توصيات زراعية لمحصول الزيتون.. صناعة وتجارة مربحة
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
قال الدكتور طارق صلاح سالم، وكيل وزارة الزراعة بالدقهلية، إنه في الآونة الأخيرة لاقى الزيتون اهتماما كبيرا، فهو لم يعد شجرة كمالة عدد أو وسيلة خضراء، بل أصبح زراعة وصناعة وتجارة مربحة لأصحابها وأفضل حالا من كثير من الفاكهة الأخرى، كما أصبح مجالا خصبا لاستقطاب فرص عمل متخصصة وخبيرة وعمال موسمية مميزة، كما أصبح الزيتون مساهما قويا في جلب العملة الصعبة، لأنه اخترق أسواق أوروبية وأمريكية مهمة، وحفر لنفسه اسما وسمعة طيبة تحت كلمة «منتج مصري».
وتابع وكيل وزارة الزراعة بالدقهلية، بأن المناخ في مصر متغير بوتيرة أسرع من المتوقع، والزيتون هو الشجرة الوحيدة التي لها دورة نمو معقدة ومتراكبة ومتشابكة، ورغم أنه من أشجار المناطق شبه الجافة، إلا أن الموجات الحارة المتواصلة لها أثر كبير على الإنتاجية وجودة الثمار، ولها تأثير أكبر على نسبة الزيت ودرجة التلوين وعدم استيفاء الزيتون لاحتياجات البرودة اللازمة يؤدي إلى نقص في المحصول تتجاوز 30% للأصناف الأجنبية، بالإضافة لتعرضه لموجات خطيرة من رياح الخماسين، أثناء التزهير والتلقيح والإخصاب يؤدي إلى نقص في المحصول بالإضافة إلى الموجات الحارة المتتالية، مما يؤثر على حجم الثمرة والمادة الجافة ونسبة الزيت بجانب طول فترة الشتاء شديد البرودة يؤدي إلى تأخير كبير في تزهير كثير من الأصناف وربيع بارد متقلب ما بين الصيف المبكر والشتاء المتأخر ثم الصيف المتوغل قاسي الحرارة كلها عوامل مؤثرة قد تطيل موسم التزهير لكثير من الأصناف مثل «بيكوال، مانزانيللو، كلاماتا، بعض العجيزي».
التوصيات الزراعية لمحصول الزيتونويؤكد وكيل وزارة الزراعة بالدقهلية، بأن المناخ وتقلباته هو المسيطر على إنتاج الموسم، لذلك لابد على الفلاحين والمزارعين اتباع توصيات زراعية لإنتاج محصول جيد، وقبل الموسم بفترة كافية لابد من دراسة ما يسمى بالجدوى المناخية الشاملة، بمعنى دراسة التاريخ المناخي للمنطقة، وحساب وتقدير قيمة المؤشرات المناخية ونضربها في مؤشرات المحصول ونحسب تراكماتها ومن هنا نستنتج إن كان الموسم سيمر بسلام أم لا، وهل نحتاج إلى التدخل النوعي، والعمل على زيادة محتوى الكربوهيدرات بأسرع وقت ممكن، لأن زيادة كمية الغذاء الموجه هو العامل المحدد الأول لزيادة نسبة العُقد ونجاحه ومقاومته لبعض المتغيرات المناخية الحادة، وزيادة توافر الكربوهيدرات هو أمر حيوي لبدء الإزهار في الزيتون بشرط توافر الظروف المحفزة والتي تعتمد على الظروف البيئية والتوازن الأيضي السائد.
ومن أهم العناصر العذائية التي تعمل على زيادة نسبة الكربوهيدرات في أشجار الزيتون هي البوتاسيوم والكالسيوم والماغنسيوم والزنك والبورون والمولبيدنيوم، بالإضافة إلى التخلص التام من الاصابات الحشرية والمرضية مع نهاية موسم الحصاد والجمع وتحسين الحالة الصحية للزيتون وتهيئتها فسيولوجيا بتكثيف إضافة مركبات الطاقة في وقت مبكر وعلى دفعات وعدم التوقف حتى بعد دخول الشجرة في التزهير، وتوفير قدر مناسب ومستمر من المياه في منطقة الجذور وعلاج مشاكل الملوحة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محصول الزيتون زراعة الدقهلية الزيتون توصيات زراعية
إقرأ أيضاً:
حقول المستقبل الذكية تقاوم هبات التهديدات المناخية
أولت الكثير من الدول مواجهة التحديات في القطاع الزراعي من خلال برامج دعم الابتكارات الزراعية وإطلاق استراتيجيات للحد من التأثيرات المناخية، وشمل هذا الدعم تمويل دراسات وأبحاث في مجال الابتكارات الزراعية إضافة إلى تبني استراتيجيات خلق الوعي لدى المزارعين حول التغيرات المناخية وطرق مواجهتها. وقد بدأ مفهوم الزراعة الحديثة Modern Agriculture بالظهور في بدايات القرن الثامن عشر، وأدى هذا المفهوم إلى ثورة كبيرة في عالم الإنتاج الزراعي خلال وقت قصير من الزمن، فتمّ اتباع أساليب زراعية جديدة ومبتكرة كان من شأنها زيادة الناتج الزراعي بشكل كبير جدا، وتم من خلال هذا النظام استغلال الموارد الزراعية المتوفرة بشكل مثالي، ومن الأساليب الزراعية التي ظهرت في تلك الفترة هو تغيير نظام دورة المحاصيل من ثلاثة محاصيل إلى أربعة، كما أصبحت عمليات إكثار المحاصيل ذات النوعية الممتازة (التهجين الانتقائي) تتم بشكل كبير، ثم تم إدخال الجرارات الآلية لحرث الأرض، وقد تم حماية المحصول من التلف كوضع السموم للأعشاب الضارة التي تنمو بين المحاصيل، والحرص على زراعة أنواع من المحاصيل ذات قدرة على مقاومة الأمراض، فضلا عن استخدام العديد من المواد الطبيعية كالسماد الطبيعي، ولقد تطورت أساليب الزراعة الحديثة مع التقدم العلمي، وتطوير مصادر طاقة جديدة، ففي حين كان المزارع العادي في بدايات القرن العشرين ينتج محصولا يكفي لعائلته فقط، أصبح بإمكانه الآن إنتاج محصول زراعي يكفي لعشرات العائلات. إن استخدام تكنولوجيا الزراعة الحديثة لم يسهم فقط بالتأثير بشكل إيجابي على المجال الزراعي، بل إن له دورا في المضي قدما بعجلة التنمية الحضرية وتطور الثورة الصناعية، إذ أدت إمكانية الحصول على ناتج جيد من المحاصيل بأيد عاملة قليلة إلى توفير هذه الأيدي وتوجيهها إلى قطاعات أخرى كالصناعة. وفي ضوء التغيرات المناخية وما أحدثته من تحديات لقطاع الزراعة، ظهر ما يعرف بالزراعة الذكية وتعني انتهاج أساليب زراعية جديدة تأخذ في الحسبان التغيرات المناخية، ويقوم نهج الزراعة الذكية على تطوير استراتيجيات زراعية تضمن الأمن الغذائي المستدام.
تعديل البيئة الزراعية وتحويرها من بين الأساليب الزراعية والتقنيات المبتكرة والمستخدمة في مجال الإنتاج الزراعي المطبقة في الزراعة المحمية وتعرف Protected Agriculture وهي أحد الأساليب الزراعية القائمة على تعديل البيئة الطبيعية وتحويرها للوصول إلى المستوى الأمثل لنمو النباتات فيها، حيث يتيح هذا الأسلوب في الزراعة زيادة إنتاجية المحاصيل الخضرية والبستانية بجودة عالية في بيوت زجاجية، وفي المناطق التي تعاني من مشاكل تجعل الزراعة التقليدية فيها مستحيلة، ويتم ذلك من خلال التحكم في عوامل بيئية؛ كالإضاءة، ودرجة الحرارة، والرطوبة، والتهوية عن طريق مراوح وأجهزة تكييف خاصة. الأمر الذي شجع الباحثين إلى التوجه إلى دراسة وتقييم هذه التقنيات وباستخدام مواد متوفرة في سلطنة عمان ويمكن شراؤها بسهولة. وفي هذا المجال قامت الوزارة ممثلة بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بعمل العديد من الدراسات البحثية ذات العلاقة باستخدام التقنيات الحديثة في البيوت المحمية والزراعة المائية، وإيجاد أصناف من محاصيل الخضر والفاكهة والمحاصيل الحقلية ذات إنتاجية وجودة عالية، إضافة إلى استخدام تقنيات التحسين والتهجين للحصول على الأصناف المتحملة للظروف المناخية للسلطنة. وتم تنفيذ تجارب تتعلق بإنتاج الخضار في غير موسمها للتغلب على التحديات المرتبطة بالمناخ وذلك باستخدام التقنيات الزراعية للبيوت المحمية المبردة وتقنية الزراعة المائية والأحيومائية وذلك بهدف تحسين الإنتاجية والتقليل من استهلاك المياه، حيث تم نقل هذه التقنيات لدى المزارعين في مختلف المحافظات. ومن بين البحوث التي تم تنفيذها تبريد المحلول المغذي المستخدم في الزراعة المائية لتقليل تأثير ارتفاع درجات الحرارة على المحاصيل. والتي أسهمت بشكل كبير في رفع الإنتاجية إلى حوالي 40% من خلال تهيئة الظروف الملائمة للنباتات لامتصاص الأسمدة بكافة مكوناتها، وقد تم نشر هذه التقنية لدى المزارعين من خلال برامج نقل التقنية الذي تقوم به الوزارة في مختلف أنحاء سلطنة عمان. وفي الزراعة المائية التي تعرف بـHydroponic التي هي أحد الأساليب الزراعية القائمة على استبدال التربة بمحلول يحتوى على العناصر الغذائية التي تحتاجها النبتة، ويتم استخدامها لزراعة الخس، والطماطم، والفلفل، والخيار، والفراولة، إلخ.. يتم في هذه التقنية تزويد الماء بالعناصر الغذائية المناسبة حسب نوع المحصول المراد إنتاجه، حيث تم إجراء دراسة في المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية حول تأثير المحاليل المغذية على إنتاجية الخيار تحت ظروف البيوت المحمية المبردة باستخدام تقنية الزراعة دون تربة (النظام المفتوح)، وقد أشارت الدراسة إلى أن المحلول المغذي الجديد قد تفوق في إنتاجية أصناف الخيار بنسبة (8%)، وتم نشر هذه التقنية مع المزارعين من خلال برنامج نقل تقنيات الزراعية المحمية.
| |