منذ أسبوع، وصور المجازر التي يركتبها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة ،تجتاح وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي.
هذه الأحداث ليست بعيدة عن لبنان، فهذه الصور التي يراها الجميع يومياً، تترافق مع أصوات رصاص وقذائف يعاينها أطفال الجنوب عن كثب، وقد يجدون نفسهم في مواجهة الموت يومياً، لا سيما عقب الإستهداف المباشر للإعلاميين مساء الجمعة الماضي.


فكيف يمكن أن نحمي أطفالنا من هذا المشهد، وكيف يمكن أن نبعد عنهم هذه الصور المأسوية التي يرونها يومياً ومن الممكن أن تؤثر على صحتهم؟
لا بد من الإشارة إلى أن الإعلام يلعب دوراً
في بداية الأمر، كما أن الإعلام العربي والدولي، يلعب دوراً بارزاً في إيصال هذه الصورة، خصوصاً وانه في حال الحروب تتسابق وسائل الإعلام إلى التقاط الصورة الأكثر دموية، ومشاهد الحزن والأسى التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، ما يؤدي الى انتشار هذه الصور على وسائل التواصل الإجتماعي . وبالتالي من الممكن أن تصل هذه المشاهد بسهولة إلى متناول الأطفال، وفق ما يكشف مصدر إعلامي لـ"لبنان 24".
ومن ضمن هذا السياق، فإن رواد مواقع التواصل الإجتماعي يلعبون دوراً سلبياً أيضاً عبر إعادة نشر هذه الصور، وتوزيعها على نطاق واسع ما يجعل وصولها إلى الأطفال بطريقة سريعة، ممكناً وسهلاً نتيجة مواكبتهم لكل ما ينشر على هذه المواقع.

إلا أن الأهل يلعبون دوراً مهماً
في حماية الأطفال، خصوصاً في ظل صعوبة ضبط الإعلام، حيث أنه في هذه الحالة ، يبقى الوضع متروكاً على الأهل، لمحاولة إبعاد هذه المشاهد عن الاطفال.
وفي هذا الإطار، يقول الأستاذ في كلية التربية والعلوم الإجتماعية في الجامعة الأميركية في لبنان الدكتور أحمد العويني، إنه وعلى الرغم من مسؤولية الأهل في حماية أطفالهم من هكذا مشاهد، إلا أنه في حال الحروب، قد يكون هذا الأمر مستحيلاً، لا سيما إذا ما كانوا في أرض المعركة، أو كانت المعارك تدور بالقرب منهم، كما يحصل في غزة، او كما حصل نتيجة الحادث في علما الشعب، مشدداً على أن مشاهد الحرب قاسية جداً على الأطفال ، ومن الصعب أن نبعدها عنهم لا سيما وأنها تحصل أمامهم وعلى مرأى من عيونهم .
وعما يمكن أن يكون عليه حال الطفل عند سماع أصوات الإنفجارات أو الإشتباكات، فيعتبر العويني أن على الأهل الإنتباه إلى ما قد يصل إلى مسامع الطفل، ليس فقط لناحية أصوات القذائف، بل ما قد يدور بينه وبين أصدقائه من أحاديث حول هذا الموضوع، والذي قد يعود بكثير من الأحيان بنتائج سلبية على صحة الطفل، وبالتالي يؤدي إلى اضطرابات نفسية ومشاكل في السلوك، ما يستلزم من الأهل أن يلعبوا دوراً بتبسيط الأمور على الأطفال وإعطائهم نوعاً من الإيجابية ضمن الحديث الذي سيشرحونه لهم ، إضافةً إلى بث نوع من الإطمئنان في نفوس الأطفال حتى وإن كانوا لا يشعرون به، مشدداً على أن عدم الإستقرار لدى الطفل يؤثر سلباً على حياته وعلى سلوكه وبالتالي، على الأهل السعي دوماً إلى بث الطمأنينة في نفوس الأطفال لا سيما منهم من يتعرض يومياً لسماع أصوات الرصاص والقذائف في محيط منزلهم ، والسعي دوماً إلى الإستفسار من الطفل عن مشاعره والأفكار التي تدور في رأسه، وما يمكن أن يكون قد سمعه من أصدقائه حول الأوضاع ومحاولة تصحيح الأفكار الخاطئة أو المبالغ فيها التي تصل إلى مسامع الطفل.
ودعا العويني الأهل إلى ضرورة إيلاء الطفل كامل الأهمية عند حديثه عما يختلج في نفسه من خوف، وعدم إظهار لامبالاة تجاه مشاعره وخوفه من المستقبل، خصوصاً وأن أي حدث قد يحدث بالقرب منه، قد يكون سبباً لخوفه وخسارة شعوره بالأمان، لأن هذا الأمر سيعود على الطفل بمشاعر سلبية وقلق داخلي و"تروما" قد يكون من الصعب التخلص منها.

إلا أنه في المقابل، طمأن العويني، أن الطفل قادر على النسيان بشكل سريع وعلى التأقلم مع كل الظروف وهمه الأساسي اللعب والفرح، وهذا ما على الأهل السعي لتأمينه دوماً له لمساعدته على تخطي خوفه.
وعليه، فإن مآسي الحروب والجرائم التي ترتكب فيها وهي ضد الإنسانية في أحيان كثيرة، غالباً ما تستهدف الفئات الضعيفة في المجتمع والتي تكون الأكثر تأثراً من أي عنف يتم تداوله، وتنطبع في ذاكرتهم صوراً مأسوية قد ترافقهم طيلة حياتهم.


المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذه الصور على الأهل یمکن أن

إقرأ أيضاً:

أهمية الأطعمة الصحية في المدارس

يشعر بعض الطلاب بالرضا عندما يتناولون الوجبات السريعة بالمدرسة، ولكن حظر الوجبات السريعة ، يعدّ خطوة جيدة في الإتجاه الصحيح لتناول الأطعمة الصحية المفيدة لصحة الطالب، بدلاً عن الوجبات الغنية بالسعرات الحرارية، والدهون المشبعة، والمعروف بأنها قد تسبِّب مشاكل صحية، وتؤدي إلى بناء عادات غذائية سيئة، وتقلِّل من التركيز والإنتباه للطفل،

فتأثيرات الوجبات السريعة غير الصحية، ضارة بصحة الطلاب، وتعليمهم، حيث يمكن أن تسبب مشاكل في الأسنان، بالإضافة لضعف الأداء التعليمي للطالب، لأن القيمة الغذائية لأطعمة الطفل، مرتبطة بشكل مباشر بنشاط دماغه، فيمكن أن نلاحظ زيادة مفاجئة في طاقة الطفل، عندما يتناول أطعمة غنية بالسكر علي سبيل المثال، ولكن هذا التأثير يبدأ في التلاشي سريعًا، ليصبح الطفل بعدها أقل وعياً وخمولاً حتى يتناول وجبة أخري غنية بالسكر، وهذا أمر ضار، فكلما زادت كمية الوجبات السريعة التي يتناولها الأطفال، يقل احتمال إستهلاكهم أو تناولهم للعناصر الغذائية الضرورية، التي يعتمد عليها جسمهم لعملية البناء، وعلي المدي البعيد تصاب أجسامهم بأمراض مرتبطة بسوء التغذية، بسبب زيادة استهلاك السكر، فالوجبات السريعة، بها نقص كبير في الفيتامينات الهامة مثل فيتامين أ وفيتامين ج والمعادن مثل المغنيسيوم والكالسيوم، بل وتسبِّب تلك الوجبات السُمنة فهناك ثلاثة أسباب رئيسية تؤدي إلى السُمنة وهي العامل الوراثي، أو قلة النشاط، أو النظام الغذائي الخاطئ، ففي حين أن العوامل الوراثية للسُمنة لا يمكن التحكُّم فيها بشكل كبير، كما هو الحال في الأمراض الطبية المرتبطة بالغُدد، فإن كون الأطفال يقضون ثلثي يومهم جالسين في الفصل الدراسي بنشاط منخفض مع تناول وجبات، يزيد من معدلات إصابتهم بالسُمنة بشكل كبير، وهنا يجب زيادة الوعي بقيمة الأطعمة الصحية وفوائدها، فالصحة هي الثروة، والتمتع بالصحة، قد يكون مضموناً باتباع أسلوب حياة صحي، فكل الأطعمة والمشروبات الغازية الجاهزة غير آمنة للصحة، وتحتوي هذه الأنواع على الكثير من السكر والدهون، وهو لا يحقق معادلة الجسم السليم، فتناول الطعام الصحي، ضرورة لخلق والحفاظ على صحة جيدة لطفلك، مع الحرص أن تكون وجباته في المدرسة وجبات متوازنة، تحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية كالأطعمة الورقية والبيض، فالوجبات السريعة، لا تقتصر على أنها منخفضة القيمة الغذائية فحسب، بل تحتوي على مستويات عالية من الجلوكوز، والدهون المشبعة، التي تقلِّل من قوة دماغ الأطفال، كما أن استهلاك كمية كبيرة من تلك الوجبات باستمرار أثناء الطفولة، قد يجعل تناول الطعام الصحي بالنسبة لهم في وقت لاحق من الحياة، أكثر صعوبة من المعتاد، فمن غير المرجح أن يتذوق الطفل لاحقًا النكهات الأقل تعقيدًا وتوابلًا من تلك الوجبات السريعة التي تسبِّب الإدمان، فالأطفال الذين يستهلكون الوجبات السريعة بانتظام، لديهم فرص أكبر للإصابة بأمراض مزمنة مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول، أو مشاكل القلب، أو حتّى مرض السكري المبكِّر، حظر الوجبات السريعة والضارة من المدارس، خطوة جيدة يمكنها محاربة السُمنة إلى حدّ كبير، وليس ذلك بالأمر الصعب، فمن خلال العامل القابل للتعديل المتمثل في اتباع نظام غذائي مناسب وإزالة الوجبات السريعة كخيار أثناء المدرسة وهو المكان الذي يبقى فيه الطفل لأكثر من نصف يومه، يوفِّر للطفل خيارات أكثر صحة وفرصة لتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب المرتفع لدى الأطفال، وإتباع نمط حياة أكثر صحة بشكل عام للأطفال، كما هو الحال الذي يفترض أن يتبع أيضًا من قبل الوالدين بالمنزل.

NevenAbbass@

مقالات مشابهة

  • سماح أبو بكر: فترة طفولتي أثرت فيا وشجعتني على الكتابة للوصول إلى الطفل
  • الكاتبة سماح أبو بكر أول ضيوف ندوات التوعية الثقافية لطلاب الإعلام
  • الإمارات.. تعرف إلى خطوات التوعية والحماية من التنمر
  • متخصصة في حرب العصابات.. ما هي وحدة إيغوز التي قتل 8 من جنودها في الجنوب؟
  • يونيسيف: وزارة الصحة المصرية تولي ملف صحة الطفل اهتمام كبير
  • إصابة 3 أطفال في حادث طعن في سويسرا
  • معظمهم أطفال.. مقتل 22 شخصًا إثر حادث حافلة مدرسية في تايلاند
  • أهمية الأطعمة الصحية في المدارس
  • اليونيسف تطلق نداء عاجلا لجمع 105 ملايين دولار لمساعدة أطفال لبنان
  • حكومة السوداني:رغم العجز المالي ومديونية العراق التي تجاوت (90) مليار دولار لكننا سنعمر الجنوب اللبناني ونستمر في دعم حزب الله اللباني