نجاة عبد الرحمن تكتب: طوفان الأقصى والسيوف الحديدية
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
بدأت فصائل فلسطينية فجر السبت الماضي 7 أكتوبر شن هجوما على إسرائيل، اسمته "طوفان الأقصى"، ردت إسرائيل بهجوم بغارات جوية مكثفة على قطاع غزة أسمته "السيوف الحديدية"، متوعدة باجتياح بري، وتم فعلًا ونقلت إسرائيل عمليتها العسكرية "السيوف الحديدية" من الجو إلى البر بعد أن ركزت ترسانتها الصاروخية من الأسلحة المتطورة والطائرات الحربية، لمدة أسبوع في قصف غزة من الجو، ما أودى بحياة 1799 فلسطينيا بينهم 583 من صغار السن.
وأمرت إسرائيل، امس الجمعة، سكان مدينة غزة بإخلائها والنزوح جنوبا، في إجراء رفضته حماس، وأكدت الأمم المتحدة أنه يطال 1.1 مليون شخص، تزامنا مع تزايد احتمالات الاجتياح البري للقطاع المحاصر منذ حوالي 15 عاما.
ولأول مرة منذ انسحابها قبل 17 عاماً، اتخذت إسرائيل قرارا باجتياح بري لغزة، بعد سياسة "الأرض المحروقة" التي اتبعها بالغارات المدمرة، تمهيداً لتخفيف الأضرار والخسائر المتوقعة من هذا الغزو.
وبدأت قوات الاحتياط، التي تم استدعاؤها والبالغ عددها 350 ألف عنصر؛ 100 ألف منهم على الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا والبقية في محيط غزة، تدريبات عملية على الاجتياح.
ووفق تقديرات فإن الاجتياح البري سيدمر قطاع غزة بلا مبرر، ويواجه صعوبات أبرزها: الكمائن والخنادق في غزة، والأعداد الكبيرة من الرهائن الإسرائيليين، والتحصينات التي شيدتها حماس بالقطاع، ومع ذلك يمكن تنفيذ عمليات توغل من قبل مجموعات خاصة للقيام بعمليات نوعية فقط.
ما حققه كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أعمال، أو لحقهما من خسائر، أو اتخذاه من قرارات، لم تحدث في مواجهات بينهما سابقا، وتشكل فارقة في أداءهما القتالي خلال الصراع الممتد، مما يدلل اننا أمام احداث استثنائية سواء في الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي.
طوفان الأقصى" هو أكبر هجوم بشري تشنه حماس على إسرائيل منذ تأسيس الحركة 1987، ويقدر عدد العناصر التي وصلت للعمق الإسرائيلي أكثر من ألف عنصر، تسببت العملية في سقوط أكبر عدد قتلى في إسرائيل، الذي بلغ 800 حسب إحصاء الجيش الإسرائيلي يوم الإثنين الماضي، في تاريخ أي مواجهة جماعة فلسطينية، والعدد في ارتفاع.
وتعد هذا المرة الأولي الذي يصبح عدد قتلى الإسرائيليين أكبر بكثير من قتلى الجانب الفلسطيني التي بلغ 1799 قتيل فلسطيني من بينهما 583 طفلا وفق وزارة الصحة في غزة.
تمكنت حماس من السيطرة على مواقع إسرائيلية في محيط قطاع غزة لم تستطع القوات الإسرائيلية استعادة السيطرة عليها لمدة 72 ساعة.
تمكن الفلسطينيون من اسر اكثر من 100 إسرائيلي في سابقة لم تحدث من قبل
اغتيال أكثر من قائد عسكري كبير ولواءات في يوم واحد داخل إسرائيل، ونقل بعضهم لغزة.
حماس استخدمت الطائرات الشراعية في اقتحام الفاصل بين غزة ومستوطنات غلاف غزة، مع ظهور منظومة دفاع جوي فلسطينية مصنعة محليا بالكامل.
استخدام طائرات مسيرة متطورة قادرة على حمل قنابل، واستهداف دبابات وقواعد عسكرية بها.
الاستيلاء على عربات وآليات من داخل إسرائيل والذهاب بها لغزة كغنائم حرب.
منظومات صواريخ جديدة بمدى بعيد ضربت عمق إسرائيل حتى تل أبيب.
لجأت الفصائل الفلسطينية لأسلوب الخداع وأساليب حروب الجيل الرابع في تضليل الاستخبارات الإسرائيلية.
اما بالنسبة للأحداث الاستثنائية في الجانب الإسرائيلي، الاعلان عن حالة الحرب رسميا في مواجهات مع فلسطينيين، وكانت تصف تحركاتها دائما ضد غزة بالعملية العسكرية.
* تدخل أمريكا لأول مرة عسكريا لدعم إسرائيل تحريك أسطولها لدعمها عسكريا منذ عام 1982، بالإضافة لجسر جوي وبحري عسكري من الولايات المتحدة لنقل السلاح والجنود في طريقه لدعم إسرائيل، وهو لم يحدث منذ 1973.
* إعلان إسرائيل عدم حرصها على حياة الأسرى بقدر حرصها على مواصلة القتال، وهو نقلة كبيرة في العقيدة القتالية الإسرائيلية.
* استدعاء قوات الاحتياط بقوة غير مسبوقة في مواجهات مع فلسطينيين؛ حيث بلغت 300 ألف جندي، وهو ما لم يحدث منذ عام 1973.
* التفكير في تشكيل حكومة طوارئ مصغرة، وهو لم يحدث منذ عام 1967، حين شكل ليفي أشكول حكومة من هذا النوع بمشاركة زعيم المعارضة حينها مناحم بيجين.
* أول مرة يتم الإعلان عن فشل منظومة الدفاع الجوي "القبة الحديدية" رسميا في التصدي للهجوم الفلسطيني، بالرغْم أنها مصنفة بالنظام الدفاعي الأقوى في إسرائيل.
* أول مرة توسع إسرائيل نطاق قصفها الجوي بالشكل الذي حدث بعد الهجوم الفلسطيني في يوم واحد.
ونقل موقع "واللا" العبري الإخباري أن نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية أنه قواته مضطرة إلى اقتحام قطاع غزة، لترد إسرائيل "بقوة ضخمة".
وطبقا للموقع، فإن الرئيس الأميركي لم يحاول إقناع نتنياهو بالعدول عن خيار إطلاق عملية برية ضد قطاع غزة.
وفي بيان لنتنياهو، قال للإسرائيليين عن رد إسرائيل على الهجوم الفلسطيني: "أطلب منكم الوقوف بحزم لأننا سنغير الشرق الأوسط".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تطورات اليوم الـ406 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
غزة - صفا
دخلت عملية "طوفان الأقصى" التي أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف انطلاقها، يومها الـ406، ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية "سيوف حديدية" ضد قطاع غزة.
واستأنف جيش الاحتلال يوم الجمعة الأول من ديسمبر/ كانون الأول عدوانه على القطاع بعد هدنة إنسانية استمرت سبعة أيام.
واستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 43736 مواطنًا، فيما وصل عدد المصابين إلى 103370، كما أن 72% من الضحايا هم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة.
ومع استمرار العدوان الهمجي، توقفت معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، إما بسبب القصف أو نفاد الوقود.
في المقابل، أشارت التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى أنّ أكثر من 1500 إسرائيلي قتلوا منذ بدء المعارك، بينهم أكثر من 700 ضابط وجندي، بالإضافة إلى نحو 10 آلاف جريح.
وفيما يلي آخر تطورات الأحداث: