زيارة بلينكن للمنطقة.. دعم أعمى لإسرائيل ولا حلول قريبة لإنقاذ سكان غزة
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
تتبنى الولايات المتحدة الأمريكية موقفاً واضحاً داعما لإسرائيل منذ اشتعال الصراع مع الفصائل الفلسطينية، السبت الماضي، على خلفية عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس داخل دولة الاحتلال، ونتج عنها خسائر فادحة في صفوف الإسرائيليين، بحسب "هيئة البث الإسرائيلية ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين جراء هجوم حماس إلى أكثر من 1300 شخص".
وأسفر الرد الإسرائيلي على عملية طوفان الأقصى عن تدمير مساحة واسعة من قطاع غزة إضافة لاستشهاد أكثر من ألفي فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال - بحسب "مصادر متعددة تجاوزت أعداد الموتي من الأطفال أكثر من 700 طفل نتيجة للقصف العشوائي والاستخدام الغاشم للقوة من قبل قوات الاحتلال"
جولة بلينكن في المنطقةوشهد الدعم الأمريكي لإسرائيل أشكالا عدة ما بين عسكرية وبلوماسية، بعيدا عن عشرات الخطابات والاتصالات الرسمية من قبل صناع القرار داخل الإدارة الأمريكية مع حكومة إسرائيل، والتي أكدت جميعها الدعم الأعمى لدولة الاحتلال على حساب العرب والفلسطينيين.
من جانبه قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بزيارة إلى إسرائيل على هامش جولة في المنطقة تتضمن الأردن وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، حيث أكد الوزير الأمريكي وقوف بلاده لجانب دولة الاحتلال وتعاطفه بشكل شخصي مع الإسرائيليين كونه يهوديا.
وأكدت واشنطن خلال الأيام الماضية مساندتها لإسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس، وقدمت واشنطن دعماً عسكريا لإسرائيل منذ بدء الصراع بين المقاومة وقوات الاحتلال، حتى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أكد ذلك في مرات عدة قبل وفي أثناء زيارته إلى إسرائيل: "تدعم الولايات المتحدة إسرائيل.. وندعمها اليوم وغدا.. وسندعمها كل يوم بعد ذلك".
ووصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، السبت، إلى السعودية في إطار زيارة يجريها للمنطقة لبحث تطورات الحرب التي تشهدها إسرائيل مع حماس عقب الهجوم الذي شنته الحركة على بلدات إسرائيلية، وذلك بعد توجهه للبحرين وقطر والأردن.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركي، ماثيو ميلر، في بيان أن بلينكن التقى، الجمعة، مع ولي العهد البحريني ورئيس الوزراء، سلمان بن حمد آل خليفة، في المنامة.
وناقش الوزير الأميركي وولي العهد "هجمات حماس في إسرائيل وأهمية منع اتساع الصراع والحفاظ على الاستقرار في المنطقة"، وأكد بلينكن من جديد الشراكة الاستراتيجية القوية بين الولايات المتحدة والبحرين.
وأعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، السبت، بالعاصمة الرياض، عن رفض السعودية القاطع لدعوات "التهجير القسري" للشعب الفلسطيني من غزة، وإدانته "استهداف المدنيين بأي شكل".
وشدد الأمير فيصل بن فرحان، بحسب بيان لوزارة الخارجية السعودية، على مطالبة المملكة "بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ومحيطها، ورفع الحصار عن القطاع تماشياً مع القانون الدولي".
وأشار إلى ضرورة العمل على "ضمان دخول المساعدات الإنسانية الملحّة من غذاءٍ ودواء، والحاجة إلى بذل جهدٍ جماعي سريع لوقف دوامة العنف المستمرة، وكافة أشكال التصعيد العسكري ضد المدنيين لمنع حدوث كارثة إنسانية".
وأوضح بن فرحان أن "الأولوية الآن هي العمل على منع سقوط المزيد من المدنيين الأبرياء نتيجةً لدوامة العنف المستمرة"، مشدداً على "ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني، وأن أي أعمال تتنافى مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ستفاقم من عمق الأزمة الحالية، وتزيد المعاناة في تلك المنطقة".
وأكد الوزير السعودي أن "الحوار هو المسار الوحيد لإيجاد حلٍ سياسي عادل وشامل للنزاع، وأن على المجتمع الدولي أن يضطلع بمسؤوليته لوقف العنف، والدفع بعملية السلام وفقاً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية".
ومن اللافت للنظر أنه قد قررت المملكة العربية السعودية تعليق محادثات تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفقاً لما نقلته وكالة فرانس برس.
وقال المسؤول السعوديّ المطلع على المفاوضات إنّ "المملكة العربية السعودية قررت تعليق المحادثات حول التطبيع المحتمل (مع إسرائيل) وأبلغت ذلك للمسؤولين الأمريكيين" الذين يقومون برعاية المباحثات.
جاءت الأنباء بعد أن وصل وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن إلى السعودية، في إطار جولة إقليمية وسط تصاعد القتال بين إسرائيل وحركة حماس.
وكانت قد أكّدت الرياض رفضها دعوات التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة وندّدت باستمرار استهداف إسرائيل للمدنيين العزّل، في بيان هو الأشد لهجة منذ اندلاع الحرب.
جولات أخرى للمنطقةكما التقى الوزير الأميركي أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، محمد بن عبدالرحمن.
وقال بلينكن في تغريدة: "تحدثت مع أمير قطر اليوم حول الهجمات الإرهابية في إسرائيل والصراع المستمر مع حماس. وأعربت عن تقديري لجهود قطر في تأمين عودة الرهائن".
والتقى بلينكن كذلك مع العاهل الأردني ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ، الجمعة، في العاصمة، عّمان، حيث بحث معهما هجمات حماس ضد إسرائيل وسبل منع النزاع من التوسع.
و طالب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الجمعة، بوقف "العدوان الإسرائيلي" على قطاع غزة بشكل فوري، معربا عن "رفضه الكامل" لأي تجهير لسكانه، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
أمريكا واسرائيل أمريكا تدعم اسرائيلوأكد بلينكن، الخميس، من تل أبيب، وقوف بلاده إلى جانب إسرائيل، التي توعدّ رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو، بـ"سحق حركة حماس"؛ في أعقاب العملية غير المسبوقة التي شنتها" السبت، قبل أن يدعو الجيش" اليوم الجمعة" سكان مدينة غزة" إلى إخلاء منازلهم والتوجه جنوبًا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي: "لم آت لإسرائيل كوزير لخارجية الولايات المتحدة فقط ولكن كيهودي فر جده من ال.قتل"، موضحا في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، أنه تم تقديم ذخائر لمساعدة إسرائيل، وأن المساعدات الأمريكية متينة، وسيتم العمل مع الكونجرس لإتمام هذه العملية.
وشدد بلينكن: "نؤكد ما قاله الرئيس بايدن بأنه يجب ألا يستفيد أي شخص من الوضع في الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أنه يتم العمل للتوصل إلى تفاهمات، وأن إسرائيل ضد خسارة حياة أي شخص من أي جنسية كانت.
وكان في استقبال بلينكن، وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في مطار بن غوريون.
مسئول ببنك الطعام: أتمنى أدخل غزة بنفسي لإيصال المساعدات لأشقائنا .. فيديو ليس صدفة .. الديهي يفضح مخطط إسرائيل الأكبر لتفريغ غزة من الفلسطينيينوكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، قد وصل اليوم إلى إسرائيل، وقال إنه لا مجال للحياد أو لأي أعذار حيال الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل، مشيرا إلى أن واشنطن تنسق جهودها لإطلاق سراح المختطفين من قبضة حماس، بمن فيهم المواطنون الأمريكيون.
وفي كلمة، ألقاها بعد لقائه بوزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في إسرائيل، شدد أوستن على وقوف الولايات المتحدة إلى جانب حليفتها، من خلال تزويدها بكل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها، وقال :"هذا وقت الحسم لا الثأر".
وقال أوستن: "أنا موجود هنا شخصيا لأوكد الدعم الأميركي الراسخ لإسرائيل، ولأعبر عن تعاضدي مع كل العائلات التي لا تزال تعيش الكابوس".
و اتهم أوستن، ،إيران بدعم المجموعات المسلحة في المنطقة، وقال: "هي التي تعطي الدعم والأفكار للأعمال الإرهابية".
و أردف قائلا: "إيران وحزب الله وحماس هم محور واحد، هو محور الشر"، مضيفا: "حماس تُذكرني بما فعله تنظيم داعش.. هي لا تتحدث باسم الشعب الفلسطيني، ولا تمثل آمالهم بالسلام مع إسرائيل".
وتابع "عندما واجهنا داعش؛ كان شرا كبيرا، وما نراه من حماس، هو شر أكبر بكثير"، ولتأكيد دعم واشنطن لحليفتها إسرائيل، قال وزير الدفاع الأميركي، إن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل للدفاع عن نفسها مثلما تدعم أوكرانيا، مشيرا إلى أن "البنتاغون على استعداد تام لنشر معدات إضافية.. وسنستمر بضخ المعدات الأمنية لإسرائيل ".
وأشار أوستن إلى أن "الهجوم على غزة سيكون طويلا وقويا وسيحدث تغييرا دائما" رافضا التفصيل في خطة إسرائيل الهجومية على غزة بالقول إنه ما سيقوم به الجيش الإسرائيلي بموضوع محور الشر لا يمكنني البوح به لكنه عاد ليؤكد أن إسرائيل لن تطلق النار على المدنيين عمدا ولذلك نطلب منهم في غزة التوجه إلى الجنوب.
من جهته، قال غالانت، إن انتشار القوات الأميركية قرب إسرائيل "رسالة للحلفاء والأعداء"، مشددا هو الآخر على وصف حركة حماس بكونها مثل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وقال "حماس المتشابهة مع داعش هي العدو المدعوم من إيران".
وقال غالانت "لا يهم إذا كانت إيران قد وافقت على الهجوم على غزة أم لا؛ لأن الفكرة هي فكرة إيرانية".
وفي سياق حديثه عن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة المأهول بالمدنيين، قال غالانت "إسرائيل لن تطلق النار على المدنيين عمدا، ولذلك نطلب منهم في غزة التوجه إلى الجنوب".
غزةتحذير للدول العربية!في هذا الصدد قال الدكتور مهدي عفيفي، المحلل السياسي وعضو الحزب الديمقراطي الأمريكي ، إن زيارة بلينكن للمنطقة تركز في الأساس على إسرائيل ودعم إسرائيل ، حيث إن الولايات المتحدة الامريكية أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل أن تقوم بأي شيء، مشيراً إلى أن الدعم المادي والعسكري لم يحدث في تاريخ أمريكا حتى في القضايا الأمريكية نفسها، كما أن هناك دعما من كل من مجلسي الشيوخ والنواب، إلا من 3 أو 4 أعضاء فقط في مجلس النواب الذين هم في الأساس من أصل فلسطيني، أما في مجلس الشيوخ فهناك واحد فقط مستقل الذي يدعم أن يكون هناك حلول في فلسطين مع الآخرين ويعترض على ما تقوم به إسرائيل وهو يهودي أصلا “بيرني ساندس Bernard Sanders ”.
وأضاف مهدي عفيفي خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن زيارة بلينكن ستكون للتواصل مع الشركاء في المنطقة، فضلاً عن "التحذير من الدخول في هذه الحرب"، حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية متفقة مع إسرائيل على القضاء على الفلسطينيين مهما تكلف الأمر، والمسألة ليست فقط حماس ولكن هم يرغبون كما قال قيادات الإسرائيلية “منطقة غير مأهولة”.
وتابع: هناك تخطيط لتدمير الجزء الشمالي من غزة بالكامل لذلك تمت طلب إجلاء أكثر من مليون شخص من هذا المكان لأنه سيتم تسويته بالأرض، ومن المؤسف أن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها بعض الحلفاء الأوروبيين قرروا إبادة الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن زيارة بلينكن ما هي إلا إعطاء تحذيرات للدول العربية والدول المجاورة بعدم التدخل كما أن الدعم المعنوي والدعم المادي تم إيقافها.
واستكمل : هذه الجولات ليس لها أي فائدة للفلسطينيين أو لغزة وإنما الفائدة هي ضمان أن يقوم الإسرائيليون بدفن أهل غزة تحت الأرض لأن هذا هو المكان الوحيد الذي أصبح متاحا لهم، وبالطبع كان هناك تنويه أن الملجأ الأخير هو “معبر رفح” ودخول بعضهم إلى أرض سيناء، وهذه الأمر مثار بشكل كبير داخل أروقة السياسة الأمريكية وأروقة الإعلام الأمريكي وهناك شبه حديث أن هذا هو الملجأ الوحيد في محاولة لإغراق مصر بالمتدفقين الفلسطينيين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة انتوني بلينكن إسرائيل وزير الخارجية السعودي وزير الخارجية الأميركي عملية طوفان الأقصى وزیر الخارجیة الأمریکی الولایات المتحدة أنتونی بلینکن زیارة بلینکن فی المنطقة مع إسرائیل قطاع غزة أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
أنباء عن تقدم في محادثات وقف إطلاق النار .. والأمم المتحدة تطلب رأيا قانونيا حول التزامات إسرائيل في غزة
عواصم "وكالات": أفادت مصادر أمنية مصرية بأن المفاوضات المطولة بشأن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد 14 شهرا من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس تدخل مرحلتها النهائية.
وقالت مصادر في القاهرة مطلعة على المفاوضات إنه قد يجري التوصل إلى اتفاق في غضون عشرة أيام، والذي من المتوقع أن يتضمن أيضا الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة. وأضافوا أن هناك تقدما تم إحرازه في جميع القضايا العالقة.
وسافر وفد مصري إلى العاصمة القطرية الدوحة صباح الخميس للمشاركة في المحادثات مع ممثلين من إسرائيل والولايات المتحدة .
وتتوسط الولايات المتحدة ومصر وقطر بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، واللتان لا تتفاوضان مباشرة مع بعضهما البعض. وتستهدف المفاوضات التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة.
وتركز جولة المحادثات في الدوحة على دور المؤسسات الدولية التي من المفترض أن تراقب تنفيذ الاتفاق المرتقب، وفقا للمصادر الأمنية.
وسيستمر وقف إطلاق النار في البداية لمدة 60 يوما، مع بقاء الجنود الإسرائيليين في بعض المناطق في قطاع غزة. وأضافت المصادر أن الرهائن الذين تم اختطافهم من إسرائيل سيتم الإفراج عنهم على مراحل.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق أن النقاط العالقة تشمل تحديد السجناء الفلسطينيين الذين سيجري الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية مقابل الرهائن الذين تم اختطافهم من إسرائيل خلال الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
ووفقا للتقارير الإسرائيلية، من المقرر أن يجري نقل بعض السجناء الذين ارتكبوا جرائم خطيرة إلى دول مثل تركيا أو قطر.
إحراق "مسجد مردا"
اتهم مسؤولون فلسطينيون الجمعة مستوطنين بحرق مسجد في قرية مردا شمال الضفة الغربية المحتلة، وكتابة شعارات عنصرية معادية للعرب على جدرانه، فيما اعتبر الامن الداخلي والشرطة الاسرائيلية أنّ هذه الحادثة "بالغة الخطورة".
وأفاد محافظ سلفيت اللواء عبد الله كميل بأنّ "مستعمرين اقتحموا قرية مردا فجر الجمعة وأحرقوا مسجد "بر الوالدين" في القرية وكتبوا شعارات انتقامية وعنصرية ضد العرب والمسلمين، وأخرى تنطوي على تهديدات بالقتل والانتقام من أهالي القرية".
وحمّل "الحكومة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة المسؤولية الكاملة عن جريمة المستعمرين"، مطالبا "المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل لحماية الشعب الفلسطيني ومساجده وكنائسه وممتلكاته".
وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس إنّ "مستوطنين تسللوا فجر الجمعة الى قرية مردا شرق سلفيت في شمال الضفة وأضرموا النار في مسجد القرية وكتبوا على جدرانه شعارات باللغة العبرية".
وأظهرت صور تم التداول بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي شعارات مكتوبة باللون الأسود، تتضمّن عبارات مثل "الموت للعرب" و"إسرائيل ستبني المعبد المقدس".
وأضاف الشهود أن "الاهالي تمكنوا من إخماد الحريق قبل أن يمتد الى كل المسجد، وقد اقتصرت الاضرار على مدخله".
أفاد مصوّر وكالة فرانس برس في مكان الحادث بأنّ أهالي القرية كانوا يتجمعون في المسجد لتقييم الاضرار.
واعتبر محافظ سلفيت عبد الله كميل أنّ الحادث ليس منعزلا، مشيرا الى انّ "قرية مردا تتعرض بشكل دائم لاعتداءات من قوات الاحتلال ومستعمرين، عن طريق الاقتحامات وعمليات ترويع المواطنين وإغلاق البوابات الحديدية المنتشرة على مداخلها والاعتقالات وغير ذلك، فيما تتكرر هذه الأفعال= في معظم مناطق المحافظة".
وذكر بيان مشترك لجهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة الاسرائيلية باللغة العربية أن الجهازين شرعا "بالتحقيق للتدقيق في ملابسات حادثة الحرق التي وقعت هذه الليلة في القرية الفلسطينية مردا في منطقة السامرة" شمال الضفة الغربية.
وتابع البيان "بحسب الشبهات، أُحرق المسجد عمدا وكُتبت شعارات" على جدرانه، مضيفا "في إطار تقييم الوضع الذي أجراه جيش الدفاع وجهاز الأمن العام وشرطة إسرائيل، تقرر إجراء تحقيق مشترك".
وأردف البيان "ننظر الى هذه الحادثة على انها بالغة الخطورة وسنعمل بصورة حازمة لإحالة الجناة إلى القضاء ومحاكمتهم بشكل صارم".
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية الجمعة إحراق مستوطنين مسجد قرية مردا، معتبرة أنّ "الاعتداء عنصري بامتياز، ويشكل ترجمة لحملات تحريض واسعة ضد شعبنا يمارسها أركان اليمين المتطرف الحاكم، وامتداد لمسلسل طويل من الانتهاكات وجرائم ميليشيات المستوطنين المسلحة والمنظمة المدعومة رسميا من حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو".
وطالبت الخارجية الفلسطينية الأمم المتحدة بـ"تفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".
وتصاعد العنف منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس واسرائيل في غزة في السابع من أكتوبر 2023، وفقا لوزارة الصحة في رام الله. قُتل ما لا يقل عن 803 فلسطينيا في الضفة الغربية إثر هجمات للجيش الاسرائيلي أو برصاص مستوطنين.
كذلك، أسفرت هجمات نفّذها فلسطينيون على إسرائيليين عن مقتل ما لا يقل عن 24 شخصا في الفترة نفسها في الضفة الغربية، وفقا لأرقام رسمية إسرائيلية.
رأيا قانونيا
صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدعو محكمة العدل الدولية لإصدار رأي قانوني حول التزامات إسرائيل الإنسانية في قطاع غزة.
ويهدف الرأي القانوني إلى توضيح مدى إلتزام إسرائيل بقبول المساعدات من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وحصل القرار الذي تقدمت به النرويج على 137 صوتا لصالحه، بينما اعترضت 12 دولة - بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل - في حين امتنعت 22 دولة عن التصويت.
وقال رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره في بيان:"من غير المقبول أن تمنع إسرائيل تسليم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال".
وأضاف وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي في البيان: "إعاقة إسرائيل للمساعدات الضرورية تقوض السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
وأكد إيدي قائلا: "لا يوجد أي بلد فوق القانون الدولي، ولا يحق لإسرائيل طرد منظمات الأمم المتحدة من الأراضي الفلسطينية التي تحتلها بشكل غير قانوني".
وسيجري الآن إحالة طلب الرأي الاستشاري إلى المحكمة في لاهاي. ومع ذلك، فإن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليست ملزمة قانونيا وتعتبر رمزية.
هجوم ممنهج
اتهمت منظمة أطباء بلا حدود إسرائيل بشن هجمات منهجية على النظام الصحي في غزة وبتقييد المساعدات الإنسانية الأساسية.
وقالت المنظمة، التي تعمل في غزة منذ أكثر من 20 عاما، إن موظفيها تعرضوا لأكثر من 40 هجوما منذ بداية الحرب، بما في ذلك غارات جوية وقصف واقتحامات عسكرية على المنشآت الصحية. وذكرت أنه بحلول شهر أكتوبر تم إغلاق 19 من مستشفيات غزة الـ36، ومنع القتال المستمر العديد من السكان من الوصول إلى المستشفيات التي لا تزال تعمل.
وذكر تقرير المنظمة أن "الهجمات على المدنيين، وتفكيك النظام الصحي، ومنع الطعام والماء والإمدادات، هي شكل من أشكال العقاب الجماعي الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على سكان غزة. يجب أن يتوقف هذا الآن".
من جهتها، وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية التقرير بـ"الكاذب والمضلل تماما"، مشيرة إلى أن إسرائيل لا تستهدف العاملين في المجال الصحي الأبرياء وتسعى لضمان إيصال المساعدات. واتهمت المجموعة الطبية بعدم الاعتراف باستخدام حركة حماس للمستشفيات كقواعد "للأنشطة والعمليات الإرهابية".
وتكرر ذكر بعض الاتهامات الواردة في تقرير أطباء بلا حدود في تقرير آخر من منظمة هيومن رايتس ووتش، التي اتهمت إسرائيل بحملة في غزة تشكل "أعمال إبادة جماعية"، من خلال قطع إمدادات المياه والكهرباء، وتدمير البنية التحتية، ومنع توزيع الإمدادات الحيوية.