بسوريا
  • المقاومة بالسكاكين.. الفصائل الفلسطينية تفاجئ الاحتلال بعمليات نوعية مؤلمة
  • الحرب بالنقاط
  • عائلات المحتجزين بغزة: إنهاء الحرب ليس إخفاقا والأهم عودة أبنائنا
  • في رسالة لذوي الأسرى.. القسام تنشر صورة نجل نتنياهو على شواطئ ميامي
  • حماس للسلطة الفلسطينية: سلاح المقاومة موجه للاحتلال أوقفوا التصعيد الأمني في جنين
  • حماس والجهاد والجبهة الشعبية.. تفاصيل الاجتماع الثلاثي للفصائل الفلسطينية في القاهرة
  • أول تعليق من حماس بشأن إحراق المستوطنين أحد المساجد في قرية مردا