استقرار الوضع في الجنوب محكوم بما ستؤول إليه العمليات العسكرية في غزة
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط":تبقى كلمة الفصل للميدان بغياب الوساطات الدولية لوقف الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة في ضوء استقدام تل أبيب الوحدات العسكرية استعداداً لاجتياحه، مع أن وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان أبلغ القيادات اللبنانية التي التقاها بأن قيادة «حماس» أكدت لطهران أن لدى مقاتليها القدرة على المضي في المواجهة العسكرية أشهراً عدة.
وكشف عبداللهيان، كما نقلت عنه مصادر لبنانية مواكبة للقاءاته في بيروت، أن القيادة الإيرانية لم تكن على علم مسبق بتوقيت بدء «حماس» حملتها العسكرية باجتياحها المستوطنات الواقعة في غلاف غزة، وقال إن طهران تواصلت مع قيادة «حماس» التي أبلغتها مضيّها في مواجهة إسرائيل التي تستمر في ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين في قطاع غزة بالتلازم مع فرضها كل أشكال الحصار عليه.
وأكدت المصادر المواكبة أن عبداللهيان بما لديه من معطيات بات واثقاً بأن «حماس» أعدّت مفاجأة غير مسبوقة للجيش الإسرائيلي في حال أصر على اجتياح غزة لاسترداد هيبة المؤسسة العسكرية التي أُلحقت بها ضربة من جراء اجتياح «حماس» للمستوطنات.
وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن عبداللهيان لم يستبعد توسّع نطاق الحرب الدائرة في غزة في حال استمرت إسرائيل بحشد قواتها لاجتياحها، محذّراً من وجود أكثر من سيناريو لتوسيع رقعة المواجهة لئلا تبقى محصورة بقطاع غزة، في إشارة إلى أن المواجهة قد تمتد إلى مناطق أخرى في المنطقة.
ولفتت إلى أن عبداللهيان، وإن كان يحذر إسرائيل من اجتياحها غزة، فإن مجرد حضوره إلى بيروت يعني أن طهران لن تخلي الساحة لخصومها، وستكون حاضرة لمواجهة كل الاحتمالات، وهي أرادت تمرير رسالة بأنها شريك في البحث عن حلول لوضع حد لتمادي إسرائيل في ارتكاب المجازر ضد غزة.
ورأت أن استقرار الوضع في الجنوب اللبناني يبقى محكوماً بما ستؤول إليه العمليات العسكرية في غزة، وقالت إن «حزب الله» بات على استعداد للدخول في مواجهة إذا أصرت إسرائيل على اجتياحها غزة، وقالت إن الحزب يتابع الوضع ليبني موقفه على ما سيترتب على المواجهة من تطورات، وهذا ما ركّز عليه نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم بقوله نحن جاهزون وبجهوزية كاملة، وعندما يحين وقت أي عمل سنقوم به وسنسهم في المواجهة ولدينا خطة ورؤية واضحة.
ورأت المصادر نفسها أن «حزب الله» يتأهب لمواجهة كل الاحتمالات انطلاقاً من قراءته الدقيقة لما سيحمله الميدان من تطورات، مكتفياً حتى الساعة بتبادل الرسائل النارية مع إسرائيل في الجنوب اللبناني، في ضوء ارتفاع منسوب التوتر الذي تجاوز قواعد الاشتباك من دون أن يؤدي حتى الساعة للإطاحة بها.
وقالت إن عبداللهيان لم يحضر إلى بيروت حاملاً معه أمر عمليات بتحريك الجبهة الشمالية على قاعدة التفاهم مع أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله لتحديد ساعة الصفر لبدء المواجهة مع إسرائيل. وأكدت أن حضوره تلازم مع وجود وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في إسرائيل للتأكيد أن طهران لن تخلي له الساحة وهي معنية في المفاوضات الجارية لوقف الحرب على غزة.
وأضافت أن اندلاع المواجهة على طول الجبهة الشمالية ليس وارداً حتى الساعة، وإلا لم يكن عبداللهيان مضطراً للتوجه على وجه السرعة إلى بيروت، لئلا يقال إن الحزب قرر الدخول في المواجهة بطلب إيراني، وقالت إن لحضوره مهمة رئيسة يتطلع من خلالها للتأكيد على أن طهران تسعى للتهدئة وهي على استعداد للعب دور لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي هذا السياق سألت المصادر عن سبب مبادرة واشنطن إلى تبرئة إيران وعدم شمولها حتى الساعة بالحملات التي تقودها ضد «حماس»، وقالت إن الإدارة الأميركية أُحيطت علماً بأن طهران لم تكن على علم مسبق بتوقيت «حماس» بدء حملتها العسكرية، وهذا ما تبلّغته من سلطنة عمان التي ترعى المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حتى الساعة أن طهران وقالت إن حزب الله
إقرأ أيضاً:
هآرتس: إسرائيل تشن حربا على الناشطين الأجانب بالضفة
قالت صحيفة هآرتس -اليوم الخميس- إن إسرائيل تشن حربا على الناشطين الأجانب في الضفة الغربية عبر حملات اعتقال ومصادرة الجوازات والترحيل.
وكشف تحقيق للصحيفة عن ارتفاع عدد المتضامنين الأجانب مع الفلسطينيين الذين رحلتهم السلطات الإسرائيلية خلال العام الماضي.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، رحلت السلطات الإسرائيلية 16 ناشطا أجنبيا بعد اعتقالهم في الضفة بشبهات مختلفة، بينما حققت الشرطة مع 30 ناشطا آخر، حسبما ورد في التحقيق.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن هذه الممارسات ليست صدفة، بل هي تطبيق لسياسة معلنة لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بتعاون وثيق مع الجيش والشرطة ووزارة الداخلية.
ونقلت عن المحامية ميشال بومرانتز، التي دافعت عن بعض الناشطين الذين تم ترحيلهم، إن عدد الاعتقالات للناشطين الدوليين بناء على ادعاءات كاذبة تزايد في محاولة للضغط عليهم للمغادرة.
وأوضحت أنه ضمن هذه السياسية، أمر بن غفير الأشهر الأخيرة وحدة في الشرطة الإسرائيلية مسؤولة عن "الجرائم الخطيرة" في الضفة الغربية بالتحقيق مع الناشطين الأجانب.
وقالت الصحيفة إن الناشطين الأجانب في الضفة الغربية يأتون من دول بينها الولايات المتحدة وبلجيكا وبريطانيا، مشيرة إلى أن عددهم يقدر بالعشرات كل عام ويزداد مع اقتراب موسم حصاد الزيتون في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني.
وأشارت إلى وجود ضحايا من هؤلاء الناشطين بينهم الأميركية من أصل تركي عائشة نور إزجي التي قتلت بنيران الجيش الإسرائيلي في بلدة بيتا قرب نابلس شمالي الضفة الغربية في سبتمبر/أيلول الماضي، والأميركية الأخرى راشيل كوري التي قُتلت دهسا بجرافة إسرائيلية في قطاع غزة عام 2003.