الاختيار بين أوكرانيا وإسرائيل خطأ جسيم
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في افتتاحيتها، إن الأمريكيين يشعرون بعدم الارتياح مع عودة الحرب إلى جزء آخر من العالم، مشيرين إلى أن واشنطن تتلكأ في مواجهة الخطر المتفاقم.
وأوضحت الصحيفة أن الأولوية الأولى تتمثل في بذل جهود وطنية شاملة لزيادة إنتاج الأسلحة الأمريكية، مع التركيز على إرساء ترسانة للديموقراطية مثيلة لتلك التي شاعت في أربعينات القرن الـ 20.
وأشار الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الثلاثاء الماضي، إلى أنه قد يطالب الكونغرس بتخصيص اعتمادات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان. وبرأي الصحيفة، هذا أمر منطقي عسكريّاً وسياسيّاً، فأمريكا تتصدى لمحورٍ مُستبد لا تفتأ أطرافه على التعاون والعمل معاً.
وأوضحت الصحيفة أن إيران المؤيدة لحماس تساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محاولته لإخضاع أوكرانيا، كما تُرسل طهران طائرات مُسيرة للمشاركة في حرب روسيا.
From @WSJopinion: The U.S. is confronting an authoritarian axis that is increasingly working together. Priority No. 1 is an all-out national effort to expand U.S. weapons production. https://t.co/CYj1dnH0N0
— The Wall Street Journal (@WSJ) October 14, 2023 إرساء قواعد جديدةووفقاً لـ "وول ستريت جورنال"، حذَّرَت إدارة بايدن من تعميق التعاون بين روسيا وإيران، الحليفتان في سوريا، لافتة إلى أن بوتين يعوِّل أيضاً على شراكته "اللامحدودة" مع الحزب الشيوعي الصيني. وذكرت أن هذا المحور يريد إرساء قواعد جديدة للعالم، والإطاحة بالاستقرار العالميّ النسبي الذي فرضته الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية.
ورغم ذلك، يريد البعض في الكونغرس الفصل بين إسرائيل وأوكرانيا وفرض خيار خاطئ بين الاثنين. وقال جوش هاولي عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية ميسوري الأسبوع الماضي: "تواجه إسرائيل تهديداً وجوديّاً. وعلينا إعادة توجيه أي تمويل مُخصص لأوكرانيا إلى إسرائيل فوراً".
وكشفت الصحيفة أن مؤسسة التراث تشجع الجهات التشريعية على "مقاومة محاولات ربط الدعم العسكري الطارئ لإسرائيل، بمزيد من التمويل لأوكرانيا". ولفتت إلى الخلاصة من هذه التصريحات، هو أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تموِّل البلدين في آنٍ واحد. غير أن الصراعين مختلفان بالقدر الكافي الذي يسمح لأمريكا بإمداد أوكرانيا وإسرائيل بالأسلحة.
وأوضحت أن الأوكرانيون يحاولون اختراق الدفاعات الروسية الراسخة المصنوعة من الخرسانة والألغام، وهي مهمة مختلفة كل الاختلاف عن الإطاحة بحماس في غزة.
دعم عسكري أمريكيوحسب الصحيفة، ينفق الإسرائيليون نحو 4.5% من اقتصادهم على جيش مُتطور، كما أنهم تعاونوا مع الولايات المتحدة عن كثب لعقود من الزمن. والطلب العاجل الذي تطلبه إسرائيل هو إمدادها بصواريخ اعتراضية تستخدم في نظام "القبة الحديدية"، والتي لا تستخدمها أوكرانيا.
ويمتلك الجيش الأمريكي بطاريتين من القبة الحديدية والصواريخ الاعتراضية المرتبطة بها، وهي أقل صلة بالتهديد الصاروخي المتقدم الذي قد تواجهه القوات الأمريكية في القتال، وبالتالي يمكن إرسالهم إلى إسرائيل.
ويشير منتقدو الدعم الموجه إلى أوكرانيا، إلى أن الولايات المتحدة ستواجه صعوبة في تزويد البلدين بمدفعية عيار 155 مليمتر. غير أن الولايات المتحدة تعمل بالفعل على زيادة إنتاجها من المدفعية، ولن تستنفد إسرائيل الكميات الهائلة من القذائف غير الموجهة التي تقتضيها الضرورة في أوكرانيا.
وقالت الصحيفة: "إن القتال في المناطق الحضرية في غزة، سيتطلب قنابل دقيقة التوجيه للحد من الخسائر في صفوف المدنيين"، ويستدعي ذلك قنابل صغيرة القُطر يتم إطلاقها جواً، ومخزونات أمريكا من هذه القنابل وفيرة، وقد تم بالفعل إرسال بعضها إلى إسرائيل.
وأضافت "تحتاج إسرائيل أيضاً إلى المزيد من ذخائر الهجوم المباشر المشترك، التي توفر توجيهات للقنابل غير المُوجَّهَة من الجو. وتلقت أوكرانيا عدداً غير مُعلن من ذخائر الهجوم المباشر المُشترك، غير أن الأعداد منخفضة بالتأكيد.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة أنتجت نحو 30 ألف وحدة من ذخائر الهجوم المباشر المُشترك في عام 2019، بحسب تقارير مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات. وصرّحت خدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي بأن "أطقم الذخائر صُدِّرَت إلى 26 دولة. وهناك كميات كافية لمشاركتها مع حلفائنا".
تحولات غير متوقعةوتشهد الحروب تحولات يتعذر التنبؤ بها، وصحيح أن الطلب على الأسلحة يمكن أن يجهد الولايات المتحدة إذا انتهى الأمر بإسرائيل إلى التورط في حرب إقليمية أكبر، غير أن بعض الأسلحة تعتمد على مكونات شائعة كالمتفجرات أو المحركات.
ولذلك تحتاج الولايات المتحدة إلى جهد كبير لإنتاج المزيد من الذخائر وتعزيز ترسانتها من الأسلحة، كما أنها بحاجة رفقة حلفاؤها أيضاً إلى جميع أشكال الأسلحة؛ بدايةً من المدفعية وانتهاءً بصواريخ باترويت الاعتراضية والأسلحة بعيدة المدى.
كما أن هناك حاجة إلى آلاف الصواريخ المضادة للسفن بعيدة المدى، لردع الصين من ضرب تايوان، بغض النظر عن الأحداث الجارية في غزة أو أوكرانيا.
تقرير: #إسرائيل تطلب سلاحاً سرياً من #الولايات_المتحدة https://t.co/UFYeBFjTF9
— 24.ae (@20fourMedia) October 14, 2023 خطأ جسيمورأت الصحيفة، أن الاختيار بين أوكرانيا وإسرائيل سيكون خطأً استراتيجيّاً جسيماً، فالحيلولة لمنع روسيا من إعادة بناء امبراطوريتها في أوروبا، والدفاع عن حليف أمريكي رئيس في الشرق الأوسط، يصبُّان في المصلحة الوطنية الأمريكية.
وقالت: "الجمهوريون محقون في شعورهم بالإحباط إزاء سياسة بايدن في أوكرانيا، إلا أن منتقدي الدعم الموجه لكييف في الكونغرس أمام مأزق سياسي الآن بشأن حزمة المساعدات المُشتركة، لأنهم أساءوا الحكم على اللحظة العالمية الفارقة".
وتابعت أن "الجمهوريون يريدون إجراء تصويت منفصل على المساعدات المقدمة إلى أوكرانيا وإسرائيل كلٍ على حدة. حتى لا يزعجوا المشاعر الانعزالية في اليمين التي أثاروها".
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: "إن الزعم بأن الولايات المتحدة يمكن أن تتخلى عن أوروبا والشرق الأوسط، للتركيز على الصين تداعى في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. فالتهديدات التي تحيط بالولايات المتحدة وحلفائها تتفاقم في مختلف أنحاء العالم، وأصبح الكونغرس ملزماً بإعادة التسلُّح للتصدي لها".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أوكرانيا أن الولایات المتحدة أوکرانیا وإسرائیل إلى أن غیر أن
إقرأ أيضاً:
الرئيس الأوكراني يصل إلى الولايات المتحدة
ذكرت وكالة "إنترفاكس" الأوكرانية للأنباء أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصل إلى الولايات المتحدة قبيل محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومن المقرر أن تتناول محادثات الرئيسين اتفاقاً بشأن المعادن والعناصر الأرضية النادرة.
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأربعاء، ما قالت إنها مسودة اتفاق تدعو أوكرانيا إلى تحويل عائداتها المستقبلية من الموارد الطبيعية إلى الولايات المتحدة، مع إدراج لغة جديدة تشير إلى "ضمانات أمنية"، لكن دون التزام أمريكي واضح بها.
وتتضمن المسودة المؤرخة بتاريخ الثلاثاء، جملة تنص على أن الولايات المتحدة "تدعم جهود أوكرانيا للحصول على الضمانات الأمنية اللازمة لإرساء سلام دائم"، وهي عبارة لم تكن موجودة في النسخ السابقة.
ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن الصياغة تظل غامضة، ولا تُقدم التزاماً أمريكياً محدداً بضمان أمن أوكرانيا.
وأكد مسؤول أوكراني مطلع على المسودة، إلى جانب عدة مصادر داخل أوكرانيا، إدراج هذه الصياغة المتعلقة بالأمن.
ويُنظر إلى الاتفاق على أنه وسيلة محتملة لاستمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا في ظل إدارة ترامب، سواء كمساعدة عسكرية أو كآلية لإنفاذ أي وقف لإطلاق النار.
وأفاد مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون، الثلاثاء، بأن كلا الطرفين قبلا نسخة من الاتفاق.
اعتراض على شروط ترامبزيلينسكي اقترح منح الولايات المتحدة حق الوصول إلى الثروات المعدنية الأوكرانية في الخريف الماضي، تحسباً لفوز ترامب في الانتخابات، لكنه اعترض على الشروط التي طُرحت بعد تولي الأخير منصبه، خاصة في ظل غياب التزامات أمنية واضحة.
وفي مقابل الحصول على ضمانات أمنية، عرضت أوكرانيا تسليم نصف عائداتها المستقبلية من الموارد الطبيعية إلى صندوق يخضع للسيطرة الأمريكية.
من جهتها، رفضت إدارة ترامب مطالب كييف، بحجة أن المصالح المالية الأمريكية في الموارد الأوكرانية، مثل المعادن والنفط والغاز، ستُشكل بحد ذاتها رادعاً أمام الوجود العسكري الروسي.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، إن صفقة الموارد الأوكرانية تمثل "أفضل ضمان أمني يمكن أن تأمله أوكرانيا، وهو أفضل من إرسال شحنات جديدة من الذخيرة".
وتنص المسودة أيضاً على أن الولايات المتحدة ستتخذ "خطوات لحماية الاستثمارات المشتركة"، مما قد يشير إلى دور أمريكي في حماية مواقع الموارد الطبيعية، والتي يقع بعضها بالقرب من جبهات القتال.