لا مفر.. المدنيون الفلسطينيون محاصرون في خضم الحرب بين حماس وإسرائيل
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
في الأيام القليلة الماضية، بلغَ الصراع بين حماس وإسرائيل مرحلةً جديدة من التصعيد الذي أودى بحياة آلاف البشر. وخطر خسارة المزيد من الأرواح آخذ في الزيادة. فقد أثارت عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حماس غضبَ الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
والآن تريد إسرائيل أن تثبت لحماس أن ضربتها الأولى ليست أمارة على ضعف إسرائيل.
وذكر ناصر، وهو كاتب صحفي مختص بشؤون الشرق الأوسط، أن القيادة العسكرية الإسرائيلية أمرت الفلسطينيين الذين يعيشون في الشمال بإخلاء أجزاء من قطاع غزة في غضون 24 ساعة، وألقت منشورات تحذرهم من ضربات جوية جديدة.
وفور نفاد الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، اضطر الناس إلى استخدام مولدات خاصة للحصول على كهرباء محدودة. وأمسى المدنيون ممزقين بين الفرار والبقاء في ديارهم. وفرضت إسرائيل حصاراً "كاملاً" جديداً على المعبر الحدودي
ورفضت السماح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة حتى تسلم حماس الأسرى الذين اختطفتهم وتجاوز عددهم المائة.
وصرَّح وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأنه لن تُسلَّم أي مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر حتى يُطلَق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وقالت حماس أن ثلاث عشر من أسراها قُتلوا جراء قصف الطائرات الإسرائيلية للمنطقة المكتظة بالسكان، وأَبْلَغت إسرائيل بأنها إن استمرت في هجماتها التي أسفرت عن مقتل فلسطينيين، فإنها "ستعدم" الرهائن المدنيين.
وكانت كتائب عز الدين القسّام قد حذَرت الأسبوع الجاري من أن "كل استهداف لشعبنا دون سابق إنذار سيُقابل بإعدام أحد الرهائن المدنيين". وفي خطاب مُتلفز، أكّد الرئيس الأمريكي جو بادين أن ما لا يقل عن عشرة أمريكيين قُتلوا، وأن آخرين أسرى الآن في أيدي حماس.
The IDF assassinated several Hamas leaders this week and is preparing for a large-scale ground invasion of the Gaza Strip in order to eradicate Hamas. #Israel | #Gaza | #Hamashttps://t.co/y3ftTYMi3o
— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) October 15, 2023 الدفاع عن إسرائيلولفت الكاتب إلى دعم الولايات المتحدة إسرائيل في حربها. فبعد ساعات من ضربات حماس المتعاقبة على إسرائيل، سلَّمَت الولايات المتحدة ذخائر للجيش الإسرائيلي، ووصلت مجموعة هجومية بحرية بقيادة حاملة الطائرات العملاقة الأقوى في البحرية الأمريكية "يو إس إس غيرالد آر فورد" إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، في رسالةٍ مفادها أن واشنطن ستدافع عن إسرائيل ضد خصومها. ولكن، هل ستؤيد غزواً إسرائيليّاً لغزة يمكن أن يفضي إلى إعادة احتلال الجيش الإسرائيلي للقطاع؟ يتساءل عدنان ناصر.
لا ممر آمن للمدنيين الفلسطينيين لمغادرة غزة
وكان جون كيربي، منسق مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، قد صرح مؤخراً بأن دعوة إسرائيل للمدنيين للرحيل عن غزة بهذه السرعة "مهمة صعبة، بالنظر إلى اكتظاظها السكاني الشديد". فقطاع غزة يضم ما يربو على مليوني نسمة. ولكي ينجو كثير من هؤلاء من التوغل الإسرائيلي في غزة، لا بد أن تكون هناك ممرات للهروب منها.
إن مصر هي الدولة الوحيدة التي تشارك غزة حدودها، ولا يزال المعبر الحدودي بين غزة ومصر يعمل رغم تعرضه للقصف من الطيران الإسرائيلي. وقد ورد أن واشنطن والقاهرة تجريان محادثات لفتح معبر رفح أمام المواطنين الأمريكيين وغيرهم من الأجانب.
وقالت الحكومة المصرية إنها مستعدة لإنشاء ممر إنساني لتوفير الغذاء والإمدادات الطبية، لكنها رفضت إلى الآن السماح لموجة هائلة من اللاجئين بالهروب إلى شبه جزيرة سيناء.
وذكرت الأمم المتحدة أن أمر إسرائيل للفلسطينيين بالفرار إلى الشمال "مُستحيل" ولا يجوز تنفيذه دون "عواقب إنسانية مدمرة"، داعيةً الإسرائيليين إلى إلغاء هذا القرار.
أسفرت الحرب إلى الآن عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيليّاً و1800 فلسطينيّاً وإصابة آخرين. وتؤكد تقارير من منظمة هيومان رايتس ووتش أن الجيش الإسرائيلي يستخدم الفسفور الأبيض في عملياته في غزة، مما يزيد من خطر وقوع إصابات جسيمة وطويلة الأمد.
A ground invasion of Gaza is a disaster foretold https://t.co/ppqqO1uErr
— Haaretz.com (@haaretzcom) October 15, 2023 احتمالات الغزو الشامل تزدادوأوضح الكاتب أنه في حال قررت إسرائيل أن تغزو غزة، فقد يكون غزوها جزئياً. فقد لا يود القادة الإسرائيليون تحمل مسؤولية إعادة احتلال غزة لأن إسرائيل أزالت جميع مستوطناتها العسكرية والمدنية من داخل القطاع عام 2005. في كلتا الحالتين، سيكون الغزو الإسرائيلي كارثيّاً للفلسطينيين المحاصرين داخل المنطقة التي أمست أخطر ساحة حرب في الشرق الأوسط بأسره.
وأوضح أبو عبيدة، المتحدة الرسمي باسم كتائب القسام التابعة لحماس، أن حماس مستعدة لمرحلة جديدة من الحرب. وخاطبَ الجمهور الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية قائلاً: "منذ صباح اليوم، أطلقنا 150 صاروخاً باتجاه عسقلان، و50 صاروخاً باتجاه سديروت، واستهدفنا أيضاً مطار بن غوريون".
ومن المتوقع شن المزيد من الهجمات قريباً. وأمسى من الواضح على نحوٍ متزايد أن أيّاً من الجانبين لا يريد التراجع أولاً. ورغم ذلك، ينبغي أن نعلم أنه كلما طال أمد القتال، أُزْهِقَت أرواح بريئة أكثر.
وذكر الكاتب أن جميع الأطراف تعمل على مدار الساعة لوضع حد لإراقة الدماء قبل أن تزداد الأوضاع سوءاً. والمهمة الأولى تتمثل في حمل الجانبين على المواقفة على وقفٍ عام ودائم لإطلاق النار، تليه مساعدات إنسانية ومفاوضات لإطلاق سراح الرهائن.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
قتلى بغارات على قطاع غزة.. وإسرائيل تتنظر قائمة «الرهائن الأحياء» لاستكمال المفاوضات
قتل وأصيب عشرات الفلسطينيين في قصف القوات الإسرائيلية لمناطق متفرقة في قطاع غزة، وسط ترقب إسرائيلي لقائمة الرهائن الأحياء لدى “حماس”.
حيث قتل11 فلسطينيا وأصيب العشرات في غارة إسرائيلية على منطقة المواصي غربي خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف عدة خيام للنازحين بالقرب من المستشفى البريطاني.
وأفاد شهود عيان بأن القصف تسبب في اشتعال حرائق ضخمة في الخيام التي كانت تؤوي عائلات نازحة، وسط صراخ واستغاثة السكان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن سلاح الجو نفذ غارة استندت إلى معلومات استخباراتية استهدفت عنصرا من حركة حماس يعمل في منطقة إنسانية في خان يونس.
كما قتل شخصين وأصيب عدد آخر في قصف إسرائيلي استهدف مركبة مدنية في منطقة المواصي أيضا غرب خان يونس. وقتل شخص جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في منطقة الشعف شرق محافظة غزة.
وأشارت وكالة “شهاب” إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 3 آخرين جراء قصف إسرائيلي على منطقة المخيم الجديد شمال غرب مخيم النصيرات وسط القطاع.
ونفذت القوات الإسرائيلية عمليات نسف لبنايات سكنية في بيت لاهيا ومخيم جباليا شمال قطاع غزة، تزامنا مع إطلاق نار من قبل الآليات العسكرية المتمركزة في منطقة الصفطاوي، إضافة لغارات جوية متواصلة شمال وجنوب محافظة غزة.
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 والتي أدت إلى مقتل 45,259 شخصا معظمهم من النساء والأطفال وإصابة 107,627 آخرين ولا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الشوارع، وفق بيانات رسمية فلسطينية.
مصادر: إسرائيل ما زالت تنتظر قائمة الرهائن الأحياء لدى “حماس”
وفي سياق متصل، قال مصدر أمني لصحيفة “جيروزاليم بوست” إن إسرائيل لا تزال تنتظر من “حماس” قائمة بالرهائن الأحياء الذين تخطط لإطلاق سراحهم”.
وأفاد المصدر بأنه بدون القائمة، سيكون التقدم في المحادثات صعبا للغاية، إن لم يكن مستحيلا، مبينا أن هناك بعض التقدم في مفاوضات صفقة الرهائن. ومع ذلك، هناك صعوبات كبيرة على طريق التوصل إلى اتفاق.
وقالت المصادر للصحيفة، إن هناك فجوات بعضها يمكن سده، وبعضها صعب للغاية، مؤكدة أنه تم إحراز بعض التقدم في الأسبوع الماضي، وفي حالات قليلة ضاقت الفجوات، لكن كما قلنا سابقا، لا تزال هناك صعوبات قليلة.
وأمس الأحد، اجتمع المجلس الوزاري المصغر للمناقشة في الشمال، وكما هو الحال في الأسبوع الماضي، لكن لم يتم إطلاع الوزراء على آخر المستجدات في محادثات الصفقة كجزء من محاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتقييد قدر الإمكان من أولئك الذين يعرفون ما هو حقيقي يحدث في الغرف المغلقة.
وقال مسؤول فلسطيني مشارك في المحادثات، لشبكة “بي بي سي” إن اتفاق الرهائن ومفاوضات وقف إطلاق النار اكتملا بنسبة 90%.