بوابة الوفد:
2024-09-19@12:37:16 GMT

أفضلِ الأعمالِ

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

أفضل الأعمال التي دعا إليها الشرعُ ورغَّب فيها حسنُ الخلق، فبه تُرفعُ الدرجات وتُكفرُ السيئات، وبه صلاحُ المجتمعات، ومن أهميته أن جعل رسولُ اللهِ الغايةَ من شرعِه أن يتمّمَ مكارم الأخلاق، وامتدحه الله بقوله: " وإنك لعلى خلق عظيم "، ووصفته السيدة عائشة، فقالت: " كان خلقُه القرآن " ، فلقد جمع النبيُ ــ عليه الصلاة والسلام ــ بين تقوى اللهِ وحسنِ الأخلاق، لأن تقوى الله تُصلحُ ما بينَ العبدِ وبين الرب، وحسنُ الأخلاقِ يُصلح ما بينه وبين الخلق، فالتقوى تُوجب له محبةَ الله، وحسنُ الخلق يُوجب له محبةَ الناس "

أشهر أدعية طلب الرزق عن الرسول الكريم تعرف على أدعية الرسول محمد لأمته

 ولهذا لما سُئل النبيُ عن أكثرِ ما يدخلُ الناسَ الجنة، قال عليه الصلاة والسلام: " تقوى الله، وحسنُ الخلق " ، لما بدا في الأفْقِ نورُ مُحَمَّدٍ كالبدرِ في الإشراق عند كماله، نشر السلامَ على البريةِ كلِّها وأعاد فيها الأمنَ بعد زواله، أخلاقه غزت القلوبَ بلطفها قبل استلالِ سيوفِه ونبالِه، ما في البريةِ قط مثلُ محمدٍ في حسنِ سيرته وسمحِ خصالِه " إن حسنَ الخلق قسمان: حسن الخلق مع اللهِ وهو: أن تعلم أن كلَّ ما يكونُ منك يُوجب عذرًا أن تتهم نفسك بالتقصير، وأن كلَّ ما يأتي من الله يُوجب شكرًا، وحسنُ الخلق مع الناس يكون: ببَذْلِ المَعْرُوْفِ، وَكَفِّ الأَذَى، وطلاقةِ الوجه، وَأَنْ تَحْتَمِلَ مَا يَكُوْنُ مِنَ النَّاس، ِقال ـ تعالى ـ : " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين.

فمن كانت أخلاقُه حسنةً وصل إلى مرتبةِ العابدِين العاملِين

 يقول سيد النبيين: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ "، وفي سعةِ الأخلاق كنوزُ الأرزاق، والبركةُ في المالِ والعُمُر، يقول ــ عليه الصلاة والسلام ــ: "حُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ، وَيَزِيدَانِ فِي الأَعْمَارِ "، وصاحبُ الأخلاقِ الحسنة أقربُ الناسِ منزلةً من رسولِ الله يومَ القيامةِ في أعْلَى الجِنان، يقول ــ عليه الصلاة والسلام ــ:" إن من أحبِّكم إلي وأقربِكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنَكم أخلاقا"، وقال عليه الصلاة والسلام: " أنا زعيمُ بيتٍ في أعلى الجنة لمن حسُن خلُقُه".

 ــ إن الأخلاَق الحميدةَ هي الغايةُ المرجوةُ والثمرةُ المستفادة من العبادات، وما شرع اللهُ عبادةً إلا وهي تعوِّدُ المسلمَ أن يحيا بأخلاقٍ صحيحة، وإن لم تُسْهمِ العبادةُ في تزكيةِ الأخلاقِ فلا قيمةَ لها، فمن حكمة مشروعيةِ الصلاة: أنها تنهى عن الفحشاءِ والمنكر، والصيامُ يزكي الأخلاق ويحقق التقوى، والزكاة والحج يبنيان المسلمَ على الطُّهرِ والنقاء، والبعدِ عن الرفث والفسوق، وإذا لم يتحقق العابدُ بهذه الأخلاقِ فلا قيمةَ لعبادته، ولهذا لما أُخبر النبيُ صلى الله عليه وسلم عن امرأةٍ تقومُ الليلَ وتصومُ النهار، ولكنها تؤذي جيرانَها قال: " هي في النار "؛ لأنها لم تستفدْ من صلاتِها وصيامِها في تزكيةِ أخلاقِها، فالأخلاقُ الحسنة ثمرةُ العبادة؛ والنتيجةُ التي يحصلُها الناسُ من عبادتك وتدينك، ولهذا يقول أبوبكر الكتاني: " الدينُ كلُّه خلق: فمن زادَ عليك في الخلق، فقد زاد عليك في الدين" ، وقال يحيى بنُ معاذ: " سوءُ الخلق سيئةٌ لا تنفعُ معها كثرةُ الحسنات، وحسنُ الخلقِ حسنةٌ لا تضرُّ معها كثرةُ السيئات ". ــ إن الأخلاقَ الحسنةَ قيمٌ مطلقةٌ لا تعرفُ النسبية، ولا تقبل التنازلَ ولا التغافل، ما تركها رسولُ الله وأصحابُه في أحْلكِ الظروفِ وأشدِّ المواقف، لما أراد أن يهاجرَ عليه الصلاة والسلام، أمر الإمامَ عليَّ بنَ أبي طالبٍ أن يبيتَ في فراشِه، وعُرضت حياة الإمامِ عليّ للخطر حتى يرد الأمانات إلى أهلها. وحتى لو تعرضَ المسلمُ لمواقفَ صعبةٍ، لا يتخلى عن أخلاقِه كما فعل رسولُ الله وآلُ بيته، رُوى أن رجلاً لقي عليَّ بنَ الحسين فشتمه، فثارت إليه العبيدُ وهمّوا به، فقال زينُ العابدين: مهلاً، ثم أقبلَ على الرجل فقال: ما سُتر من أمرِنا عنك، أكثرَ مما ظهرَ لك، ألك حاجة نؤديها إليك؟ فاستحيى الرجلُ، فألقى عليه بردةً كانت عليه، وأمر له بألفِ درهم، فكان الرجلُ بعد ذلك يقول: أشهدُ أنك من أولادِ النبي محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ . ــ ولحسنِ الخلقِ عظيمُ الأثر في بناءِ الإنسانِ والمجتمعات، ورقيِّها وازدهارِها؛ لأن الأخلاقَ الكريمة هي إفرازُ القلبِ السليم، والنفسِ الزاكية، والعقيدةِ الصحيحة، والفكرِ الرصين، والاستقرارِ النفسي والإيماني، والفطرة السليمة، فهي مظهرُ ذلك كلِّه، صلاحُ أمرك للأخلاق مرجعُه فقوم النفسَ بالأخلاقِ تستقم ومما يعينُ على التخلقِ بالأخلاقِ الحسنة، الاقتداءُ برسولِ الله، وأن نتعلقَ به، ونقرأَ سيرتَه، فهو الذي تمت أخلاقُه وصفاتُه، وإن التعلق بالكاملِ وصفاته يقودك إلى الكمال، وصفه ربه، فقال:وإنك لعلى خلق عظيم فاق النبيين في خَلق وفي خُلق ولم يدانوه في علم ولا كرم وكلهم من رسول الله ملتمس غرفاً من البحر أو رشفًا من الدِّيم ومما يعينُ على التخلقِ بالأخلاقِ الحسنةِ : مصاحبةُ الصالحين الأخيار، فالمرء على دين خليله وصاحبه، فإذا استحكمت المرافقة تعذرت المفارقة، واعلم أن المجانسة تكون بالمجالسة، فإن جَلست مع المسرورِ سُررت، وإن رافقت الغافلينَ غفلْت، وإن جلست مع الذاكرين ذكَرت، فتبصَّر أمرَك وتدبر حالَ صحبِك، ولا تصحب إلا من ينهضُك حالُه ويدلُّك على الله مقالُه، وما فاز الصحابةُ بهذه الأخلاقِ الحسنة إلا ببركةِ صحبتِهم لرسولِ الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ وأحسنُ مِنْكَ لم ترَ قطُّ عينِي ... وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ خُلِقتَ مُبَرَّءًا مِنْ كُلِّ عَيْبٍ ... كَأَنكَ قدْ خُلِقْتَ كما تَشَاءُ ومما يعينُ على التخلقِ بالأخلاق الحسنة : أن تُكثر من هذا الدعاءِ، الذي تعلمناه من رسولِ الله، والذي كان يدعو به في صلاته، فيقول: اللهم اهدني لأحسنِ الأخلاقِ لا يهدي لأحسنِها إلا أنت، واصرف عني سيئَها لا يصرفُ عني سيئَها إلا أنت، وكان يقول: " اللهم كما حسَّنت خلْقي فحسِّن خُلُقي ، اللهم آمين يارب العالمين .

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أفضل الأعمال مكارم الأخلاق السيدة عائشة القرآن ـ علیه الصلاة والسلام ـ أخلاق ه

إقرأ أيضاً:

في ربيع الأنوار.. مرضعات وإِخوة وحواضن رسول الله

في شهر ربيع الأنوار، حيث مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يواصل مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية حملته (سراجًا منيرًا) تعريفًا برسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.

 

 

مرضعاته وإِخوته في الرّضاع وحواضنه ﷺ

 

وضح مركز الفتوى الإلكترونية أن أول من أرضعت سيدنا رسول الله ﷺ أمُّه السيدة آمِنَةُ بنتُ وَهْبِ بنِ عبدِ مَنَافِ بن زُهرَةَ بن كِلَاب، ثم (ثُويْبَة) مولاة عمّه أبي لهب، ثم (حَلِيمَة السّعديَّة).

 

تابعت أن إخوته في الرَّضاع من (ثُوَيبَة): ابنها مَسْرُوح، وأبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزُوميّ، وعمُّه حمزة بن عبد المطلب، ومن (حَلِيمَة): أولادُها عبد الله، وأُنَيسَة، والشَّيماء، وابن عمِّه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.

 

أما عن حواضنه ﷺ، فأضافت أن اللاتي قُمْنَ على رعايته في صغره؛ فهنَّ: آمِنَة أُمّه، وثُوَيبَة، وحَلِيمَة، والشَّيماء ابنتها، وأمّ أَيْمَن بَرَكة الحبشيَّة.

 

مولد رسول الله صلى الله عليه وسلام

استقبلت قريش الحبيب صلى الله عليه وسلم بالبشر والسرور، وكانت حاضنته أم أيمن وهي جاريةُ أبيه واسمها برَكة، وأول مرضعاته صلى الله عليه وسلم هي ثُويبة جاريةُ عمِّهِ أبي لهب وكانت قد أرضعت قبله عمه حمزة بن عبد المطلب وبعده أبا سلمة عبد الله بن عبد الأسد فهم إخوة في الرضاع.

ولما كانت عادة العرب إرضاع أبنائهم في البادية لينشئوا في أجواء نقية ويتمتعوا برحابة الصحراء بعيدًا عن الحواضر وضجيجها وملوثاتها انتقل صلى الله عليه وسلم مع حليمة بنت أبي ذؤيب إلى بادية بني سعد ليتم فيها رضاعه، وكان له صلى الله عليه وسلم مع حليمة وأسرتها شأن خاص؛ فعندما عُرِض عليها أول الأمر رفضته لما علمت أنه يتيم ثم قبلته في النهاية لأنها لم تجد غيره، وكأن العناية الإلهية شاءت لها أن تنال من البركات وخلود الذكر مالم يخطر لها ببال، وفي هذا الموقف ما يؤكد أن اختيار الله للعبد أفضلُ من اختياره لنفسه وإن بدا خلاف ذلك قال تعالى: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

 

لقد أصابت حليمةُ –بحقٍّ- نَسَمةً مباركة ظهرت آثارها على كل شيء لديها فهذه أتانها (دابتها) الهزيلة التي كانت تمشي بصعوبة في الرحلة إلى مكة انقلب حالها في رحلة العودة فصارت تمشي مُسْرِعَة، وهذا صدر حليمة يمتلأ باللبن بما يكفي وليدها -الذي كان يبكي مُرَّ البكاء من قلة لبنها قبل ذلك- ويكفي معه الحبيب المبارك صلى الله عليه وسلم.

لقد وجدت حليمة وزوجها وأولادها عجبًا من السعة في الرزق والبركة في المعاش بسببه صلى الله عليه وسلم، ومما يدل على ذلك قول حليمة: "قدمنا أرض بني سعد، وما أعلم أرضًا من أرض الله تعالى أجدب منها، فكانت غنمي تسرح ثم تروح شباعًا لُبَّنا فنحلب ونشرب وما يحلب إنسانٌ قطرة لبن ولا يجدها في ضرع، إن كان الحاضر من قومنا ليقولون لرعاتهم: ويحكم انظروا حيث تسرح غنم حليمة فاسرحوا معهم فيسرحون مع غنمي حيث تسرح فتروح أغنامهم جياعًا ما فيها قطرة لبن وتروح غنمي شباعًا لبَّنًا". "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد".

 

مقالات مشابهة

  • في ربيع الأنوار.. مرضعات وإِخوة وحواضن رسول الله
  • الحب في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم: المرأة في حياته
  • فضل الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم
  • الأسوة الحسنة
  • أذكار أوصانا بها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
  • الجالية اليمنية في أمريكا تحيي ذكرى المولد النبوي
  • تعز .. فعالية احتفائية مركزية للهيئة النسائية بذكرى المولد النبوي
  • شيخ الأزهر: ليس من حق المؤمنين المفاضلة بين الأنبياء والرسالات الإلهية
  • بشارة الانجيل بمجيء رسول الله محمد صل الله عليه وآله وسلم..
  • الهيئة النسائية في تعز تنظم فعالية احتفائية بذكرى المولد النبوي الشريف