تحركات ديبلوماسية مرتقبة هذا الأسبوع تعكس تصاعد قلق الدول على لبنان
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
تعكس الزيارتان اللتان سيقوم بهما اول الأسبوع الطالع كل من وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا، ووزير خارجية تركيا هاكان فيدان للبنان تصاعد قلق الدول حيال معالم انزلاق لبنان نحو الحرب. ومن المقرر ان يعقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي هذا الاسبوع سلسلة لقاءات واجتماعات ديبلوماسية وامنية وسياسية بهدف العمل على تحصين الوضع الداخلي من جوانبه كافة.
وكتبت" النهار": لم يكن المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبداللهيان في السفارة الإيرانية في بيروت سوى اثبات على تصاعد احتمالات توريط لبنان في الحرب او على الأقل استخدام ايران للبنان كمنصة لتوظيف التطورات من موقع نفوذها الساحق على "حزب الله" و"حماس".
فالوزير الإيراني تعمد الكلام باسم "المقاومة" مباشرة وليس باسم بطهران وذهب الى سرد التوقعات المتصلة ب"المقاومة" كما بما يمكن ان يتخذه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله من قرارات. وذهب عبد اللهيان الى القول أنّه "في حال تلكؤ المجتمع الدولي والأمم المتحدة والفاعلين في العالم والمنطقة والذين يدعمون إثارة الحروب الإسرائيلية، فسيلقون الردّ الذي تريده المقاومة في المكان المناسب وهذا الردّ سيغيّر خارطة الأراضي المحتلة".
واوضح أنّه اطّلع من السيد حسن نصرالله على "التطورات الميدانية للمقاومة في فلسطين ولبنان"، مضيفاً "إنّه رجل براغماتيّ ولطالما كان له الدور الأبرز في تحقيق أمن لبنان والمنطقة"، لافتاً إلى أنّ "أي خطوة سيقدم عليها "حزب الله" سينتج عنها زلزال كبير ضد الكيان الصهيوني".
اضاف "اقترحنا أن يُعقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الإسلامية للبحث في الوضع في غزّة وأعلنّا استعداد طهران لاستضافته". واذ اعتبر ان "المقاومة هي التي تحدد شروطها بعد وقف العدوان على غزّة"، لفت إلى أنّ "المقاومة وضعت أمامها السيناريوهات المحتملة عند باقي الجبهات والإعلان عن ساعة الصفر إزاء أي إجراء في حال استمرار الجرائم الإسرائيلية هو في يد المقاومة".
وكتبت" الجمهوربة": بالتوازي مع تأكيد لبنان الرسمي اولوية الاستقرار الامني، والسعي لتجنيب لبنان تداعيات ما يحصل، والالتزام بمندرجات القرار 1701، والتشديد على دور الجيش في حماية الامن والاستقرار، والتعاون مع قوات اليونيفيل، تتوالى الإتصالات من اكثر من مستوى دولي وتشدّد على القيادات المسؤولة العمل على إبقاء لبنان بمنأى عن الحرب الدائرة في غزة وعدم الإنخراط فيها، وضمن هذا السياق تحرّك الأميركيّون تلاهم مسؤولون في الامم المتحدة، وكذلك الفرنسيون ،مشددين على تجنّب اي خطوة من شأنها أن تمدّد ما سمّاه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون النزاع الدائر في المنطقة، الى لبنان. وضمن هذا السياق، تندرج زيارة مرتقبة لوزير الخارجية التركية هاكان فيدان الى بيروت .
مسؤول كبير، ابلغ الى «الجمهورية» :"هناك جهد كبير يُبذل على اكثر من مستوى خارجي لتجنّب اشعال الجبهة الجنوبية، لكن رغم ذلك، أشعر بقلق كبير، لا بل بخوف عظيم من أن تتدحرج الأمور في أيّ لحظة، خصوصاً انّ اسرائيل في حربها هذه لا تسعى فقط إلى تصفية حركة «حماس»، كهدفٍ أعلنه رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، بل إلى فرض قواعد جديدة في المنطقة، وهذا الامر يَنصُبُ أمامنا سيناريوهات مخيفة".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
عز الدين من الصوانة: من يراهنون على ضعف المقاومة واهمون
أحيا "حزب الله" احتفالا تكريميا لشهداء المقاومة الإسلامية في بلدة الصّوانة الجنوبية، في حضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين وفاعليات.
وألقى عز الدين كلمة الحزب، مؤكدا أن "المقاومة ما زالت قوية ولم تضعف، على الرغم من الآلام والأوجاع التي أصابتها بفقد سادتها وقادتها وعلى رأسهم السيد الشهيد الأسمى والأغل حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين والشيخ نبيل قاووق ، وصولا إلى القيادات العسكرية، إلا أنها ما زالت واقفة وقوية وتملك الإرادة، ومستمرة بالمضي على نهج الشهداء لتحمي إنجازاتهم وعطاءاتهم وتضحياتهم، والذين يراهنون على ضعفها واهمون، لأنّ المقاومة قوية بالمجاهدين وبكم وقوية بإيمانها وهي مستمرة وستستمر على الرغم من كل ما يجري من حولها".
وقال:"المقاومة حققت نصرا مستحقا نتيجة الصمود والبأس والشدة في القتال الذي أجبر العدو على قبول وقف العدوان، واتفاق وقف إطلاق النار بمندرجاته لا يلغي المقاومة على الإطلاق، والمقاومة التزمت به، وترى الخروق الصهيونية، وهذه الخروق تتحملها المقاومة لفترة محدودة، وتعرف اللحظة المناسبة التي تتصرف من خلالها في ردها على كل ما يجري، فيما لو أمعن العدو بخروقاته ولم تتحرك اللجنة المولجة، والتي تتحمل فرنسا وأميركا المسؤولية فيها".
واشار الى أن الاستحقاق الرئاسي مهم، ولطالما دعا حزب الله إلى إنجازه، ولا يستطيع أحد من الخارج أن يفرض رئيسا على المجلس النيابي، لأن من ينتخب الرئيس هم النواب، فيما لم يجر الانتخاب إلى الآن بسبب عدم قدرة القوى السياسية والبرلمانية أن تتوافق على مرشح واحد، ولعل البعض يغيّر من المواقف التي كان عليها نتيجة للتطورات التي حصلت في لبنان وما يجري من حولنا في سوريا".
ورأى ان "المقاومة مع حلفائها والكتل الأخرى التي تؤمن بخيار المقاومة، يشكلون كتلة صلبة يستطيعون من خلالها إضافةً إلى بعض التحالفات الأخرى أن تكون لهم الكلمة الأساسية في هذا الاختيار، ولذلك نرى حراكا دائما ومستمرا، ومن هنا يجب ألا نقلق على الإطلاق في ما يتعلق بهذا الاستحقاق"، ونؤكد مجددا أننا "نريد أن نسهّل انتخاب رئيس للجمهورية ضمن الضوابط والقواعد الدستورية، ونملك القدرة مع حلفائنا على أن نكون فاعلين في هذا الاستحقاق، وأن نأتي برئيس يمتلك المواصفات والمعايير المطلوبة لإدارة البلد، وأن يكون قويا لأن ما يجري حول لبنان ليس أمرا بسيطا أو سهلا".
وبالإشارة إلى من يقول أنّه لو لم تدخل المقاومة في إسناد غزة لم تكن إسرائيل لتدخل في حرب مع لبنان، قال عز الدين: "من يفكر بهذه الطريقة غاب عنه الكثير حول معرفة هذا العدو وطبيعته وعقيدته وخلفيته الفكرية والسياسية وأطماعه في لبنان، مستدلا باجتياح العدو الإسرائيلي بدباباته لأراض سورية على الرغم من الهدنة بين سوريا والعدو، والعدوان اليومي بالغارات الجوية على سوريا". وأشار إلى أن "العدو الصهيوني يملك مشروعا توسعيا واستيطانيا وهو أداة لأميركا، وأميركا تريد أن تمسك بكل أطراف الصراع في هذه المنطقة، وتريد الاستفادة من كل شيء، لذلك دخل الإسرائيلي واحتل أرضها وأصبح على بعد 20 كلم من العاصمة دمشق، ووصل إلى نقطة بدأت تشكل تهديدا وخطرا كبيرا، ولم يحرك أحد ساكنا على الإطلاق، لا العرب ولا أوروبا ولا أميركا ولم يستنكر أحد هذا الفعل".
وختم :"نحن تجاه سوريا نرى أن على أي سلطة أن تحفظ وحدة الأراضي السورية وتتطلع لجميع المكونات والطوائف والإثنيات الموجودة فيها، وأي نظام سيجانب هذه الموضوعات يجب أن يحدد موقفه من العدو الإسرائيلي، لأننا عندما بنينا علاقتنا مع سوريا بنيناها على أساس القرب من فلسطين والعداء مع العدو الصهيوني".
وكانت كلمة باسم عوائل الشهداء ألقاها والد الشهيدين مهدي وجواد حمادي الشيخ حسن حمادي فأكّد "افتخاره بالانتماء إلى هذه المسيرة التي لا تبخل في مواجهة العدو الذي يريد أن ينتقص من سيادتنا وكرامتنا وعزتنا، ونهضت في مواجهة الأخطار التي تتربص بنا من جانب العدو الصهيوني وأميركا، ونحن عندما نقدم أبناءنا لا نقدمهم منّة لأحد بل قربة إلى الله".
واختُتم الاحتفال بتلاوة للسيرة الحسينية العطرة.