الخليج الجديد:
2025-05-03@03:11:29 GMT

في تصنيع سرديّة داعش

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

في تصنيع سرديّة داعش

في "تصنيع" سرديّة داعش

لم يقوَ تنظيم داعش وينتشر ويصعد إلّا بعد اغتيال حلم الديمقراطية بعد الربيع العربي.

ينساق خطاب الغرب الإعلامي والسياسيين اليوم بسهولة إلى وضع حماس (طالما اتّهمتها "القاعدة" و"داعش" بأوصاف سلبية) بأنّها تنظيم داعش.

ألم نقل لكم، أميركا أساس البلاء والحكومات العربية متواطئة والديمقراطية كذبة أميركية غربية أمام حقيقة واحدة صلبة، قالها قبل ثلاثة عقود هنتنغتون "صدام الحضارات"!

دعشنة "حماس" عنوان الرواية الإسرائيلية والأميركية بدعم حكوماتٍ غربية، وهو عنوانٌ يسهّل على حكومة نتنياهو القيام بجرائم ضد الإنسانية، طالما أنهم يقاتلون "حيواناتٍ بشرية"!

تقود إبادة غزّة لمرحلة جديدة تجتاح فيها رياح الغضب والمظلومية والرغبة بالانتقام ملايين البشر، وموجة جديدة خطيرة من العنف الدموي، وقد يخرُج بعدها من يتساءل: لماذا يكرهوننا؟!

* * *

بصورة موازية ومكثّفة لمجريات الحرب العسكرية في غزّة اليوم، تدور رحى حربٍ شرسة بين الروايات والسرديات، التي تمثّل أحد أهم الأبعاد الاستراتيجية والرمزية في حروب اليوم، بخاصة مع دخول الإعلام المجتمعي والتكنولوجيا الحديثة في صلب صناعات السياسات والمواقف وتعليب الرأي العام.

وربما صُدم عرب ومسلمون كثيرون، فضلاً عن الفلسطينيين، بالانحياز الطاغي للسياسات الغربية والأميركية والإعلام الغربي للرواية الإسرائيلية، بل والمساعدة على بنائها ونشرها.

وبسرعة البرق، التقط العالم السردية الإسرائيلية وعمل الإعلام الغربي والساسة الغربيون على وسم حركة حماس بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ومضى الإعلام الغربي في بناء هذه الصورة الذهنية في أوساط الرأي العام العالمي، وتداول صور وفيديوهات مفبركة لهجوم "حماس"، وتجاهل الكوارث الإنسانية وحرب الإبادة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في القطاع المحاصر المنكوب.

دعشنة "حماس" هو عنوان الرواية الإسرائيلية والأميركية بمساندة من حكوماتٍ غربية، وهو عنوانٌ يسهّل على حكومة نتنياهو القيام بجرائم ضد الإنسانية، طالما أنهم يقاتلون "حيواناتٍ بشرية" (شبيهة بجنود تنظيمي القاعدة وداعش في المنظور الإعلامي الغربي)، وسهّلت على الحكومات الغربية أن تُغمض عينيها عما يحدُث من فظائع!

لكن المفارقة أنّ هنالك طرفاً آخر نسيه مكتب الرئيس الأميركي بايدن ومستشاروه (الذين تفانوا في إظهار مشاعرهم وعواطفهم تجاه اليهود)، وهو "داعش" نفسه ومعه "القاعدة"، اللذان تمثّل لهما أحداث غزة بيئة مثالية مناسبة جداً لتطوير سرديّتهم، وتدشين فصل جديد فيها، واستقطاب وتجنيد آلاف الشباب العربي والمسلم المحبط والمصدوم من المواقف الغربية والأميركية التي أخذت مواقف سافرة ضد حقوق الشعب الفلسطيني.

لا يوجد سيناريو أفضل ولا أقوى مما يحدُث حالياً ليقف خلفاء بن لادن والزرقاوي والبغدادي والظواهري في كل مكان في العالم الإسلامي، ويصوغون رسالتهم السياسية والإعلامية بكل قوة:

ألم نقل لكم، أميركا هي أساس البلاء والحكومات العربية متواطئة، والديمقراطية كذبة أميركية غربية أمام حقيقة واحدة مفصلية، وهي التي قالها قبل ثلاثة عقود، صموئيل هنتنغتون "صدام الحضارات"!

لتذكير السياسيين الغربيين الذين تسابقوا على توصيف ما حدث بـ11 سبتمبر الإسرائيلية، كما فعل الدبلوماسي الأميركي، مارتن أنديك، أنّ "11 سبتمبر" في نيويورك وواشنطن جاءت بعد عام من دخول شارون إلى المسجد الأقصى وانتفاضة الأقصى، واشتعال الأراضي المحتلة.

وبعدها أعادت مراكز التفكير والخبرة في واشنطن صوغ السؤال المعروف والشهير "لماذا يكرهوننا؟"، وخرجت مجموعة من الباحثين والسياسيين ببيان خطير تحت عنوان "لماذا نقاتل؟!" لتبرير الحرب في أفغانستان.

وردّت عليهم حينها نخبة من العلماء والمفكرين السعوديين (سلمان العودة وسفر الحوالي وغيرهما) ببيان أُطلق عليه بيان مكّة بعنوان "على أي أساس نتعايش؟" في محاولة للفت الانتباه إلى أنّ سيناريو "صدام الحضارات" سيأخذ الجميع إلى مساراتٍ كارثية.

لم تنته الحربُ على الإرهاب (التي أطلقها المحافظون الجدد) بهزيمة "القاعدة" في أفغانستان، ولا بخروج حركة طالبان من الحكم هناك، ولا باحتلال العراق (في ربط آخر غريب بين نظام صدّام حسين و"القاعدة"، لتبرير تدمير قدرات العراق والجيش العراقي لصالح إسرائيل أيضاً).

بل خرج لاحقاً ما هو أكثر راديكالية وقدرات من "القاعدة"، إنّه تنظيم داعش الذي أرعب العالم، وجنّد عشرات الآلاف من الشباب والشابات، وشكل طفرة كبيرة في مسار الحركات المتشدّدة والراديكالية.

ثم لمّا هُزم عسكرياً بصعوباتٍ شديدة، فإنّ "طالبان" تمكّنت، مرّة أخرى، من العودة إلى أفغانستان بتوقيع من البيت الأبيض نفسه، الذي وجد نفسَه عاجزاً بعد آلاف الجنود القتلى ومليارات الدولارات على حساب الشعب الأميركي.

المفارقة أنّ الخطاب الإعلامي الغربي والسياسيين الغربيين والأميركيين ينساقون اليوم بسهولة إلى وضع حركة حماس (طالما اتّهمت من "القاعدة" و"داعش" بشتّى الأوصاف السلبية) بأنّها تنظيم داعش.

ماذا يعني ذلك؟ يعني أنّ ملايين المؤيدين لهذه الحركة في كل أنحاء العالم مع القاعدة الاجتماعية الفلسطينية والعربية والإسلامية كلهم تستعديهم الولايات المتحدة اليوم وحكومات غربية، وتؤجج مشاعر الغضب والإحباط والصدمة لديهم من هذا الصمت العالمي تجاه ما يحدُث في غزّة.

لم يقوَ تنظيم داعش وينتشر ويصعد إلّا بعد اغتيال حلم الديمقراطية بعد الربيع العربي. واليوم تقودنا حرب إبادة غزّة إلى مرحلة جديدة تجتاح فيها رياح الغضب والشعور بالظلم والرغبة في الانتقام ملايين البشر، ولموجة جديدة خطيرة من العنف الدموي، وأرجو ألا يخرُج بعدها من يتساءل: لماذا يكرهوننا؟!

*د. محمد أبورمان باحث في الفكر الإسلامي والإصلاح السياسي، وزير أردني سابق

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أميركا الغرب إسرائيل داعش القاعدة سردية حماس الديمقراطية الربيع العربي الرأي العام جو بايدن جرائم ضد الإنسانية إبادة غزة تنظیم داعش ة جدیدة

إقرأ أيضاً:

المانيا تحذر من ان تهديدات “داعش” لا تزال واسعة في سوريا

 

 

الجديد برس|

 

حذّرت وزارة الخارجية الألمانية من استمرار التهديد الذي يشكله تنظيم داعش الإرهابي داخل الأراضي السورية، مؤكدة أن التنظيم لا يزال يحتفظ بقدرات هجومية تمكّنه من شن عمليات على مستوى البلاد، خاصة في الشمال الشرقي.

 

وفي بيان رسمي ، أشارت الوزارة إلى أن “داعش لا يزال نشطاً في سوريا”، محذّرة المواطنين الألمان من السفر إلى هناك بسبب “مخاطر أمنية جسيمة”، في مقدمتها هجمات محتملة للتنظيم، إضافة إلى وجود ألغام وذخائر غير منفجرة في المباني والأراضي المهجورة، وهو ما يمثل تهديداً مباشراً لحياة المدنيين.

 

كما لفت البيان إلى أن “سلوك عناصر الأجهزة الأمنية السورية غير قابل للتنبؤ”، ما يضيف طبقة أخرى من المخاطر على أي تواجد أجنبي، بما في ذلك للمواطنين الألمان.

 

وأكدت الخارجية الألمانية أن سفارة بلادها في دمشق لا تزال مغلقة أمام الزوار، وأن الخدمات القنصلية المقدمة للمواطنين الألمان في سوريا تقتصر على الحالات الطارئة القصوى فقط، في ظل بيئة أمنية غير مستقرة.

 

وجاء هذا التحذير بعد ساعات من تنفيذ عناصر تابعة لتنظيم داعش هجومين مزدوجين استهدفا مواقع تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ريف الحسكة شمال شرق البلاد، في تصعيد جديد يؤكد تصاعد وتيرة نشاط التنظيم في مناطق كانت توصف سابقاً بأنها شبه آمنة.

 

ويعيد هذا التحذير الرسمي إلى الواجهة القلق الأوروبي المتجدد بشأن احتمالات عودة نشاط التنظيم الإرهابي، لا سيما في المناطق التي تعاني من فراغ أمني أو صراعات محلية متعددة الأطراف.

مقالات مشابهة

  • اليوم.. نظر محاكمة متهم بالانضمام لـ تنظيم داعش بولاق
  • رئيس جمعية الضرائب المصرية: «الحوافز الجديدة».. تساعد فى توسيع القاعدة الضريبية
  • أبين.. مقتل ضابط برصاص مسلحين لتنظيم القاعدة في مودية
  • ترامب يغلق ثغرة جمركية أثقلت كاهل الأمريكيين بارتفاع أسعار الواردات الصينية
  • نينوى.. مقتل راعي أغنام بانفجار عبوة من مخلفات داعش
  • المانيا تحذر من ان تهديدات “داعش” لا تزال واسعة في سوريا
  • الهيئة العربية للتصنيع وXGY الصينية تتعاونان في تصنيع الرنين المغناطيسي
  • أحلام تعلق على تصنيع الماركات العالمية في الصين.. فيديو
  • مدبولي يتابع موقف المخزون الاستراتيجي للسلع ويشهد توقيع اتفاق تصنيع محلي لأكياس الدم
  • هل جامعتك ضمنها؟.. تعرف على الجامعات التي عطلت الدراسة اليوم بسبب العاصفة