على وقع أحداث غزة أطفال لبنان ليسوا بخير.. وأطفال الجنوب الاكثر تأزماً
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
منذ أسبوع، وصور المجازر التي يركتبها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة ،تجتاح وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي.
هذه الأحداث ليست بعيدة عن لبنان، فهذه الصور التي يراها الجميع يومياً، تترافق مع أصوات رصاص وقذائف يعاينها أطفال الجنوب عن كثب، وقد يجدون نفسهم في مواجهة الموت يومياً، لا سيما عقب الإستهداف المباشر للإعلاميين مساء الجمعة الماضي.
فكيف يمكن أن نحمي أطفالنا من هذا المشهد، وكيف يمكن أن نبعد عنهم هذه الصور المأسوية التي يرونها يومياً ومن الممكن أن تؤثر على صحتهم؟
لا بد من الإشارة إلى أن الإعلام يلعب دوراً
في بداية الأمر، كما أن الإعلام العربي والدولي، يلعب دوراً بارزاً في إيصال هذه الصورة، خصوصاً وانه في حال الحروب تتسابق وسائل الإعلام إلى التقاط الصورة الأكثر دموية، ومشاهد الحزن والأسى التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، ما يؤدي الى انتشار هذه الصور على وسائل التواصل الإجتماعي . وبالتالي من الممكن أن تصل هذه المشاهد بسهولة إلى متناول الأطفال، وفق ما يكشف مصدر إعلامي لـ"لبنان 24".
ومن ضمن هذا السياق، فإن رواد مواقع التواصل الإجتماعي يلعبون دوراً سلبياً أيضاً عبر إعادة نشر هذه الصور، وتوزيعها على نطاق واسع ما يجعل وصولها إلى الأطفال بطريقة سريعة، ممكناً وسهلاً نتيجة مواكبتهم لكل ما ينشر على هذه المواقع.
إلا أن الأهل يلعبون دوراً مهماً
في حماية الأطفال، خصوصاً في ظل صعوبة ضبط الإعلام، حيث أنه في هذه الحالة ، يبقى الوضع متروكاً على الأهل، لمحاولة إبعاد هذه المشاهد عن الاطفال.
وفي هذا الإطار، يقول الأستاذ في كلية التربية والعلوم الإجتماعية في الجامعة الأميركية في لبنان الدكتور أحمد العويني، إنه وعلى الرغم من مسؤولية الأهل في حماية أطفالهم من هكذا مشاهد، إلا أنه في حال الحروب، قد يكون هذا الأمر مستحيلاً، لا سيما إذا ما كانوا في أرض المعركة، أو كانت المعارك تدور بالقرب منهم، كما يحصل في غزة، او كما حصل نتيجة الحادث في علما الشعب، مشدداً على أن مشاهد الحرب قاسية جداً على الأطفال ، ومن الصعب أن نبعدها عنهم لا سيما وأنها تحصل أمامهم وعلى مرأى من عيونهم .
وعما يمكن أن يكون عليه حال الطفل عند سماع أصوات الإنفجارات أو الإشتباكات، فيعتبر العويني أن على الأهل الإنتباه إلى ما قد يصل إلى مسامع الطفل، ليس فقط لناحية أصوات القذائف، بل ما قد يدور بينه وبين أصدقائه من أحاديث حول هذا الموضوع، والذي قد يعود بكثير من الأحيان بنتائج سلبية على صحة الطفل، وبالتالي يؤدي إلى اضطرابات نفسية ومشاكل في السلوك، ما يستلزم من الأهل أن يلعبوا دوراً بتبسيط الأمور على الأطفال وإعطائهم نوعاً من الإيجابية ضمن الحديث الذي سيشرحونه لهم ، إضافةً إلى بث نوع من الإطمئنان في نفوس الأطفال حتى وإن كانوا لا يشعرون به، مشدداً على أن عدم الإستقرار لدى الطفل يؤثر سلباً على حياته وعلى سلوكه وبالتالي، على الأهل السعي دوماً إلى بث الطمأنينة في نفوس الأطفال لا سيما منهم من يتعرض يومياً لسماع أصوات الرصاص والقذائف في محيط منزلهم ، والسعي دوماً إلى الإستفسار من الطفل عن مشاعره والأفكار التي تدور في رأسه، وما يمكن أن يكون قد سمعه من أصدقائه حول الأوضاع ومحاولة تصحيح الأفكار الخاطئة أو المبالغ فيها التي تصل إلى مسامع الطفل.
ودعا العويني الأهل إلى ضرورة إيلاء الطفل كامل الأهمية عند حديثه عما يختلج في نفسه من خوف، وعدم إظهار لامبالاة تجاه مشاعره وخوفه من المستقبل، خصوصاً وأن أي حدث قد يحدث بالقرب منه، قد يكون سبباً لخوفه وخسارة شعوره بالأمان، لأن هذا الأمر سيعود على الطفل بمشاعر سلبية وقلق داخلي و"تروما" قد يكون من الصعب التخلص منها.
إلا أنه في المقابل، طمأن العويني، أن الطفل قادر على النسيان بشكل سريع وعلى التأقلم مع كل الظروف وهمه الأساسي اللعب والفرح، وهذا ما على الأهل السعي لتأمينه دوماً له لمساعدته على تخطي خوفه.
وعليه، فإن مآسي الحروب والجرائم التي ترتكب فيها وهي ضد الإنسانية في أحيان كثيرة، غالباً ما تستهدف الفئات الضعيفة في المجتمع والتي تكون الأكثر تأثراً من أي عنف يتم تداوله، وتنطبع في ذاكرتهم صوراً مأسوية قد ترافقهم طيلة حياتهم.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذه الصور على الأهل یمکن أن
إقرأ أيضاً:
أطفال غزة في عيون الإمام الطيب.. شيخ الأزهر يكشف سرا عند استشهادهم
أطلق فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الجزء الثاني من كتاب "الأطفال يسألون الإمام"، والذي سيُعرض في جناح الأزهر بمعرض الكتاب.
يتناول الكتاب أسئلة عديدة تطرحها عقول الأطفال، وغالبًا ما يعجز الكبار عن تقديم إجابات شافية، خوفًا من أن تكون هذه الأسئلة مسيئة للعقيدة.
تهدف فكرة الكتاب إلى جمع تساؤلات الأطفال ليجيب عليها الإمام الطيب بنفسه، حيث يسعى لتوجيههم وتعليمهم أساسيات دينهم.
كما يحمل الكتاب رسالة تربوية لأولياء الأمور، تدعوهم للانتباه لأسئلة أبنائهم، والإجابة عنها بتفتح ذهني، وتشجيعهم على التفكير في أمور العقيدة وغيرها من جوانب الحياة.
من بين الأسئلة المطروحة: "هل يتألم الأطفال في غزة عند استشهادهم، أم يخفف الله عنهم الألم؟"
وفي إجابته، أوضح الإمام الطيب أن حالة الشهيد تختلف عن حالة الأموات الآخرين، فالشريعة الإسلامية تنص على عدم غسل أو تكفين الشهيد.
وأكد أن الشهداء لا يشعرون بألم الاستشهاد، مستندًا إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال رسول الله ﷺ: "ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة".
وهذا يعني أن الشهداء، مثل أطفال غزة، لا يعانون الألم الشديد عند استشهادهم، بل يشعرون بألم خفيف، كما يُعد الله لهم النعيم والكرامة في الآخرة.