تستعد إسرائيل لإطلاق هجوم بري في النصف الشمالي من قطاع غزة، وهي خطوة على رغم التفوق العسكري الذي يتمتع به هذا البلد، مفعمة بالشك بينما عواقبها الإنسانية متجهمة.  


وكتب المحرر العسكري والأمني في صحيفة الغارديان البريطانية دان صباغ، أن الجيش الإسرائيلي استدعى 300 ألف جندي احتياطي الإثنين ليضيفهم إلى 170 ألف جندي في الخدمة الفعلية، يحتشدون قرب حدود غزة.

وتشير التقديرات إلى أن حماس يمكنها الاعتماد على 30 ألف مقاتل، ربما بمقدار عشر القوة المهاجمة، وليست لديها دبابات أو قوة جوية على غرار المهاجمين.        
وربما يمنح هذا التفوق الجيش الإسرائيلي فرصة كبيرة للسيطرة على هذه المنطقة من قطاع غزة، التي تضم مركزها الحضري الرئيسي، وهو مدينة غزة، حيث أمرت القيادة الإسرائيلية نحو 1.1 مليون فلسطيني بإخلائها.     
وتستعد حماس منذ زمن لتوغل إسرائيلي، وحفرت شبكة من الأنفاق في أنحاء غزة كي تتفادى قواتها القصف الجوي. وتم اكتشاف بعض الأنفاق في وقت سابق من قبل إسرائيل لأنها كانت تمتد تحت الحدود بعمق 70 متراً.  
وفي هذه الأراضي المزدحمة سكانياً، فإن الأفضلية ستكون للمدافعين الذين يصدون الهجوم. إن كل مبنى متبق سيتعين على الإسرائيليين القتال للسيطرة عليه، بينما الألغام الكثيفة يمكن أن تشكل عقبة أخرى أمام الإسرائيليين، إذا ما نسخت حماس التقنية التي استخدمتها روسيا لصد الهجوم الأوكراني المضاد.  

 

الجيش الإسرائيلي يستعد لحرب مدن طاحنة في غزة https://t.co/Aw8ZXcBMUw

— 24.ae (@20fourMedia) October 14, 2023


وفي المقابل، فإن إسرائيل كانت تضع الخطط أيضاً، ومن المحتمل أنه لو سيطر الجيش الإسرائيلي على مداخل نفق، فمن المحتمل أن يفخخه عوض محاولة دخوله. لكن من دون سيطرة كاملة على الشبكات الجوفية حيث من المحتمل أن تكون حماس قد أقامت مواقع قيادة، فإن أي سيطرة عسكرية على شمال غزة ستكون غير آمنة.  
كما أن مطالبة المدنيين الفلسطينيين باخلاء الشمال يشير أيضاً إلى ما يمكن أن يشكل جزءاً آخر لاستراتيجية الغزاة، وهي محاولة لتطهير شمال غزة من مقاتلي حماس. وتم التمهيد لنيات اسرائيل بقصف جوي لا يرحم، مما أسفر عن مقتل 1500 فلسطيني، ثلثهم من الأطفال.     
وتمت إبادة أحياء بكاملها مثل حي الرمال في مدينة غزة. وأعلن سلاح الجو الإسرائيلي، أنه ألقى 6 آلاف قنبلة على أهداف لحماس بحلول الخميس، وعمد إلى قصف 750 هدفاً في الصباح التالي. وكما لاحظ المحقق الأممي السابق في جرائم الحرب مارك غالاسكو، فإن ذلك يساوي تقريباً ما ألقته قوات الناتو في أفغانستان في عام وهو 7423 قنبلة.  
إن الحقيقة المؤكدة هي أن غزواً برياً سيكون دامياً، بينما سيتراجع بعض الشيء الدعم الدولي الذي تمتعت به اسرائيل عقب الهجوم الوحشي الذي شنته حماس قبل أسبوع مما أدى إلى مقتل 1300 مدني اسرائيلي، وذلك بسبب سقوط المزيد من الفلسطينيين المدنيين أو تركهم من دون مأوى أو طعام أو كهرباء.            


كما أن ثمة تساؤلاً عما ستكون عليه استراتيجية اسرائيل على المدى المتوسط في حال تمكنت من السيطرة على النصف الشمالي من غزة. وسيكون منطقياً التطلع إلى الجنوب، ذلك أن توغلاً يهدف إلى التخلص من حماس كقوة مسيطرة لن يكون متاحاً إلا باحتلال كامل للقطاع. وهذا ما يبدو معقولاً، على نطاق واسع، أخذاً في الاعتبار 20 سنة من الاحتلال الأمريكي لأفغانستان رداً على هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة.  
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء إن اسرائيل "ستسحق حماس"، لكن كون الحركة هي السلطة الحاكمة في غزة فإنها متجذرة عميقاً في مجتمعها. ورأى المحلل في معهد الخدمات الملكية إتش أي. هايلر، أنه كي تبسط اسرائيل سيطرتها، فإنه يتعين "تدمير قدرة حماس على الحكم" واستبدالها بإدارة عسكرية، بينما من المؤكد أنها ستقاتل تمرداً دائماً.  
وذهب خبير شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية حسن الحسن أبعد من ذلك، متسائلاً في ندوة عبر الإنترنت الجمعة، عما إذا كان "هناك أي استراتيجية عسكرية قابلة للتطبيق باستثناء التطهير العرقي الكامل لغزة من شأنها أن تؤدي إلى هزيمة دائمة لحماس". وعما إذا كانت "إسرائيل تسير نحو  الفخ الذي نصبته لها حماس".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

مبعوث ترامب: أمريكا ليست عميلة لإسرائيل وتأخذ قراراتها بنفسها

وصف مبعوث الرئيس الأمريكي ترامب لشؤون الرهائن آدم بولر الاجتماعات الأمريكية مع حركة "حماس" بشأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بال"مفيدة جدا".

وذكر بولر في تصريحات إعلامية له، إنه يعتقد أن شيئا ما قد يتم التوصل إليه بشأن غزة في غضون أسابيع، دون ان يستبعد  عقد لقاءات إضافية مع "حماس".

وأشار  المبعوث الأمريكي الي أن الولايات المتحدة "ليست عميلة لإسرائيل" وتتخذ قراراتها بنفسها.

وترفض "إسرائيل" الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي بدأ سريانه في 19 يناير وانتهت المرحلة الأولى منه يوم السبت الماضي، وسط جهود من الوسطاء على رأسهم مصر وقطر لاستكمال تنفيذه.

وأقدمت سلطات الاحتلال مطلع مارس الجاري على إغلاق المعابر مع القطاع ووقف إدخال المساعدات والإمدادات إليه بقرار من مجرم الحرب بنيامين نتنياهو.

مقالات مشابهة

  • الجيش الألماني يواجه أزمة متفاقمة رغم زيادة الإنفاق الدفاعي
  • أميركا ليست عميلة لإسرائيل كيف فسرها خبراء واشنطن؟
  • بوهلر: “لسنا وكالة لإسرائيل”.. وترامب بدأ يسأم من نتنياهو وائتلافه
  • عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني: هدف الهجوم في لبنان عضو كبير في وحدة الدفاع الجوي لحزب الله
  • أي ديبلوماسية يواجه بها لبنان إسرائيل وسلاح الحزب؟
  • شقيق أسير قُتل في غزة يتهم الجيش الإسرائيلي بقتله
  • واللا: المفاوضات بين واشنطن وحماس شكلت مفاجأة كبيرة لإسرائيل
  • أمريكا تعترف بحماس بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة
  • مبعوث ترامب: أمريكا ليست عميلة لإسرائيل وتأخذ قراراتها بنفسها
  • اسرائيل تصعد اجراءاتها التعسفية وتستبق مفاوضات الدوحة بقطع الكهرباء عن غزة