#ثمن_الكرامة
م. #أنس_معابرة
قد يعتبر البعض أن الخطوة التي أقدمت عليها الفصائل الفلسطينية في غزة بهجومها على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة بأنها ضرب من الجنون، واستفزاز لقوة الجيش المحتل، وأنهم لم يقدّروا جيداً تبعات خطوتهم هذه، وما نراه اليوم من غارات جوية على المدنيين الأبرياء في قطاع غزة هو نتيجة لتلك الخطوة غير المدروسة.
ولكن من يعرف أهل غزة جيداً يعلم تماماً أن هؤلاء القوم لهم حسابات تختلف كثيراً عن حساباتنا نحن، وذلك لأن لهم باع طويل في الصراع الذي يخوضونه من أجل الحياة.
مقالات ذات صلة رواية كاذبة وحكومة إجرام!!! 2023/10/15يمكن القول أن الجيل الذي أقدم على الهجوم على المستوطنات هو الجيل الثالث في قطاع غزة، فالأجداد وجدوا نفسهم مهجّرين من أرضهم وموضوعين في سجن كبير جداً أُطلق عليه قطاع غزة.
الآباء لم يفقدوا الأمل في العودة إلى ديارهم، والتخلص من الحياة المستحيلة في مكان ضيق لا يكفي لربع ساكنيه، يغالبون أنفسهم بين الدعوة إلى الصبر ساعة، وإطلاق الدعوات إلى الله ساعة أخرى.
أما الجيل الثالث فهو جيل ولد في القطاع، ونما وترعرع في القطاع، وعلم تماماً أنه ممنوع من الصحة والتعليم والسفر والحياة الكريمة، لا يعترف أحد بوثيقة سفره، وتقفل معظم دول العالم أبوابها دونه، فكان لا بد من تغيير الوضع القائم، حتى لو كان الثمن غالياً، وشعارهم في ذلك: السير نحو المستقبل الغامض خير من الوضع الحالي.
إن ما نراه اليوم من تصعيد قامت به المقاومة في غزة هو نتاج تراكم سبعة عقود من التهجير والتضييق والظلم والحرمان، هو نتاج تصرفات المحتل الغاصب تجاه شعب بأكمله، يزيد من معاناة الفلسطينيين كل فترة، فكان لا بد أن يصل بهم الضغط إلى لحظة الإنفجار.
لم يعد هنالك بيت في قطاع غزة إلا وقدّم شهيداً واحداً على الأقل، هنالك بعض الأسر قد قدمت العديد من الشهداء، وهنالك أسر قد انقطعت إلى الأبد بعد أن استشهدوا جميعاً، وبالتالي لا يمكن النظر إلى الشهداء اللذين يتساقطون هناك يومياً على أنهم من أثمان الحرب.
إن الشهداء اللذين يتساقطون على أرض غزة والضفة الغربية هم شكل من أشكال النصر، بل إن دمهم الطاهر يساعد في تنظيف ما لحق بكرامة العروبة من عيوب، ويحرك تلك الضمائر التي ماتت أو أوشكت على الموت.
لقد أعاد أهل غزة إلى قلوبنا الأمل، بضعة مقاتلين محاصرين منذ عقود وبإمكانيات بسيطة، تمكنوا من التغلب على أقوى جيوش المنطقة، تمكنوا من إخضاع التكنولوجيا الحديثة وكاميرات المراقبة ومستشعرات الحركة والطائرات المسيرة وأجهزة الاتصال الحديثة لمعايرهم هم.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مجازر الاحتلال متواصلة.. ارتفاع عدد شهداء فلسطين إلى 41206
ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم الـ 345 على التوالي إلى 41206 شهداء، ونحو 95337 جريحاً، معظمهم من النساء والأطفال.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد 24 فلسطينياً، وإصابة 57 بجروح مختلفة بعضها خطيرة، وارتكاب ثلاث مجازر ضد العائلات الفلسطينية، خلال الساعات الـ 24 الماضية، في قصف الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
أخبار متعلقة السفارة بالقاهرة تعزي مصر في ضحايا تصادم قطاريّ الشرقيةاستشهاد 3 فلسطينيين في قصف للاحتلال على قطاع غزةوأشار إلى وجود عشرات الشهداء تحت ركام المنازل المدمرة في كافة مناطق القطاع، لم يتم انتشالهم لعدم توفر الإمكانيات والوقود اللازم لتشغيل المعدات.
#البرلمان_العربي: وقف إطلاق النار في #غزة أصبح مطلبًا يحظى بإجماع دولي#اليوم #فلسطين https://t.co/SJ4hPYvb50— صحيفة اليوم (@alyaum) September 14, 2024