الجزيرة:
2024-12-25@03:23:13 GMT

دعم واشنطن لإسرائيل وأسس المسيحية الصهيونية

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

دعم واشنطن لإسرائيل وأسس المسيحية الصهيونية

منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى، أظهرت الولايات المتحدة دعما غير مسبوق لإسرائيل تخطى كل الدعم التاريخي الذي التزم به كل الرؤساء الأميركيين السابقين، الجمهوري منهم أو الديمقراطي. وخلال زيارته لإسرائيل، قال وزير الخارجية توني بلينكن "الرسالة التي أحملها إلى إسرائيل هي: قد تكون قويا بما يكفي للدفاع عن نفسك، ولكن ما دامت أميركا موجودة، فلن تضطر أبدا إلى ذلك، سنكون دائما بجانبك".

وقبل ذلك، كرر بايدن القول إن "الولايات المتحدة ودولة إسرائيل شريكان لا ينفصلان"، وإن واشنطن "ستواصل التأكد من أن إسرائيل لديها ما تحتاجه للدفاع عن نفسها وشعبها".

لا يمكن فهم دوافع الولايات المتحدة لاتخاذ مثل هذه الموقف من دون العودة للعامل الديني الذي يعد حجر الأساس الأهم، إن لم يكن الوحيد، في مصادر الدعم لإسرائيل داخل الولايات المتحدة.

فجماعات المسيحيين اليمينيين "البروتستانت الإنجيليين" في أميركا، تدفع للتعجيل بسيطرة إسرائيل الكاملة على كل أرض فلسطين المقدسة، إيمانا منها بأن هذا يُسرّع عودة المسيح الثانية.

ويعتقد والتر راسییل میید، الباحث بمعهد هادسون والكاتب بصحيفة وول ستريت جورنال، أن "التأيید الأميركي البروتستانتي للیھود وإسرائیل وُجد قبل أن يطأ الیھود الدولة الأميركیة الناشئة، وقبل أن تتأسس دولة إسرائیل".

ويرى أن عقيدة البروتستانت الإنجيليين مفادھا أنه قبل نھاية العالم سیرجع المسیح، ويمكث في الأرض ألف سنة مع المسیحیین المؤمنین، وبعد ذلك تنتھي الدنیا. ولكن المسیح -وفق ھذه العقیدة- لن يرجع إلى الأرض قبل أن يرجع جمیع الیھود إلى فلسطین.

ترجع جذور هذه العقيدة إلى ما حمله غالبية المهاجرين الأوروبيين إلى الأراضي الأميركية من عقيدة بروتستانتية أصولية حاولوا تطبيقها في مجتمعاتهم الأوربية ولم ينجحوا. ومنذ بداية تأسيس الدولة الأميركية في القرن الـ17، لعبت الرؤى الأصولية المسيحية البروتستانتية دورا كبيرا في تشكيل هوية الدولة.

وتأثرت العقيدة البروتستانتية كثيرا باليهودية، ونتج عن هذا التأثر تعايش يشبه التحالف المقدس بين البروتستانتية واليهودية بصورة عامة، وخلقت علاقة أكثر خصوصية بين الصهيونية اليهودية والبروتستانتية الأصولية.

تتميز البروتستانتية في الولايات المتحدة بصفتين يمكن من خلالهما فهم محاور حركة المسيحية الصهيونية، أولاهما هيمنة الاتجاه الأصولي عليها، وسيطرة التهود على الأصوليين البروتستانتيين.

مصطلح المسيحية الصهيونية لم تتم الإشارة إليه كثيرا قبل حقبة التسعينيات من القرن الماضي، وتصنف هذه المدرسة ضمن جماعات حركة البروتستانت الإنجيليين (Protestant Evangelical)، ولهذه الحركة ما يقرب من 80 مليون تابع داخل الولايات المتحدة.

وتريد المسيحية الصهيونية إعادة بناء الهيكل اليهودي في الموقع الذي يقوم عليه المسجد الأقصى اليوم. وفي نظرهم، يتم ذلك عن طريق تحقيق هيمنة إسرائيلية كاملة على كل فلسطين، كون فلسطين هي "الأرض الموعودة". وتعتقد المسيحية الصهيونية أن من شأن القيام بذلك تعميم البركة الإلهية على العالم كله.

ويمكن تعريف المسيحية الصهيونية بأنها "المسيحية التي تدعم الصهيونية"، وأصبح يطلق على من ينتمون إلى هذه الحركة اسم "المسيحيين المتصهينين".

نشأة الحركة

نشأت المسيحية الصهيونية -كما نعرفها اليوم- في القرن الـ17 في إنجلترا، حيث تم ربطها بالسياسة لا سيما بتصور قيام دولة يهودية حسب زعمها لنبوءة الكتاب المقدس، ومع بدء الهجرات الواسعة إلى الولايات المتحدة أخذت الحركة أبعادا سياسية واضحة وثابتة، كما أخذت بعدا دوليا يتمثل في تقديم الدعم الكامل للشعب اليهودي في فلسطين.

وتتصل جذور هذه الحركة بتيار ديني يعود إلى القرن الأول للمسيحية ويسمى بتيار الألفية (Millenarianism)، والألفية هي معتقد ديني نشأ في أوساط المسيحيين من أصل يهودي، وهو يعود إلى استمرارهم في الاعتقاد بأن المسيح سيعود إلى هذا العالم محاطا بالقديسين ليملك في الأرض ألف سنة ولذلك سموا بالألفية.

ويعد تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية الحديثة هو أول من استخدم مصطلح "الصهيونية المسيحية"، وعرف المسيحي المتصهين بأنه "المسيحي الذي يدعم الصهيونية"، بعد ذلك تطور المصطلح ليأخذ بعدا دينيا، وأصبح المسيحي المتصهين هو "الإنسان الذي يساعد الله لتحقيق نبوءته من خلال دعم الوجود العضوي لإسرائيل، بدلا من مساعدته على تحقيق برنامجه الإنجيلي من خلال جسد المسيح".

هرتزل نفسه آمن وطرح فكرة الدولة اليهودية ولم تكن دوافعه دينية بالأساس، فهو قومي علماني، وأعلن استعداده لقبول استيطان اليهود في أوغندا أو العراق أو كندا أو حتى الأرجنتين، أما المسيحيون المتصهينون، فقد آمنوا بأن فلسطين هي وطن اليهود، واعتبروا ذلك شرطا لعودة المسيح، لذا انتقدوا الموقف المتساهل من قبل هرتزل.

ويشهد الإعلام الأميركي حضورا متزايدا لهذه التيار، إذ إن هناك ما يقرب من 100 محطة تلفزيونية، إضافة إلى أكثر من ألف محطة إذاعية، ويعمل في مجال التبشير به ما يقرب من 80 ألف قسيس.

تترجم حركة المسيحية الصهيونية أفكارها إلى سياسات داعمة لإسرائيل، وتطلب ذلك خلق منظمات ومؤسسات تعمل بجد نحو تحقيق هذا الهدف. لذا، قامت حركة المسيحية الصهيونية بإنشاء عديد من المؤسسات مثل "اللجنة المسيحية الإسرائيلية للعلاقات العامة"، و"مؤسسة الائتلاف الوحدوي الوطني من أجل إسرائيل"، ومن أهداف هذه المؤسسات دعم إسرائيل لدى المؤسسات الأميركية المختلفة، السياسي منها وغير السياسي. وخلال السنوات الأخيرة، أصبحت منظمة "مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل"، التي يرأسها القس جو هاجي، من أهم هذه المؤسسات ذات النفوذ الطاغي في السياسة الأميركية.

هناك أيضا القس رون لادور، والقس روبرت جيفريس، وهم من أكثر القساوسة تطرفا وعنصرية في دعمهم للأساطير الإنجيلية بشأن إسرائيل والأراضي المقدسة.

وفي الوقت الذي يصوت فيه اليهود الأميركيون بنسبة كبيرة للمرشحين الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية، يصوت المسيحيون المتصهينون بنسبة كبيرة جدا للمرشحين الجمهوريين.

وحصد الرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات 2016 و2020 على نحو 80% من أصوات هذه الكتلة التصويتية، ومع ذلك لم يخرج الرئيس بايدن وإدارته عن خط الدعم الكامل لإسرائيل، وذلك لأسباب دينية في جوهرها، وإن كانت تغطيها اعتبارات جيوستراتيجية في بعض الحالات.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ترامب: سيتم الاعتراف بجنسين فقط على مستوى الولايات المتحدة

وعد دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب، بإقرار سياسة رسمية على مستوى الولايات المتحدة تقضي بالاعتراف بجنسين فقط: ذكر وأنثى.

ترامب:  سيتم إنشاء نظام دفاعي صاروخي جديد للبلاد الرئيس البنمي ردًا على ترامب.. سيادة بلادنا على القناة غير قابل للتفاوض

وبحسب روسيا اليوم، أوضح ترامب في مؤتمر "نقطة تحول الولايات المتحدة" في ولاية أريزونا، إن السياسة الرسمية لسلطات الولايات المتحدة ستكون في ظل إدارته هكذا: "لا يوجد سوى جنسين فقط، ذكر وأنثى، لا يبدو هذا الأمر معقدا أبداً، أليس كذلك؟".

وكما ظهر في بث الحدث على وسائل الإعلام، فإن المشاركين في المؤتمر تفاعلوا مع تصريحات رئيس البلاد المقبل بالتصفيق.

وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "التايمز"، نقلا عن مصادر عسكرية، أن ترامب يخطط لتمرير أمر تنفيذي من شأنه أن يؤدي إلى تسريح جميع العسكريين المتحولين جنسيا، ونتيجة لذلك يمكن أن يترك الخدمة نحو 15 ألف شخص.

يشار إلى أن رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك الذي يخطط ترامب لتعيينه لإدارة الكفاءة الحكومية، يؤيد بدوره عقوبة السجن المؤبد للأطباء الذين يجرون عمليات تغيير الجنس للأطفال.

يذكر أن وكالة "أسوشيتد برس" أجرت استطلاعا للرأي في نوفمبر الماضي، أظهرت نتائجه أن حوالي نصف المواطنين الأمريكيين يعتقدون أن دعم حقوق المتحولين جنسيا في الولايات المتحدة قد "تجاوز الحد".

مقالات مشابهة

  • تعطل رحلات طيران في الولايات المتحدة إثر مشكلة تقنية
  • تقرير أمريكي: الحوثيون عدو إسرائيل في اليمن من الصعب على واشنطن ردعهم (ترجمة خاصة)
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة تقدر دور مصر الكبير في المنطقة
  • واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتعزز مواقعها العسكرية
  • ترامب: من المفيد إبقاء تيك توك في الولايات المتحدة لفترة قصيرة
  • هل يعتبر التضخم في الولايات المتحدة تحت السيطرة؟
  • ترامب: سيتم الاعتراف بجنسين فقط على مستوى الولايات المتحدة
  • ترامب: سيتم بدء أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة
  • معهد واشنطن: هذه مصالح إسرائيل في سوريا وهكذا يمكن أن تتحقق
  • الحوثي تكذّب الولايات المتحدة.. هكذا سقطت إف 18 فوق البحر الأحمر