يمن مونيتور/ من معاذ العبيدي

“كانت غرفة التحقيق مكونة من مكتب محقق خلفه سرير وكرسي اجلس عليها للاستجواب، كان هنالك رسالة واضحة لي كامرأة” هذا المشهد بالإضافة للعنف اللفظي والشتائم والتمييز العنصري في سجن للحوثيين لن يغيب عن ذاكرة البهائية اليمنية نداء القدسي مهما حاولت كما تقول.

هي واحدة من بين عشرات البهائيين الذين تعرضوا للاعتقال والترهيب بسبب معتقداتهم، ضمن حملة “اضطهاد” تعرضت لها هذه الأقلية خلال السنوات السبع الأخيرة في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

اعتقلت نداء العام 2016 من قبل الأمن القومي في صنعاء مع اشخاص أخرين بهائيين ومسلمين، عقب مداهمتهم لفعالية تقيمها أحد المؤسسات وأودعوها سجنا مجهولا منعت فيه التواصل مع اهلها الا بعد مضي ساعات.

هذه الواقعة ليست سوى جزء من سلسلة من الانتهاكات المتكررة التي تواجه هذه الأقلية الصغيرة التي تمثل فقط 1% من سكان اليمن.

“كانت الفعالية مسالمة وفتشوا كل شيء حتى الساندوتش” تستذكر نداء تلك اليوم. موضحة أنها “تعرضت للعنف اللفظي والقذف والتهديد بالقتل والانتقاص منها لأنها امرأة وطُلب منها التوقيع على عدم ممارسة عملها المجتمعي والذهاب للاجتماعات البهائية، واستمعت هي وأخريات لمحاضرات تلفيقية عن البهائيين، قبل أن يتم الافراج عنها”.

ملاحقات علنية

في كثير من الأحيان قام الحوثيون بمضايقة أفراد الطائفة البهائية واحتجازهم تعسفا، وهو ما وصفه المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية الدين أو المعتقد بأنه “نمط مستمر من الاضطهاد“.

تقارير حقوقية تشير إلى استمرار الحوثيين إخفاء 11 بهائيًا، بعدما تم اختطافهم في 25 مايو/أيار الماضي، إثر اقتحام مسلحون لتجمع سلمي للبهائيين في العاصمة صنعاء.

منذ بدء الصراع في البلاد، خضع 25 بهائيًا لـ”محاكمات غير عادلة”؛ فيما تعرض 71 آخرين بينهم ستة أطفال و20 امرأة للاعتقال من قبل الحوثيين.

روحية ثابت، ناشطة بهائية ورئيس مؤسسة التميز لتنمية المجتمع، اعتقلت في أغسطس 2016 واستمر سجنها لأكثر من شهر حيث خرجت وبقي زوجها وأُجبرت على الاقامة في منزلها.

وبعد مرور نحو سبعة أعوام من هذه الواقعة لا تزال روحية تتذكر ذلك، إذ تقول “اعتدى الحوثيين على منزلنا وهددوا اطفالي بقتل والدهم لأنه كافر واخذوا منه بعض الأغراض”.

عندما أُفرج عن روحية طُلب منها التوقيع على تعهدات التوقف عن ممارسة أي أنشطة دينية، ومهنتها، ورغم ذلك إلا أنها كانت وزوجها أحد عشرات البهائيين المستهدفين في حملات الاعتقالات التي شنها الحوثيون ضد أتباع الطائفة في أبريل 2017 لتتمكن بعدها الخروج من اليمن.

سياقات التعامل مع البهائيات

وكان للمرأة البهائية في اليمن دورًا في تنمية البلد، فكانت من أوائل الطبيبات والمعلمات والحرفيات (…) كما ساهمن في محو الامية وتأسيس المنظمات الطوعية وتحفيز المجتمعات المحلية للمشاركة الفعالة في التنمية انطلاقا من القيم والمبادئ الروحانية التي تؤمن بها، بحسب ثابت.

ومنذ سيطرة الحوثيين على صنعاء أواخر 2014، فُرضت قيود تقيد حرية المرأة وإجراءات تنال من مكانة وحقوق المرأة.

وترى ثابت أن المرأة البهائية اليمنية عانت أمرين، “الأول كونها امرأة مثل كل النساء هي الأكثر تضررا من النهج العنصري الفئوي الحوثي الذي تجاوز الاعراف والقوانين التي تعتبر الزج بالمرأة في الصراع خطأ وعيبا لا يمكن تجاوزه بغض النظر عن هويتها الدينية أو أصلها أو مستوى تعليمها”.

“والثاني كونها بهائية، فهي لم تواجه تحديات كافة النساء اليمنيات فقط بل واجهت التمييز والاضطهاد وتعرضت للاعتقال، فيما اتهمن بتهم ملفقة عقوبتها الاعدام كالتجسس والتآمر على اليمن والردة واجبرن على ترك منازلهن واعمالهن وهجرن خارج اليمن”، بحسب ثابت.

بدوره، يرى توفيق الحميدي رئيس منظمة سام للحقوق والحريات أنه يمكن النظر لتعامل جماعة الحوثي مع البهائيات في اليمن من خلال سياقين، “يتمثل الأول في التعامل العام مع البهائيين كطائفة بنوع من القوة والقسوة والانتهاك، وبالتالي تتعامل مع المرأة في سياق فكر ضال ومنحرف نابع من رأيهم الذي له سياقات مرتبطة بأحداث تاريخية ايرانية وسياقات تاريخية وسياسية متعلقة باليمن، وفي هذه الحالات يصبح هذا التعامل مع الجماعات المعارضة بشكل عام دون تفرقة بين رجل أو امرأة”.

أما السياق الثاني فيقول بشأنه إنه “يأتي في اطار تعاملهم مع المرأة اليمنية بشكل عام، والتي للأسف الشديد تتعامل معها جماعة الحوثي كمادة تسعى إلى هيكلتها وضبطها وفق منظومتها الفكرية والعقائدية والنموذج الشكلي الإيراني” حد تعبيره.

ويشير إلى أن النساء اليمنيات بمن فيهن البهائيات تعرضن للاعتقال والتعذيب والاحتجاز التعسفي والمنع من السفر والاعتداء اللفظي والإبعاد قسري من قبل الحوثيين.

 

 

أنتجت هذه المادة ضمن مشروع “تقاطعاتالذي تنفذه مؤسسة نسيج للإعلام الاجتماعي بدعم من مركز الحوار العالمي (كايسيد).

 

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الاعتقال الحوثي السجون اليمن

إقرأ أيضاً:

أول ظهور للدكتور أبو صفية بسجون الاحتلال منذ اعتقاله.. مكبل اليدين والقدمين (شاهد)

ظهر مدير مستشفى كمال عدوان الأسير الدكتور حسام أبو صفية، للمرة الأولى منذ اعتقاله مطلع كانون ثاني/يناير الماضية، في أحد سجون الاحتلال.

وتداولت حسابات لقطة من تقرير للقناة 13 العبرية، ظهر فيها أبو صفية، مكبل اليدين والقدمين، لحظة إخراجه من زنزانته، بإحد سجون الاحتلال، وهو محاط بجنود الاحتلال.

وكان متواجدا طاقم التصوير للقناة ومراسلها، الذي سأل أبو صفية باللغة الإنجليزية، كيف حالك.. إنت دكتور؟.

وبدا أبو صفية في حالة صعبة، وتختلف عن لحظة اعتقاله، بشكل يعزز التقارير والشهادات التي نقلها أسرى عن تعرضه للتعذيب الشديد منذ اعتقاله من مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، قبل وقف إطلاق النار.

وكان كشف مركز حقوقي، أن جيش الاحتلال، أصدر أمرا بتحويل أبو صفية، للاعتقال بموجب ما يطلق عليه "المقاتل غير الشرعي".



وقال مركز الميزان لحقوق الإنسان، إن قائد المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال، يارون فينكلمان أصدر أمرا بتحويل أبو صفية بناء على هذا القانون العسكري، بدلا من محاكمة عادية.

ولفت المركز إلى "إبلاغ محكمة عسقلان ومحامي مركز الميزان لحقوق الإنسان بالأمر في يوم جلسة تمديد التوقيف في 13 شباط/فبراير الجاري".

وأشار إلى أن محامي المركز "زار أبو صفية في 11 الجاري داخل سجن عوفر، حيث كشف تعرضه للتعذيب وسوء المعاملة".

وأوضح المركز أن "قانون المقاتل غير الشرعي ينتهك على نحو خطير الحق في ضمانات المحاكمة العادلة، بالنظر لكونه يحرم المعتقل من حقه في إبلاغه بالتهمة المنسوبة، وحقه في مناقشة أدلة الاتهام وبالتالي يفقد القدرة على الدفاع عن نفسه".

ولفت إلى أن المحتجزين بموجب هذا القانون "ينتظرون 45 يوما لتثبيت المحكمة المركزية في بئر السبع أمر اعتقالهم، مع إمكانية تمديد احتجازهم لفترات إضافية تصل إلى 6 أشهر".

وأكد مركز الميزان أن قرار تحويل أبو صفية إلى "مقاتل غير شرعي هو إجراء تعسفي وخطير وغير قانوني وانتقامي، وهو في الوقت نفسه يثبت فشل النيابة العامة في إثبات ادعاءاتها وما تنسبه للمعتقل من اتهامات".

يا الله ..
مشهد مسرب من الإعلام العبري للدكتور الأسير، حسام أبو صفية، مكبلا داخل أحد سجون الاحتلال الفاشي..كم هو منهك وبطل..حر قريبا أن شاء الله. pic.twitter.com/lKrbpTojNH — ali saada (@alisaada2) February 19, 2025

مقالات مشابهة

  • العليمي: معركة اليمن ضد الحوثيين مستمرة حتى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب
  • إعلام الاسري الفلسطينين : الإفراج عن 602 من سجون الإحتلال غدا
  • العفو الدولية تدعو إلى تحقيق عاجل وشفاف بوفاة موظف أممي في سجون الحوثيين باليمن
  • أستراليا تعدم عشرات الحيتان الكاذبة العالقة على أحد الشواطئ
  • عشرات الشركات الكبيرة.. انطلاق فعاليات معرض أربيل الدولي للسيارات (صور)
  • أول ظهور لمدير مستشفى كمال عدوان من داخل سجون الاحتلال
  • صنعاء تعلن وفاة أحد اسراها في سجون الإصلاح في مأرب
  • أول ظهور للدكتور أبو صفية بسجون الاحتلال منذ اعتقاله.. مكبل اليدين والقدمين (شاهد)
  • انهكوه تعذيبا وأهملوه طبيا ...وفاة أسير في سجون المليشيا التي يشرف عليها عبدالقادر المرتضى
  • وفاة أسير من أبناء الضالع بعد أيام من إطلاق الحوثيين سراحه متأثرا بالتعذيب