الخليلي أمام رؤساء برلمانات "العشرين": عُمان تتطلع للتعاون من أجل التغلب على تحديات التنمية المستدامة
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
مسقط- الرؤية
ترأس معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي رئيس مجلس الدولة وفد سلطنة عُمان في افتتاح القمة التاسعة لرؤساء البرلمانات بمجموعة العشرين "P20"، والمنتدى البرلماني في العاصمة الهندية نيودلهي، تحت شعار "أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد"، وذلك تحت رعاية رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، والتي تأتي ضمن سلسلة اجتماعات قمة الهند لمجموعة العشرين، بحضور رؤساء برلمانات الدول المشاركة، والمنعقدة خلال الفترة 12-14 أكتوبر الجاري.
وتخلل الاجتماع عدد من الكلمات لرؤساء وفود الدول المشاركة؛ حيث ألقى معالي الشيخ الرئيس كلمة سلطنة عُمان خلال أعمال القمة قال فيها: "يطيب لي في مستهل هذا الاجتماع أن نتقدم بالشكر لجمهورية الهند الصديقة على دعوتها الكريمة لسلطنة عُمان للمشاركة في اجتماعات المجموعة العشرين، متطلعين إلى توطيد مزيد من العلاقات مع كافة البرلمانات المشاركة في هذه القمة، ونهنئ جمهورية الهند على رئاستها الناجحة لهذه الدورة لما تتمتع به من الأمن والاستقرار السياسي حيث كان من أولويات جدول أعمال هذه القمة التنمية المستدامة والدبلوماسية البرلمانية، والتي تجسدت في الإعلان الصادر عن المجموعة الذي تم التوصل إليه بالإجماع، وفي هذا الإطار يسرنا أن نهنئ الاتحاد الأفريقي لانضمامه رسميًا إلى مجموعة العشرين مما يعزز مكانة حضور القارة الأفريقية في عمليات صنع القرار بشأن القضايا العالمية، كما نهنئ جمهورية الهند الصديقة بمناسبة الإنجاز العلمي و التاريخي المتمثل في هبوط المسبار الفضائي الهندي " تشاندرايان – 3" في القطب الجنوبي للقمر". وأضاف معالي الشيخ: "تعتبر المجالس التشريعية وأعضائها شركاء مهمين في ضمان الحوكمة المسؤولة والشاملة والتشاركية والشفافة فضلا عن دورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والشاملة التي تجسدت في أجندة التنمية الشاملة 2030، كما يقع على عاتق أعضاء المجالس التشريعية مسؤولية دعم ومتابعة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وذلك من خلال اللجان الاستشارية التي عملت على صياغة هذه الأهداف، ولدعمهم للجهود الأممية من خلال مشاركاتهم في مختلف المحافل الدولية والإقليمية؛ فقد سعت بلادي سلطنة عمان للعمل نحو تحقيق أجندة التنمية المستدامة 2030 من خلال إدماج مؤشراتها مع السياسات والمبادرات والبرامج الوطنية، وذلك لأن أهداف التنمية المستدامة مرتبطة بشكل مباشر وغير مباشر بالخطط الخمسية للتنمية ورؤية عمان 2040".
وأوضح معاليه خلال كلمته أن التحديات الراهنة التي يواجهها عالمنا، أظهرت أهمية الدور التي تؤديه البرلمانات الوطنية بمواجهة الظروف الصعبة والاستثنائية، إضافة إلى أدوارها الوطنية في إرساء الأسس من أجل السلام والاستقرار في مجتمعاتنا، ولقد كان للبرلمانيين دور مهم في تعزيز الأمن الدولي وفي تأسيس مفاهيم السلام والاستقرار عبر الدبلوماسية البرلمانية التي تعزز قيمة الحوار والفهم وتتماشى مع أدوار الحكومات في تقارب وجهات النظر متعددة الأطراف، وندعو إلى تعزيز عملية إشراك أعضاء المجالس التشريعية في الوفود الوطنية المشاركة في الحوار الدولي والإقليمي.
وفي ختام كلمته، قال رئيس مجلس الدولة: "تتطلع سلطنة عمان إلى أن تكون جزءا من الجهود الساعية لتمكين أعضاء المجالس التشريعية من التفاعل مع غيرهم من الشركاء ونحن ملتزمون بالعمل معًا لوضع الاستراتيجيات والخطط بالتعاون مع دول مجموعة العشرين للتغلب على التحديات التي تواجه أجندة التنمية المستدامة 2030، ويسرنا في ختام هذه الكلمة تسجيل التهنئة إلى جمهورية البرازيل الاتحادية الصديقة بمناسبة استضافتها للقمة في العام المقبل 2024، متمنين لها النجاح والتوفيق".
والتقى معالي الشيخ رئيس مجلس الدولة على هامش القمة بعدد من المسؤولين ورؤساء الوفود بالدول المشاركة، تم خلالها بحث سبل التعاون وتعزيز العلاقات الثنائية.
وتأتي مشاركة مجلس الدولة في هذه القمة بدعوة من مجلس النواب الهندي والتي تعد فرصة لتعزيز الجهود والتعاون الدولي في مختلف المجالات خصوصا البرلمانية. ويرافق معالي الشيخ الرئيس خلال مشاركته كلٍ من المكرمة الدكتورة بدرية بنت إبراهيم الشحية نائبة الرئيس والمكرم الدكتور سعيد بن مبارك المحرمي عضو مجلس الدولة وسعادة السفير عيسى بن صالح الشيباني سفير سلطنة عمان لدى جمهورية الهند وسعادة بنكج كنكسي كيمجي مستشار التجارة الخارجية والتعاون الدولي بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، المنسق الرئيسي لمشاركة عُمان في اجتماعات مجموعة العشرين، وعدد من المسؤولين بالمجلس.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
5 تريليونات دولار فجوة تمويل أهداف التنمية المستدامة
دبي(الاتحاد) قدر خبراء في التنمية المستدامة فجوة التمويل الخاصة بتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بنحو 5 تريليونات دولار سنوياً، لافتين إلى أهمية دور مؤسسات القطاع الخاص والاجتماعي والتمويلات الخيرية للمساهمة في سد الفجوة. وأشار هؤلاء أنه في الوقت الذي يترقب فيه العالم أضخم انتقال للثروات عبر الأجيال في التاريخ خلال العقدين المقبلين والتي تقدر بنحو 83 تريليون دولار، فإن التحدي الأكبر لم يعد توفر رؤوس الأموال بقدر ما يتمثل في القدرة على توجيهها بصورة استراتيجية ومدروسة لضمان استدامتها. وشدد هؤلاء على الحاجة الملحة إلى تبني منهجيات عطاء مدروسة تستند إلى بيانات واضحة للتمكن من توجيه الأموال الخيرية بصورة سديدة وفعالة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لافتين إلى أن العمل الخيري أضحى مفتاحاً للتغيير الشامل والمتّسق. وأكد هؤلاء خلال جلسة مناقشة دور العمل الخيري في بلوغ هذه الأهداف ضمن فعاليات مهرجان الإمارات للآداب، شارك فيها الشيخ سلطان سعود القاسمي مؤسِّس مؤسَّسة بارجيل للفنون، وبدر جعفر المبعوث الخاص لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية بدولة الإمارات، ومؤلف كتاب The Business of Philanthrop، وفادي غندور الرئيس التنفيذي لمجموعة ومضة، على قوة المبادرات والأموال الخيرية وقدرتها على تسريع التغييرات الشاملة، خصوصاً في المناطق السريعة النمو مثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وقال بدر جعفر أنه في الوقت الذي يترقب العالم فيه أضخم انتقال للثروات عبر الأجيال في التاريخ، لم يعد التحدي الأكبر توفر رؤوس الأموال، بل توجيهها بصورة استراتيجية ومدروسة لضمان استدامة النتائج واستمرارها على المدى الطويل، مشيراً إلى الدور الحاسم الذي تؤديه الثروات الخاصة والمبادئ التجارية في تلبية احتياجات المجتمعات المحلية عبر العالم بما يتوافق مع ديناميكياتها وخصوصياتها. وأضاف جعفر أنه مع الثروات المتوقع انتقالها عالمياً في العقدين المقبلين وتقدر بنحو 83 تريليون دولار، بما فيها تريليون دولار في الشرق الأوسط في السنوات الخمس المقبلة لوحدها، تبرز المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الجيل القادم لتسخير هذه الثروات والاستفادة من الأدوات المبتكرة في التعامل مع التحديات. من جهته شدد الرئيس التنفيذي لمجموعة ومضة، على الحاجة إلى الأعمال الخيرية الريادية وضرورة تبني العمل الخيري نهجاً فعالاً يحول المخاطر إلى فرص، ويسخر الابتكار لخدمة البشرية واستدامة الأثر.