قال التقرير الأسبوعي لبنك قطر الوطني QNB أن جائحة كوفيد وتدابير التحفيز غير المسبوقة عززت نشاط التصنيع إلى أن تجاوز مستويات الاتجاه السائد.

ومع عمليات الإغلاق وإجراءات التباعد الاجتماعي، أدى التغير المؤقت في سلوك المستهلكين وأنماط الإنفاق غير المرتبطة بالخدمات إلى طلب عالمي استثنائي على السلع المادية.

 

ومع انتهاء الجائحة وعودة السياسات والأنشطة الاقتصادية إلى طبيعتها، بدأ نشاط التصنيع يضعف، وبدأت التوقعات المرتبطة به تتدهور تدريجياً مع تعافي الطلب على الخدمات.

وقد انعكس ذلك بشكل واضح على أحجام التجارة العالمية، التي تتبع عن كثب تطورات نشاط التصنيع.

 

وتجدر الإشارة إلى أن ضعف التصنيع كان واضحاً في جميع الاقتصادات الكبرى منذ عدة أشهر. وتُظهر البيانات الصادرة مؤخراً أن قطاعات التصنيع ظلت تنكمش في الولايات المتحدة والصين ومنطقة اليورو، مع وجود أوضاع سلبية للغاية في منطقة اليورو، حيث تشير مؤشرات النشاط إلى حدوث انكماش عميق. وقد بدأت هذه الأوضاع تنعكس على مؤشرات مديري مشتريات قطاع التصنيع أيضاً. 

مؤشر مديري المشتريات هو مؤشر قائم على الاستطلاعات يعمل على قياس التحسن أو التدهور في النشاط الاقتصادي. يعتبر حاجز 50 نقطة في هذا المؤشر بمثابة عتبة تفصل بين الانكماش (أقل من 50) والتوسع (فوق 50) في ظروف الأعمال. 

 

وناقش QNB ثلاثة عوامل رئيسية تساعد في تفسير استمرار "ركود قطاع التصنيع العالمي". منها أن اختلالات الطلب الناجمة عن الأنماط غير المعتادة في سلوك المستهلكين بعد صدمة الجائحة أدت إلى فترة من الضعف المتواصل في نشاط التصنيع. 

وتم "تعجيل" الطلب على السلع، مثل الإلكترونيات والسيارات والعقارات ومعدات بناء المنازل، مع تزايد جدواها أثناء عمليات الإغلاق. 

ولكن انتهاء الجائحة حرر الإنفاق "المكبوت" على الخدمات، وأدى إلى إعادة التوازن لاتجاهات الاستهلاك السابقة. 

زيادة على ذلك، وبالنظر إلى "تعجيل" الطلب على السلع خلال فترة الجائحة، تكون هناك بطبيعة الحال فترة طويلة من ضعف الطلب على هذه السلع. 

بالإضافة إلى ما سبق، كان لصدمة الإمداد الناجمة عن الصراع الروسي الأوكراني تأثير سلبي بشكل خاص على قطاع التصنيع الأوروبي. 

ويؤثر عدم توافر الطاقة وارتفاع أسعارها على القدرة التنافسية الصناعية، لا سيما في البلدان المعنية أكثر بهذه المخاطر، مثل ألمانيا. 

وفي منطقة اليورو، تشير أحدث البيانات إلى أن الإنتاج الصناعي أقل بنسبة 4% من الذروة التي بلغها في ديسمبر 2021.

وفي ألمانيا، تفاقمت الرياح المعاكسة الهيكلية مثل ارتفاع الضرائب، ونقص العمالة، ونقص الاستثمار في البنية التحتية في ظل تأثير أزمة الطاقة، مما تسبب في تراجع حاد في التصنيع. 

في الواقع، لم يتعاف الإنتاج الصناعي في ألمانيا قط إلى مستويات ما قبل الجائحة، فهو حالياً أقل بنسبة 7.4% عن المستوى المسجل في فبراير 2020، ويحافظ على الاتجاه الهبوطي الذي بدأ في عام 2017.

يؤدي التباطؤ الاقتصادي في الصين إلى إضعاف دورها كمحرك للنمو العالمي، ويرتبط هذا بشكل خاص بالتصنيع. خلال العقود الأربعة من 1980 إلى 2019، بلغ متوسط النمو الاقتصادي في الصين 9.5% سنوياً، لكن الوتيرة على مدى العامين الماضيين كانت أضعف بكثير، حيث تُقدر نسبة النمو المسجلة في العام الماضي بـ 3% ويُتوقع أن تبلغ حوالي 5.5% هذا العام. 

وتشكل قوة الاقتصاد الصيني أهمية كبيرة بالنسبة للتصنيع العالمي، نظراً لتأثيره على روابط سلاسل الإمداد، والطلب على السلع المستوردة، والدور المتنامي في تدفقات الاستثمار عبر الأسواق الناشئة التي تتأثر بالصين.

فالروابط التجارية مع الصين، على سبيل المثال، تشكل أهمية بالغة بالنسبة للعديد من الأسواق الناشئة الأخرى، وخاصة في جنوب شرق آسيا، كما أنها ذات أهمية كبيرة بالنسبة لبعض الاقتصادات المتقدمة في أوروبا، مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا. ونظراً لأهمية الاقتصاد الصيني، فإن تباطؤه شكل ضمناً رياحاً معاكسة مهمة للتصنيع العالمي في الأشهر الأخيرة.

وقال بنك قطر الوطني أن التصنيع العالمي تأثر سلباً بإعادة توازن الاستهلاك بعيداً عن السلع، وبالصدمات السلبية في الإمداد في أوروبا، وتباطؤ الاقتصاد الصيني

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جائحة كوفيد السلع المادية أحجام التجارة العالمية نشاط التصنیع قطاع التصنیع على السلع الطلب على

إقرأ أيضاً:

تحذير عالمي: فيروسات جديدة قد تفجر جائحة خطيرة!

شمسان بوست / متابعات:

لا يستطيع العلماء التنبؤ بدقة بموعد أو كيفية بدء تفشي الجائحة القادمة، لكنهم يقولون إنه من المرجح أن يكون ذلك قريبا.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، ظهر مرض فيروسي غامض في أجزاء من غرب جمهورية الكونغو الديمقراطية (DRC)، تسبب في وفاة 60 شخصا.

وقد استبعدت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن يكون المرض الغامض إيبولا أو ماربورغ، لكنها أشارت إلى أن المصابين تظهر عليهم أعراض “حمى نزفية”.

وتعد جمهورية الكونغو الديمقراطية، على وجه الخصوص، عرضة للأوبئة بسبب مناخها الاستوائي الذي تزدهر فيه مسببات الأمراض، بالإضافة إلى غاباتها الكثيفة التي تعرض الناس للحياة البرية التي قد تحمل أمراضا. كما ارتبطت العديد من الأمراض الفيروسية في البلاد، وفي أماكن أخرى، باستهلاك لحوم الحيوانات البرية.

وحذرت الدكتورة زانيا ستاماتاكي، عالمة الفيروسات من جامعة برمنغهام، من أن الحالات قد تبدأ في الظهور في أماكن أخرى. قائلة إن “الأمراض المعدية لا تعرف حدودا ولا تحترم الحدود الفاصلة بين الدول. الناس يسافرون، والأمراض تسافر معهم، إما عن طريق الأشخاص أو الحيوانات، لذلك لا يمكن استبعاد انتشارها خارج حدود الدولة”.

كما أثيرت مخاوف من جائحة جديدة في الصين بعد اكتشاف فيروس كورونا جديد ينقله الخفافيش. ووفقًا للتقارير، فإن الفيروس، الذي أُطلق عليه اسم HKU5-CoV-2، يشبه فيروس SARS-CoV-2 المسبب لـ”كوفيد-19″، حيث يستهدف نفس المستقبل البشري، الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE2).

وحذر الباحثون من أن HKU5-CoV-2 قد يؤدي إلى انتقال العدوى من إنسان إلى آخر أو حتى عبر الأنواع. ولكن لم تظهر بعد علامات كبيرة على أن هذا الفيروس التاجي قد يسبب الجائحة القادمة.

وفي الوقت الحالي، يوجد أربعة فيروسات قد تكون مصدر الجائحة القادمة وفقا للخبراء، وهي:

إيبولا وماربورغ

إيبولا وماربورغ هما فيروسات خيطية شديدة العدوى تأتي من الخفافيش وتقتل العديد من المصابين بها. وقال البروفيسور بول هانتر من جامعة إيست أنغليا إن هناك العديد من حالات التفشي الكبيرة لكلا الفيروسين في إفريقيا خلال السنوات الأخيرة، وكلاهما لديه “القدرة على الانتشار على نطاق واسع”.

ومع ذلك، فإنها تنتشر عادة من خلال الاتصال الوثيق، ما يجعل تفشيها عالميا أمرا غير مرجح في الوقت الحالي.

وفي المتوسط، يقتل فيروس الإيبولا نحو 50% من المصابين به، على الرغم من أن معدلات الوفيات تتراوح بين 25% و90%، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

ويقول الخبراء إن فيروس ماربورغ يقتل أيضا نحو 50% من المصابين به، على الرغم من أن معدلات الوفيات تتراوح بين 24% و88%.

السارس

متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (السارس) هي عدوى تنفسية فيروسية تسببها فيروسات كورونا، والتي تسببت أيضا في “كوفيد-19”. وقال البروفيسور هانتر إن السارس، الذي يعتقد أنه يأتي من الخفافيش، هو المرض “الأكثر احتمالا للتسبب في جائحة أخرى” بسبب سرعة انتشاره.

نيباه

حذر البروفيسور هانتر من أن فيروس نيباه، الذي ينتشر من الخفافيش أو الماشية، قد يكون أيضا مصدر الجائحة القادمة. وهذا الفيروس يهاجم الدماغ مسببا تورمه، ويبلغ معدل وفياته 75%.

ومن بين الناجين منه، يعاني نحو 20% من حالات عصبية طويلة الأمد، بما في ذلك تغيرات الشخصية أو اضطرابات نوبات الصرع.

الحمى البوليفية النزفية

تعرف هذه الحالة أيضا باسم حمى أوردوغ والتيفية السوداء، واكتشفت الحالة لأول مرة في بوليفيا عام 1959. ويأتي الفيروس من القوارض، وتحديدا من فأر موجود في بوليفيا.

وقد تصبح الحمى البوليفية النزفية جائحة إذا بدأ الفيروس في الانتشار بين القوارض عالميا.

وتشبه أعراضه أعراض الإيبولا وتشمل النزيف والحمى المرتفعة والألم والموت السريع.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يقتل فيروس الحمى البوليفية النزيفية ما بين ربع وثلث المصابين به.

وحتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن تفشي المرض إلا في أمريكا الجنوبية.

المصدر: ذا صن

مقالات مشابهة

  • “الاغذية العالمي” يدعو لهدنة إنسانية لإيصال المساعدات إلى السودان
  • في يومها العالمي.. خبراء يؤكدون لـ"اليوم" دور الهندسة في القيادة نحو المستقبل بالتحدي والابتكار
  • "الأغذية العالمي" يدعو لهدنة إنسانية لإيصال المساعدات إلى السودان
  • تباطؤ وتيرة انكماش نشاط قطاع التصنيع في اليابان خلال فبراير
  • 3 عوامل ترفع أسعار الذهب في الأسواق العالمية
  • نمو نشاط قطاع التصنيع في الصين خلال فبراير
  • ألمانيا تؤكد دعمها المستمر للأمم المتحدة في ليبيا
  • فيروسات في الكونغو والصين تثير الذّعر.. هل اقتربت جائحة جديدة؟
  • تحذير عالمي: فيروسات جديدة قد تفجر جائحة خطيرة!
  • برنامج الغذاء العالمي: الحفاظ على الهدوء في غزة أمر حيوي لضمان وصول الدعم الإنساني