9 أيام من الجحيم.. طوفان الأقصى أسقط هيبة إسرائيل وحطم السيوف الحديدية
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
9 أيام من الجحيم أعقبت عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها الفصائل الفلسطينية السبت الماضي داخل إسرائيل ردا على الاعتداءات المتكررة من قبل قوات وشرطة دولة الاحتلال والمستوطنين بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشريف .
طوفان الأقصىعملية طوفان الأقصى العملية بدأت عبر هجوم صاروخي واسع النطاق شنته فصائل المقاومة الفلسطينية، ووجهت آلاف الصواريخ صوب المستوطنات الإسرائيلية من ديمونا في الجنوب إلى هود هشارون في الشمال والقدس في الشرق، وتزامن مع إطلاق هذه الصواريخ اقتحام بري من المُقاومين عبر السيارات رباعية الدفع والدراجات النارية والطائرات الشراعية وغيرها للبلدات المتاخمة للقطاع، والتي تُعرف باسم غلاف غزة.
وسيطرت عناصر المقاومة الفلسطينية على عدد كبير من المواقع العسكرية داخل البلدات القريبة من قطاع غزة ومنها: سديروت، ووصلوا أوفاكيم، واقتحموا نتيفوت، وخاضوا اشتباكات عنيفة في المستوطنات الثلاثة وفي مستوطنات أخرى، كما أسروا عددا من الجنود واقتادوهم لغزة فضلا عن اغتنامِ مجموعة من الآليات العسكرية الإسرائيليَّة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استعادته السيطرة على جميع البلدات التي استولت عليها فصائل المقاومة الفلسطينية في غلاف قطاع غزة مع استمرار بعض المناوشات المُتفرقة، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بدء الحصار الشامل على غزة.
لم يتوقف القصف الصاروخي على قطاع غزة، وما زالت العملية تصدم إسرائيل، ما دفع الحكومة الإسرائيلية المصغرة لإعلان "الدخول رسميا في حالة الحرب".
جيش الاحتلال يعلن مقتل 286 من عناصره بعد عملية طوفان الأقصى نجاة عبد الرحمن تكتب: طوفان الأقصى والسيوف الحديديةوتتواصل الاشتباكات في مواقع ومستوطنات إسرائيلية على عملية طوفان الأقصى في وقت يشن فيه جيش الاحتلال غارات قال إنها الأعنف منذ سنوات على مختلف مناطق قطاع غزة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق ما يسمى بعملية "السيوف الحديدية" شن خلالها غارات همجية على الاهالي العزل في قطاع غزة ردا على عملية "طوفان الأقصى" للمقاومة الفلسطينية.
ويتعرض قطاع غزة لغارات جوية عنيفة من الطائرات الحربية الصهيونية بشكل همجي غير مسبوق، دمرت جراءها أبراج سكنية ومنازل مدنية إلى جانب المقرات الحكومية والمؤسساتية التعليمية.
وكان وزير أمن الاحتلال، يوآف غالانت، أصدر قرارا بفرض حصار كامل على قطاع غزة، بما يشمل منع الغذاء وقطع الكهرباء والوقود عن القطاع، فيما زعم المتحدث باسم الجيش، دانيال هغاري، استعادة السيطرة على المستوطنات في محيط قطاع غزة، مشيرا إلى أنه "من المحتمل أن يكون ما زال هناك مسلحون في المنطقة".
يوآف غالانتحماس توجه ضربة كبيرةووجهت كتائب الشهيد عز الدين القسام ضربة صاروخية كبيرة بمئات الصواريخ، على مدينة عسقلان المحتلة ردا على جريمة تهجير العدو لأهلنا وإجبارهم على النزوح من منازلهم في عدة مناطق من قطاع غزة.
ومع مواصلة قوات الاحتلال قصفها المكثف والعنيف لعدة مناطق في قطاع غزة من معركة "طوفان الاقصى" التي اعلنتها المقاومة في غزة السبت الماضي.
أكدت وزارة الصحة في غزة أن الادوية والمستهلكات الطبية والوقود على وشك النفاد، وأن المستشفيات في حالة إشغال تام لقدراتها السريرية والجرحى والمرضى باتوا يفترشون الأرض.
وحملت وزارة الصحة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الجرحى والمرضى بسبب إنهاك المنظومة الصحية وإضعاف قدراتها خلال الحصار والعدوان المتواصل على غزة.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أن أكثر من 338 ألف شخص في غزة لجؤوا إلى 88 مدرسة تابعة لها، مضيفة أن الأعداد تتزايد من استمرار الغارات الجوية الصهيونية.
وأشار المركز الفلسطيني للأعلام ان أونروا كانت قد أعلنت أن نصف مليون شخص توقفوا عن تلقي المساعدات الغذائية الحيوية، جراء اضطرارها لإغلاق جميع مراكز توزيع الغذاء البالغ عددها 14.
وشهد أمس السبت وهو اليوم الثامن من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مجازر أودت بحياة عشرات الفلسطينيين في أكثر من منطقة في قطاع غزة المحاصر.
وردا على الاعتداءات والغارات المكثفة على قطاع غزة، أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية عشرات الصواريخ على عدة مدن، من بينها تل أبيب.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت إن قواته تستعد لتنفيذ مجموعة واسعة من خطط العمليات الهجومية، مع تزايد التوقعات باجتياح بري وشيك لقطاع غزة، بعد أسبوع من عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة.
وأعلن الجيش في بيان أن قواته انتشرت في جميع المدن، "مما زاد من استعدادات العمليات للمراحل التالية من الحرب، مع التركيز على العمليات البرية الكبيرة".
وأضاف البيان: "نستعد لتوسيع دائرة الهجوم، تنتشر الكتائب المختلفة وقوات جيش الدفاع في كافة أنحاء البلاد استعدادًا لرفع مستوى الجاهزية، وتمهيدًا للمراحل المقبلة من الحرب، ولا سيما العملية البرية الواسعة".
وتابع: "في الوقت ذاته، يعمل ذراع البر وهيئة الشؤون التكنولوجية واللوجستية على إعداد قوات جيش الدفاع تمهيدًا لتوسيع رقعة القتال".
وكانت القناة 12 الإسرائيلية أفادت بأن جيش الاحتلال جاهز للاجتياح البري، وإنه ينتظر الضوء الأخضر.
وأمام هذه التهديدات، نشرت كتائب القسام مقطعا مصورا بعنوان "هذا ما ينتظركم عند دخولكم غزة"، محذرة قوات الاحتلال من الإقدام على هذه الخطوة.
الصحة في غزة قصف تل أبيب ومدن اخرىمن جهة أخرى، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع نظيره الأميركي جو بايدن، أن "السلام والأمن في منطقتنا يتحقق من خلال تنفيذ حل الدولتين المستند لقرارات الشرعية الدولية".
وشدد عباس على "ضرورة السماح بفتح ممرات إنسانية عاجلة في قطاع غزة، وتوفير المواد الأساسية والمستلزمات الطبية، وإيصال المياه والكهرباء والوقود للمواطنين هناك، والرفض الكامل لتهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة".
ودعا إلى "ضرورة وقف اعتداءات المستوطنين ضد أبناء شعبنا في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، ووقف اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك التي تتسبب بتصعيد الأوضاع".
وأكد الرئيس الفلسطيني رفضه الممارسات التي تتعلق بقتل المدنيين أو التنكيل بهم من الجانبين، داعيًا لإطلاق سراح المدنيين والأسرى والمعتقلين.
وردا على العدوان، أعلنت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت تل أبيب وأسدود وعسقلان ومدنًا أخرى بصواريخ ردًا على المجازر واستهداف المدنيين في قطاع غزة.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام قصف تل أبيب برشقة صاروخية ردًا على مجازر الاحتلال بحق المدنيين في غزة.
ودوت صافرات الإنذار في الجولان السوري المحتل ومنطقة الجليل، وفق ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.
وأفادت القناة 10 الإسرائيلية بأن قذيفة صاروخية انطلقت من الأراضي السورية تم إسقاطها بمنظومة القبة الحديدة.
وكان وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت قد قال: المدنيين الفلسطينيين "الذين يريدون إنقاذ حياتهم" أن يستجيبوا لتحذير إسرائيل بمغادرة مدينة غزة والتوجه إلى جنوب القطاع، وفق وصفه.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق على قطاع غزة منذ بدء الصراع في السابع من أكتوبر الجاري، إلى 2329 قتيلا و9714 جريحا، منذ السبت الماضي.
وأوضحت وزارة الصحة في القطاع إن من بين القتلى ما لا يقل عن 700 طفل و400 امرأة، ومن بين الجرحى أكثر من 2000 طفل و1400 امرأة.
وكانت القوات الإسرائيلية شنت، ليلة الأحد، سلسلة غارات جوية على القطاع، مستهدفة في إحداها مخيم جباليا للاجئين، الأمر الذي أدى إلى مقتل نحو 20 شخصا، بينهم أطفال.
واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي منازل المدنيين في مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ أمس السبت، الأمر الذي نجم عنه مقتل وإصابة العشرات.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة مقتل 300 فلسطيني وإصابة 800 آخرين معظمهم من الأطفال والنساء خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
قصف تل أبيب نقص المياة في غزةوقال المفوض العام للأونروا فيليب لازرايني إن نقص المياه في قطاع غزة اصبح مسألة حياة وموت وأضاف من الضروري أن يتم توصيل الوقود إلى غزة لتوفير المياه لمليوني شخص.
وكشفت الوكالة الأممية في بيان صدر السبت أن الإمدادات الإنسانية إلى غزة لم يسمح لها بالدخول منذ أسبوع.
وأكد البيان أن الناس يُضطرون الآن إلى استخدام مياه غير نظيفة من الآبار وهو ما يزيد من خطورة انتشار الأمراض المنقولة خاصة مع انقطاع الكهرباء الذي ساعد في نقص امدادات المياه.
وأشارت الاونروا أن قاعدة الأمم المتحدة جنوبي قطاع غزة التي نقلت وكالة الأونروا عملياتها إليها ويحتمي بها في الوقت الحالي الآلاف من الفلسطينيين بعد تحذيرات إسرائيل بمغادرة المناطق الشمالية تعاني من نقص المياه.
وأضاف: "في غضون الاثنتي عشرة ساعة الماضية فقط، شُرد مئات آلاف الأشخاص" وتابع البيان "موجة النزوح تتواصل مع تحرك الناس إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة، وقد وصل عدد المشردين خلال أسبوع إلى ما يقرب من مليون شخص".
وشدد المفوض العام للأونروا على الحاجة إلى إدخال شاحنات الوقود إلى غزة بأسرع وقت ممكن لأن عدم إدخالها يعني عدم توفير مياه للشرب واضاف "بدون ذلك سيموت الناس من الجفاف الحاد، ومن بينهم أطفال صغار وكبار في السن ونساء".
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الإجلاء القسري لآلاف المرضى من شمال غزة إلى مؤسسات صحية مكتظة في جنوب القطاع سيكون "بمثابة حكم إعدام".
وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان إنها "تدين بشدة الأوامر الإسرائيلية المتكررة بإخلاء 22 مستشفى تعالج أكثر من 2000 مريض في شمال غزة"، مشددة على أنه بسبب اكتظاظ المؤسسات الصحية في جنوب غزة سيكون الإجلاء "بمثابة حكم إعدام" على المرضى.
وتابعت أن نقل المرضى إلى جنوب غزة "حيث تعمل المرافق الصحية بالفعل بأقصى طاقتها وغير قادرة على استيعاب الارتفاع الكبير في عدد المرضى، قد يكون بمثابة حكم إعدام".
وأكدت المنظمة أن حياة العديد من المرضى المصابين بأمراض خطيرة وحالتهم هشة أصبحت الآن "على المحك".
وأشارت إلى المرضى في العناية المركزة والذين يعتمدون على أجهزة دعم الحياة، والأطفال حديثي الولادة في الحاضنات، والمرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى، والنساء اللاتي يعانين من مضاعفات الحمل.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن هؤلاء وغيرهم "يواجهون جميعا تدهورا وشيكا في حالتهم أو الموت إذا أجبروا على التحرك وانقطعوا عن الرعاية الطبية المنقذة للحياة أثناء إجلائهم".
وتقصف اسرائيل شمال قطاع غزة قبل عملية برية مرجحة في القطاع.
وأضافت المنظمة أن العاملين الصحيين في شمال غزة يواجهون الآن "خيارا مؤلما" بين التخلي عن المرضى المصابين بأمراض خطيرة، أو تعريض حياتهم للخطر من خلال البقاء في المكان، أو تعريض حياة مرضاهم للخطر أثناء محاولتهم نقلهم إلى المستشفيات الجنوبية "التي لا تملك القدرة على استقبالهم".
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن "الغالبية الساحقة من مقدمي الرعاية اختاروا البقاء واحترام قسمهم كمحترفين في مجال الصحة".
وشددت أنه "لا ينبغي للعاملين في مجال الصحة أن يضطروا أبدا إلى اتخاذ مثل هذه الخيارات المستحيلة".
الفلسطينيين حماس أنياب تؤلم إسرائيلوقال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إنه لا شك المشهد يزداد تعقيدا في ظل رغبة حكومة نتنياهو في ان تنتقم مما حدث من المقاومة الفلسطينية وهذه العملية النوعية التي شكلت مشهد جديد في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي نتيجة أن هذه العملية ولأول مرة تكون داخل عمق الأراضي المحتلة الفلسطينية.
وأوضح فارس ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذه العملية أدت الي سقوط الكثير من القتلى من الجانب الإسرائيلي بالإضافة الي قوة حماس على الأرض واظهارها بانها أصبحت لها انياب حقيقية تؤلم الجانب الإسرائيلي، وبالتالي كل هذه المعطيات دفعت الجانب الإسرائيلي للتحرك بشكل كبير باتجاه العمل على تنفيذ عملية انتقامية لحفظ ماء الوجه في الداخل الإسرائيلي على اعتبار ان حكومة نتنياهو تريد حتى قبل هذه الازمة لفترة تريد ان تستمر لأطول فترة ممكنة على حساب الدم الفلسطيني.
أمريكا تبدأ بإجلاء رعاياها من إسرائيل عن طريق البحر بشير عبد الفتاح: مصر وتركيا ستعملان على الحشد للضغط على إسرائيل لوقف العدوانوأكد أنه على الرغم من أن هذه العملية كانت صدمة ورعب للجانب الإسرائيلي الا أن ليس امام حكومة نتنياهو خيارات كثيرة في التعامل مع قطاع غزة، إذا أراد ان يكون هناك عملية بريه لاقتحام هذا القطاع فانه يتسبب خسائر كثيرة للجانب الإسرائيلي.
وأضاف أن هناك ورقه ضغط حقيقية تملكها الأن المقاومة الفلسطينية لان وجود هذا العدد الأسرى الإسرائيليين في يد المقاومة يجعل حكومة نتنياهو مغلولة في التعامل مع المقاومة الفلسطينية.
الدكتور حامد فارسالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: طوفان الأقصى حماس عملية طوفان الأقصى المقاومة الفلسطينية إسرائيل المقاومة الفلسطینیة حکومة نتنیاهو طوفان الأقصى جیش الاحتلال على قطاع غزة هذه العملیة وزارة الصحة قطاع غزة من فی قطاع غزة من قطاع غزة الصحة فی تل أبیب أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
عام من التضامن الأفريقي مع غزة.. زخم متصاعد للقضية الفلسطينية بالقارة السمراء
شكل العام 2024 ذروة التضامن الأفريقي مع غزة والمقاومة، وسط زخم متصاعد للقضية الفلسطينية في القارة السمراء.
ويرى متابعون للشأن الأفريقي أن "طوفان الأقصى" وضع حدا لمساعي "إسرائيل" خلال السنوات الماضية للتغلغل في القارة التي ظلت عصية على التطبيع، "إذ استعادت القضية الفلسطينية حضورها وألقها في القارة الأفريقية منذ طوفان الأقصى، وذلك بعد تراجعات كبيرة خلال العقود الثلاثة الماضية" وفق متابعين.
ومع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة التي يشنها ضد سكان غزة، اتسعت دائرة الاهتمام الأفريقي رسميا وشعبيا بالقضية الفلسطينية، وارتفعت الأصوات في غالبية بلدان القارة، للمطالبة بمحاسبة "إسرائيل" ووقف جريمة حرب الإبادة.
انتصار لغزة والمقاومة
وبالرغم من أن التضامن الإفريقي مع المقاومة الفلسطينية وغزة بدأ منذ الأسابيع الأولى للعدوان الإسرائيلي على القطاع، إلا أن هذا التضامن اتسع بشكل كبير في العام 2024.
وبدأ هذا التضامن حين انتصرت القمة الإفريقية الـ37 لرؤساء وحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، للقضية الفلسطينية عبر طرد الوفد الإسرائيلي الذي حاول التسلل لجلسات القمة.
في المقابل، احتفت القمة التي عقدت في أديس أبابا يوم 19 شباط/ فبراير الماضي، بالوفد الفلسطيني الذي كان يرأسه حينها رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية.
القمة التي طرد فيها الوفد الإسرائيلي وتم الاحتفاء بالوفد الفلسطيني، شهدت مداخلات قوية لعدد من القادة والمسؤولين الأفارقة، وصوفها فيها العدوان الإسرائيلي على غزة بأنه حرب إبادة.
ووصف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي ما تتعرض له غزة بالإبادة الجماعية، وقال إن قرار محكمة العدل الدولية المتعلق بجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل "انتصار لكل الدول المساندة للقضية الفلسطينية".
كما تمحورت مقررات القمة حول الوضع في فلسطين وجاءت داعمة للقضية الفلسطينية ومنددة بجرائم الإبادة التي ترتكبها "إسرائيل".
انتصار أفريقيا للقضية الفلسطينية، كان حاضرا أيضا في اجتماعات الأمم المتحدة، حيث لوحظ أنه وخلال تصويتات الجمعية العمومية للأمم المتحدة للقرارات المتعلقة بحرب الإبادة الصهيونية لوحظ أنه باستثناء حالة أو حالتين من دول صغيرة جدا انحازت بقية الدول الأفريقية للحق الفلسطيني، وكان أحدث تلك التصويتات التصويت للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
احتفاء بحماس
وبعد أشهر من طرد وفد الاحتلال الإسرائيلي من القمة الأفريقي في أديس أبابا، احتفت عدد من دول القارة بوفد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
فقد أدى وفد من حركة يرأسه ممثلها في موريتانيا محمد صبحي أبو صقر، زيارة لعدد من الدول الأفريقية خلال شهر آب/ أغسطس الماضي، قوبلت بترحيب واسع في الدول التي زارها.
وقال أبوصقر في بيان حينها، إن الجهات التي التقاها أجمعت على دعم المقاومة وعلى إدانة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة.
ولفت القيادي بحماس إلى أهمية "مؤازرة جنوب أفريقيا في موقفها المعبر عن الوجدان الأفريقي والضمير الإنساني أمام محكمة العدل الدولية".
وأضاف: "في الوقت الذي خذل فيه القريبون جغرافيا من فلسطين القضية فقد قيّض الله لها من هم قريبون باعتبارات الوجدان والدين وقيم العدل مناصرين ومؤازرين".
وتابع: "عبرت مختلف الجهات المَزورة عن استعدادها لتفعيل أشكال الدعم للقضية، حيث تعهد برلمانيون وأكاديميون بتبني مبادرات لتعزيز التنسيق على مستوى الغرب الأفريقي لدفع الحكومات والشعوب لتحمل مسؤولياتها في الدفاع عن شعب فلسطين".
مظاهرات أسبوعية
وعرفت العديد من بلدان القارة طيلة العام 2024 مظاهرات أسبوعية، منددة بالعدوان الإسرائيلي ومطالبة بوقف حرب الإبادة في غزة.
وانتظمت المظاهرات أسبوعيا في المغرب وموريتانيا، والسنغال، فيما تخرج من حين لآخر مظاهرات مساندة لغزة في العديد من بلدان القارة الأخرى وخصوصا في مالي وغامبيا والجزائر وتونس وجنوب أفريقيا.
ورفعت العديد من المسيرات التي خرجت في بلدان القارة الأفريقية خلال الأشهر الماضية شعارات تطالب بدعم مختلف الدول الأفريقية للدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وساهمت وسائل إعلام أفريقية في نقل ما يحدث في غزة للرأي العام الأفريقي، حيث نقلت حجم الدمار الذي يتعرض له القطاع، وتدمير المستشفيات ومنع وصول المساعدات من المياه والغذاء والدواء.
حملات تبرع ودعوات لطرد سفراء
وبالتوازي مع تنظيم المظاهرات والوقفات الاحتجاجية، نُظمت حملات تبرع لدعم الشعب الفلسطيني وسكان غزة بشكل خاص.
وكان لافتا مبادرات القبائل الموريتانية لدعم المقاومة الفلسطينية، حيث تمكنت القبائل الموريتانية من جمع تبرعات خلال العام 2024 بلغت أكثر من 10 ملايين دولار، فيما تتواصل حملات التبرع هذه.
كما تصاعدت الدعوات في عدد من الدول الغربية لطرد سفراء دولة الاحتلال والدول الداعمة له.
وللمرة الأولى وقعت 19 منظمة سنغالية أغسطس الماضي، بيانا مشتركا دعت فيه الرئيس السنغالي الجديد باسيرو ديوماي افاي، إلى "الطرد الفوري لسفير دولة الإبادة الجماعية الإسرائيلي" من البلاد و"إعادة النظر في كافة الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي".
وطالبت هذه المنظمات الرئيس السنغالي بـ"تعليق العلاقات الدبلوماسية إلى الأبد مع الدولة الصهيونية، دولة الفصل العنصري والإبادة الجماعية والعدوان، كما كان الحال من عام 1973 إلى عام 1992".
ورأت المنظمات السنغالية، أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استطاعت أن تفضح بشكل لاذع أسطورة "التفوق العسكري لجيش الاحتلال، فقد حدد جيش الاحتلال مهلة أقصاها 7 أيام لسحق ومسح حماس إلى الأبد، لكنه لا تزال المقاومة الفلسطينية صامدة رغم مشروع التطهير العرقي والإبادة الجماعية، وكلها جرائم ضد الإنسانية" تضيف المنظمات السنغالية.