شبكة انباء العراق:
2024-09-18@06:29:36 GMT

لماذا في نادي الصيد وليس في (مدينة الثورة)

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

بقلم: فالح حسون الدراجي ..

أقام نادي الصيد العراقي، حـفلا تـأبينيا للشاعر كـريم الـعراقي بــمناسبة اربــعينيته، حضره عدد كبير من الجمهور العراقي المتنوع .. وقد جاءت هذه الالتفاتة من نادي الصيد – وهي ليست جديدة على هذا النادي- بمبادرة من الدكتور حسنين معلة رئيس مجلس ادارة نادي الصيد، والسيدة سناء وتوت عضو مجلس الإدارة .

. وقد تحدث في هذا الإستذكار المميز، كل من الزميل رحيم العراقي- شقيق الشاعر الراحل. كما تحدث الشاعر حميد قاسم، والزميل علاء الماجد، والباحث عادل العرداوي، وقد حاول المتحدثون أن يختصروا طول وعرض مساحات الحب المشتركة بينهم وبين كريم، بما يسمح به الوقت، وبما أسعفتهم به ذاكراتهم المعطرة باريج الوفاء المصحوب بألم وحزن فقد هذا العزيز .. كما كان للموسيقار علي خصاف، والأوكسترا، والأصوات الجميلة التي أدت بعضاً من الأغنيات التي كتبها كريم، حضور مميز في هذا الحفل النبيل.. فشكراً لإدارة نادي الصيد، وشكراً لكل من حضر وشارك في حفل الوفاء واحداً واحدا.

لقد شكرت نادي الصيد، وأعضاءه وجمهوره، ليس فقط لأنه بذل وقتاً ثميناً، وجهداً كبيراً دون شك، إنما لأن هذا النادي لعب دوراً ثقافياً واجتماعياً عبر هذا الحفل التأبيني، لم تلعبه مؤسسات الدولة الرسمية، ولا منتديات الثقافة والفنون أو الدوائر التربوية والاجتماعية المعنية .. باعتبار أن كريم العراقي كان واحداً من أبرز صناع الثقافة والوعي والجمال في العراق، ولا يمكن قطعاً انكار دوره ومنجزه الممتد لأكثر من نصف قرن. فهو لم يكن بقالاً من بقالي البصرة – مع احترامي للبقالين – ولا عابر سبيل، مرّ في حياتنا ومضى، كما مضى غيره، حتى ينسى، ويتم تجاهله هكذا، إنما هو شاعر مكتنز بالموهبة حتى النخاع، ومناضل وطني وانساني شجاع، لم يتوقف نضاله حتى وهو يواجه أخبث الأمراض وأشرسها.. وهو مواطن عراقي أصلاً وفصلاً وبدءاً ونهاية، ولد في العراق، ودفن في أقدس بقعة من أرض العراق .. نحن نتحدث عن شاعر أهدى لنا ولكل العشاق العراقيين، أزكى باقات الجمال التي جمعها من ورد قصائده، لذلك ظل أريجها فواحاً، يعطر صباحاتنا كل يوم جديد.. مثلما طرز وسائد ليلنا بالأمنيات الحلوة والأحلام السعيدة، وخط باشعاره على جذوع قلوبنا اسماء حبيباتنا، وتواريخ عشقنا، لتبقى تلك الأسماء خالدة وعطرة الى الأبد.. كريم العراقي ابن عودة لعيبي عامل الكهرباء، الكادح، الطيب، وابن مدينة الثورة، والذي كتب يوماً للخيّاطة (أول أغنية) في مشواره الشعري، حيث يستحثها ويتوسل بها أن تخيط للاطفال ثياب العيد قبل أن يصل العيد اليهم : (يخاله يلخياطة خيطي ثيابنا .. باچر يجينه العيد ويدگ بابنا)، وكتب كذلك لعمال المساطر وفقراء الشعب وهو لم يزل طالباً في الرابع الثانوي.. حين مزج الحب مع غبشة العمال، فقال : (أم اربعطعش وزلوف .. بحة بصوتها، وبسنونها الحلوين سن مكسور .. شفتها بغبشة العمال تتسوگ.. وجها الفضة مر بتراب سيارات وإتزوگ .. )!

وكتب لـ(بهيجة والجسر) ولدماء أبطال وثبة كانون، وهو في الثامنة عشر من عمره، وغرد لشعب شيلي وفلسطين وفيتنام، قبل أن تحط قدماه على عتبة العشرين من عمره.. كما كان ضوء شعره موزعاً بين رموز الوطن ومناضليه وشهدائه.. حتى أنه دوّن مذكرات (عامل منفي) بقصيدة شجاعة لم أزل أحفظ الكثير من ابياتها، فقال في صمود العامل: (صنطه بالبنكة يتمرجح)، وكريم نفسه الذي كتب للأم والأب والأخ والأخت والجار، والصديق، ولم يترك أحداً في مسيرته الشعرية والغنائية، إلا وأضاء حوله شمعة كبيرة تشع حروفها شعراً وابداعاً فتضيء كل الأسماء معها.. ألم يجعل من وفاء أمه، ووفاء أمهاتنا، أغنية على شفة الفنان سعدون جابر، بل وعلى شفاه كل الأبناء؟ فلماذا نجحد اليوم عطاءه، ونبخس حق الـ(كريم)، عمداً مع سبق الإصرار ؟!

كريم الذي لم ينس أحداً، فكتب للصغار والكبار، بل وكتب حتى لذلك البلبل الصغير، بينما ننساه في اربعينيته!.. ولولا مبادرة نادي الصيد التي حفظت ماء وجوهنا.. لباتت فضيحتنا بجلاجل !
وللأمانة، فقد اختار اتحاد الشبيبة الديمقراطي، الشاعر كريم العراقي، ليكون شخصية المهرجان الذي كان مقرراً اقامته هذه الأيام احتفالاً بالذكرى السبعين لتأسيسه، لكن الاتحاد أجل المهرجان تضامناً مع شعب غزة الصامد ..

وباستثناء مبادرة نادي الصيد، واتحاد الشبيبة العراقي (الشيوعي)، فقد نساه الجميع للأسف، فلا ذلك (العامل المنفي) تذكره في اربعينية رحيله، ولا تلك (الخياطة) تذكرته، فاضاءت شمعة في ليلة اربعينيته، ولا (أم الظفيرة) ذرفت دمعة حزن ووفاء لذكرى ذلك الفتى الناحل، الذي كان يقف مبتلاً تحت المطر كالعصفور، ينتظر خروجها من المدرسة غير آبه بالمطر والبرد، فيهتز قلبه مع ظفيرتها .. واكثر من ذلك أنه أهدى لها أول دواوينه الشعرية، وأسماه (للمطر وأم الظفيرة) !!. لقد مرت اربعينية كريم أمس ولم تتذكره اتحاداتنا ولا جمعياتنا، ولا روابطنا ولا منتدياتنا الشعرية والفنية والاجتماعية، ولا مقاهينا رغم عددها الكبير.. ناهيك من مؤسسات الدولة التي صمتت صمت أبي الهول!. فلا وزارة التربية التي كان كريم معلماً في مدارسها، ولا وزارة الثقافة التي كان كريم موظفاً نشيطاً في دائرة فنون موسيقاها، ولا شبكة الاعلام العراقية الممتلئة مكتبتها الغنائية بنصوص اغنياته، تذكرته،

ولا اتحاد الادباء الذي كان كريم العراقي أحد اعضائه ولا أحد من هذا (الأحد) مرّ على مرقده في النجف صبيحة اربعينيته ليضع وردة على قبره، ويقرأ عند رأسه سورة الحب والشكر والامتنان. واستثني من ذلك أسرته وبعضاً من أصدقائه القريبين جداً .. وطبعاً فأنا لا أعتب على الحكومة فهي (مشغولة)، ولا على أعضاء البرلمان، فهم (مشغولون أيضاً) ولا أعتب على (حكومة) محافظة بغداد المحلية، ولا على مؤسسات مدينة بغداد، المدينة التي أحبها كريم، وكتب لها بالحان وأداء كاظم الساهر : (لو صمتت قلبي يسمعها) وغيرها من الروائع.. نعم لا أعتب على هؤلاء لأنهم جميعاً (مشغولون)، لكني أعتب فقط على مدينته التي نما وترعرع في احضانها، وكبر في كنفها، وأحبها حين كانت تحمل اسم (مدينة الثورة)، وأحبها حين حملت اسم (مدينة الصدر) .. نعم

أعتب على هذه المدينة، بكل دوائرها الحكومية، ومنتدياتها الثقافية، ونواديها الرياضية، ومدارسها، واسواقها، وشوارعها، وحدائقها ، وأناسها الذين أحبهم كريم وأحبوه جداً.. وفي الوقت ذاته اسأل المدينة وأقول: لماذا يستذكر مثلاً نادي الصيد، الذي لم يكن كريم عضواً فيه، بل وربما لم يزره في حياته، بينما تنساه مدينته التي امتلأت رئتاه بهوائها، واكتحلت عيناه بضوئها، وتشبعت روحه و مسامات قلبه باريج حبها، ولا أعرف ماذا سيضر دوائر هذه المدينة ومؤسساتها ومنتدياتها لو أقامت حفلاً تأبينياً في اربعينيته، ودعت اليه نجوم الابداع الوطني والعربي، ومن لا يحضر في تإبين كريم العراقي ؟!

وماذا سيكلف مديريات تربية (مدينة الصدر) لو استبدلت اسم مدرسة (الجبل الأخضر) التي كان كريم معلماً فيها باسم مدرسة (كريم العراقي)، اللهم إلا إذا ظن المسؤولون في (التربية)، أن اسم (الجبل الأخضر)، أكثر (بركة)، وشعبية من اسم كريم العراقي ؟!

وطبعاً فأنا لا أريد أكثر من هذا، ولن أطمع، أو أفكر بنصب تمثال لكريم في مدينة الثورة، ولا أطالب باطلاق اسمه على احد شوارع هذه المدينة، لأني اعرف أن تحقيق مثل هذا الطلب، أمر صعب إن لم يكن مستحيلا. في هذه الأيام، لكني لن اتوقف أبداً عن المطالبة كلما أتيحت

لي الفرصة، لأن الكثير من الناس لا يعرفون درجة الحب بين مدينة الثورة، وابنها البار كريم العراقي ..

وسأكشف سراً عن أمنية كريم التي أباح لي بها في آخر لقاء جمعني به، حين سألني قائلاً: هل تظن يافالح أني سأشفى يوماً من هذا المرض الخبيث؟

قلت: نعم، فأنا واثق أنك ستدحر المرض وتنهض معافىً.. ولكن قل لي ماذا تفعل لو غادرت المشفى؟

قال: سنذهب أنا واياك الى (المدينة الأم)، فنزور بيتنا وبيتكم القديمين، وبيوت الأصدقاء التي كنا نزورها، ثم نمضي الى قطاعات مدينتنا قطاعاً قطاعاً، ونشم عطر حنينها وحدائقها، وألفة اسواقها وصخب مقاهيها، وكل ذرة فيها .. لكني أشك أن هذا سيحصل يا فالح !).. ثم سقطت منه دمعة، سقط قلبي حزناً وخوفاً لها، وأدركت في الحال أني لن التقي بكريم مرة ثانية أبداً، فقد أنبأتني دمعته بما سيحدث ..!

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات کریم العراقی مدینة الثورة نادی الصید کان کریم

إقرأ أيضاً:

بعد توقف 4 أشهر: انطلاق موسم الصيد 2024 في خليج السويس

أعلن جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، بدء موسم الصيد الجديد بخليج السويس، وإعادة فتح السواحل لسروح مراكب الصيد التي تعمل بحرف الجر لصيد الأسماك القاعية مثل «الجمبري، الحارت، البربوني، السبيط، الكلماري، الشعور، الوقار، الكشر»، و فلايك الأوت بورد لصيد الأسماك مثل «الشخرم، السيجان، النقط، الحفارة، الكابوريا»، وذلك بعد توقف الصيد على مدار 4 أشهر متواصلة.

صرح اللواء الحسين فرحات، المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، أنه جرى بدء موسم الصيد الجديد بخليج السويس، وإطلاق إشارة إبحار مراكب الجر والأوت بورد في أولى رحلات الصيد بالموسم الجديد، اليوم الإثنين الموافق 16 سبتمبر 2024، بعد توقف دام لمدة 4 أشهر، بهدف منح البيئة البحرية راحة بيولوجية لتوفير فرصة لتكاثر ونمو الأسماك، مما يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، كما تساعد على زيادة حجم الأسماك وتحسين جودتها، مما يعود بالنفع على الصيادين والمستهلكين على حد سواء، كما تعتبر فترات التوقف حماية البيئة البحرية، حيث يؤدى الصيد الجائر إلى استنزاف الثروة السمكية وتدهور الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية.

وأفاد المهندس طارق فتحي، مدير منطقة السويس بالبحر الأحمر، أن هناك جهوداً كبيرة تُبذل لتحسين أوضاع الصيادين وتسهيل استخراج التراخيص وضبط معدات الصيد بما يحافظ على استدامة الثروة السمكية، مؤكدا أنه خلال هذه الفترات، يُمنح الصيادون الوقت لصيانة وإصلاح المراكب وتجهيزها للموسم المقبل، مما يعزز من كفاءة الصيد عند استئناف النشاط، وهذه الإجراءات تهدف إلى توازن بين استغلال الموارد السمكية والمحافظة عليها لضمان استدامة القطاع.

كما أكد المهندس عاطف مجاهد، مدير عام المصايد بالجهاز، أن فوائد وقف الصيد هي زيادة الإنتاج السمكي على المدى الطويل، وتحسين جودة الحياة البحرية، وحماية الشعاب المرجانية، وتعزيز السياحة البيئية، كما يعتبر وقف فترات الصيد في خليج السويس إجراءً هامًا للحفاظ على الثروة السمكية وضمان استدامة هذا القطاع الحيوي، ويتطلب هذا الإجراء تعاونًا بين الحكومة والصيادين والمجتمع المدني.

حضر إشارة خروج المراكب وعائمات الصيد، المهندس طارق فتحي، مدير عام منطقة السويس، المهندس أحمد علي محمد، مدير إدارة المصايد، أحمد محمد عبد المقصود، مدير الميناء، هاني عبده، مدير الشئون الإدارية، عبد الحكيم كامل، مدير أمن الميناء، أحمد جرياء، مدير إدارة الحصر، ولفيف من العاملين بالمنطقة، و بحضور قائد مكتب مخابرات حرس الحدود، وصيادين السويس.

شدد اللواء فرحات على ضرورة تطبيق القوانين الصارمة التي تمنع الصيد الجائر وضمان استخدام المعدات والشباك المناسبة للصيد، كما أشار إلى أن تحديد فترات وقف الصيد تكون بناءً على دراسات علمية حول دورة حياة الأسماك وأوقات التكاثر، حيث يتم اختيار الفترات التي تكون فيها الأسماك أكثر عرضة للاستغلال، مما يتيح للأسماك فرصة للتعافي والتكاثر.

وأكد على التزام الجهاز بتوفير بيئة عمل مناسبة للصيادين وتحقيق التنمية المستدامة للثروة السمكية، كما هنأ الصيادين بموسم صيد حافل مليء بالخيرات، و وعد بحل كافة المشكلات التي تواجههم، وذلك تأكيدًا على دور الجهاز في رفع الأعباء عن كاهل الصيادين خاصة والعاملين بقطاع الثروة السمكية عامة.

كما أعرب كافة الصيادين العاملين بتلك الحرف عن سعادتهم لبدء موسم الصيد وتقدموا بخالص الشكر للواء الحسين فرحات ولجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، على السعي وراء تنفيذ مطالبهم ومساعدتهم، وتسهيل وتنظيم عملية السروح التي شهدت تنظيماً ويسراً وتعاون من الجميع.

اقرأ أيضاًالزراعة تعلن تعليق دعم الأسمدة لسارقي الكهرباء والمتعدين على الأراضي لحين البت القضائي

الزراعة: إلغاء دعم الأسمدة والتموين عن 18 ألف منتفع بسبب سرقة التيار الكهربائي والتعدي على الأراضي

مقالات مشابهة

  • طريقة عمل آيس كريم باللوتس لمذاق منعش وشهي
  • 25 سنة في حب «الصقور».. هواية الملوك تجذب «حسن وسراج» من الصيد للرعاية والتدريب
  • الجديد: الزوايا الصوفية تفرخ حفظة القرآن وليس الدواعش
  • حقل.. لحظات الترقب الممتعة لهواة الصيد "بالسنارة"
  • عاجل.. انطلاق موسم الصيد في خليج السويس بعد توقف ٤ اشهر
  • حسن الجزولي: حينما ادعيت كاذبا أنني صاحب العربة وليس جمال محمد احمد
  • الحزب القومي يبارك العملية النوعية للقوات المسلحة التي استهدفت يافا المحتلة
  • بعد توقف 4 أشهر: انطلاق موسم الصيد 2024 في خليج السويس
  • نادي النصر السعودي يحتفي بالفنان العراقي سعدون جابر في بغداد.. فيديو
  • فيدرالية اليسار تحتج أمام المجلس البلدي على خلفية الأوضاع المتدهورة التي آلت إليها مدينة المحمدية