ماذا تريد طهران من جولة عبد اللهيان الإقليمية؟
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
طهران – في ضوء التطورات الأخيرة في قطاع غزة، والحديث بشأن ما إذا كان لإيران يد في عملية "طوفان الأقصى" أو لا، بصفتها أحد أهم أركان التحالف غير الرسمي الذي يطلق عليه "محور المقاومة"، وكذلك المساعي الإقليمية لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قام وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بجولة إقليمية برفقة وفد دبلوماسي وإعلامي، شملت كلا من العاصمة العراقية بغداد واللبنانية بيروت والسورية دمشق والقطرية الدوحة.
وفي تصريحاته خلال الجولة، لم يستبعد عبد اللهيان فتح جبهات جديدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، بينما قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية إن قوات بلاده المتمركزة في جميع أنحاء المنطقة تراقب الفصائل المتحالفة مع إيران، والتي "من المحتمل أن تفتح جبهات جديدة" بعد عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
مهدي شكيبائي رافق وزير الخارجية الإيراني في جولته الإقليمية ضمن الوفد الدبلوماسي والإعلامي (الإيرانية) نتائج الجولة الإقليميةورأى مهدي شكيبائي -أحد أعضاء الوفد الدبلوماسي والإعلامي المرافق لوزير الخارجية الإيراني في جولته الإقليمية- أن "المراد من الجبهات الجديدة ليس بالضرورة إيران أو سوريا أو العراق، فقد تكون الجبهات الجديدة من داخل الأراضي المحتلة، من الضفة الغربية أو القدس أو أراضي 48، فضلا عن البلدان الأخرى مثل سوريا والعراق والأردن وحتى قطر والسعودية، لأنهم سيواجهون ضغطا وطنيا للتدخل لنصرة إخوانهم في فلسطين".
وأضاف شكيبائي في حديثه للجزيرة نت، أن "فتح أي جبهات جديدة لا يتعلق بإيران، كما أنه لا يوجد شك بأن طهران ليس لها يد في ما يحصل، مؤكدا أن إيران تلبي طلب شعبها بالتدخل الدبلوماسي في هذه المرحلة".
وفي السياق ذاته، أكد شكيبائي أن "الجمهورية الإسلامية تعتقد أن من واجبها الوطني والديني متابعة العدوان الذي يشنه النظام الصهيوني في قطاع غزة، وتحاول أن توقف العدوان والإبادة التي يقوم بها الاحتلال عن طريق الدبلوماسية"، وأشار إلى اقتراح بلاده -خلال هذه الجولة- عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن الوضع في غزة.
الدبلوماسي السابق أبو القاسم دلفي اعتبر أن هذه الحرب ستحدد مصير المعادلات الجديدة في الشرق الأوسط (الجزيرة) أبعاد الزياراتقال الدبلوماسي السابق أبو القاسم دلفي -للجزيرة نت- إن حزب الله اللبناني يعتبر الأهم بالنسبة لإيران من بين كل فصائل المقاومة، وخصوصا بالنسبة لحكومة الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي، وتابع أن تصريحات عبد اللهيان من بيروت جاءت دعما لحزب الله وتعزيزا لمكانته.
ومن جهة أخرى، رأى دلفي أنه لو قام وزير الخارجية الإيراني بزيارات إقليمية إلى دول أخرى غير التي تنتمي إلى محور المقاومة، مثل القاهرة والرياض، لحملت جولته أبعادا أهم، معتبرا أن الوضع في المنطقة مهيئ يتطلب دبلوماسية على نطاق أوسع مما قامت به الخارجية الإيرانية حتى الآن.
وأضاف أن نهاية الحرب ونتائجها النهائية "ستحدد مصير المعادلات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط"، وسوف "تنعكس بلا شك مباشرة على الدبلوماسية الإيرانية"، إذ قال إن "حركة حماس هي من بدأت الحرب، وهذا قد يؤثر سلبا على سياسات إيران الإقليمية، بصفتها الداعم الرئيس لها".
الخبير في شؤون الشرق الأوسط محمد رضا مرادي يرى أن فتح جبهات جديدة لن يؤثر على وضع إيران (الجزيرة) ست جبهات أخرىلم يستبعد الخبير في شؤون الشرق الأوسط محمد رضا مرادي فتح جبهات أخرى، موضحا أن هناك 6 جبهات من الممكن أن تتقدم إلى ساحة الحرب، إذا استمر الاحتلال بسياسته التي يتخذها لتدمير غزة بشكل كامل، وهي جبهة الضفة الغربية بالدرجة الأولى، ثم فلسطينيو الأردن، وحزب الله اللبناني، والعرب في الأراضي المحتلة عام ١٩٤٨، والجولان، وحركة أنصار الله اليمنية.
وأضاف مرادي في حديثه للجزيرة نت، أن الاحتلال في الوقت الراهن يتهم إيران، ويطالب المجتمع الدولي بإدانتها، على الرغم من أن أجهزة الغرب الاستخباراتية أكدت أكثر من مرة أن إيران ليس لها دور في عملية "طوفان الأقصى"، لذلك فإن فتح جبهات جديدة لن يؤثر على وضع إيران.
ورأى مرادي أن تصريح عبد اللهيان بشأن احتمال فتح جبهات جديدة، فيه شيء من التحذير، كي يتراجع الاحتلال عن التصعيد بالعدوان والتهجير القسري لأهالي غزة.
الأثر على طهرانوقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط إن "هذه العمليات قد تكون بمثابة تهديد وفرصة لإيران بالوقت نفسه، إذ يمكن لإيران أن تخلق فرصة من قلب التهديد، وتفعل سياستها الإقليمية لفرض نفسها مركزا لحل الأزمة الفلسطينية، من خلال عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، أو اجتماع لدول عدم الانحياز، كما يمكنها أن تدخل على خط التفاوض مع مصر التي لا تجمعها علاقات معها، من أجل الوساطة لإنهاء العدوان وإيجاد معبر لإرسال المساعدات لغزة.
أما التهديد الذي قد تشكله هذه العمليات على إيران، فوضّح مرادي أنه يتمثل "بالاتهامات الموجهة لإيران بشأن دورها خلف الستار في ما يتعلق بطوفان الأقصى"، مما يشكل ضغوطا على سياسات إيران ومصالحها الإقليمية والدولية، مثل أموالها المحررة في قطر.
لكن مرادي استبعد أي تدخل عسكري لإيران، موضحا أن سياسة إيران العسكرية معتمدة على الدفاع وليس الهجوم، كما أنه من المستبعد أن تسير التطورات في اتجاه يجر التدخل العسكري للدول الرئيسية في إيجاد التوازنات في المنطقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الخارجیة الإیرانی الشرق الأوسط عبد اللهیان
إقرأ أيضاً:
سفير إيران لدى سوريا: "هيئة تحرير الشام" تؤمن سفارتنا ووعدت بالسماح باستئناف عملنا القنصلي بدمشق
أعلن السفير الإيراني لدى سوريا حسين أكبري، اليوم ، أن السفارة الإيرانية في دمشق ستستأنف عملها قريبا، وذلك بعد أسبوع من سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
ولفت أكبري في مقابلة مع قناة إيرانية إلى أنه "قبل وصول هيئة تحرير الشام إلى دمشق، نهب مجهولون مدينة دمشق بما في ذلك مبنى سفارتنا".
وأوضح السفير الإيراني أن "هيئة تحرير الشام تقوم بتأمين سفارتنا ووعدت باستئناف عملنا القنصلي بدمشق".
وفي وقت سابق، أفادت وكالة "رويترز" نقلا عن مسؤول إيراني كبير أن طهران منفتحة على الحوار مع المعارضة التي استلمت السلطة في سوريا، وقد أنشأت طهران قنوات اتصال مباشرة مع عدد من فصائلها.
وقالت الوكالة نقلا عن مسؤول كبير في طهران: "أنشأت طهران قنوات اتصال مباشرة للتواصل مع بعض المجموعات في قيادة المعارضة السورية، إيران منفتحة على الحوار المباشر مع القيادة السورية الجديدة لمنع أي مسار عدائي بين البلدين".
ويأتي ذلك بعد سيطرة المعارضة السورية المسلحة على العاصمة دمشق، وسقوط نظام بشار الأسد، الذي وصل مع أفراد عائلته لاحقا إلى موسكو، حيث منحتهم روسيا اللجوء والحماية.
انفجارات عنيفة تهز حماة وحمص نتيجة غارات جوية إسرائيلية
أفادت وكالة "سبوتنيك"، اليوم الاثنين، بأن انفجارات عنيفة هزت محافظتي حماة وحمص وسط سوريا، ناجمة عن غارات جوية نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي على مواقع عسكرية في المنطقة.
ووفقًا لمصادر محلية، استهدفت الغارات عدة مواقع عسكرية يُعتقد أنها تضم مخازن أسلحة ومراكز لوجستية، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المواقع المستهدفة، بينما سُمعت أصوات الانفجارات على نطاق واسع في المناطق المجاورة، مما أثار حالة من الهلع بين السكان المدنيين.
من جهته، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي حول الغارات، وهو ما يتماشى مع سياستها المعتادة بعدم تأكيد أو نفي الضربات التي تنفذها داخل الأراضي السورية.
وتأتي هذه الغارات في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات أمنية متسارعة، خاصة بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وسيطرة المعارضة السورية المسلحة على العديد من المناطق، بما في ذلك العاصمة دمشق، ويُعتقد أن إسرائيل تسعى عبر هذه الضربات إلى منع نقل أسلحة متطورة أو تعزيز نفوذ القوى المدعومة من إيران في سوريا، لا سيما بعد التغيرات الأخيرة على الأرض.
في السياق نفسه، أشارت تقارير إعلامية إلى أن الغارات تركزت على مواقع يُعتقد أنها تابعة لفصائل موالية لإيران، التي تُعتبر أحد أبرز حلفاء النظام السوري السابق، ورغم الغموض الذي يكتنف طبيعة الأهداف، فإن المراقبين يرون أن الضربات تأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية لمنع أي تموضع عسكري جديد قد يشكل تهديدًا لأمنها.
ويُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها محافظتا حماة وحمص لغارات جوية إسرائيلية، حيث سبق أن استهدفت إسرائيل مرارًا مواقع تعتبرها تهديدًا لأمنها القومي، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتأثير التحولات السياسية والعسكرية في سوريا على ميزان القوى في المنطقة.