“ثورة 14 أكتوبر”…قصة تلاحم شعبي واجهت أقوى الأنظمة الاستعمارية بإمكانيات متواضعة
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
يمن مونيتور/وحدة الرص/خاص
مع حلول الذكرى الـ 60 لانطلاق شرارة ثورة 14 أكتوبر، التي أطاحت بالاحتلال البريطاني في جنوب الوطن، يستعيد اليمنيون تاريخهم النضالي الذي واجهوا فيه أحد أقوى الأنظمة الاستعمارية بإمكانياتهم المتواضعة وإرادتهم الصلبة.
وأطلق نشطاء حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي على الوسم “#اكتوبر_فجر_الحريه”، مؤكدين أنها تحكي قصة التلاحم الشعبي في طول اليمن وعرضه وتكامل نضال تجاوز المشاريع المناطقية والسلالية.
وأكدوا أن ثورة الـ 14 من أكتوبر صنعها المناضلون الأوائل ويحميها الأبناء والأحفاد بتضحياتهم السخية وأرواحهم الطاهرة فداء للوطن.
يقول الناشط معاذ الشرجبي إن ثوار 14 أكتوبر استطاعوا بإمكاناتهم المحدودة، أن يتغلبوا على أكبر إمبراطورية استعمارية قوية في العالم هي بريطانيا، وذلك بوعيهم المتين، وبتلاحمهم الصادق، وبمشروعهم الوطني الواضح!!
وأكد أن ثورة أكتوبر مدرسة نضالية فريدة في استعادة الحق المغتصب من أقوى الأعداء وأشرثهم، وهزيمته شر هزيمة، والانتصار عليه وإذلاله!
ويقول محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو إن ذكرى ثورة 14أكتوبر تعود لتذكرنا بنضال جيل الثورة الذين واجهوا ببسالة الاحتلال البريطاني حتى تحقق الاستقلال الوطني لجنوب الوطن وتحرر أبناء اليمن من الاستبداد الكهنوتي والاحتلال الأجنبي.
وأضاف: لقد تركت حقبة الاستعمار الأجنبي لوطننا العربي إرثا ثقيلا من مخلفاته وأكثرها سوء الاحتلال الاستيطاني الصهيوني الذي غرس في قلب الأمة يمارس أبشع صور العدوان على الشعب الفلسطيني الصامد صاحب الحق والأرض، وما يجري اليوم في قطاع غزة من عدوان همجي وحرب إبادة ممنهجة بدعم غربي لا محدود يؤكد أن الحديث عن القيم الإنسانية والمواثيق الدولية هو حديث فارغ المحتوى أمام هذه الإبادة الجماعية للمدنيين الأبرياء.
وتابع: في الذكرى الـ 60 لثورة 14أكتوبرالرحمة والخلود للشهداء الأبرار الذين صنعوا ملحمة ثورة النصر والخلاص للشعب اليمني من الاستعمار ومخلفاته، والرحمة والخلود لشهداء الشعب الفلسطيني الذين يواجهون هذا العدوان الهمجي.
وكتب عضو مجلس القيادة الرئاسي عبد الله العليمي منشور في منصة إكس قائلا: أتقدم بالمباركة والتهنئة لأبناء شعبنا اليمني العظيم بمناسبة الذكرى ال 60 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة.
وأضاف: الثورة التي اختار فيها شعبنا طريقه للحرية والكرامة والنضال ضد الغزاة والمحتلين واثبت أنه لا يرتضي ضيماً أو ظلماً لا من غريب ولا من قريب.
وأفاد: خاض شعبنا في الجنوب نضالاً شاقا وكفاحاً عظيماً، فكانت أكتوبر عظيمة برجالها وقيمها وتضحياتها وطريقها نحو الاستقلال والحرية.
وأكد أن أكتوبر وسبتمبر ذكرى وواقع، نستدعي فيه تضحيات من سبقونا ضد الاستعمار والاستبداد على حد سواء، حتى نحصل على السلام الآمن والمستدام في ظل دولة القانون والكرامة والحرية والمساواة لكل الأجيال من بعدنا.
وقال: ستلهمنا اليوم كما فعلت بالأمس لرفض كل محاولات الاستعباد واستعادة الماضي، “عاش وطننا حراً ابياً وعاش اليمنيون اولي قوة وبأس شديد”.
ويرى الباحث عبدالله إسماعيل أنه مهما بلغت قوة العدو، وقسوته وعنفوانه، فإن إرادة المناضلين القوية، وعزيمتهم المتوثبة، قادرتان على إسقاط قوة الأعداء مهما كانت، وهذا ما صنعه ثوار 14 أكتوبر عام 1963م، بعد ثورة 26 سبتمبر، وسيفعلونه اليوم ضد الكيان السلالي والامامين الجدد.
وأضاف أن الثائر البطل راجح بن غالب لبوزة شارك في ثورة 26سبتمبر ضد الحكم الإمامي، وبعد عودته إلى مسقط رأسه أرادت سلطات الاستعمار البريطاني أن تفرض عليه عقوبتها جراء مشاركته في الثورة ضد الاستبداد، فأشعل من جبال ردفان الشماء ثورة 14أكتوبر المجيدة ضد الاحتلال البريطاني.
وبين أنه بانتصار الوعي الوطني لصالح الهوية تعززت مقومات الانتصار على أرض الواقع وفي خضم المواجهة المفتوحة التي بدأت مع انطلاق ثورة 26سبتمبر ضد الإمامة، وفي 14 أكتوبر ضد الاحتلال، انتصر الثوار للهوية اليمنية، وبالهوية اليمنية التي كانت علامة النصر وأيقونة الثورتين.
وأضاف: إذا كانت ثورتا 26سبتمبر و14أكتوبر، أعظمَ ما أنجزه اليمنيون خلال العقود الماضية، فإن أعظم ما فعلوه، قبل وأثناء الثورتين، هو تعزيز الهُوية الوطنية الجامعة، التي استلهمت من أمجاد الماضي ما يعالج قضايا الحاضر وتحدياته ويؤسس لبناء المستقبل المنشود.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: 14 أكتوبر اليمن ثورة 14
إقرأ أيضاً:
“يافا”.. التسمية التي أظهرت غيظ نتنياهو
يمانيون../
ظهر الغيظ الشديد، للمجرم المطلوب للعدالة الدولية بنيامين نتنياهو، من استخدام اليمنيين لاسم يافا التي احتلتها العصابات اليهودية عام 1948م.
تردد اسم يافا في العالم وبات العالم يعرف التسمية الحقيقية لما يسميه كيان العدوّ الصهيوني بـ “تل أبيب”، وذلك منذ وصول المسيّرة اليمنية “يافا” في 19 من يوليو 2024م، إلى قلب كيان العدوّ الصهيوني، قاطعة 2300 كيلومتر لتضرب عصب، دون أن تكتشفها منظومات الاعتراض الصاروخية الأمريكية المنتشرة في البحار والدول العربية، ودون أن تكتشفها أو تشعر بها أيضاً المنظومات الصاروخية الصهيونية لتصل هدفها بدقة عالية جدًّا، ليكون الحدث أشبه بزلزال يصيب الأمريكي والصهيونية.
وبعد عام و9 أشهر على العملية، ومن كتم الغيظ خرج نتنياهو في كلمة متلفزة، بمناسبة بدء معركة حيفا وبدء مجازر العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، ليخرج الرجل عن طوره ويظهر غيظه الشديد من إطلاق اليمنيين اسم المسيّرة “يافا”، مضيفاً أقول لهم “يافا ليست محتلة”، مؤكدا أن الكيان العدو يقصف اليمن من خلال حليفة الأمريكي.
ما هي “يافا” من أين جاءت التسمية؟
لم تخل خطابات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حين يتحدث عن الأراضي الفلسطينية المحتلة من استعادة التسميات الأصلية للمناطق التي احتلها كيان العدوّ، وعلى رأسها “يافا” وأم الرشراس” والتي نالت نصيباً وافراً من عمليات الرد اليمني على المجازر الصهيونية في غزة.
كما أن اسم يافا المحتلة كان حاضراً من جميع بيانات القوات المسلحة اليمنية في العمليات الجوية والصاروخية اليمنية التي تستهدف كيان العدوّ، والتي كان آخرها أمس الاثنين، والتي نفذ فيها سلاحُ الجوِّ المسيّر في عمليتينِ عسكريتينِ استهدفتْ أولاهما هدفاً حيوياً للعدوِّ في منطقةِ عسقلان المحتلةِ وذلك بطائرةٍ مسيّرةٍ نوع يافا، فيما استهدفت الأخرى هدفاً عسكرياً للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ أمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ وذلك بطائرةٍ مسيّرةٍ نوعِ صماد1.
ويبدو أن توقيت العمليات التي أعلنتها القوات المسلحة أمس مع ذكرى بدء العصابات الصهيونية حربها ومجازرها بحق الشعب الفلسطيني، أثار غضب المجرم نتنياهو، وأخرجه عن طوره، وجعله يُظهر حقده على التسميات الأصلية للأراضي الفلسطينية والتي أعادت اليمن إحياءها.
وفي تعقيب له عقب ضرب مسيّرة “يافا” لقلب كيان العدوّ في يوليو 2024م، كشف السيد القائد أن المقاومة الفلسطينية هي من قامت باختيار اسم الطائرة قبل انطلاقها صوب قلب كيان العدوّ، وقال السيد: “اتجهنا في المرحلة الخامسة من خلال عملية يافا المباركة إلى استخدام سلاح جديد وطائرة “يافا” هي مسيّرة متطورة ذات قدرة واضحة على المستوى التكتيكي والتقني، وذات مدى بعيد وقوة تدميرية جيدة تفوق أي طائرة أخرى.
وأضاف: “الله سبحانه وتعالى منّ علينا بالتسديد، والعملية نجحت ووصلت الطائرة إلى مدينة يافا ما يسميها العدوّ “تل أبيب” وتركنا للإخوة في المقاومة الفلسطينية اختيار الاسم للطائرة التي استهدفت عمق العدوّ الإداري وأطلقوا عليها “يافا”.
وأكّد أن وصول “يافا” إلى مركز إداري أساسي لكيان العدوّ، كان مزعجاً له ويعتبر معادلة جديدة ومرحلة جديدة، فاستهداف يافا لعمق إسرائيل يمثل بداية للمرحلة الخامسة من التصعيد، معلنا “أن استهداف يافا بداية للمرحلة الخامسة من التصعيد ونعتبرها معادلة جديدة ستستمر وتتثبت بإذن الله وتأييده”.
وأوضح أن الاختراق كان مؤثرًا على العدوّ الإسرائيلي ووصل الخطر والقلق والتهديد إلى عمق الكيان، لافتاً إلى أن التهديد لم يكن متوقعاً ولا مألوفاً في الواقع الإسرائيلي من خارج فلسطين، موضحاً أن مقاومة غزة وجهت الكثير من الرشقات الصاروخية إلى يافا لكن من خارج فلسطين فعملية اليمن سابقة لمثل هذه العمليات.
وأكّد أن عملية يافا شكلت ضربة معنوية كبيرة للعدو، وحالة الهلع والقلق عمّت أوساط كيان العدوّ في المدينة والحي المستهدف والقنصلية الأمريكية، مضيفاً أن حجم الضربة وتأثيرها وصداها كان واضحاً ويفوق أية محاولات للتقليل من أهميتها وشأنها.
وقبيل استشهاده في نهاية يوليو 2024م أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية “بالتطور اللافت الذي قام به الإخوة في اليمن باستهداف “تل أبيب” بمسيّرة يافا، والذي شكل نقلة نوعية في المواجهة، من خارج ساحة فلسطين، مع الكيان الصهيوني”.
منذ بدء عملياتها في يوليو نفذت المسيّرة “يافا” عشرات العمليات العسكرية ضد كيان العدوّ وتردد اسمها كما تردد اسم يافا المحتلة مع كلّ عملية، ليظهر أمس الأحد حجم الغيظ والحنق على المسميات العربية، ناهيك عن حقد الأعداء على ما تمتلكه الأمّة من مقومات، وصدق الله العظيم حين كشف حقدهم وبغضهم بقوله: “وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَٰهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْءَايَٰتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ”.
محمد الحاضري ــ المسيرة