(عدن الغد)خاص:

تقرير/ أماني بايمين:

في محافظة الواقعة جنوب شرق اليمن لعبت تجربة التعليم في المجمعات المسائية دوراً هاماً في المجتمع لمواجهة الامية والعزوف عن التعليم وتحسين المستوى التعليمي.

جاءت الفكرة في عام 2015م من قبل قيادة مكتب وزارة التربية والتعليم في المحافظة لإنشاء مجمعات مسائية تحتضن الكثير ممن عجزوا عن استكمال مسيرتهم التربوية والتعليمية، وتوقف تحصيلهم العلمي عند مستويات متواضعة ما دفع بهم إلى سوق العمل ومتطلباته بإمكانات ضعيفة وخيارات محدودة لا تمنحهم القدرة على تحسين ظروفهم المعيشية أو زيادة مردودهم المادي في مواجهة أعباء الحياة.

كان اول مجمع مسائي افتتح في عام 2017م للذكور وهو مجمع الشاطئ بالمكلا عاصمة حضرموت بحسب موقع التربية والتعليم محافظة حضرموت فيما بلغ عدد المجمعات 18 مجمع حتى عام 2022م ويبلغ عدد الملتحقين بها حوالي 1659 دارسا من منقطعين عن الدراسة وربات بيوت وموظفين يسعون لتحسين مؤهلاتهم ودخلهم المعيشي والمجمع يعتبر نظام مدرسي متاح لمن انقطع عن الدارسة لمدة ثلاث اعوام وأكثر، مع مراعاة خاصة في آلية تطبيق اللوائح الفنية والإدارية.

> إصرار وتحدٍّ

يُعرَف عن النساء والفتيات في حضرموت حبّهن للتعليم، والذي يضعنه كجزءٍ لا يتجزّأ من الحقوق التي ينبغي أن تكون مكفولة لهن بصورة بديهية.

هذا الشغف شجّع السلطة ووزارة التربية والتعليم على إنشاء "المجمعات المسائية" التي كان افتتاحها قبل ما يقارب ستة أعوام.

شكّل إنشاء المجمعات المسائية بعد ذلك، دافعًا لدى كثيرٍ من النساء للالتحاق مجدّدًا بصفوف الدراسة وإكمال مراحلهن التعليمية. لا سيما أنّ هذه الصفوف لا تختلف كثيرًا عن المدارس النظامية المتعارف عليها. وتعدّ المجمعات المسائية خطوة تتقدم بها محافظة حضرموت عن سواها من المحافظات.

من أبرز العوامل التي دفعت الفتيات للالتحاق بالمجمعات المسائية هو حاجة الفتاة إلى إثبات قدرتها على المساهمة في تسيير الحياة كشريكة مكافئة للرجل، وقدرتها على ذلك يجعل من الحياة أكثر فاعلية، حيث يتشاركان المسؤولية معًا، كتعليم الأبناء، وتحسين المستوى المعيشي من خلال ازدياد فرص حصولهن على عمل، أو تحسين المستوى الوظيفي لهن في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها اليمن، بسبب الحرب المستمرة منذ ما يقارب الثمانية أعوام.

> ضعف التعليم أزمة مستمرة

أثّرت الحرب الدائرة في اليمن منذ العام 2015، على التعليم في البلاد الى حد كبير، إذ يؤكّد في هذا السياق تقرير صادر عن منظمة اليونيسف، أنّ ما يقارب 6 ملايين طالب وطالبة قد طالهم الضرر من اضطرابات التعليم خلال فترة الحرب، وهو ما سيكون له تبعات هائلة على المدى البعيد، وفي إشارة إلى الفترة التي سبقت جائحة كورونا؛ فقد ذكرت الإحصائيات أنّ ما يقارب المليونَي طفل كانوا خارج العملية التعليمية، وتتعرّض الفتيات اللواتي تسربن من الصفوف الدراسية للزواج المبكر، بينما يصبح الفتيان المنقطعين عرضةً للتجنيد القسري.

وكأحد الحلول لهذه الأزمة، أشارت مديرة مجمع فوة المسائي للطالبات، الى ان "المجمعات المسائية قد تكون البديل المناسب للمتضررين من هذه الحرب بالنظر إلى نجاح التجربة الحضرمية لهذا النوع من المدارس"، كما أشارت إلى أنّ الإقبال يزداد عامًا بعد عام، على هذه المجمعات، وخاصةً في مستويات النقل كالصف الأول الثانوي، وتتراوح أعمار الطالبات المنتسبات من أوائل العشرينيات وقد يتجاوزن الخمسين من العمر في حالات قليلة، لكنها موجودة.

وكان لهذه التجربة الفريدة التي حظيَت بها مدن حضرموت من خلال هذه المجمعات المسائية والتي تستقبل الطلاب والطالبات من مختلف المناطق اليمنية، أثرها الفعَّال على النازحين من مناطق  الحرب والذين تقطّعت بهم سبل الأمان في مدنهم وقراهم وفتحت لهم هذه المجمعات فُسحة من الأمل لترميم ما حطمته الحرب، علَّهم يحظون بفرصة للاستمرار في العيش بطريقة فاعلة وإيجابية في المجتمع، علَّ هذه التجربة الناجحة تلقى صداها في بقية المناطق والمدن اليمنية لتتكرر التجربة وتتضاعف النجاحات وتقل نسبة الأمية التي تنخر في تطلعات الوطن والمواطن.

وجدت هذه الفكرة الطموحة استجابة جيدة ودعم من قبل قيادة السلطة المحلية بالمحافظة يومها، لتتسع دائرة الفائدة وتشمل التلاميذ والطلاب الذين تعثروا في سنوات دراستهم وضاقت بهم السبل ولم يجدوا سبيلاً إلى استعادة زمام المبادرة للتدرج في السلم التعليمي والعودة إليه والسير فيه من لحظة التعثر وسنة الغياب التي دفعت بهم إلى المجهول، لتبرز أمامنا العديد من التحديات لكي نصل بهذه الرؤية إلى أرض الواقع التربوي والتعليمي بالمحافظة

تقول فائزة المحمدي، التي لجأت إلى "المجمعات المسائية" في حضرموت، لكي تتمكن من نيل شهادة الثانوية المجازة من وزارة التربية والتعليم ؛ إنّها وجدت صعوبة في مواصلة تعليمها الجامعي عند عودتها مع أسرتها إلى اليمن قبل أكثر من عشر سنوات، حيث كانت تقيم في المملكة العربية السعودية، والتي أكملت فيها فائزة تعليمها الأساسي والثانوي، غير أنّها لم تتمكن من استخراج شهادتها للثانوية العامة التي تُمكِّنُها من الالتحاق بالتعليم الجامعي حيث  مكنها التعليم المسائي حصولها على شهادة الثانوية العامة والتحاقها بعد ذلك  بكلية الشريعة والقانون في جامعة حضرموت.

كذلك عبد العزيز سالم عمر الذي تعثر مستواه في الصف السابع ما أدى الى انقطاعه لمدة سبعة أعوام وبعد التحاقه بالسلك العسكري قرر استكمال مراحله التعليمية حتى تخرجه من الثانوية العامة هذا العام وخلال تجربته وجد لديه طموح بإكمال تعليمه الجامعي كما أشار الى ان التعليم في المجمعات المسائية يتسم بمرونة وتحفيز من قبل الكادر التربوي.

ويعتبر "التعليم" من أهم الفرص التي تُمنَح للإنسان ليبدأ من جديد في مجتمع عُرف عنه منذ القدم حبّ العِلم ونشره.

مؤخرا تم تقليص عدد المجمعات في حضرموت إلى حوالي اثني عشر مجمعا موزعة في مديريات المكلا (مجمع الميناء المسائي – مجمع فوه المسائي – مجمع الشاطئ – مجمع روكب) واثنان في مديرية الشحر واثنان في مديرية غيل باوزير والريدة وقصيعر نظراً لقلة اقبال الطلبة والطالبات حسب استطلاع من مكتب التربية والتعليم.

تساهم المجمعات في تمكين من كانوا منقطعين عن التعليم او النازحين على مواصلة تعليمهم لكنها تعني بمن توقفوا عن التعليم مدة ثلاثة سنوات سابقة او اكثر ما يضيع مدة سنتين على النازح المنخرط في العمل صباحا او حتى ابناء المحافظة الذين لا يتمكنون من الالتحاق التعليم الصباحي. 
 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: التربیة والتعلیم التعلیم فی ما یقارب من قبل

إقرأ أيضاً:

تقرير: ضغوط متصاعدة على نتانياهو لإنهاء حرب غزة بعد المواجهة مع إيران

القدس "أ ف ب": أظهرت استطلاعات رأي في إسرائيل أن شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو التي ارتفعت خلال الحرب مع إيران، أخذت بالتراجع مجددا مع عودة الحرب في غزة الى الصدارة، وتزايد الضغوط من أجل إنهائها وإعادة الرهائن المحتجزين في القطاع.

وكان نتانياهو قد أعلن تحقيق "النصر" على طهران عقب الحرب التي بدأتها إسرائيل بهجوم مباغت على مواقع عسكرية ونووية في الجمهورية الإسلامية، وانتهت بعد 12 يوما باتفاق لوقف إطلاق النار أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تدخلت بلاده في المواجهة عبر قصف منشآت نووية في إيران.

وكتب أستاذ العلوم السياسية أساف ميداني في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الأحد "لقد استيقظ العالم على فجر جديد تُحترم فيه الهدنة بين إيران وإسرائيل، وستعود إيران إلى طاولة المفاوضات".

أضاف "إلى جانب ذلك، سيتعين على نتانياهو أن يفسّر سلسلة من الإخفاقات، وعلى رأسها الفشل في إنهاء الحرب في غزة" التي بدأت عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وكتب ميداني "رغم أن حماس أُضعفت، إلا أنها لم تُدمَّر، وتحولت - السيوف الحديدية - (الاسم الذي أطلقته إسرائيل على ردها العسكري) إلى حرب استنزاف".

وزاد الاتفاق مع إيران من الضغط الداخلي والدبلوماسي على نتانياهو لإنهاء الحرب في غزة أيضا، حيث تقول إسرائيل إن أهدافها تشمل القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واستعادة الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم العام 2023.

وأظهر استطلاع للرأي نُشر غداة وقف إطلاق النار مع إيران في 24 يونيو، ارتفاع نسبة تأييد نتانياهو، لكن 52% من المشاركين أكدوا أنهم لا يزالون يرغبون في تنحّيه عن المنصب، مقارنة بـ24% فقط يرون أنه يجب أن يبقى في السلطة.

كما أظهر استطلاع أجرته هيئة البث العامة "كان 11" أن نحو ثلثي المشاركين يدعمون إنهاء الحرب في غزة، بينما يؤيد 22% فقط مواصلتها.

ضغط سياسي

وتجمّع آلاف الأشخاص في تل أبيب مساء السبت للمطالبة بإبرام صفقة لوقف إطلاق النار تتيح إعادة الرهائن.

وخاطبت ليري ألباغ التي كانت محتجزة في القطاع وأُفرج عنها في يناير بموجب هدنة سابقة، الحشد قائلة "أناشد رئيس الوزراء نتانياهو والرئيس ترامب: لقد اتخذتما قرارات شجاعة بخصوص إيران. الآن اتخذا القرار الشجاع لإنهاء الحرب في غزة وإعادة المختطفين إلى منازلهم".

وكتب ترامب السبت على منصته "تروث سوشال" إن "نتانياهو يتفاوض على صفقة مع حماس تتضمن إطلاق سراح المختطفين". والأحد أضاف "أبرموا الصفقة في غزة. أعيدوا الرهائن فورا!!!".

وقال نتانياهو إن الحرب مع إيران وفّرت "فرصا" للإفراج عن الرهائن.

في الموازاة، يتصاعد الضغط من خصوم نتانياهو السياسيين، وصولا الى حد الدعوة لاستقالته كرئيس وزراء الأطول عهدا في تاريخ إسرائيل.

وقال سلفه نفتالي بينيت في مقابلة مع القناة 12 السبت "في ظل عجز الحكومة عن اتخاذ القرارات، وحالة الجمود الرهيبة والارتباك السياسي، أقترح الآن اتفاقا شاملا يتضمن الإفراج عن جميع المخطوفين". وأضاف "يجب على نتانياهو أن يتنحى. لقد ظل في السلطة لمدة 20 عاما وهذا أكثر من كافٍ... الشعب يريد التغيير، يريد السلام".

ويتوقع أن يخوض بينيت المعترك السياسي مرة أخرى في الانتخابات المقبلة المقررة في أواخر عام 2026.

"الإخفاقات"

وأقرّ جيل ديكمان، أحد الوجوه البارزة في التحركات المطالبة بالإفراج عن الرهائن، بأن "العملية في إيران كانت ناجحة".

وكانت ابنة عم ديكمان، كرمل غات، قد قُتلت أثناء احتجازها في غزة، وأُعيد جثمانها في أواخرأغسطس 2024.

ويرى ديكمان أن نتانياهو "فشل في جعل الناس ينسون مسؤوليته" عما يعتبره "إخفاقات" خلال هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1219 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.

ومن بين 251 رهينة خطفوا أثناء الهجوم، لا يزال 49 محتجزين، من بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.

وتردّ إسرائيل منذ ذلك الوقت بحرب مدمّرة قتل فيها 56500 شخص في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وقال ديكمان "لن تُنسى إخفاقاته الرهيبة وتخليه عن الأسرى"، وإن أعرب عن "تفاؤل حذر" لوجود "فرصة حقيقية لإنهاء الحرب" بناء على تصريحات ترامب. وأضاف لفرانس برس "لم نتمكن من إنقاذ ابنة عمي، لكن لا يزال بإمكاننا إنقاذ من هم أحياء في غزة".

بقلم ميخائيل بلوم

مقالات مشابهة

  • آخر تقرير إسرائيليّ عن حزب الله.. هذا ما يسعى إليه!
  • عبد اللطيف: مشروع تعديل قانون التعليم لا يمس مجانية التعليم التي تعد حقا أصيلا ودستوريا
  • جامعة الحديدة تستعرض تقرير الأداء السنوي أمام قطاع التعليم العالي
  • وزارة التعليم تستعرض تقرير غرفة العمليات في سابع أيام امتحانات الثانوية العامة
  • تقرير: إسرائيل لن تلتزم بوقف إطلاق نار يؤدي إلى إنهاء الحرب في غزة
  • مجمع اللغة العربية يرصد لغة الحرب في السودان.. من “جغم” إلى “بل بس“
  • تقرير: ضغوط متصاعدة على نتانياهو لإنهاء حرب غزة بعد المواجهة مع إيران
  • عبر تنفيذ البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.. ترميم شامل يعيد الحياة لقصر سيئون التاريخي في حضرموت
  • مدينة تركية تتصدر عناوين العالم بلقب “عاصمة الفطور”.. إليك سر المائدة التي جمعت 52 ألف شخص
  • وزير التعليم: تفعيل تجربة المدارس المصرية الألمانية العام المقبل