صدى البلد:
2025-02-21@13:39:41 GMT

فوائد سورة إبراهيم.. رسائلها وكيف نطبقها في حياتنا

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

فوائد سورة ابراهيم،  تعد فوائد سور القرآن الكريم وفضلها ونفعها كبير على المسلم في حياته وبعد مماته، وفي آيات القرآن الكريم العديد من الأحكام الشرعية، ويستحب للمسلم أن يعرف أسباب نزول السور وفضلها وفوائدها وكيف يطبق آيات القرآن الكريم في حياته ، وأوضح المفسرون أن نزول سورة ابراهيم في مكة له أسباب تختلف عن نزولها في المدينة المنورة في الغرض، وسورة ابراهيم مكية عدد آيات هذه السورة اثنتان وخمسون آية واهتمت سورة ابراهيم بقضية الربويية والتوحيد لله عز وجل، بالملك والتصرف والتدبير.

كيفية حفظ القرآن الكريم ؟ طريقة سهلة مش هتنساه تاني دعاء ختم القرآن الكريم مكتوب كاملًا .. من أفضل النعم

فوائد سورة ابراهيم
فوائد سورة ابراهيم، توحيد الله سبحانه، في أكثر من موضع في السورة ، وسورة ابراهيم ووضحت معرفة التوحيد والنبوة، وضرورة الانشغال بالأعمال الصالحة، وأوضحت السورة أن القرآن الكريم غاية البلاغ إلى الله سبحانه وجاء في ذلك قوله سبحانه وتعالى: هذا بلاغ للناس (إبراهيم:52) وأنزل هذه السورة حتى ينتفع الناس بها، فيصيروا مؤمنين مطيعين، ويتركوا الكفر والمعصية، ولاإله إلا الله هي قاعدة دين الله التي يقوم عليها منهجه في الحياة.  

سورة ابراهيم أكدت أن المقصود من خلق الإنسان هوالتوحيد لله  عز وجل، وعبادة الله وحده لاشريك له، لأن الله إلها معبودا واحدا ، واستدلت على ذلك في قوله تعالى رب اجعل هذا البلد آمنا وقوله: رب إنهن أضللن ، وقوله: ربنا إني أسكنت وقوله ربنا إنك تعلم وقوله: رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء وقوله: ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ، وفي فضل سورة ابراهيم لم يرد حديث معين عنها كسورة كاملة لكن وردت أحاديث تتعلق بآيات منها.

- روى البخاري ومسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: المسلم إذا سئل في القبر، يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فذلك قوله: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إبراهيم:27

- روى ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: يُعرض الناس يوم القيامة على ثلاثة دواوين: ديوان فيه الحسنات، وديوان فيه النعيم، وديوان فيه السيئات، فيقابل بديوان الحسنات ديوان النعيم، فيستفرغ النعيم الحسنات، وتبقى السيئات مشيئتها إلى الله تعالى، إن شاء عذب، وإن شاء غفر في إشارة إلى الآية الكريمة وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار (إبراهيم:34)، وإلى قوله أيضا ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار (إبراهيم:28).

- روى البزار عن عائشة رضي اللّه عنها، قالت: قلت: يا رسول الله! تُبتلي هذه الأمة في قبورها، فكيف بي، وأنا امرأة ضعيفة؟ قال:  يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة".. وهذا مما ورد في آيات سورة ابراهيم.

فضل سورة إبراهيم
فضل سورة إبراهيم،  سورة إبراهيم لم يرد في فضلها شيء مخصص لكن جاء فيها عددا من الأحاديث الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- منها: ما جاء في سؤال القبر في إشارةٍ إلى الآية الواردة في السورة: "يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظّالِمينَ وَيَفعَلُ اللَّـهُ ما يَشاءُ" فقال عنها الرسول الكريم:" نزلتْ في عذابِ القبرِ؛ فيقالُ لهُ: مَنْ ربُّكَ؟ فيقولُ: ربيَ اللهُ ونبيِّي محمدٌ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-"وسألت عائشة -رضي الله عنها- النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن قوله تعالى: "يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزوا لِلَّـهِ الواحِدِ القَهّارِ"فأين يكون الناس؟ قال: على الصراط"

تفسير سورة ابراهيم من آية 24 إلى 27
تفسير سورة ابراهيم من آية 24 إلى 27  قال تعالى "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ 24 تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ 25 وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ 26 يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ 27 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ 28
-وتفسير بن كثير يقول نصا": علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : مثلا كلمة طيبة  شهادة أن لا إله إلا الله ، كشجرة طيبة وهو المؤمن ، أصلها ثابت يقول : لا إله إلا الله في قلب المؤمن ، ( وفرعها في السماء ) يقول : يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء .
وهكذا قال الضحاك ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة وقتادة وغير واحد : إن ذلك عبارة عن المؤمن ، وقوله الطيب ، وعمله الصالح ، وإن المؤمن كالشجرة من النخل ، لا يزال يرفع له عمل صالح في كل حين ووقت ، وصباح ومساء .
وهكذا رواه السدي ، عن مرة ، عن ابن مسعود قال : هي النخلة، وشعبة ، عن معاوية بن قرة ، عن أنس : هي النخلة، وحماد بن سلمة ، عن شعيب بن الحبحاب ، عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بقناع بسر فقال : " ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة " قال : " هي النخلة .
وقال البخاري : حدثنا عبيد بن إسماعيل ، عن أبي أسامة ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أخبروني عن شجرة تشبه - أو : كالرجل - المسلم ، لا يتحات ورقها [ ولا ولا ولا ] تؤتي أكلها كل حين " . قال ابن عمر : فوقع في نفسي أنها النخلة ، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان ، فكرهت أن أتكلم ، فلما لم يقولوا شيئا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هي النخلة . فلما قمنا قلت لعمر : يا أبتا، والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة . قال : ما منعك أن تكلم ؟ قال : لم أركم تتكلمون ، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئا . قال عمر : لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا .
-عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لأصحابه : " إن من الشجر شجرة لا يطرح ورقها ، مثل المؤمن " . قال : فوقع الناس في شجر البوادي ، ووقع في قلبي أنها النخلة  فاستحييت ، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هي النخلة  " أخرجاه أيضا .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا أبان - يعني ابن زيد العطار - حدثنا قتادة : أن رجلا قال : يا رسول الله ، ذهب أهل الدثور بالأجور! فقال : " أرأيت لو عمد إلى متاع الدنيا ، فركب بعضها على بعض أكان يبلغ السماء ؟ أفلا أخبرك بعمل أصله في الأرض وفرعه في السماء ؟ " . قال : ما هو يا رسول الله ؟ قال : " تقول : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله " ، عشر مرات في دبر كل صلاة ، فذاك أصله في الأرض وفرعه في السماء " .وعن ابن عباس ( كشجرة طيبة ) قال : هي شجرة في الجنة .


كيف نطبق سورة ابراهيم في حياتنا
كيف نطبق سورة ابراهيم في حياتنا ، اشتملت سورة ابراهيم  أمثال وحكم أبهرت العقول ووضحت الربوبية وتوحيد الله عز وجل وصف الله تعالى القراَن الكريم بالكتاب الذي يُخرج الناس من الظُلمات إلى النور.
وتضمنت السورة  مجموعة من العظات في قوله تعالى: اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ*الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ.

وفي  سورة إبراهيم تثبيت من الله تعالى لعباده المؤمنين في الدنيا والاَخرة، وإضلال الذين أعرضوا عن ذِكره وإتبعوا أهوائهم، ووضح سبحانه ذلك بالآية الكريمة: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}.

وبينت السورة أن الله تعالى ذكر فيها نصائح ومواعظ، لأجل انتفاع الخلق بها ليكونوا مؤمنين ويتركوا الكفر والمعصية.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القران الكريم رسول الله صلى الله علیه وسلم لا إله إلا الله القرآن الکریم الله تعالى فوائد سورة ن الکریم رضی الل عن ابن الله ت

إقرأ أيضاً:

محمود التهامي يرد على فتوى عبد الله رشدي بتحريم الإنشاد المصحوب بالموسيقى

رد المنشد الديني، محمود التهامي، على منشور للشيخ عبدالله رشدي يفتي فيه الاخير بحرمة الغناء المصحوب بالموسيقى. 

وقال التهامي في منشور على فيس بوك، إن الموسيقي والغناء تعتبر من أقدم وسائل البشر والمخلوقات للتعبير عن أفراحهم، وآلامهم، والتخفيف من أتعابهم. 

وتابع : ولما جاء دين الحق، وكان من فطرة الإنسان ما تقدم، فإنه لم يصادمها، بل أكدها وأقرها، لذلك نراه يبيح للمسلمين أن يطربوا ويغنوا في مناسبات الأفراح، بل إنه يعتبر ذلك في العرس والعيد من المستحبات والقربات! وعندما نتحدث عن الغناء هنا، فنحن نقصد الغناء البعيد عن التغني بالفحشاء، والتحريض على الفجور والموبقات.



وأضاف التهامي، ان الحلال لا يحتاج إلى دليل لأن الأصل في الشيء الحل،  والذي يحتاج إلى دليل هو التحريم والنهي، فعندما يقال الغناء حلال فهذا لا يحتاج إلى دليل أما قول الآخر أن الغناء حرام فهذا الذي يحتاج إلى دليل. 

وذكر التهامي، أن دليل التحريم بطبيعة الحال هو كتاب الله "حصرا" أما من خارج كتاب الله فيكمن هناك النهي ولكن لا وجود للتحريم من خارج كتاب الله، فــالمولى عز وجل يحرم ويحلل .. ويأمر وينهى ولكن رسول الله "قد يأمر وينهى" ولكن لا يحلل محرما ولا يحرم محللا وهذه معلومة قد تكون جديدة لدى البعض من أصحاب الفكر التراثي. 

وأشار إلى أن التحريم أمر شمولي وأبدي ويحمل طابع الأزلية كونه صادرا من رب العباد الأعلم بعباده "الآن وبعد غد أما النهي فهو أمر ظرفي لزمان ومكان معينين. 

وتابع : فالغناء والموسيقى وهي موضوعنا من أعراف المجتمعات كأن يطرب شخص ما بالطبل والمزمار
ويطرب آخر بالموسيقى الكلاسيكية، ومن أبرز العلماء الذين تطرقوا لهذه القضية ابن حزم وأبو الفضل المقدسي وابن قتيبة الدينوري، وأبو منصور البغدادي، وابن طاهر المقدسي، والإمام الغزالي، والأدفوي، وابن دقيق العيد والشيخ الشعراوي ... رحمهم الله، وكلهم من المبيحين الذين يرون بأن الرجوع إلى (الأصل) وهو (الإباحة) ما دام لم يصح فيها تحريم. 


ويقول ابن حزم الأندلسي في ذلك قولا هاما: "إنه لم يصح في باب تحريم الغناء حديث وكل ما فيه فموضوع"!! ثم يقول: "ووالله لو أسند جميعه أو واحد منه فأكثر من طريق الثقات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تردّدنا في الأخذ به". 


ومن ثم يتدرج ابن حزم بعد الانتهاء من تتبع أحاديث التحريم إلى المرحلة الثانية التي يقوم عليها الرأي القائل بالإباحة وهي تقديم عدد من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تفيد إباحة الرسول ـ قولاً، أو فعلاً، أو تقريراً ـ للسماع.


ـ فعن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان تغنيان وتضربان ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسْجى بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه، وقال: "دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد".

وفي حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كانت جارية من الأنصار في حجري، فزففتها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمع غناءً فقال: "يا عائشة ألا تبعثين معها من يغني؛ فإن هذا الحي من الأنصار يحبون الغناء؟


وعن جابر رضى الله عنه "نكح بعض الأنصار بعض أهل عائشة، فأهدتها إلى قباء، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهديت عروسك؟" قالت نعم: قال: "فأرسلت معها بغناء فإن الأنصار يحبونه"؟ قالت: لا، قال: "فأدركيها يا زينب ـ وهي امرأة كانت تغني بالمدينة ـ".

ويروي المقدسي بسنده إلى خالد بن ذكوان عن الرُّبَيِّع بنت مُعَوّذ قالت: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليّ صبيحة بُني عليّ فجلس على فراشي كمجلسك مني، فجعلت جويريات يضربن بدف لهن، ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إلى أن قالت إحداهن: وفينا نبيٌّ يعلم ما في غد، فقال: "دعي هذا وقولي الذي كنت تقولين قبله"...صحيح البخاري.


ويذكر عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سافر سفراً طويلاً فنذرت جارية من قريش لئن ردَّه الله تعالى أن تضرب في بيت عائشة بدفّ، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت الجارية فقالت عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: فلانة ابنة فلان نذرت لئن ردّك الله تعالى أن تضرب في بيتي بدف، قال: "فلتضرب" قال أبو الفضل: وهذا إسناده مفصل، ورجاله ثقات، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا نذر في معصية الله" فلو كان ضرب الدف معصية لأمر بالتكفير عن نذرها أو منعها من فعله.

ويروى عن طريق أبي داود عن نافع مولى ابن عمر قال: سمع ابن عمر مزماراً فوضع إصبعيه في أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع، هل تسمع شيئاً؟ قلت: لا. فرفع إصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وسمع مثل هذا، وصنع مثل هذا (ولو كان الغناء حراماً لما اكتفى الرسول بوضع يديه على أذنيه تنزيهاً لنفسه؛ بل كان نصّ على التحريم).


وعن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ قالت: جاء حبش يزقنون في يوم عيد في المسجد، فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم حتى وضعت رأسي على منكبه، فجعلت أنظر إلى لعبهم، حتى كنت أنا التي انصرفت عن النظر.

وتابع: ما أريد أن أقول: اعتمد المانعون للغناء على بعض الأحاديث والآراء الفقهية سواء بسواء من رأى الإباحة منهم، مع محاولة البعض تأويل قوله تعالى (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين) لقمان6، على أنه الغناء، في حين أن لهو الحديث هنا يحتمل الغيبة والنميمة وقول الشعر، وإن سلمنا جدلا بقولهم إنه الغناء فإن هناك شرطا بنص الآية الكريمة وهو الإضلال عن سبيل الله،ولكن هذا غير صحيح، فعندما يحرم الله شيئا تراه صريحا في كتاب الله كقوله تعالى (حرمت عليكم أمهاتكم) وقوله تعالى (حرمت علیکم المیتة والدم ولحم الخنزیر وما اهل لغیر الله به) وقوله في مجمل المحرمات (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم... الاية)

وأكد التهامي، أنه لم يرد تحريم الغناء بنص كتاب الله إطلاقا، فلا تدخل في جدال مع من يرون أنفسهم وكلاء لله على الناس يحرمون على الناس ما لم يحرمه الله عز وجل في كتابه الكريم إنما يتبعون فقه آبائهم وأجدادهم الأولين، فقه الذين خلطوا كتاب الله بآخر من صنع البشر، وأخذوا يحرمون من عند أنفسهم بما تصف ألسنتهم الكذب، وهم يظنون أن ذلك شيئاً يسير. 

وذكر التهامي، ان الغناء الطيب المقترن بآلات الموسيقى كالدف والطبل، سنة في الأعراس والأعياد والختان وقدوم الغائب، مباح في سائر الأيام والمناسبات.

وأضاف أن الدف والطبل والعود والناي والكمان ...الخ  آلات ثبت جوازها بأدلة خاصة، وغيرها من الآلات لم يرد بشأنه نص صحيح بالحظر أو الإباحة، فالجواز هو الأرجح، قياسا على الآلات المباحة صراحة، ولأن الأصل في غير الأمور التوقيفية هو الإباحة، وبدليل بعض الأحاديث العامة.

وقال إن احتراف الغناء الهادف الخالي من المنكرات، ثم التكسب به أمر مشروع، فقد اشتهر كثير من النساء والرجال بذلك في عصر السلف الصالح، ولم يصح عن أحد منهم أي إنكار، وبعضهم كان معروفا به في أيام النبوة، كأرنب وسيرين.

وأوضح أن الغناء مباح للرجال والنساء على السواء، ولا يشترط فيه صغر السن، فإنه لم يثبت دليل واحد يخص قوما بالإباحة دون غيرهم، بل توفرت أحاديث وآثار صحيحة، تصرح بجوازه للجميع.

وقال ان أدلة المحرمين لا تنفع شيئا، فهي قسمان: قسم ضعيف أو موضوع، وقسم صحيح لكنه بعيد عن محل النزاع لأنه ينهى عن الغناء الفاحش الماجن أو الغناء الشركي.

وأوضح ان الواقع أن أدلة الإباحة غالبها مخرج في الكتب الصحاح، أما أدلة التحريم فسائرها من المصنفات المتساهلة في الأسانيد.

وقال ان الغناء في المناسبات وغيرها، كان محل قبول في أيام الصحابة وكبار التابعين، فإنه لم يثبت عن أحد منهم ما يدل على منعه، بل وصلتنا عنهم أخبار صحيحة تقطع بالإباحة.

وإنما ظهر الخلاف حول الغناء في عصر أتباع التابعين، وكان ذلك نتيجة الجهل بأدلة الجواز، أو سدا للذرائع، فإن بعض الأئمة، رأوا شيوع غناء المجان، وتكاثر المخنثين، فأفتوا بحظر الغناء وآلاته حماية للمجتمع من الانحلال، حسب اجتهادهم القاصر.

وذكر أن جواز الغناء بالدف في الأفراح، مذهب جماهير الفقهاء من جميع المذاهب، وإنما الخلاف القوي في غير مناسبات السرور، وهذه مسألة لا ينتبه لها الذين يتصدون للتحريم، فتراهم ينسبون إلى الأئمة التحريم المطلق، وهم مدلسون أو كاذبون أو جاهلون مقلدون.

وأشار إلى أنه لا يصح عن أحد من الأئمة الأربعة نص بتحريم الغناء الخالي من الكلام الفاحش، ولم يثبت عن أحد منهم تحريم شيء من آلات الموسيقى، إلا الطنبور وهو العود، فمحرم عند الإمام أحمد وحده، فالأئمة الأربعة بريئون من التحريم الذي ينسبه إليهم بعض المؤلفين والخطباء!

وقال التهامي إن إباحة الغناء الخالي من المجون والشرك، وجواز آلات الموسيقى جميعها، اختيار عشرات الأئمة المجتهدين من كل المذاهب، وهو اختيار تعضده نصوص الشريعة وقواعدها.

وذكر أن جواز الإنشاد من غير استعمال آلات الطرب، محل اتفاق الأئمة، وإنما شذ بعض المتأخرين فقيدوا الإباحة ببعض المناسبات، ونصوص الشريعة ترد عليهم بقوة.

وأخيرا: كل الفنون الغنائية مباحة، ما لم تقترن بمحرم كالمجون والعري، أو تتضمن دعوة للشرك والكفر والفجور، فالتحريم أو الكراهة يكونان لذلك، لا للغناء في حد ذاته.
 

مقالات مشابهة

  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. إلهي، سيدي ومولاي
  • حاجة المؤمنين إلى مغفرة رب العالمين
  • متى أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟.. بدأ منذ ساعات
  • أفضل الأعمال المستحبة يوم الجمعة.. اغتنمها
  • كلمات تبرد نار قلبك إذا نزل بك ابتلاء أو مصيبة
  • ضوابط صلاة التراويح في شهر رمضان 2025
  • اعطوا الطريق حقه
  • هل الإيذاء من الأقارب يبيح قطيعة الرحم.. الإفتاء توضح
  • هل يجوز عمل العقيقة فى بلد آخر فقير؟.. أمين الفتوى يحسم الجدل
  • محمود التهامي يرد على فتوى عبد الله رشدي بتحريم الإنشاد المصحوب بالموسيقى