لبنان ٢٤:
2025-03-03@15:17:48 GMT

عين العالم على حزب الله

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

عين العالم على حزب الله

قبل أن يسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ما أدلى به عن ذكاء "حزب الله" لا زالت "حارة حريك" شاغلة للعالم، الذي يترقب القرار، الذي يمكن أن يتخذه الحزب ميدانيًا لجهة انخراطه فعليًا في الحرب المفتوحة، التي أعلنتها إسرائيل ضد قطاع غزة، وفق ما تمليه عليه التطورات المتلاحقة.  
الذين تواصلوا مع بعض القيادات في "حزب الله" في الساعات القليلة الماضية فوجئوا بالهدوء الذي يتعاطى به مع الأحداث المتسارعة، وذلك على رغم أن إسرائيل تقوم بكل ما من شأنه أن يستفزّ الحزب وكأنها تريد أن تجرّه جرًّا إلى الحرب، من خلال ما تقوم به في أكثر من منطقة في الجنوب، وآخر هذه الاستفزازات استهداف مجموعة من الصحافيين فأوقعت من بينهم قتلى وجرحى من بينهم المصور الصحافي عصام عبدالله.


في المقابل كوّن هؤلاء المتصلون بـ "حارة حريك" انطباعًا مفاده بأن للصبر حدودًا، وأن ترّيث "حزب الله" في انخراطه في حرب قد تكون مدّمرة ليس دليل ضعف بقدر ما هو قرار حكيم يفرضه الواقع اللبناني، وتمليه الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان، وهو يأخذ كل هذه المعطيات في الاعتبار، ويعرف تمام المعرفة كيف يردّ على هذه الاستفزازات في المكان والزمان المناسبين، وهو يقوم في الوقت نفسه بما يُفترض القيام به لجهة تأمين كل مستلزمات الصمود لأهل غزّة ومقاومتهم لآلة القتل والدمار الإسرائيلية.
 فالموقف الذي يمكن أن يتخذه "حزب الله" في أي وقت سيُحسب له وعليه. سيُحسب له إذا استطاعت قيادته أن تستمر في ممارسة سياسة ضبط النفس بمسؤولية وعدم توريط لبنان بما لا قدرة له عليه، ليس عن عجز، بل انطلاقًا من عدم تمكين العدو من تحقيق غاياته، التي لم تعد خافية على أحد، وهو يريد أن يجرّ لبنان والمقاومة إلى حرب شاملة قد لا تكون بالضرورة لمصلحته تمامًا كما هي الحال في قطاع غزة.
أمّا إذا خرجت الأمور عن السيطرة وبقي العدو الإسرائيلي مصرًّا على عدم التزامه بقواعد الاشتباك المعمول بها منذ حرب تموز فإن الحزب سيجد نفسه مجبرًا على الردّ بما يتناسب مع الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة بوتيرة تصاعدية. وعندها فليتحمّل المجتمع الدولي مسؤولية عجزه عن لجم إسرائيل، ومسؤولية عدم تمكّنه من الحفاظ على استقرار المنطقة انطلاقًا من الحفاظ على الاستقرار في لبنان، الذي طالما اعتُبر معبرًا للاستقرار الشامل، الذي يتعدّى الحدود الجغرافية للدولة اللبنانية.  
ولأن استقرار لبنان مهمّ فإن الاتصالات والمساعي التي تقوم بها الأمم المتحدة وأصدقاء لبنان لإبعاد شبح الحرب عن أجوائه بلغت درجة مرتفعة في منسوبها الإيجابي، ولكنه غير كافٍ باعتراف المسؤولين اللبنانيين. من هنا جاءت زيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، الذي حذّر "من امتداد الاحداث الجارية في غزة الى مناطق أخرى في المنطقة، إذا لم يوقف نتنياهو حربه المدمّرة ضد القطاع". لكنه أضاف في المقابل أن "المهم بالنسبة الينا هو أمن لبنان والحفاظ على الهدوء فيه، وهذا هو هدف زيارتي، واقترح عقد اجتماع لقادة المنطقة للبحث في الاوضاع".
ومن بين الاشارات غير المشفرّة التي أرسلها "حزب الله" للدلالة على أنه غير راغب في التورّط بحرب طويلة وغير محسوبة النتائج أنه وبعد كل اعتداء إسرائيلي على الجنوب، وما ينجم عنه من أضرار في المنازل والمحال التجارية والسيارات وغيرها من الممتلكات، ولا سيما في قرى الضهيرة ومروحين ويارين، يعمد عبر مهندسين مختصين لمعاينة الأضرار وإجراء مسح ميداني لها، ليصار إلى دفع تعويض لأصحابها، لتكون الخطوة الأولى في مسار إطلاق ورشة إعادة الاعمار.
وهذا ما اعتبرته مصادر مراقبة دليلًا إضافيًا على إعطاء "حزب الله" هامشًا واسعًا للحركة الديبلوماسية. فمن يسعى إلى الحرب لا يعيد بناء ما تدّمره آلة الحرب الإسرائيلية، بل يترك الوضع على ما هو عليه إلى أن تنجلي الصورة الميدانية.
أمّا ردّ الحزب بالأمس وتنفيذه سلسلة من الهجمات على مواقع عسكرية إسرائيلية فيأتي في سياق قواعد الاشتباك، التي لا يزال يتمسّك قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.
 


المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

إيران تحسم الخيار.. هل بقيَ حزب الله قائد وحدة الساحات؟

قبل نحو أسبوع وتحديداً عند تشييع أمين عام "حزب الله" السّابق الشهيد السيد حسن نصرالله، لم يتحدّث الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم عن أيّ عنوانٍ يتربطُ بـ"وحدة الساحات"، وهو المسار الذي كان قائماً خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل ويضمّ سائر أركان ما يُعرف بـ"محور المقاومة" المدعوم من إيران.    
عملياً، لا يمكن اعتبار عدم حديث قاسم عن "وحدة الساحات" بمثابة "إنكارٍ لها" أو إعلان لـ"إنتهاء دورها"، ذلك أنَّ هذا الأمر لا يصدر بقرارٍ من "حزب الله" بل من إيران ذاتها والتي تسعى حالياً لـ"لملمة جراح الحزب" بعد الحرب من خلال تكريس الإحاطة الخاصة به، مالياً وعسكرياً.
السؤال الأساس الذي يطرح نفسه الآن هو التالي: هل ستُحيي إيران "وحدة الساحات".. ماذا تحتاج هذه الخطوة؟ هنا، تقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إنَّ "وحدة الساحات تزعزعت كثيراً إبان الحرب الأخيرة التي شهدها لبنان"، معتبرة أن "حزب الله كان رائد هذه الوحدة في حين أن الخسائر التي أصيب بها عسكرياً تؤدي به حالياً إلى البقاء جانباً لإعادة ترميم نفسه داخلياً وأمنياً".
ترى المصادر أن "إيران قد تفكر في إحياء وحدة الساحات لاحقاً ولكن بطرق مختلفة لا تؤدي إلى خسائرها الكبيرة"، موضحة أنَّ "إيران تريد الاستثمار في حلفائها مرة جديدة على قاعدة الإستفادة وليس على قاعدة الخسارة، ذلك أنّ هذا الأمر مُكلف جداً بالنسبة لها".
في المقابل، ترى المصادر أن "انكفاء إيران عن الساحة بسهولة وبساطة هو أمرٌ ليس مطروحاً على الإطلاق، فحصول هذا الأمر سيكون بمثابة تسليمٍ لواقع المنطقة إلى أميركا وإسرائيل، وهو الأمر الذي ترفضه إيران وتسعى من خلال أدوات مختلفة للإبقاء على نفوذها قائما بعدما تراجع بشكل دراماتيكي".
ورغم الانتكاسات العسكرية التي مُني بها "حزب الله"، فإن إيران أبقت عليه كـ"عنصر محوري وأساسي يقود محور المقاومة ووحدة الساحات"، وفق ما تقول المعلومات، وبالتالي فإن عمليات الترميم تغدو انطلاقاً من هذه النقطة لتكريس قوة الحزب مُجدداً، لكن الأمر سيصطدم بأمرٍ مفصلي أساسه الداخل اللبناني، فضلاً عن أن عمليات تمويل الحزب وتسليحه باتت تواجه صعوبات جمّة لاسيما بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد يوم 8 كانون الأول الماضي 2024.
ولهذا، تعتبر المصادر أنّ "وحدة الساحات تريد عنصراً متماسكاً"، كاشفة أن "استعادة الدور السابق من حيث القوة والزخم يتطلب وقتاً طويلاً، وبالتالي قد لا تستقر تلك المساعي على نتائج إيجابية ذلك أن ورشة الحزب الداخلية تحتاج إلى تمكين وتمتين، وهذا الأمر يعمل الإيرانيون عليه".
وسط كل ذلك، تقول المصادر إنَّ "حزب الله" اليوم، ورغم توقه لإعادة "إحياء" وحدة الساحات، إلا أنه في الوقت نفسه لا يريد الاصطدام مع الداخل اللبناني الذي "رفض" تلك القاعدة، والأمر هذا قائم أيضاً في أوساط الطائفة الشيعية التي بات كثيرون فيها لا يؤيدون القاعدة المذكورة على اعتبار أن نتائجها كانت كارثية على الحزب ولبنان.
ضمنياً، تعتبر المصادر أن إعادة تبني "حزب الله" لمفهوم "وحدة الساحات" واعتماده كقاعدة جديدة مُجدداً سيعني بمثابة تكرار لسيناريوهات سابقة، وبالتالي عودة "حزب الله" إلى تكريس خطوات تتحكم بقرار السلم والحرب وهو الأمر الذي أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أنه بـ"يد الدولة فقط"، وذلك خلال مقابلته الأخيرة مع صحيفة "الشرق الأوسط".
بشكل أو بآخر، قد لا يُغامر "حزب الله" بالإندماج مُجدداً ضمن "وحدة الساحات" مثلما كان يجري سابقاً، علماً أن هذا الأمر لا يعني خروج "الحزب" من المحور الإيراني، لكن آلية التعاطي والتنسيق ستختلف تماماً، وبالتالي سيكون الحزب أمام الواقع السياسي الداخلي اللبناني الذي بات "حزب الله" مُلزماً التعاطي معه كما هو وعلى أساس مكوناته وتحت سقف الدولة وضمن مقتضيات ومرتكزات خطاب القسم للرئيس عون. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (2)
  • الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام
  • عبد الله: ودعنا اليوم رفيقنا علي عويدات الذي تشهد له الساحات والمواقف
  • روبيو: ترامب الوحيد في العالم الذي يستطيع جلب بوتين إلى طاولة المفاوضات
  • من هو الصحفي الذي أشعل الحرب داخل البيت الأبيض بين ترمب وزيلينسكي؟
  • إيران تحسم الخيار.. هل بقيَ حزب الله قائد وحدة الساحات؟
  • موسم التشرذم السياسي في السودان
  • معنى تصفيد الشياطين في شهر رمضان.. ومن الذي يوسوس لنا ؟
  • تقرير يكشف الضرر الكبير الذي خلفته الحرب على الصحة العقلية للأطفال في لبنان
  • مستقبل حزب الله