عشرات البهائيين اليمنيات يتعرضن للاعتقال والترهيب في سجون الحوثيين
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
يمن مونيتور/ من معاذ العبيدي
“كانت غرفة التحقيق مكونة من مكتب محقق خلفه سرير وكرسي اجلس عليها للاستجواب، كان هنالك رسالة واضحة لي كامرأة” هذا المشهد بالإضافة للعنف اللفظي والشتائم والتمييز العنصري في سجن للحوثيين لن يغيب عن ذاكرة البهائية اليمنية نداء القدسي مهما حاولت كما تقول.
هي واحدة من بين عشرات البهائيين الذين تعرضوا للاعتقال والترهيب بسبب معتقداتهم، ضمن حملة “اضطهاد” تعرضت لها هذه الأقلية خلال السنوات السبع الأخيرة في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
اعتقلت نداء العام 2016 من قبل الأمن القومي في صنعاء مع اشخاص أخرين بهائيين ومسلمين، عقب مداهمتهم لفعالية تقيمها أحد المؤسسات وأودعوها سجنا مجهولا منعت فيه التواصل مع اهلها الا بعد مضي ساعات.
هذه الواقعة ليست سوى جزء من سلسلة من الانتهاكات المتكررة التي تواجه هذه الأقلية الصغيرة التي تمثل فقط 1% من سكان اليمن.
“كانت الفعالية مسالمة وفتشوا كل شيء حتى الساندوتش” تستذكر نداء تلك اليوم. موضحة أنها “تعرضت للعنف اللفظي والقذف والتهديد بالقتل والانتقاص منها لأنها امرأة وطُلب منها التوقيع على عدم ممارسة عملها المجتمعي والذهاب للاجتماعات البهائية، واستمعت هي وأخريات لمحاضرات تلفيقية عن البهائيين، قبل أن يتم الافراج عنها”.
ملاحقات علنية
في كثير من الأحيان قام الحوثيون بمضايقة أفراد الطائفة البهائية واحتجازهم تعسفا، وهو ما وصفه المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية الدين أو المعتقد بأنه “نمط مستمر من الاضطهاد“.
تقارير حقوقية تشير إلى استمرار الحوثيين إخفاء 11 بهائيًا، بعدما تم اختطافهم في 25 مايو/أيار الماضي، إثر اقتحام مسلحون لتجمع سلمي للبهائيين في العاصمة صنعاء.
منذ بدء الصراع في البلاد، خضع 25 بهائيًا لـ”محاكمات غير عادلة”؛ فيما تعرض 71 آخرين بينهم ستة أطفال و20 امرأة للاعتقال من قبل الحوثيين.
روحية ثابت، ناشطة بهائية ورئيس مؤسسة التميز لتنمية المجتمع، اعتقلت في أغسطس 2016 واستمر سجنها لأكثر من شهر حيث خرجت وبقي زوجها وأُجبرت على الاقامة في منزلها.
وبعد مرور نحو سبعة أعوام من هذه الواقعة لا تزال روحية تتذكر ذلك، إذ تقول “اعتدى الحوثيين على منزلنا وهددوا اطفالي بقتل والدهم لأنه كافر واخذوا منه بعض الأغراض”.
عندما أُفرج عن روحية طُلب منها التوقيع على تعهدات التوقف عن ممارسة أي أنشطة دينية، ومهنتها، ورغم ذلك إلا أنها كانت وزوجها أحد عشرات البهائيين المستهدفين في حملات الاعتقالات التي شنها الحوثيون ضد أتباع الطائفة في أبريل 2017 لتتمكن بعدها الخروج من اليمن.
سياقات التعامل مع البهائيات
وكان للمرأة البهائية في اليمن دورًا في تنمية البلد، فكانت من أوائل الطبيبات والمعلمات والحرفيات (…) كما ساهمن في محو الامية وتأسيس المنظمات الطوعية وتحفيز المجتمعات المحلية للمشاركة الفعالة في التنمية انطلاقا من القيم والمبادئ الروحانية التي تؤمن بها، بحسب ثابت.
ومنذ سيطرة الحوثيين على صنعاء أواخر 2014، فُرضت قيود تقيد حرية المرأة وإجراءات تنال من مكانة وحقوق المرأة.
وترى ثابت أن المرأة البهائية اليمنية عانت أمرين، “الأول كونها امرأة مثل كل النساء هي الأكثر تضررا من النهج العنصري الفئوي الحوثي الذي تجاوز الاعراف والقوانين التي تعتبر الزج بالمرأة في الصراع خطأ وعيبا لا يمكن تجاوزه بغض النظر عن هويتها الدينية أو أصلها أو مستوى تعليمها”.
“والثاني كونها بهائية، فهي لم تواجه تحديات كافة النساء اليمنيات فقط بل واجهت التمييز والاضطهاد وتعرضت للاعتقال، فيما اتهمن بتهم ملفقة عقوبتها الاعدام كالتجسس والتآمر على اليمن والردة واجبرن على ترك منازلهن واعمالهن وهجرن خارج اليمن”، بحسب ثابت.
بدوره، يرى توفيق الحميدي رئيس منظمة سام للحقوق والحريات أنه يمكن النظر لتعامل جماعة الحوثي مع البهائيات في اليمن من خلال سياقين، “يتمثل الأول في التعامل العام مع البهائيين كطائفة بنوع من القوة والقسوة والانتهاك، وبالتالي تتعامل مع المرأة في سياق فكر ضال ومنحرف نابع من رأيهم الذي له سياقات مرتبطة بأحداث تاريخية ايرانية وسياقات تاريخية وسياسية متعلقة باليمن، وفي هذه الحالات يصبح هذا التعامل مع الجماعات المعارضة بشكل عام دون تفرقة بين رجل أو امرأة”.
أما السياق الثاني فيقول بشأنه إنه “يأتي في اطار تعاملهم مع المرأة اليمنية بشكل عام، والتي للأسف الشديد تتعامل معها جماعة الحوثي كمادة تسعى إلى هيكلتها وضبطها وفق منظومتها الفكرية والعقائدية والنموذج الشكلي الإيراني” حد تعبيره.
ويشير إلى أن النساء اليمنيات بمن فيهن البهائيات تعرضن للاعتقال والتعذيب والاحتجاز التعسفي والمنع من السفر والاعتداء اللفظي والإبعاد قسري من قبل الحوثيين.
أنتجت هذه المادة ضمن مشروع “تقاطعات” الذي تنفذه مؤسسة نسيج للإعلام الاجتماعي بدعم من مركز الحوار العالمي (كايسيد).
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الاعتقال الحوثي السجون اليمن
إقرأ أيضاً:
عشرات القتلى والجرحى بانفجار محطة غاز وسط اليمن
عدن (الاتحاد)
أخبار ذات صلة اليونيسف توزع مساعدات طارئة لأطفال الحديدة اليمن تعلن صد هجمات حوثية في ثلاث محافظاتقتل وأصيب أمس، أكثر من 80 شخصاً، بانفجار محطة لتعبئة الغاز المنزلي في مديرية الزاهر التابعة لمحافظة البيضاء وسط اليمن.
ونقلت مصادر إعلامية يمنية عن شهود عيان ومصادر طبية في محافظة البيضاء الخاضعة لجماعة الحوثي قولها إن انفجاراً وقع بمحطة غاز في منطقة الناصفة بمديرية الزاهر على الحدود الإدارية مع مديرية الحد - يافع، في محافظة لحج الخاضعة للحكومة الشرعية أدى إلى مقتل 15 شخصاً وإصابة 67 جراء الحادث، بينهم 40 حالتهم حرجة، مشيرة إلى أن البحث مستمر عن مفقودين.
وأشارت إلى أن سيارات إسعاف أو مسعفين محليين نقلوا الجرحى بسياراتهم الخاصة إلى مستشفيات قريبة ومتفرقة في محافظتي البيضاء ولحج لتقديم الإسعافات الأولية. وفي حين لم تتضح بعد أسباب الانفجار اتهم وكيل محافظة البيضاء في الحكومة الشرعية أحمد محمد الحميقاني نقطة تفتيش تابعة لجماعة الحوثي بإطلاق نار تسبب بانفجار المحطة.
وقال الحميقاني في تصريح صحفي: «إن انفجار محطة الغاز ناتج عن قيام إحدى النقاط العسكرية بإطلاق نار على سيارة، حيث أصاب الطلق الناري المحطة وتسبب بانفجارها».
وتتكرر بين حين وآخر انفجارات محطات تعبئة الغاز المنزلي وغاز السيارات المنتشرة بشكل عشوائي في مختلف المناطق اليمنية دون ضوابط أو مراعاة لمعايير السلامة، الأمر الذي يجعل منها قنابل موقوتة وسط الأسواق الشعبية والشوارع الرئيسية والأحياء السكنية.
وفي سياق آخر، أفشلت القوات اليمنية، المتمركزة في قطاع مريس شمال محافظة الضالع، محاولة تسلل لعناصر من جماعة الحوثي باتجاه مواقعها المتقدمة في منطقة القهرة شمال غرب مريس.
وأفادت مصادر ميدانية أمس، بأن الحوثيين حاولوا التسلل تحت غطاء ناري كثيف، استخدموا فيه قذائف الهاون والأسلحة الرشاشة، لكن القوات اليمنية ردّت على الهجوم على الفور، ما أسفر عن إحباط المحاولة بعد اشتباكات استمرت نحو ساعة.
وأكدت المصادر أن القوات المرابطة في القطاع أجبرت عناصر الحوثي على التراجع تحت ضغط النيران، بعد تكبيدهم خسائر بشرية ومادية.
كما ضبطت دورية بحرية تابعة للقوات اليمنية قارباً يحمل كمية كبيرة من المتفجرات والصواعق بالقرب من مضيق باب المندب.
وقالت مصادر أمنية، إن القارب كان متجهاً إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحوثي في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.
المصادر أوضحت أن القارب كان يحمل ثلاث حاويات تحتوي على مواد شديدة الخطورة تشمل متفجرات وصواعق وفتائل تفجير تُستخدم في صناعة الطائرات المسيرة والصواريخ والعبوات الناسفة.
وتمكنت الدورية من ضبط القارب بعد عملية رصد، وهو في طريقه إلى الحديدة، وتم القبض على الطاقم ومصادرة الحمولة.