الخليج الجديد:
2024-11-09@02:34:28 GMT

في تصنيع سرديّة داعش

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

في تصنيع سرديّة داعش

في "تصنيع" سرديّة داعش

لم يقوَ تنظيم داعش وينتشر ويصعد إلّا بعد اغتيال حلم الديمقراطية بعد الربيع العربي.

ينساق خطاب الغرب الإعلامي والسياسيين اليوم بسهولة إلى وضع حماس (طالما اتّهمتها "القاعدة" و"داعش" بأوصاف سلبية) بأنّها تنظيم داعش.

ألم نقل لكم، أميركا أساس البلاء والحكومات العربية متواطئة والديمقراطية كذبة أميركية غربية أمام حقيقة واحدة صلبة، قالها قبل ثلاثة عقود هنتنغتون "صدام الحضارات"!

دعشنة "حماس" عنوان الرواية الإسرائيلية والأميركية بدعم حكوماتٍ غربية، وهو عنوانٌ يسهّل على حكومة نتنياهو القيام بجرائم ضد الإنسانية، طالما أنهم يقاتلون "حيواناتٍ بشرية"!

تقود إبادة غزّة لمرحلة جديدة تجتاح فيها رياح الغضب والمظلومية والرغبة بالانتقام ملايين البشر، وموجة جديدة خطيرة من العنف الدموي، وقد يخرُج بعدها من يتساءل: لماذا يكرهوننا؟!

* * *

بصورة موازية ومكثّفة لمجريات الحرب العسكرية في غزّة اليوم، تدور رحى حربٍ شرسة بين الروايات والسرديات، التي تمثّل أحد أهم الأبعاد الاستراتيجية والرمزية في حروب اليوم، بخاصة مع دخول الإعلام المجتمعي والتكنولوجيا الحديثة في صلب صناعات السياسات والمواقف وتعليب الرأي العام.

وربما صُدم عرب ومسلمون كثيرون، فضلاً عن الفلسطينيين، بالانحياز الطاغي للسياسات الغربية والأميركية والإعلام الغربي للرواية الإسرائيلية، بل والمساعدة على بنائها ونشرها.

وبسرعة البرق، التقط العالم السردية الإسرائيلية وعمل الإعلام الغربي والساسة الغربيون على وسم حركة حماس بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ومضى الإعلام الغربي في بناء هذه الصورة الذهنية في أوساط الرأي العام العالمي، وتداول صور وفيديوهات مفبركة لهجوم "حماس"، وتجاهل الكوارث الإنسانية وحرب الإبادة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في القطاع المحاصر المنكوب.

دعشنة "حماس" هو عنوان الرواية الإسرائيلية والأميركية بمساندة من حكوماتٍ غربية، وهو عنوانٌ يسهّل على حكومة نتنياهو القيام بجرائم ضد الإنسانية، طالما أنهم يقاتلون "حيواناتٍ بشرية" (شبيهة بجنود تنظيمي القاعدة وداعش في المنظور الإعلامي الغربي)، وسهّلت على الحكومات الغربية أن تُغمض عينيها عما يحدُث من فظائع!

لكن المفارقة أنّ هنالك طرفاً آخر نسيه مكتب الرئيس الأميركي بايدن ومستشاروه (الذين تفانوا في إظهار مشاعرهم وعواطفهم تجاه اليهود)، وهو "داعش" نفسه ومعه "القاعدة"، اللذان تمثّل لهما أحداث غزة بيئة مثالية مناسبة جداً لتطوير سرديّتهم، وتدشين فصل جديد فيها، واستقطاب وتجنيد آلاف الشباب العربي والمسلم المحبط والمصدوم من المواقف الغربية والأميركية التي أخذت مواقف سافرة ضد حقوق الشعب الفلسطيني.

لا يوجد سيناريو أفضل ولا أقوى مما يحدُث حالياً ليقف خلفاء بن لادن والزرقاوي والبغدادي والظواهري في كل مكان في العالم الإسلامي، ويصوغون رسالتهم السياسية والإعلامية بكل قوة:

ألم نقل لكم، أميركا هي أساس البلاء والحكومات العربية متواطئة، والديمقراطية كذبة أميركية غربية أمام حقيقة واحدة مفصلية، وهي التي قالها قبل ثلاثة عقود، صموئيل هنتنغتون "صدام الحضارات"!

لتذكير السياسيين الغربيين الذين تسابقوا على توصيف ما حدث بـ11 سبتمبر الإسرائيلية، كما فعل الدبلوماسي الأميركي، مارتن أنديك، أنّ "11 سبتمبر" في نيويورك وواشنطن جاءت بعد عام من دخول شارون إلى المسجد الأقصى وانتفاضة الأقصى، واشتعال الأراضي المحتلة.

وبعدها أعادت مراكز التفكير والخبرة في واشنطن صوغ السؤال المعروف والشهير "لماذا يكرهوننا؟"، وخرجت مجموعة من الباحثين والسياسيين ببيان خطير تحت عنوان "لماذا نقاتل؟!" لتبرير الحرب في أفغانستان.

وردّت عليهم حينها نخبة من العلماء والمفكرين السعوديين (سلمان العودة وسفر الحوالي وغيرهما) ببيان أُطلق عليه بيان مكّة بعنوان "على أي أساس نتعايش؟" في محاولة للفت الانتباه إلى أنّ سيناريو "صدام الحضارات" سيأخذ الجميع إلى مساراتٍ كارثية.

لم تنته الحربُ على الإرهاب (التي أطلقها المحافظون الجدد) بهزيمة "القاعدة" في أفغانستان، ولا بخروج حركة طالبان من الحكم هناك، ولا باحتلال العراق (في ربط آخر غريب بين نظام صدّام حسين و"القاعدة"، لتبرير تدمير قدرات العراق والجيش العراقي لصالح إسرائيل أيضاً).

بل خرج لاحقاً ما هو أكثر راديكالية وقدرات من "القاعدة"، إنّه تنظيم داعش الذي أرعب العالم، وجنّد عشرات الآلاف من الشباب والشابات، وشكل طفرة كبيرة في مسار الحركات المتشدّدة والراديكالية.

ثم لمّا هُزم عسكرياً بصعوباتٍ شديدة، فإنّ "طالبان" تمكّنت، مرّة أخرى، من العودة إلى أفغانستان بتوقيع من البيت الأبيض نفسه، الذي وجد نفسَه عاجزاً بعد آلاف الجنود القتلى ومليارات الدولارات على حساب الشعب الأميركي.

المفارقة أنّ الخطاب الإعلامي الغربي والسياسيين الغربيين والأميركيين ينساقون اليوم بسهولة إلى وضع حركة حماس (طالما اتّهمت من "القاعدة" و"داعش" بشتّى الأوصاف السلبية) بأنّها تنظيم داعش.

ماذا يعني ذلك؟ يعني أنّ ملايين المؤيدين لهذه الحركة في كل أنحاء العالم مع القاعدة الاجتماعية الفلسطينية والعربية والإسلامية كلهم تستعديهم الولايات المتحدة اليوم وحكومات غربية، وتؤجج مشاعر الغضب والإحباط والصدمة لديهم من هذا الصمت العالمي تجاه ما يحدُث في غزّة.

لم يقوَ تنظيم داعش وينتشر ويصعد إلّا بعد اغتيال حلم الديمقراطية بعد الربيع العربي. واليوم تقودنا حرب إبادة غزّة إلى مرحلة جديدة تجتاح فيها رياح الغضب والشعور بالظلم والرغبة في الانتقام ملايين البشر، ولموجة جديدة خطيرة من العنف الدموي، وأرجو ألا يخرُج بعدها من يتساءل: لماذا يكرهوننا؟!

*د. محمد أبورمان باحث في الفكر الإسلامي والإصلاح السياسي، وزير أردني سابق

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أميركا الغرب إسرائيل داعش القاعدة سردية حماس الديمقراطية الربيع العربي الرأي العام جو بايدن جرائم ضد الإنسانية إبادة غزة تنظیم داعش ة جدیدة

إقرأ أيضاً:

بــ 65 صاروخ .. حزب الله يمطر مناطق تابعة لجيش الإحتلال الإسرائيلي

أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن حزب الله شن هجوما صاروخيا ضخما طال عدة مناطق تابعة لجيش الإحتلال الإسرائيلي .

وبحسب “ ليبانز نيوز 24 ” فقد اطلق الحزب 10 صواريخ اتجاه نهاريا و10 صواريخ اتجاه عكا
و5 صواريخ اتجاه حيفا و10صواريخ اتجاه طبريا و30 صاروخ اتجاه الجليل.

وفي وقت سابق ، أعلن حزب الله اللبناني استهداف قاعدة تسرفين (التي تحتوي على كليات تدريب عسكرية) بالقرب من مطار بن جوريون جنوب تل أبيب بصليةٍ من الصواريخ النوعية، في إطار سلسلة عمليّات خيبر، ‏وبنداء "لبيك يا نصر الله".


ماهي قاعدة تسفرين؟

وأقام الاحتلال الإسرائيلي قاعدة تسفرين على أراضي قرية الصرفند المهجرة قرب اللد حيث يطلق عليها أيضاً اسم قاعدة (يادين) نسبة إلى يغال يادين رئيس الأركان الثاني لجيش الاحتلال.

وفي السابق كان معسكراً لقوات الاحتلال البريطاني وأقيم فيه سجن اعتقل فيه ثوار فلسطينيون؛ كما احتلت قوة من لواء "جفعاتي" المعسكر بعد معارك مع قوات عربية داخله خلال معارك حرب 1948 وأقام الاحتلال حينها معسكراً لاعتقال العرب والفلسطينيين فيه قبل إغلاق السجن في 1949

وتضم القاعدة معسكرات للتدريب والتعليم العسكري ومقرات لضباط كبار في سلاح المدفعية والاتصالات والوحدة العسكرية التابعة للناطق باسم جيش الاحتلال.

وتعمل في القاعدة وحدة "108" المتخصصة في صيانة الأنظمة والمعدات الإلكترونية والتقنية في سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال.

بينما شهد العام 2003 قتل الاستشهادي إيهاب أبو سليم من قرية رنتيس غرب رام الله وأحد أعضاء كتائب القسام 9 جنود من القاعدة بعد أن فجر نفسه بينهم في محطة قريبة منها

وقتل خلال حرب "طوفان الأقصى" ضابط من العاملين في القاعدة وأصيب آخر في عملية طعن نفذها الشاب محمد شهاب من بلدة كفر عقب شمال القدس المحتلة. 

المرشد الإيراني: حزب الله أجبر إسرائيل على الانسحاب من بيروت وصيدا حزب الله يمطر سماء دولة الاحتلال بالصواريخ.. فيديو

مقالات مشابهة

  • 16 نوفمبر.. الجنايات تستكمل محاكمة متهمي "داعش سوهاج"
  • الجيش السوري يتصدى لمسلحي داعش بريف حمص
  • الأمن الصومالي يعتقل عنصرين من حركة الشباب
  • حزب الله: لا نعلق آمال وقف الحرب على أي إدارة أمريكية
  • بــ 65 صاروخ .. حزب الله يمطر مناطق تابعة لجيش الإحتلال الإسرائيلي
  • استهداف 6 قواعد ومواقع إسرائيلية بصواريخ نوعية
  • إنفينيكس تطلق أحدث هواتفها Infinix HOT 50.. وتستهدف تصنيع 2 مليون هاتف ذكي سنويا في مصر
  • الحكومة تمنح الرخصة الذهبية لشركة تصنيع أسلاك كهربائية
  • السجن 10 سنوات بحق مدان عن جريمة إصدار هويات لعوائل داعش
  • تقرير استخباراتي غربي يكشف تورط مليشيا الحوثي بدعم حركة "الشباب" و "داعش" والشراكة بعمليات قرصنة