صحيفة المناطق السعودية:
2024-11-21@11:34:23 GMT

غزّه.. وسيناريوا الخروج من بيروت..

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

عبدالرحمن الراشد*

حركة «حماس» ليست حالةً استثنائيةً في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ولو كانَ التباهي بالعمليات فإنَّ تنظيماتٍ فلسطينيةً أخرى قد سبقتها وأذهلت زمنَها بعمليات لم تقلّ ضخامةً، الفارق أنَّ وسائلَ التصوير كانت محدودةً، ونوافذَ الإعلام مغلقة. «الفتح الثوري»، المعروفة باسم قائدها «أبو نضال»، قتلت نحو ألفي شخص في عشرين بلداً، خطفت طائراتٍ وسفناً، واغتالت سياسيين.

«الجبهة الشعبية»، جماعة يسارية أخرى، زعيمُها جورج حبش، قامت بعملياتٍ ضخمة، أشهرها خطفُ وزراء النفط في اجتماع «أوبك» في فيينا، وطافت بهم على متن طائرة انتهت في الجزائر. وفي عملية أخرى فجَّرت ثلاثَ طائراتٍ دفعةً واحدة في مطار عمان.

أبو نضال والشعبية اندثرا في سوريا والعراق، أمَّا حركة «فتح» فمستمرة وصارت على أرضها الفلسطينية. كان نشاطُها الحركي والمسلّح جزءاً من مشروعٍ وطني سياسي. أمَّا أبو نضال فقد انتهى بندقية عند «البعث» العراقي، وحبش تابعاً لـ«البعث» السوري.

أخبار قد تهمك رابطة العالم الاسلامي… المنظمة التي لا تغيب عنها الشمس 15 أكتوبر 2023 - 3:49 صباحًا بـ”مليون ريال”.. الشباب يبيع التذكرة الأغلى 15 أكتوبر 2023 - 3:02 صباحًا

«حماس» قد لا تنجو بعد هجماتِ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الكبيرة. وأتصوَّر أنَّ قيادة الحركة كانت تدرك ذلك، عندما اعتمدت مشروعَ الهجوم؛ لأنَّ الصراعَ عادةً محكومٌ بميزان الخسائر. ولم يكن ينقصُ «حماس» في الماضي المتطوعون المتدربون على القتال، مع هذا كانت العمليةُ لا يتجاوز عددُ منفذيها أصابعَ اليدين فقط. كان التوازن جزءاً من حسابات الصراع الذي يتحمَّله ويتعايش معه الطرفان. كذلك، إسرائيل، رغم كثرة الاشتباكات الصغيرة، لا تهاجم «حزبَ الله» تقريباً إلا بعد كل عقد من الزمن، عندما ترى أنَّ قدراتِه البشريةَ والتسليحية قد نَمَت بما تعتبره خطراً عليها.

لا تحسم محطات الصراع الميليشيات المسلّحة، ومهما تردَّد صداها في العالم سرعان ما يطويها النسيان. السلطة الفلسطينية، عندما كانت «منظمة التحرير»، بقيادة «فتح»، عاشت في المنافي وأدارت الشأنَ الفلسطيني سياسياً وعسكرياً واجتماعياً. بعد نفيها من بيروت، عادت عبر مؤتمر مدريد، ثم تحوَّلت إلى سلطةٍ شرعيةٍ عبر «اتفاق أوسلو»، وعلى ترابِها الموعود، الضفة الغربية. اليوم قد تكون الأمل عند الإنسان الفلسطيني الذي يريد الاثنين؛ إنقاذ وضعِه المعيشي اليومي الصعب، ودولة فلسطينية مستقلة.

الإسرائيليون يرفضون بذريعة أنَّ السلطة عاجزة عن أن تتحمَّلَ مسؤوليتَها، وأنَّ قيادتَها، «أبو مازن» ورفاقَه، قد شاخوا، وليسوا بكفاءة كبارِ قياديي المنظمة الراحلين. في المقابل، يمكننا القولُ، إسرائيل خَلَت من أمثال القادة التاريخيين؛ رابين. رئيس الوزراء الحالي، نتنياهو، ينظر إليه كثير من الإسرائيليين كشخصيةٍ فاسدة وانتهازية، ولم يكن شريكاً في السلام في كل المساعي السابقة. وهو من أجلِ إنقاذ نفسِه من السجن يعيش في صراعٍ مع منافسيه ورفاقه في الحزب.

المنطقة أمام أزمة في غايةِ الخطورة، قد تكبر وتتَّسع. إضافةً إلى غزة، قد يطول الدمار الضفة، وتنشب حربٌ في لبنان، وربَّما تمتدّ النيران إلى أبعد من ذلك جغرافياً، ولفترة طويلة.

أرى شبهاً بين هذه الحرب وحرب بيروت عام 1982 عندما غزاها شارون، بعد محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، المفارقة أنَّ الفاعلَ كان من جماعة «أبونضال»، واتّهمت بها دمشق. لكن الذي دفع الثمنَ كانت «منظمة التحرير»، أجبرها الإسرائيليون على الرحيل إلى تونس والسودان واليمن. عملياً انتهت «فتح» كحركة نضال مسلّح.

العمليات والتصريحات الإسرائيلية تقول إنَّها تنوي التخلّص من التنظيم ومعظم مسلّحي «حماس»، بما في ذلك إخراجهم من القطاع عبر مصر.

شمالاً، من المستبعد أن يتورَّط «حزب الله» في الحرب؛ لأنَّ ذلك سيعني عودة الجيش الإسرائيلي إلى جنوب لبنان. يعي أن تدميرَ قدراتِه سيُضعفه في سوريا، التي أصبحت أكثرَ أهمية له عسكرياً وسياسياً، وقد يفقد هيمنتَه الكاملة على لبنان نفسه.

نعود ونتساءل: لماذا نفّذت «حماس» هذا الهجومَ الضخم، أو كما يسميه البعض «11 سبتمبر الإسرائيلية»؟ هل هو عملية انتحارٍ جماعية أم حسمٌ لمأزق توازن القوة؟ «القاعدة» بعد هجماتِها تحوَّل أفرادها من تنظيم يحكم دولةَ أفغانستان إلى العيش في الكهوف، وانتهى بابن لادن مختبئاً في باكستان، وأولاده في إيران. لكن «القاعدة» تختلف عن «حماس»، إن مشروعها كان دولة الخلافة، فانتازيا تاريخية، لا محلّ لها في العصر الحديث، في حين أنَّ المشروع الفلسطيني حقيقي وله أملٌ كبير.

مع هذا، نحن أمام فرصةٍ سانحة، كما قال تشرشل في «الأمم المتحدة»، بعد دمار الحرب العالمية الثانية: «لا تدَعوا الأزمات تذهب سُدى».

«حماس» اختارت هذا الطريق. وإسرائيل قرَّرت تغييرَ واقع غزة بالقوة وإنهاء «حماس». وكلا الطرفين لن يحسم الصراع، لن تحرر «حماس» فلسطين بطائراتها الشراعية، ولن يقضي نتنياهو على عزيمة الفلسطينيين في إقامة دولتهم.

* نقلاً عن: aawsat.com

15 أكتوبر 2023 - 3:57 صباحًا شاركها فيسبوك تويتر لينكدإن ماسنجر ماسنجر طباعة أقرأ التالي أبرز المواد15 أكتوبر 2023 - 2:54 صباحًاالصحة العالمية: إجلاء آلاف المرضى جنوب غزة “حكم إعدام” أبرز المواد15 أكتوبر 2023 - 2:32 صباحًاحماس تعلن مقتل 3 من عناصرها في لبنان بضربة إسرائيلية أبرز المواد15 أكتوبر 2023 - 2:09 صباحًاإسبانيا تخصص 11 مليون يورو لدعم متضرري زلزال المغرب أبرز المواد15 أكتوبر 2023 - 1:45 صباحًااختتام بطولة “بادل ون التصنيفية” بحائل أبرز المواد15 أكتوبر 2023 - 1:06 صباحًامواطن يطور موهبته في تصنيع النوافير والشلالات لتصبح مصدر دخل15 أكتوبر 2023 - 2:54 صباحًاالصحة العالمية: إجلاء آلاف المرضى جنوب غزة “حكم إعدام”15 أكتوبر 2023 - 2:32 صباحًاحماس تعلن مقتل 3 من عناصرها في لبنان بضربة إسرائيلية15 أكتوبر 2023 - 2:09 صباحًاإسبانيا تخصص 11 مليون يورو لدعم متضرري زلزال المغرب15 أكتوبر 2023 - 1:45 صباحًااختتام بطولة “بادل ون التصنيفية” بحائل15 أكتوبر 2023 - 1:06 صباحًامواطن يطور موهبته في تصنيع النوافير والشلالات لتصبح مصدر دخل رابطة العالم الاسلامي… المنظمة التي لا تغيب عنها الشمس تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2023   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكتويتريوتيوبانستقرامواتساب فيسبوك تويتر ماسنجر ماسنجر فيسبوك تويتر ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوكتويتريوتيوبانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: صباح ا

إقرأ أيضاً:

مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تباين

المناطق_واس

أغلقت مؤشرات الأسهم الرئيسية في بورصة وول ستريت الأمريكية، على تباين، في ختام جلسة التداولات.

فقد أنهى المؤشر “ستاندرد اند بورز” 500 التداول مرتفعا بواقع 0.31 نقطة ليصل إلى 5916.83 نقطة.

أخبار قد تهمك دراسة: جينات وراثية وراء تناول الحلويات بشراهة 21 نوفمبر 2024 - 3:53 صباحًا البرلمان العربي يدين تهديدات كيان الاحتلال الإسرائيلي بضرب العراق 21 نوفمبر 2024 - 3:47 صباحًا

بينما تراجع المؤشر “ناسداك” المجمع 22.38 نقطة ليغلق عند 18965.59 نقطة.

وبدوره، صعد المؤشر “داو جونز” الصناعي 138.98 نقطة لينهي الجلسة عند 43407.92 نقطة.

Copy URL URL Copied 21 نوفمبر 2024 - 3:55 صباحًا Share Facebook X LinkedIn Messenger Messenger Read Next أبرز المواد21 نوفمبر 2024 - 3:44 صباحًارئيس الصين يدعو لوقف للنار بغزة.. وللحشد لحل سياسي بأوكرانيا أبرز المواد21 نوفمبر 2024 - 3:35 صباحًاصرف موظفين اتحاديين وتوفير 500 مليار.. ماسك يكشف خطة الإصلاح أبرز المواد21 نوفمبر 2024 - 3:27 صباحًا10 إرشادات تضمن سلامة اللحوم أبرز المواد21 نوفمبر 2024 - 3:22 صباحًادراسة: الجسم يمتص الفيتامينات من الهواء أبرز المواد21 نوفمبر 2024 - 3:16 صباحًاأمير منطقة المدينة المنورة يرعى حفل جائزة الأهالي للمعلم المتميز21 نوفمبر 2024 - 3:44 صباحًارئيس الصين يدعو لوقف للنار بغزة.. وللحشد لحل سياسي بأوكرانيا21 نوفمبر 2024 - 3:35 صباحًاصرف موظفين اتحاديين وتوفير 500 مليار.. ماسك يكشف خطة الإصلاح21 نوفمبر 2024 - 3:27 صباحًا10 إرشادات تضمن سلامة اللحوم21 نوفمبر 2024 - 3:22 صباحًادراسة: الجسم يمتص الفيتامينات من الهواء21 نوفمبر 2024 - 3:16 صباحًاأمير منطقة المدينة المنورة يرعى حفل جائزة الأهالي للمعلم المتميز دراسة: جينات وراثية وراء تناول الحلويات بشراهة دراسة: جينات وراثية وراء تناول الحلويات بشراهة تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك Find us on Facebookالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستFacebookXYouTubeInstagramWhatsApp Facebook X Messenger Messenger WhatsApp Telegram Back to top button Close البحث عن: FacebookXYouTubeInstagramWhatsApp Close Search for Close Search for

مقالات مشابهة

  • خبير سياسي: السلوك الإسرائيلي بعد «7 أكتوبر» أدى إلى وفاة منطق حل الدولتين
  • مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تباين
  • 10 إرشادات تضمن سلامة اللحوم
  • هذا هو عدد قتلى الجيش الاسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023
  • الصحة اللبنانية: ارتفاع عدد الشهداء منذ أكتوبر 2023 إلى 3544 شهيدا
  • 3544 شهيدا في الهجمات الإسرائيلية على لبنان منذ أكتوبر 2023
  • مسؤول لبناني: حزب الله وافق على المقترح الأميركي مع بعض التغييرات
  • واشنطن تحذر أنقرة من مواصلة العمل مع حماس
  • مقتل 85 من كوادر الدفاع المدني في غزة منذ 7 أكتوبر 2023
  • غداً .. عرض الفيلم الغربي "أنا ماشي أنا" بمهرجان القاهرة السينمائي